قال تعالى في سورة ق آية - 3، 4أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد، قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ). تفسير علماء الدين: أبعد أن نموت ونصير ترابا نرجع أحياء؟ ذلك البعث بعد الموت رجع بعيد الوقوع، قد علمنا ما تأخذه الارض من أجسامهم بعد الموت وعندنا كتاب دقيق الاحصاء والحفظ.
النظرة العلمية: تحمل هذه الآية في طياتها معنى القانون العلمى الذى يقول بأن المادة لا تفنى، ودليل ذلك أن الشمعة التي احترقت لم تفن مادتها بل إنها تحولت أثناء احترقها إلى مواد غازية وأخرى سائلة لو جمعها الانسان ووزنها لم يجد بها نقصا عن وزنها السابق قبل احتراقها، وحقيقة عدم فناء المادة قانون الله وسنته في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وقد تكونت الخلائق في أول أمرها من التراب، وبعد ذلك تناسلوا وتغذوا بما تخرجه الارض من نبات وبما يتغذى من الارض من حيوان، ثم إنهم بعد ذلك يقبرون ثم يبعثون ولا ينقصون، أى أن الناس نشئوا نشأتهم الاولى من الارض ثم إنهم إلى الارض يعودون، ويؤيد ذلك قوله تعالىمنها خلقناكم وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى) ومعنى ذلك أن جثة الميت التى تحللت وصارات سائلا تسرب في التراب وغارات انتشرت لم تتبدد، وإنما ترجع إلى أصلها كما كانت دون نقص، وسبحان الله الذى عنده كتاب حفيظ لكل ذرة في السماوات والارض فهو القائلوعنده مفاتيح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) فكيف يذهب الانسان وهو أشرف المخلوقات هباء ويتبدد سدى، قال تعالى،(أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) كلا إن مادة الاجسام لا تفنى بعد موتها بل هى باقية موجودة بصور مختلفة وفى حفط من التبدد والضياع بأمر الله. وقال تعالى في سورة الغاشية آية - 19أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت؟). تفسير علماء الدين: أيهمل الناس التدبر في آيات الله فلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت خلقا بديعا يدل على قدرة الله، وإلى السماء التى يشاهدونها دائما كيف رفعت رفعا بعيد المدى بلا عمد تحملها، وإلى الجبال كيف أقيمت شامخة تمسك الارض فلا تميل ولا تميد؟
النظرة العلمية: تدعو هذه الآية الكريمة إلى التفكر في عجائب صنع الله الماثلة في الابل لتكون سفن الصحراء، ويدخل التفكر في خلقها وتكوينها في علم الاحياء، وإلى رفع السماء لتكون سقفا واقيا للارض من الرجوم التى تتساقط عليها من شهب ونيازك وأشعة كونية مهلكة، ويدخل ذلك في علم الفلك، وتدعو هذه الآية إلى التفكر في الجبال وكيف أنها تكونت من حركات الارض الباطنية التى لا يهدأ باطنها من الثوران وكذا التفكر في صخورها المختلفة الانواع ويدخل ذلك في علم الجيولوجيا، وهكذا تبدو آيات الله الخلاق العظيم في قرآنه الكريم لتذكر الناس وتحثهم على التأمل والتفكر والتدبر في آيات الله المحيطة بهم في الارض وفى السماء.
وقال تعالى في سورة الاسراء آية-85ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). تفسير علماء الدين: يسألك قومك يا محمد بإيعاز من اليهود عن حقيقة الروح، فقل لهم الروح من علم ربى الذى استأثر به، وما أوتيتم من العلم إلا شيئا قليلا في جنب علم الله.
النظرة العلمية: يقرر الفلاسفة والعلماء أنه مهما بلغ اجتهادهم وتبحرهم في العلم وأكثروا من التأمل والتفكير في الكون فإنهم أعجر من أن يقطعوا برأى حاسم في حقيقة الروح أو التعرف على أى شئ من ماهيتها، وقد حاول بعض كبار الفلاسفة القدماء أن يحلوا لغز الروح ويكشفوا عن سرها فحاموا حول حماها وأكثروا من التأمل والتفكير في أمرها ولكنهم لم يصلوا إلى شئ يكشف عن جوهرها، وخير ما قيل في الروح ما جاء في آيات الله وأحاديث رسوله عن النفس الانسانية ذاتها وأنها سر مكنون في كيان الانسان مثل الروح من حيث أنها شئ يحس بمختلف الاحاسيس من اطمئنان وقلق وسعادة وشقاء وغير ذلك من تقلب في شتى الانفعالات والحالات الشعورية والوجدانية.
وقد اختلف العلماء في معنى الروح الانسانية وكيفية تعلقها بالبدن وسريانها فيه أو في تجردها عنه وأشهر الآراء في ذلك قولان: أولهما - أنها ليست جسما ولا عرضا بل هى جوهر مجرد قائم بنفسه وليس حالا في بدن الانسان ولا متعلقا به تعلقا يسهل زواله بل هو تعلق وسط بين بين
كتعلق العاشق بالمعشوق عشقا جبليا إلهاميا لا ينقطع ما دام البدن صالحا لان يتعلق به.
ثانيهما أنها جسم نورانى سرى في الاعضاء سريان الماء في الورد والدهن في الزيتون والنار في الفحم لا يتبدل ولا يتحلل، وهو الجسم المعنوى الحامل لصفات الكمال من العقل والفهم داخل الهيكل المحسوس القابل للزوال الذى يطلق عليه مجازا إسم إنسان كما يسمى ضوء الشمس شمسا لان ضوء الشمس قائم بها وتابع لها ويستدل به عليها، كذلك الانسان الظاهر فهو ظل وشبح للانسان الحقيقى لانه مظهر انفعاله ومحل تصرفاته وهو المراد بقوله تعالىلقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) أى في أحسن حالة من الفطرة التى تقر وتعترف بالربوبية لخالقها والمزودة بالغرائز المستعدة لادراك الحقائق الكلية والجزئية. إن الارواح أجساد حاملة لاغراضها من التعارف والتناكر وأنها عارفة ومميزة للاشياء وأنها مخالفة في الماهية لهذه الاجسام المحسوسة، وأن الروح جسم نورانى خفيف متحرك في جوهر الاعضاء يسرى فيها سريان الماء في الورد والدهن في الزيتون، والنار في الفحم.
وقال تعالى في سورة الحج آية - 73يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وأن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب). تفسير علماء الدين: يا أيها الناس(والمراد أهل مكة وغيرهم): إنا نبرز أمامكم حقيقة عجيبة في شأنها فاستمعوا إليها وتدبروها: إن أصنامكم لن تستطيع أبدا خلق شئ مهما يكن تافها حقيرا كالذباب وإن تضافروا جميعا على خلقه، بل إن هذا المخلوق التافه لو سلب من الاصنام شيئا من القرابين التى تقدم إليها فإنها لا تستطيع بحال من الاحوال أن تمنعه عنه أو تسترده منه، وما أضعف الذى يهزم أمام الذباب عن استرداد ما سلبه منه، وما أضعف نفس الذباب، كلاهما شديد الضعف، بل الاصنام أشد ضعفا، فكيف يليق بإنسان عاقل أن يعبدها ويلتمس النفع منها؟ ! النظرة العلمية: لقد جاءت في القرآن آيات نزلت تتحدى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، وتكرر في القرآن هذا التحدى البيانى الذى كانوا يفتخرون ببراعتهم وتفوقهم فيه فعجزوا عن أن يأتوا بأصغر سورة من مثله، ثم إن القرآن بعد ذلك تحدى الناس جميعا تحديا ماديا أن يخلقوا ذبابة وهى حشرة ضئيلة فلم يقدروا كذلك، واستمر هذا التحدى قائما إلى عصرنا هذا أى بعد أكثر من ألف سنة من نزول القرآن وبعد أن تقدم العلم تقدما هائلا وبلغت التكنولوجيا ذروتها في التطور والاختراع، فهل تستطيع دولة العلم بعد ما بلغت ما بلغت من التفوق أن يقف الناس أمام هذا التحدى المادى ويصنع ذبابة واحدة؟ ثم يسألهم هل لو بسلبهم الذباب حياتهم بمرض فتاك ينفل جراثيمه إليهم هل يمكنهم استرداد حياتهم؟ إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز حقا قديما وحديثا، وكتابه الذى لا ريب فيه، ونختم كلامنا بأن القرآن معجزة خالدة ولكن إعجازها لايقتصر على الاسلوب البيانى المعجز وإنما فيما حوى من منهج
على تناول حقائق الاكوان والانسان والحيوان والنبات والحشرات وغير ذلك لان القرآن لم ينزل للعرب فقط وإنما نزل للناس كافة وفيهم من لا يعرفون العربية فكيف يكون الاعجاز القرآنى مفهوما لديهم؟ لقد تبين لهم هذا الاعجاز عن طريق المناهج العلمية والتشريعية والاصلاحية التى هى من أسرار الاعجاز العليا للقرآن والتى كلما تجلت علميا زانها الاداء البيانى البليغ والاسلوب القرآنى الرائع في مبناه ومعناه.
قال تعالى في سورة الرعد آية - 3: ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين).
تفسير علماء الدين: وجعل الله سبحانه من الثمرات الانواع المتقابلة أصنافا منها الحلو والحامض ومنها الابيض والاسود.
النظرة العلمية: يقرر العلم الحديث أن أزهار النباتات على اختلاف أنواعها تنقسم ثلاثة أقسام: أزهار مذكرة وأزهار مؤنثة وأزهار خنثى تجمع الناحيتين من عضو التذكير وعضو التأنيث معا، ومن الامثلة الموضحة لذلك النخيل فمنه نوع مذكر وآخر مؤنث، ونبات الذرة يحمل في وقت واحد أزهارا مذكرة وأخرى مؤنثة ونبات القول له زهرة تجمع بين عضوى التأنيث والتذكير معا
وقال الله تعالى في سورة يس آية - 65اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون). تفسير علماء الدين: اليوم نغطى على أفواههم فلا تنطق وتكلمنا أيهديهم وتنطق أرجلهم شاهدة عليهم بما كانوا يعملون).
النظرة العلمية: رأى العلم في هذه الحقيقة الكبري أن الاعضاء وهى حية ليست مركبة إلا من جزئيات وذرات تكونت وتجمعت فكانت أجساما وسيبعث الانسان على هيئته الاولى كما كان في الحياة بأعضائه جميعا وما انطبع عليها من آثار، وهذه عملية سهلة بالنسبة للخالق القادر الذى يقول في كتابه الحكيموهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه، وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم). وقد أنطق الانسان الجماد في عديد من مخترعاته في الحاكى وفى شرائط التسجيلات الصوتية، ولم يقتصر على هذا بل اخترع جهازا اليكترونيا يقرأ الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات للعميان الذين فقدوا نعمة الابصار، كما اخترع تليفونا يسجل الرسائل التى تصل إلى صاحبه في أثناء غيابه عن منزله أو عمله ثم يعيد عليه ما سجله عند عودته.
وها هم رجال المخابرات يسجلون أقوال المتهمين آليا وهم لا يشعرون، ويجب أن يعرف كل إنسان أن مخابراتنا موجودة في أجسامنا ومنطبعة في حواسنا
وكأنها شرائط تسجيل، وهى شهود لنا أو علينا يوم الجزاء في المحكمة الكبرى التى لن يكون قاضيها من قضاة البشر إنما قاضيها رب العالمين أحكم الحاكمين.
فإذا كان الانسان هذا المخلوق الضعيف توصل بعلمه المحدود إلى هذه المخترعات فهل يشك أحد في قدرة الخالق على إنطاق أعضاء الجسم بكل أعمالها المسجلة عليها.
وقال تعالى في سورة النحل آية - 70: والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير ".
تفسير علماء الدين: والله خلقكم وقدر لكم آجالا مختلفة، منكم من يتوفاه مبكرا، ومنكم من يبلغ أرذل العمر فيرجع بدلك إلى حال الضعف إذ تأخذ حيوته في الهبوط التدريجي فيقل نشاط الخلايا وتهن العظام والعضلات والاعصاب فتكون عاقبته أن يفقد كل ماكان عليه، إن الله عليم بأسرار خلقه، قادر على تنفيذ ما يريده.
النظرة العلمية: من عجائب بلاغة القرآن وأسرار إعجازه أنه يأتى بتعبيرات علمية غاية في الدقة ولا يعقلها إلا العالمون، فعبارة - لكيلا يعلم بعد علم شيئا - وهى مكونة من ست كلمات معناها بكل بساطة(ينسى)، وإذا كانت كلمة ينسى تغنى
عن الكلمات الست فلم كان هذا الاطناب الذى لا داعى له؟ ولكن الطبيب المختص بالامراض العقلية يبين لنا الفرق بين ينسى وبين لا يعلم من بعد علم شيئا وهذا سر الاعجاز العلمى في هذه القضية العلمية.
وذلك أن الشخص إذا نسى شيئا يمكنه بعد تذكر بعض الظروف أن يستعيد ما نسيه، أما الذى لا يعلم بعد علم شيئا فلا يمكن أن يتذكر مهما حاول ذلك، بل إنه في هذه الحالة قد ينسى إسمه، وهذه حالة من عوارض مرض انسداد شرايين صغيرة في المخ، وهذا الانسداد يكثر كلما تقدم الانسان في السن والذى يقول هذا الكلام بهذا الاسلوب الدقيق جدا علميا هو رب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو رب العاملين، وهى كلمات مضيئة بنور العلم الربانى ويسجد أمام إعجازها علماء الطب وغيرهم من ذوى الالباب.
وقال الله تعالى في سورة الانبياء آية - 104يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين). تفسير علماء الدين: يوم نطوى السماء كما تطوى الورقة في الكتاب ونعيد الخلق إلى الحساب والجزاء، لا تعجزنا إعادتهم فقد بدأنا خلقهم، وكما بدأناهم نعيدهم، وعدنا بذلك وعدا حقا، إنا كنا فاعلين دائما ما نعد به.
النظرة العلمية: لقد وصل العلم أخيرا وبعد جهاد شاق في الدراسات والابحاث وبعد استعمال
أدق الآلات من مجاهر ومحللات والطيف إلى أن هذا الكون الذى نعيش فيه قد بدأ من كتلة من السحاب تفجرت واتسعت لتكون وحدات الكون من مجرات وغيرها، وأنها لابد ستعود إلى التراجع لتعود كما كانت أول الخلق، وأن هذه السماوات المتسعة لابد وأن تطوى يوما لتصبح كما كانت أول مرة وأنه بذلك يكون فناء الكون، وقد يشاء الله المبدع فيخلق كونا جديدا لخلق آخرين، وقد جاء نص صريح عن فناء الكون في قوله تعالىفإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر ويقول الانسان يومئذ أين المفر) أى أنه يحدث وقت التحام الشمس والقمر أى وقت حدوث اضطراب بين النجوم والكواكب وتوابعها وتصادمها وتحطيم بعضها بعضا. وقال تعالى في سورة الحديد آية - 25: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) تفسير علماء الدين: وخلقنا الحديد فيه عذاب شديد في الحرب ومنافع للناس في السلم يستغلونه في التصنيع لينتفعوا به في مصالحهم ومعايشهم).
النظرة العلمية: الحديد أكثر الفلذات(المعادن) انتشارا في الطبيعة فيوجد أساسا في الحالة المركبة على هيئة أكاسيد وكبريتيد وكربونات وسلكات، وتوجد كذلك مقادير صغيرة من الحديد الخالص في الشهب والنيازك الحديدية، وقد أشارت الآية إلى أن الحديد ذو بأس شديد ومنافع للناس وليس أدل على ذلك من امتياز الحديد
وسبائكه المتنوعة بخواص متعددة ومتفاوتة الدرجات في مجال الحرارة والشد والصدأ والبلى وفى تقبل المرونة والمغناطيسية وغيرها، ولذلك كان أنسب الفلذات لصناعة أسلحة الحروب وأدواتها وأساسا لجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة التى هى دعامة للحضارات المادية، وللحديد منافع أخرى جمة للكائنات الحية إذ تدخل مركبات الحديد في عملية تكوين الكلوروفل وهو المادة الاساسية في عمليات التمثيل الضوئى التى ينشأ عنها تنفس النباتات وتكوين البروتوبلازم الحى وعن طريقه يدخل الحديد جسم الانسان والحيوان ومن ذلك نجد أن الحديد له شأن خطير في الحياة، ولذا سميت سورة باسمه في القرآن للاشادة بأهميته.
وقال تعالى في سورة النور آية - 40أو كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور). تفسير علماء الدين: ظلمات في بحر واسع عميق متلاطم بالامواج التى يعلو بعضها فوق بعض ويغطيها سحاب كثيف يحجب النور عنها ولا يستطيع راكب البحر معها أن يرى يده، ومن لم يوفقه الله لنور الايمان فليس له نور يهديه إلى الخير.
النظرة العلمية: تجمع هذه الآية أهم ظواهر عواصف البحر وأمواجه، فالمعروف أن عواصف
البحار العميقة تنطلق منها أمواج مختلفة الطول أو السعة أو الارتفاع بحيث يبدو الموج منطلقا في طبقات بعضها فوق بعض فيحجب ضياء الشمس لما تثيره هذه العواصف من سحب ركامية سمكية يخيم معها الظلام في سلسلة من عمليات الاعتام التى تصل إلى حد انعدام رؤية الاجسام، ولما كانت نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم في البادية حيث قضى طول حياته في الصحراء بعيدا عن البيئة البحريه فإن ورود هذه الدقائق العلمية عن الظواهر البحرية على لسانه وحيا من الله تعالى دليل على أن القرآن الكريم من عند الله، وعلى أنه معجزة هذا الرسول الكريم.
وقال تعالى في سورة الانعام آية - 15، 16إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ذلكم الله فأنى تؤفكون، فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم). تفسير علماء الدين: إن الله بقدرته يشق الحب ويخرج منه النبات، ويشق النوى ويخرج منه الشجر، ويخرج الحى من الميت كالانسان من التراب، ويخرج الميت من الحى كاللبن من الحيوان ذلك القادر العظيم هو الاله الحق فليس هناك صارف يصرفكم عن عبادته إلى عبادة غيره.
النظرة العلمية: نرى النظرة العلمية في الآيتين معا أن هناك علاقة وطيدة بين قوله تعالى فالق
الاصباح وفالق الحب والنوى فظهور الضياء بانفلاق الصباح من الظلام هو في حد ذاته عنصر أساسى في نمو النبات والاشجار وهو الضوء، وذلك أن الحب والنوى بعد أن ينفلق كل منهما يحتاج إلى غذاء ينميها، وهذا الغذاء يتكون من عناصر الارض ومن ضوء الشمس، فضوء الشمس يقوم بعملية التمثيل الكلوروفلى الذى تنتج عنه المادة الخضراء اللازمة لتكوين المادة الغذائية داخل عروق النبات وفى ذلك دلالة على أن الحى من النبات يستمد حياته من الارض ومن الضياء وهما شيئان ميتان.
وقال الله تعالى في سورة يونس آية - 61وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين). تفسير علماء الدين: إن الله جل جلاله لا يغيب عن علمه شئ في وزن الذرة في الارض ولا في السماء ولا أصغر من هذا ولا أكبر منه إن ذلك كله يسجل في كتاب عند الله واضح بين.
النظرة العلمية: كان الاعتقاد السائد قديما أن الذرة هى أصغر شئ يتصور عقل الانسان وجوده من المادة، وأنه لا شئ أصغر منها حجما ووزنا، ولكن العلم أثبت أن الذرة تلك الشئ الضئيل الذى لا تراه العين مادة قابلية للتجزئة، وهذا ما نطق
به القرآن قبل الكشوف العلمية الحديثة التى توصل إليها الانسان في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد تحقق قول القرآن بأن الذرة يمكن تحطيمها وأن ذلك التحطيم الصناعى لها قد أوجد منها قوة رهيبة يمكن استخدامها لدمار العالم أو عماره، وكل هذه الحقائق مسجلة في كتاب الله وعلمه المحيط بكل شئ فيه لانه هو الذى لا يعزب عنه شئ في الارض ولا في السماء.
الذرة في أوائل القرن العشرين ظهر أن بعض المواد كالراديوم واليورانيوم تتجزأ من تلقاء نفسها وتخرج منها جسيمات ذات كهرباء موجبة تسمى(ألفا) وجسيمات ذات كهرباء سالبة تسمى(بيتا) وأشعة تسمى(جاما)، وقد توصل العلماء إلى وصف الذرة بأنها شئ ضئيل جدا يتكون من نواة مركزية مشحونة بشحنة كهربية موجبة تدور حولها جسيمات صغيرة جدا مشحونة شحنة سالبة، وتسمى هذه الجسيمات الكترونات بينها وبين النواة تجاذب، وقد توصل العلماء إلى تحطيم الذرة تحطيما صناعيا، وقد نشأت عن تحطيمها قوى هائلة ذات حدين أحدهما خطر مدمر والآخر صالح معمر.
قال تعالى في سورة الحجرآية-22:وأرسلناالرياح لوافح فأنزلنامن السماء ماء فاسقيناكموه وما أنتم له بخازنين). تفسير علماء الدين: لقد أرسلنا الرياح حافلة بالامطار وحاملة بذور الانبات وأنزلنا منها المياه وجعلناه سقيا لكم، ولا يقدر أن يتحكم منكم أحد في تخزبنه.
النظرة العلمية: تبين لنا الآية إعجازا علميا غاية في الدقة والاحكام فهى تدل على أن الرياح أثناء هبوبها تحمل في طياتها حبوب اللقاح التى تأخذها من زهرة لتلقى بها في مبيض زهرة أخري فيكون على أثر ذلك التلقيح بين النباتات، كما أن الرياح علاوة على ذلك تحدث تلاقحا بين السحب المكهربة بالسلب والايجاب فينتج عن ذلك البرق والرعد والمطر، والمطر عندما يسقط على الارض بخصبها وتحيى مواتها، وهذا هو التلقيح بأوسع معانيه في الطبيعة.
تم والحمدلله