المتظاهرون في اسطنبول يحتفلون بأول انتصار لهم على أردوغان
بتاريخ : 02-06-2013 الساعة : 11:18 PM
بعد اكثر من 24 ساعة من المواجهات العنيفة مع الشرطة احتفل الالاف من المتظاهرين بعد ظهر السبت في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قائلين له "نحن هنا يا طيب.
اين انت؟".
وفور انسحاب عناصر شرطة مكافحة الشغب ضجت ساحة تقسيم بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا اليها بالالاف وهم يهللون فرحا.
البعض اخذ يردد النشيد الوطني والاخرون يصفقون ويرقصون في وسط ساحة تقسيم التي انتشرت في ارجائها روائح النصر بعد الرائحة الحارقة للغازات المسيلة للدموع.
وضمت هذه الجماهير المتحمسة ممثلين لكل التيارات السياسة من يمين قومي الى يسار متشدد من مسلمين متدينين الى علمانيين وفنانين. وقامت مجموعة من المتظاهرين بتغطية النصب التذكاري لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بالاعلام الملونة.
وهكذا انفجر فجأة في كل مكان بركان الغضب المتراكم من حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامية المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002 والمتهمة بالرغبة في العمل على "اسلمة" المجتمع التركي.
وقالت سيدة متقاعدة فضلت عدم ذكر اسمها "الحكومة تمارس الضغوط في كل شيء: انجب ثلاثة اطفال لا اثنين فقط لا تشرب الخمر ـ لا تدخن لا تسر في الطريق ويدك في يد حبيبك او حبيبتك اذا لم تكن العلاقة جدية". واكدت "انا ابنة اتاتورك ولا يمكن ان اوافق على ذلك. نحن كلنا نتشارك هذه الافكار لذلك نحن هنا".
وقال طالب فضل ايضا عدم ذكر اسمه "لا اعتقد ان حكومة العدالة والتنمية كانت تتوقع ذلك" مضيفا "الناس تثور لمنع سلسلة من الممنوعات التي فرضتها حكومة لا تفهمنا".
ورغم الاجواء الاحتفالية يبدي البعض نوعا من الحذر. لقد ربح المتظاهرون معركة لكنهم بالتاكيد لم يربحوا الحرب المعلنة على الحكومة.
ويقول بيرك سنتورك وهو مدير فني "الاجواء هنا تعمها الفرحة والسعادة. اليوم انسحبت الشرطة اخيرا" مضيفا "لكن ورغم كل هذه الجماهير الغفيرة المحتشدة هنا فقد اعلن رئيس الوزراء انه مستمر وانه سيقوم ايضا اذا اقتضى الامر بهدم مركز اتاتورك الثقافي الموجود خلفي" مضيفا باصرار "لذلك سنبقى هنا لحراسة المكان".
من جانبه يقول باتوهان كانتاس وهو طالب في التاسعة عشرة من العمر "معركتنا لم تنته. ما زال يحكمنا رئيس وزراء يرى الناس مجرد خرفان ويعتقد انه سلطان".
وتقول ليلى وهي معلمة في الثامنة والثلاثين "لقد نجحنا في جعل الشرطة تنسحب. لكن هذه الحكومة مثل اللزقة ولن تسقط بسهولة".
وفي احدى مداخلاته السبت اقر اردوغان بان انتصارات حزبه الانتخابية الساحقة "ليست تذكرة لفرض رغبة الاكثرية على الاقلية".
لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لارضاء المتظاهرين او تثبيط عزيمتهم. وعلت اصوات مجموعة من المتظاهرين المصرين على قضاء الليل في "ساحتهم" بالهتاف "تقسيم في كل مكان .. المقاومة في كل مكان".
شارك العديد من الممثلين الأتراك في التظاهرات التي اندلعت في ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول التركية والتي تطالب بعدم الاقتراب من أحد الحدائق الكبري هناك، بالإضافة إلى إحتجاجهم على سياسة الحكومة التركية الحالية على الصعيد الداخلي والخارجي .
وعبر البعض الاخر عن دعمهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
و نقل ناشطون أتراك لوسائل الاعلام الأجنبية، عن تواجد الفنانين الأتراك في تلك التظاهرات وأبرزهم الممثلة هزال كايا الشهيرة بـ "فريحة" في الوطن العربي وحملت عدة لافتات في الصور التي التقطت لها ومنها لافته تقول "لست وحدك يا أسطنبول" وأخرى "ندعم ميدان تقسيم".
وظهر أيضا الممثل خالد أرجنتش الشهير بـ السلطان سليمان في الوطن العربي بمصاحبة زوجته بيرجوزار في الاحتجاجات التي اندلعت اعتراضا على مشروع تجاري تنوي الحكومة التركية إقامته بأحد المنتزهات بالقرب من ميدان تقسيم باسطنبول. كما دعم العديد من الفنانين الأتراك المظاهرات واستنكروا استخدام العنف ضد المتظاهرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم كيفانش طاطيلتو الشهير بـ "مهند" في الوطن العربي والذي كتب عبر حسابه بموقع تويتر لمتابعيه بعدم الصمت على ما حدث خاصة بعد استخدام الشرطة للعنف المفرط ضد المحتجين بينما كتبت سونجول أودان الشهيرة بـ "نور" في الوطن العربي علي تويتر قائلة "ما حدث بتقسيم عار، لا يزال الغاز المسيل للدموع في حلقي"، وفقا للشبكة. كما تطورت الاحتجاجات لتتحول الى صدامات بين المتظاهرين والقوى الامنية التي هاجمت المحتجين بالغاز المسيل للدموع والمياه وبعضها بالضرب المبرح مما ادى الى وقوع اصابات بين المتظاهرين.
تدفق الاف الاشخاص مجددا مساء الاثنين الى ساحة تقسيم في اسطنبول فيما تدخلت الشرطة لتفريق تظاهرة في مكان غير بعيد من مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وفق مراسلي فرانس برس.
ففي حي بسيكتاس استخدم عشرات من شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين كانوا يحاولون الاقتراب من مكتب اردوغان.
وفي الوقت نفسه توجه الالاف حاملين الاعلام التركية الى ساحة تقسيم المركزية التي انسحبت منها الشرطة منذ بعد ظهر السبت على وقع هتافات "طيب ارحل".
وفي العاصمة انقرة وتحديدا في ساحة كيزيلاي التي يتجمع فيها المتظاهرون المناهضون للحكومة منذ ايام عدة تدخلت الشرطة الاثنين بعنف لطرد مئات من الاشخاص معظمهم طلاب وتلاميذ.
في هذا الوقت اعلن اردوغان مساء الاثنين من العاصمة المغربية التي يزورها ان "الوضع يتجه الى الهدوء" في تركيا مؤكدا ان "المشاكل ستحل حال عودتي من زيارتي" لشمال افريقيا
توفي يوم أمس الاثنين في أحد مستشفيات جنوب تركيا شاب يبلغ من العمر 22 عاما متأثرا بإصابته بالرصاص خلال تظاهرة احتجاجية في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية مع سورية، كما افادت شبكة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة.
وقالت الشبكة نقلا عن بيان لمجلس محافظة هاتاي ان "«عبد الله كوميرت» اصيب بجروح بالغة اثر اطلاق نار مجهول المصدر"، موضحة ان الشاب ما لبث أن توفي في المستشفى متأثرا بجروحه.
وكان متظاهر قد قتل مساء يوم الاحد في اسطنبول بسيارة دهست جمهورا من المحتجين المعارضين للحكومة، كما اعلن اتحاد الاطباء الاتراك.
وتقول منظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان ان الاحتجاجات أدت الى اصابة أكثر من الف جريح في اسطنبول و700 على الاقل في انقرة، غير ان الحكومة قدمت حصيلة ادنى بكثير بلغت نحو 60 جريحا مدنيا وضعفهم تقريبا من عناصر الشرطة، دون ان تتحدث عن سقوط قتلى.
في سياق متصل أعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الأوروبي «كاثرين أشتون» عن "قلقها الشديد" إزاء ما يجري من أحداث في تركيا، وعن أسفها "لاستخدام العنف المفرط من قبل الشرطة التركية". من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي الأطراف إلى "ضبط النفس".
ودعت اشتون يوم 3 يونيو/حزيران الأطراف إلى "حوار مفتوح لايجاد حل سلمي" للاحتجاجات الجارية في عدد من المدن التركية.
من جانبه شدد وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» على ضرورة التحلي "بضبط النفس" حيال المتظاهرين والى تحليل "الاسباب" الكامنة وراء الحركة الاحتجاجية، رافضا فكرة ان يكون ما يجري في تركيا شبيه بـ"الربيع العربي"، معيدا للأذهان "باننا امام حكومة انتخبت ديموقراطيا".
التعديل الأخير تم بواسطة س البغدادي ; 04-06-2013 الساعة 05:00 PM.
تصاعدت حدة الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد سياسات اردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية لليوم الخامس على التوالي مع استمرار مشاركة عشرات آلاف المتظاهرين الأتراك
متحدين إجراءات القمع التي تمارسها وإعلان اتحاد نقابات عمال القطاع العام إضرابا شاملا اليوم.
وقال الاتحاد الذي يمثل أكبر الاتحادات النقابية في تركيا ويضم في صفوفه 240 الف منتسب في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إنه قرر دعم الحركة الاحتجاجية التي تشهدها تركيا بتنفيذ اضراب ليومين اعتبارا من اليوم رفضا للارهاب الذي تمارسه حكومة أردوغان ضد تظاهرات سلمية تماما بشكل يهدد حياة المدنيين.
ويأتي هذا الاعلان عن الاضراب مع استمرار المواجهات الليلة الماضية وصباح اليوم في اسطنبول وأنقرة وأزمير بين المتظاهرين المطالبين باسقاط حكومة أردوغان والشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع ما اوقع 3 قتلا وأكثر من ألفي جريح بين المتظاهرين العزل.
بدورهم واصل آلاف المتظاهرين الليلة الماضية اعتصامهم في ساحة تقسيم وسط اسطنبول التي تقع في قلب الاحتجاجات المتواصلة منذ يوم الجمعة رافعين لافتات تطالب برحيل أردوغان.
وتتصاعد حدة الأوضاع الأمنية في جميع أنحاء تركيا في ظل اعتداءات وحشية للشرطة التركية على المظاهرات السلمية.
وأكدت صحيفة يورت التركية أن مجموعة من الأشخاص يحملون العصي اعتدوا على المتظاهرين في مدينة أزمير برفقة الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
وقالت رئيسة نقابة أزمير سما بكداش إن مجموعة من الأشخاص اعتدوا على المتظاهرين بالعصي الحديدية وقاموا بضرب المواطنين بوحشية الأمر الذي أدى إلى جرح العديد من المواطنين وإلحاق الأذى بهم.
من جهة أخرى زعمت صحيفة اكشام التركية أن الشاب عبد الله جومرت الذي قضى خلال المظاهرات الشعبية في مدينة انطاكيا لم يقتل عبر إطلاق النار عليه بل بعد تلقيه ضربات على رأسه.
في حين أكد حسن اكجول النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض خلال اتصال هاتفي مع إحدى القنوات التلفزيونية أن قيادة الدرك في المدينة وجميع المسؤولين أكدوا أن الشاب الذي ينتمي إلى التنظيم الشبابي لحزب الشعب الجمهوري قتل بعد إصابته بطلقة نارية في الرأس.
هذا ويتصاعد التوتر في مدينة انطاكيا بعد قتل الشاب التركي خلال المظاهرات حيث أكد سكان المنطقة أن عناصر الشرطة أغلقت شوارع حي العرمطلي في المدينة قبيل تشييع جنازة الشاب جومرت وسط تظاهر شعبي كبير بعد ظهر اليوم حيث سينطلق موكب التشييع من ساحة اوغور مومجو في المدينة.
في حين قال شهود عيان من مدينة انطاكيا إن عناصر الشرطة قادت المدرعات باتجاه المتظاهرين بشكل متعمد الأمر الذي أدى إلى مقتل طفلة عمرها 9 سنوات وجرح العديد من المواطنين.
وقال السكان إن عناصر الشرطة اعتدت على منازل المواطنين ليلة أمس برفقة مجموعة من التنظيم الشبابي لحزب العدالة والتنمية في حي اك دنيز بانطاكيا و قاموا بضربهم داخل منازلهم إضافة إلى إلقاء الحجارة على منازل المواطنين في حي العرمطلي.
من جهة أخرى تجمع مئات الأتراك ليلة أمس في بلدات وقرى مدينة اسكندرون احتجاجا على ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية وسياساتها إزاء سورية ورددوا هتافات تدعو أردوغان وحكومته للاستقالة وتصفه بالمجرم والقاتل.
يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها معظم المدن التركية والمستمرة لليوم الخامس على التوالي أدت خلال الأيام الأربعة الماضية إلى سقوط 3 قتلا وأكثر من 1500 جريح في اسطنبول و700 في أنقرة بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات الأطباء وذلك بفعل القمع العنيف الذي واجهت به قوات الأمن والشرطة التركية المحتجين السلميين ضد سياسات أردوغان وحكومته.
المفوضة العليا لحقوق الإنسان: على تركيا إجراء تحقيق سريع ومستقل حول سلوك الشرطة مع المحتجين
إلى ذلك أكدت الناطقة باسم مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان أنه على تركيا إجراء تحقيق سريع ومستقل حول سلوك الشرطة في مواجهة المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وذكرت ا ف ب أن سيسيل بويي الناطقة باسم المفوضة رحبت بـ "اعتراف السلطات باحتمال الاستخدام المبالغ به للقوة ودعوتها لإجراء تحقيق حول الشرطيين الذين قد يكونون انتهكوا القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان" مؤكدة أنه يجب إحالة المسؤولين عن ذلك إلى القضاء بعد إجراء تحقيق سريع وكامل ومستقل وحيادي داعيةً إلى تامين علاج سريع للمتظاهرين الجرحى.
وأقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بما اعتبره "اخطاء وإفراطا مبالغا به في رد الشرطة" متعهدا بمحاسبة الشرطيين الذين كان ردهم غير متناسب على المحتجين الذين اتهمهم أردوغان في الوقت نفسه بمحاولة زعزعة الاستقرار ووصفهم بأنهم "مخربون" وادعى أن موجة من التهويل تجري حول حقيقة الأحداث في تركيا متهماً أيضا وسائل الإعلام بتضخيم المظاهرات الاحتجاجية التي تستمر لليوم الخامس على التوالي ضد نظام يسير بالدولة والشعب التركي نحو الهاوية.
واستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي في تفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحات المدن بدءا من ميدان /تقسيم/ باسطنبول ما أسفر عن مقتل شابين برصاص قوى الأمن التابعة لأردوغان حتى الآن وإصابة المئات بجروح.
باحث تركي: ما يجري في تركيا علاء الصوت بوجه حكومة أردوغان وسياساتها الاستبدادية
وأكد الكاتب والباحث التركي سولي أوزيل أن ما تشهده تركيا من احتجاجات ضد حكومة أردوغان يشكل كسرا لحاجز الخوف الشعبي وإيصالا لصوته وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم بسبب سياسته القمعية والاستبدادية بحق الشعب التركي.
وأضاف الباحث في تصريح لشبكة سي ان ان الالكترونية أن "المتظاهرين هم جزء من المجتمع ويفضلون أن يتم التحدث معهم عوضا عن توجيه الأوامر إليهم بالإضافة إلى أنهم يرغبون بتحديد ما سيحدث بمدينتهم والمناطق التي يسكنونها ".
وأوضح أوزيل أن الاحتجاجات تشكل انتكاسة لرئيس الوزراء التركي مؤكدا أن المواطنين خرجوا بمظاهرات لإيصال أصواتهم.
ويرى خبراء أن تزايد القلق الشعبي في تركيا جاء بعد تراجع حرية الإعلام بدرجة كبيرة وسجن ما يقرب من ستين صحفيا بقضايا مختلفة وسعي أردوغان لتسييس القضاء من خلال السماح للإسلاميين بالانتشار في مفاصل المؤسسة القضائية كما لا يخفي كثيرون قلقهم من تدخل الحكومة في الحياة الشخصية للأتراك.
وكان نائب رئيس حزب العمل التركي بولنت اسين أوغلو أكد أن ما يجرى في تركيا من مظاهرات واحتجاجات " هو ثورة ضد ديكتاتورية استمرت 11 عاما وضد سياسة خاطئة لحزب العدالة والتنمية وخنوعها لأوامر الأجنبي وضد سياسة حكومة أردوغان تجاه الشعب السوري ".
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد سياسة أردوغان تتواصل لليوم الخامس على التوالي حيث استمرت الشرطة التركية في قمع المتظاهرين السلميين فأغلقت الطرق الواقعة حول مكتب أردوغان في اسطنبول وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين كما قتل شخصان وأصيب مئات المتظاهرين واعتقل نحو 1700 شخص في مختلف المدن التركية وسط توقعات بأن تتزايد حدة الاحتجاجات مع تنامي الرفض الشعبي لسياسات حكومة أردوغان القمعية.
انقرة تكتفي بالاعتذار عن الجرحى واردوغان يواجه رفضاً عربياً
هذا وقد ارتفع عدد قتلى المتظاهرين في تركيا الى ثلاثة والجرحى الى اكثر من الفي في ظل استمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط حكومة اردوغان وفيما تستمر التظاهرات في عدد من المدن التركية، اعتذر نائب رئيس الوزراء الترکي "بولند ارينج" من المصابين بجروح خلال الاحتجاجات.
وقال ارينج وهو المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحافي اثر لقاء مع الرئيس "عبد الله غول": "اقدم اعتذاري لكل الذين وقعوا ضحية اعمال عنف لانهم حريصون على حماية البيئة"، واضاف "لا اعتقد ان علينا تقديم الاعتذار لهؤلاء الذين سببوا الاضرار في الشوارع وحاولوا عرقلة حرية الناس".
وتابع: "ما ادى الى تدهور الامور، هو استخدام قوات الامن للغاز المسيل للدموع لسبب او آخر، ضد اشخاص كانت لديهم في الاساس مطالب مشروعة".
وكان ارينج عبر السبت عن اسفه لاستخدام الغاز المسيل للدموع بدلا من الحوار.
واصيب اكثر من الفي شخص بجروح خلال مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين منذ خمسة ايام في اسطنبول وانقرة بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وجمعيات اطباء.
واشار الناطق باسم الحكومة الثلاثاء الى ان "اكثر من 300" شخص اصيبوا بجروح منذ بدء حركة الاحتجاج ضد الحكومة.
وطالبت ناطقة باسم مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان الثلاثاء في جنيف تركيا ان تجري تحقيقا سريعا ومستقلا حول سلوك الشرطة في مواجهة المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وقالت سيسيل بويي الناطقة باسم المفوضة نافي بيلاي "نرحب باعتراف السلطات باحتمال الاستخدام المبالغ به للقوة ودعوتها لاجراء تحقيق حول الشرطيين الذين قد يكونون انتهكوا القانون والمعايير الدولية لحقوق الانسان" مطالبة بتحقيق "سريع وكامل ومستقل وحيادي".
هذا ووصل وصل رئيس الوزراء التركي الى العاصمة الجزائر، لإجراء مباحثات سياسية وسط اعتراضات شعبية، وقد اعلنت الكتلة البرلمانية لحزب العمال الجزائري مقاطعتها لكلمة اردوغان في البرلمان على خلفية موقف تركيا من الازمة السورية والداعم للسياسة الاميركية في المنطقة.
الموقف جاء على لسان امينة عام الحزب "لويزا حنون" التي عقدت مؤتمرا صحافيا للمناسبة.
كما احتجت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على زيارة اردوغان الى المغرب، واعربت عن تضامنها مع المتظاهرين الاتراك.
ووصفت الجمعية مواقف اردوغان تجاه المتظاهرين بالاستعلائية واحتقار مطالبهم المشروعة.
وقالت انه عوضا عن الحوار كما يحدث في البلدان الديمقراطية التي تحترم إرادة شعوبها يعمد إلى قمع المتظاهرين وتعنيفهم.
ومن المقرر ان يصل رئيس الوزراء التركي الى تونس اليوم الأربعاء في زيارة عمل قادما من الجزائر بحسب ما ذكرت مصادر بالحكومة التونسية.
وكانت الجبهة الشعبية التي تمثل تيار اليسار في تونس قد دعت اليوم الثلاثاء الى تنظيم احتجاجات غدا أمام مقر السفارة التركية بتونس ضد زيارة اردوغان وتنديدا بقمع المظاهرات في تركيا.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن الناطق باسم الجبهة حمة الهمامي خلال مؤتمر صحفي اليوم قائلا "رفض قادة الجبهة الشعبية دعوتهم للعشاء مع اردوغان لأننا لا نأكل على موائد المستبدين".
وأضاف الهمامي "سنكون حاضرين للاحتجاج ضد زيارته (اردوغان) الى تونس تضامنا مع الجماهير الثائرة في تركيا".
كتب محمد نورالدين في صحيفة "الاتحاد" الاماراتية في عددها الصادر اليوم الخميس ان "الصورة في تركيا انقلبت تماما، وما كان يجري في العالم العربي من ربيع انتقلت شرارته إلى تركيا وإلى قلب مدينة اسطنبول".
فيما توقعت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" ان "يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان احتجاجات في المناطق العلوية المهمشة، التي وعدها أردوغان بالمشاركة السياسية والازدهار الاقتصادي، ولم يتحقق شيئا".
ونشرت الصحف امس مقدمة احتجاجات في المناطق العلوية في سوريا، حيث انتشر الشباب في الشوارع رافعين سيف (ذو الفقار)، في اكثر من دلالة على شعورهم بالاضطهاد والإحباط من سياسيات اردوغان.
ويرى نورالدين، الذي عُرف بمقالاته في الشأن التركي، ان "التظاهرات الاحتجاجية التي بلغت ذروتها في الأول من حزيران الجاري لم تكن بسبب مشروع الحكومة تغيير معالم ساحة التقسيم في اسطنبول وإلغاء الحديقة الموجودة هناك لبناء مركز تجاري وثكنة على الطراز العثماني، لكنها كانت الشرارة التي أطلقت موجات غضب اعتمل في نفوس أكثر من نصف المجتمع التركي من الذين لم يعطوا أصواتهم إلى حزب العدالة والتنمية واعترضوا على السياسات التي اتبعها، وحملت تجاهلاً لمطالبهم وهواجسهم بل أمعن في محاولة تغيير الواقع القائم لمصلحة أكبر مدى من الاستئثار بالسلطة".
واعتبر نورالدين "ما حدث هو استثنائي بكل معنى الكلمة، بعد عشر سنوات طغت عليها شعارات التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي.أما في التنمية فقد تراجع النمو في العام 2012 من 8 و9 في المئة إلى أقل من ثلاثة في المئة.
وأما الاستقرار السياسي فقد اهتز في الريحانية قبل شهر وانفجر في "تقسيم" في الأول من حزيران الجاري.
وتابع قائلا : "مشروع تغيير معالم الساحة مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، أو قمة جبل الجليد الذي سرعان ما ذاب ثلجه ليكشف عن مجموعة من العوامل التي أدت إلى انفجار".
وقال نور الدين ايضا "لم تفلح شعارات الحرية والاصلاح والديمقراطية التي رفعها حزب العدالة والتنمية في أن تترجم ولو مطلباً صغيراً واحداً للكتلة العلوية التي لا يقل تعدادها عن الخمسة عشر مليوناً رغم مرور عشر سنوات على وصول الحزب إلى السلطة، كما أسهمت الممارسات التقييدية للحريات الصحافية وحرية التعبير دوراً مهماً في اشعال الغضب ضد حكومة اردوغان ".
وزاد في القول:" كما ان سياسة الحكومة التركية المتورطة حتى العظم في الأزمة السورية لها نصيب في تفسير انتفاضة تقسيم. اذ انعكست الأزمة السورية حتى الآن أضراراً اقتصادية في المحافظات الحدودية، وإلى مخاطر أمنية ".
واستنتجت صحيفة الحياة الصادرة في لندن ان "القاعدة تحاول توريط الأنبار في حرب طائفية بعدما ألقت حادثة إعدام جماعي جديدة في ناحية النخيب الصحراوية (جنوب غربي الأنبار)، وهي الثانية في المنطقة، خلال أقل من عامين، ظلال ثقيلة على المحافظة "، مع انتشار الاخبار التي تفيد بان "الشيخ علي الحاتم اجتمع مع تنظيم دولة العراق الاسلامية".
وكتب شوكي فريدمان في صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان "ما حدث في العراق بعدما اجتاحت الولايات المتحدة البلاد في 2003 وقتل العنف مئات الالاف من الاشخاص، يتكرر اليوم في سوريا"، مشيرا الى" تدفق خريجي ساحات المعارك في العراق، اليمن، افغانستان وغيرها الى داخل سوري ويشكلون لباب القوة العسكرية للمسلحين".
ويرى فريدمان ان"هناك خط فوضى واضح يمثل فرصة واسعة تعزز فيها القاعدة والمنظمات المرتبطة بها قواعدها ابتداء من غرب العراق الى العمق السوري ولبنان".
اقتحمت قوات مكافحة الشغب صباح يوم الثلاثاء ميدان "تقسيم" في مدينة إسطنبول، ما أدى الى اندلاع اشتباكات مع المحتجين المنتشرين في الميدان.
فقداقتحم المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب التركية اليوم الثلاثاء ساحة "تقسيم" في اسطنبول وقاموا باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين المناهضين لسياسة حكومة رئيس الوزراء «رجب طيب اردوغان».
واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع بكثافة مدعومة بمدرعات مجهزة بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، فيما وقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة التركية والمتظاهرين المحتشدين في ساحة تقسيم.
وطوق رجال الشرطة الذين يرتدون خوذات بيضاء ويحملون الدروع، مناطق حول الساحة في شارع رئيس يؤدي لساحة تقسيم باسطنبول حيث ينظم محتجون مظاهرات دخلت يومها الثاني عشر.
وافادت مصادر اعلامية تركية ان الشرطة ازالت الحواجز التي وضعها المتظاهرون في المنطقة الواقعة حول تقسيم واقتحمت المنطقة.
ويأتي هذا الاقتحام بعد ما أعلن نائب رئيس الحكومة التركية «بولنت أرينتش»، يوم الاثنين، أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان سيلتقي مجموعة من منظمي احتجاجات ميدان تقسيم بعد يومين.
شدد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" اليوم الثلاثاء على تمسكه بمواقفه إزاء التظاهرات وأسلوبه في التعاطي مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وتطالب بتنحيه عن السلطة. وقال اردوغان خلال كلمة امام كتلة حزبه بالبرلمان التركي انه لن يغير موقفه من المشروع الذي يعتزم بناءه في ساحة تقسيم وساحة غازي، واضاف بانه لن يرفض رأي الآخر وسيستمع إلى الاصوات المعارضة لكنه لن يسمح بان تتحول الاحتجاجات الى مطالب غير شرعية.
واتهم بعض الاطراف السياسية في تركيا بالترويج للعنف في البلاد واضاف ان البعض اراد من وراء هذه التظاهرات استهداف الاقتصاد التركي والاضرار به.
كما شكك بسلمية المظاهرات ومواقفها المدافعة عن البيئة واتهم بعض الاطراف التي اعتبر انها لم تجد طريقا لها الى صناديق الاقتراع بمحاولة خلق بعض الطرق البديلة للوصول الى الحكم، مشيرا الى محاولات البعض لاقتحام مكتب رئيس الوزراء تحت اسم الدفاع عن البيئة، حسب قوله.
وطالب اردوغان الشرطة بعدم السماح للمتظاهرين برفع شعاراتهم غير القانونية مضيفا ان "شعارات المتظاهرين تهدف الى خلق جو نزاع في تركيا وزعزعة الاستقرار في البلاد" حسب زعمه.
واقر اردوغان بمقتل ثلاثة شبان وشرطيا في الاحداث.
أفادت منظمة العفو الدولية بأن السلطات التركية اعتقلت 72 محامياً اثناء تجمعهم أمام محكمة كاجليان في مدينة اسطنبول، لاصدار بيان حول الوضع في متنزه غيزي.
وقالت المنظمة إن قوات الأمن التركية احتجزت المحامين في محكمة كاجليان ثم اقتادتهم إلى مركز للشرطة في شارع الوطن في مدينة اسطنبول.
وأضافت أن آلاف المتظاهرين السلميين أُصيبوا بجروح نتيجة تدخلات الشرطة وتوفي ثلاثة أشخاص اثناء الاحتجاجات، واحد نتيجة الاستخدام المفرط للقوة واثنان من بينهم شرطي بعد الحوادث، منذ بدء الاحتجاجات في اسطنبول وعبر تركيا قبل نحو اسبوعين.
وأشارت المنظمة إلى أن الجمعية الطبية في اسطنبول كشفت عن وقوع المزيد من الضحايا نتيجة مهاجمة الشرطة للمتظاهرين يوم أمس، من بينهم تسعة أشخاص أُصيبوا بطلقات مطاطية، وآخرون بكسور في الأطراف وصدمات في الرأس والصدر، ومتظاهر أُصيب بكسر في الجمجمة، في حين فشلت السلطات التركية حتى الآن في التحقيق بأي من التقارير عن اساءة معاملة المتظاهرين وتقديم أي شخص إلى العدالة.
ورجحت المنظمة احتمال استمرار الاحتجاجات في التصاعد ما لم تنخرط السلطات التركية في مناقشات هادفة مع الناشطين، وتتوقف عن استخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين في منتزه غيزي وميدان تقسيم في اسطنبول.
وقال أندرو غاردنر باحث الشؤون التركية في منظمة العفو الدولية: "الاحتجاجات في ميدان تقسيم ومتنزه غيزي كانت سلمية تماماً ولها الحق في الاستمرار، لكن تدخل السلطات التركية يجب أن يتم لأسباب مشروعة وليس من أجل انزال عدد من اللافتات لأن ذلك وببساطة غير مبرر".
ودعا غاردنر السلطات التركية إلى "بدء النظر في تصرفات الشرطة وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات المروعة للعدالة، بدلاً من الاستمرار في قمع الناشطين السلميين".