قبل 5 سنوات كانت شركة نوكيا وسيمنيز وسامسونج وغيرها من الشركات الأخرى تسيطر على السوق العالمي في مجال الهواتف المحمولة وكان لنوكيا النصيب الأكبر في تربع عرش السوق في المبيعات والشهرة لقوة اجهزتها و لجودة كاميراتها والقطع المستخدمة .
في الأعوام الأخيرة تتنافس شركتي آبل وسامسونج لتربع عرش سوق الهواتف المحمولة بأجهزتها الذكية المزودة بأنظمة تشغيل حديثة بها العديد من المميزات كمتاجر التطبيقات الذي تضم تطبيقات عددية تخدم المستخدم ، و المعروف أن أجهزة آبل تأتي نظم تشغيلها من نفس الشركة أما سامسونج فتعاقدت مع قوقل لتمديد أجهزتها بنظام أندرويد من قوقل .
أخترقت آبل السوق باستراتيجية كشط السوق skimming strategy فى التسعير لمنتجاتها وتعني هذه الاستراتيجية تحديد سعر مرتفع للمنتج الجديد لحصاد أقصى عائدات طبقة تلو طبقة من قطاعات السوق التي ترحب بدفع سعر مرتفع ، وتحقق الشركة مبيعات أقل لكنها أكثر ربحية . وتحتفظ اجهزة آبل بقيمتها فى حالة إعادة البيع لفترات طويلة حتى بعد صدور هاتف جديد تقل بنسبة بسيطة تلائم احتياجات السوق بعد انا وصل لمرحلة التشبع بشكل يضمن الحفاظ على الصورة الخارجية للشركة ( عدم إهانة المنتج ) .
أما سامسونج تعتمد على سياسة مخالفة تماما وهى استراتيجية التمكن من السوق ( اختراق السوق)* Penetration strategy فى تسعير منتجاتها وتعني هذه الاستراتيجية تحديد سعر منخفض للمنتج الجديد بهدف جذب عدد كبير من المشتريين، وحصة سوق كبيرة.
فبدلا من تحديد سعر ابتدائي مرتفع لأخد الكشط من قطاعات سوق صغيرة و لكنها مربحة ، تستخدم الشركات تسعير اختراق السوق فيحددوا سعراً ابتدائياً منخفضا كي يخترقوا penetrate السوق بسرعة ، وعمق لجذب عدد كبير من المشترين بسرعة ، وكسب حصة سوق كبيرة . وينتج عن أحجام المبيعات المرتفعة انخفاض في التكاليف مما يسمح للشركة بتقليل سعرها أكثر.
لذا نجد التنوع الدائم لمنتجات شركة سامسونج واللعب على ( الإغراء الإليكترونى ) للعملاء وتقسيم التقنية الى أكثر من منتج فعلى سيبل المثال من الممكن جداً دمج “جالكسى” مع “جالكسى نوت “والإكتفاء بمنتج واحد يحمل كافة المزايا ، لكن تفتيت التقنية وتحويلها لأكثر من منتج يتيح لها تقليل التكاليف والتلاعب فى مؤشر سعر البيع طبقاً لمتغيرات السوق هى سياسة تطبقها سامسونج بإمتياز .
نقطة اخرى لطرح سامسونج هواتف متنوعه وفى فترة قليلة هى الخوف من المنافس وهنا تطبق سامسونج طريقة الجيوش فى التعامل مع الحروب بضربة إستباقية توجع المنافس وهى ” آبل” بالتأكيد وتضعها فى حيره من طرح آى اجهزة منافسة لسامسونج حتى لايقال انها تقلدها او ان شركة آبل لم تقدم جديد .وهنا نجد العديد من القضايا المتنازع عليها بين الشركتين على براءات إختراع تتهم كل واحدة منهم الأخرى بالسطو عليها .
نوكيا تتابع تلك السياسات وفي نفسها مضض وغيض فقررت أن تدخل السوق بهاتف لوميا 920 الذي يتميز بكاميرا ليس لها منافس وإداء سريع وقررت فيه اعتماد نظام التشغيل ويندوز فون وهذا قرار مفاجئ من قبل نوكيا فنظام التشغيل ويندوز فون خسر الكثير من حصته في السوق للأنظمة الأخرى وخسرت الأخيرة السوق لعدم وجود نظام تشغيل يوافق التطورات الكبيرة في مجال الهواتف في أجهزتها .
ويعتبر نظام ويندوز فون نظاماً وسطاً كما صرح مدير مايكروسوفت ستيف بالمر الذي اعتبر الأندوريد أنه ” جامح ” و ” غير مضبوط ” بسبب أن قوقل لا تقدم أسلوب واضح لمراقبة متجر تطبيقات قوقل بلاي بشكل فعال وهذا مايجعل التطبيق عرضة للبرمجيات الخبيثة التي يعاني منها المستخدم في النهاية ، أما نظام تشغيل آبل iOS، سماه مدير مايكروسوفت أنه ” مرتفع السعر ” و ” مضبوط بشكل كبير”. وشرح بالمر أن هاتف الآيفون قد يتجاوز سعره الألف دولار في بعض الأسواق في العالم، ويرى أن آبل تتحكم بشكل كبير في متجر التطبيقات وعلى الطرف المعاكس تماماً لما تفعله قوقل مع تطبيقات الأندرويد .
لوميا 920 أمل وحلم نوكيا في تربع سوق الهواتف المحمولة ، فهل سيكون الحلم حقيقة ؟ هذا ما ستكشفه لنا التقارير في الأيام القادمة .