... قد لا يكون تفكير وتقييم المستبصر للمسائل الخلافيّة في عقائد أو غيرها .. كغيره. وأنا من نفسي كثيرا ما أبحث عن الأعذار لذوي العقائد السقيمة ، وأضع لهم في ذلك محامل وإحتمالات ...
-- وكان أعظمها عندي وأشدّهـــــــا ثقلا على البصيرة .. الإعتقاد بأنّ المعبود تعالى إسمه جسم ذو جوارح وأعضاء ..؟؟؟
ولمعرفة الحقيقة من هذا المعتقد الأشعريّ قديمــــــــــــا والوهّابي حديثـــــــــــا ، كان لا بدّ من سؤال منْ له دراية ومرجعيّة عند القوم .. فتوجّتُ بالسؤال إلى أحد الأقطاب من بينهم ..: فضيلة الشيخ العلامة محمد صالح بن العثيمين :
س/ عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له".
رواه البخاري؟
فأجاب بقوله : هذا الحديث حديث عظيم ذكر بعض أهل العلمأنه بلغ حد التواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أنه حديث مستفيض مشهور، وقد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بكتاب مستقل، لما فيه من الفوائد العظيمة، ففيه ثبوت النزول لله سبحانه وتعالى؟؟؟؟
لقوله: "يتنزل ربنا" والنزول من صفات الله الفعلية، لأنه فعل وهذا النزول نزول الله نفسه حقيقة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله، ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله، ونعلم كذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق فيما يخبر به، فليس في كلامه شيء من الكذب، ولا يمكن أن يتقول على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أحكامه، قال الله تعالى :{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * }. ونعلم كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق، وأنه، صلى الله عليه وسلم لا يساويه أحد من الخلق في النصحية للخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم لا يريد من العباد إلا أن يهتدوا، وهذا من تمام نصحه أنه لا يريد منهم أن يضلوا، فهو عليه الصلاة والسلام، أعلم الخلق بالله، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به، وكذلك لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال: " ينزل ربنا " فإن أي إنسان يقول : خلاف ظاهر هذا اللفظ قد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم إما بأنه غيرعالم، فمثلاً إذا قال: المراد ينزل أمره. نقول : أنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول يقول : " ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره أأنت أعلم أم رسول الله؟ !
أو أنه اتهمه بأنه لا يريد النصح للخلق حيث عمى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه، ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم أو نقول : أنت الآن اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه غير فصيح بل هو عيي يريد شيئاً ولكن لا ينطق به، يريد ينزل أمر ربنا ولكن يقول : ينزل ربنا لأنه لا يفرق بين هذا وهذا، فكلامك هذا لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم فعليك أن تتقي الله، وأن تؤمن بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الله تعالى نفسه ينزل حقيقة...؟؟؟؟
نقل من
مجموع فتاوى ورسائل
الإمام محمد بن صالح بن العثيمين
المجلد الأول ..
--- وعندها لا بدّ من معرفة الرأي المخالف في حكم التوحيد ، وما يعتقده .. و سؤال منْ له دراية ومرجعيّة عند القوم .. فتوجّتُ بالسؤال إلى باب مدينة علم المصطفى "ص" الإمام عليّ "ع" .. ومن عنده علم اليقين في هذا الحكم .. فأجاب "ع" ":
.. ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لم لا تصحبه الأوقات ... لا يجري عليه السكون والحركة وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولا ممتنع من الأزل معناه ، لو كان له وراء لوجد له إمام .. لا تناله الأوهام فتقدره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ... ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض ... ولا يقال له حد ولا نهاية ،ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ، ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ... يقول لما أراد كونه كن فيكون ... بلا وقت ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ....
*** هذا مُختص تعريف الإمام عليّ "ع" لمعبوده تعالى شأنه ..؟؟؟ فبأيّ الحكميــــــــــن نأخذ ونصدّق ...؟
1 - فهل نصدّق أبا هريرة والبخاري وإبن تيّمية و من شايعهُ ...؟
2 - أم نأخذ بأمر الله تعالى الصادر عن نبيّ الأكرم "ص" على لسان باب مدينة علمه "ع" .؟
ومع ذلك يبقى للعقل أسئلة وللبصيرة تساؤل .. ونترك حُكمَ أبي هريرة والإمام عليّ "ع" لنسأل ":
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 600x475.
*** هذه أرضنا وتلك سمائنا .. والنزول المفترض يكون في الثلث من القسم المُظلم للأرض .. وكما هو معلوم عند بني البشر اليوم فإنّ ثلث الليل الآخر مُلازم للأرض مدى 24 ساعة .. حيث ما وجد الليل وجد الثلث الآخر منه ...؟؟؟
*** من هذا الواقع العلمي لا بدّ أن نسأل أبي هريرة والبخاري وإبن تيميّة والعثيمين والرّعاع من شيعتهم ..
1 - هل كان النزول لربّكم لبقعة من الأرض وطائفة من البشر دون بقيّة المعمورة ..؟
2 - إذا كان غير ذلك .. لم يعد لزاما عليه الصعود والنّزول .. فأين يقيم عندهـــــــا ..؟
3 - كيف يكون النزول في الثلث المظلم من سماء الدنيا .. وهو محدود المعالم .. هل يكون ربّكم داخل هذا الجزء .. حيث نعلم جهته ونحدد موقعه ...؟
4 - ودون هذا وذاك هل هناك ضرورة للنّزول والنّداء وفي كلّ ليلة .. وهو القادر الفعّال والذي أمره بين الكاف والنون .؟
5 - بالله هل من العقل والبصيرة والدّين أن أترك التعبّد بإلاه عليّ "ع" ، وأتخذ إلاه أبي هريرة والبخاري .. وبني عبد الوهاب ..؟؟
- لن يكون ذلك حتّى أجد أجوبة عقليّة فيما طرحت من إشكالات .
والله وليّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النّور ..
أبو مرتضى عليّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لله درك مولاي ابو مرتضى ... ودائما هو هذا شان المستبصرين رجال اهل لواء علم ودرايه ... فزادكم الله علوا على علوكم في التحاقكم بسفن النجاة ووسائل الله اهل البيت عليهم السلام ....
واما ابو هريره فهذا الحديث من عقيده اليهوديه التي مات وهو وفي لها أشد وفاء وادخل في معتقدات المسلمين وخلط وفعل ما فعله عليه لعات الله ....
والسؤال المهم لماذا ينزل الله ماالغايه ؟ فاذا كان نزول لمجرد النزول فهذا عبث والعابث اما محتاج او جاهل فلا يصلح ان يكون رب وان كانت لغايه ما فهل هو عاجز عن تحقيقها الا بنزوله ؟ فاذا كان ذلك كان محتاج وبالتالي لا يصلح ان يكون ربا
فهذا هو الفهم المستقيم لتقيم مثل هذه الاحاديث ولكن ماذا نقول لمن يعبد الشاب الامرد اذ كانت عقولهم عقول انعام
اخي الفاضل ابو مرتضى علي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اقول انكَ مميز منذ ان عرفتكَ قبل اكثر من عامين في غير هذا المنتدى الطيب فوفقكَ الله تعالى و سدد خطاكَ و ثبتكَ في ما انتَ عليه
اما عن ما تفضلتم به فالذي اود قوله انكَ لن تجد اجابة مقنعة منهم ابداً
جزاكَ الله تعالى خير جزاء المحسنين
1 - هل كان النزول لربّكم لبقعة من الأرض وطائفة من البشر دون بقيّة المعمورة ..؟
فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات ; كوصفه بالاستواء إلى السماء وهي دخان ووصفه بأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ووصفه بالإتيان والمجيء في مثل قوله تعالى : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } وقوله : { هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك } وقوله : { وجاء ربك والملك صفا صفا } وكذلك قوله تعالى : { خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش } وقوله : { والسماء بنيناها بأيد } وقوله : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء } وقوله : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه } وأمثال ذلك من الأفعال التي وصف الله تعالى بها نفسه التي تسميها النحاة أفعالا متعدية وهي غالب ما ذكر في القرآن أو يسمونها لازمة لكونها لا تنصب المفعول به بل لا تتعدى إليه إلا بحرف الجر : كالاستواء إلى السماء وعلى العرش والنزول إلى السماء الدنيا ونحو ذلك . فإن الله وصف نفسه بهذه الأفعال . ووصف نفسه بالأقوال اللازمة والمتعدية في مثل قوله : { وإذ قال ربك للملائكة } وقوله : { وكلم الله موسى تكليما } وقوله تعالى : { وناداهما ربهما } وقوله : { ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين } وقوله : { والله يقول الحق وهو يهدي السبيل } وقوله : { الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا } وقوله : { الله نزل أحسن الحديث } وقوله : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا } وقوله : { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } وقوله : { ولقد صدقكم الله وعده } . وكذلك وصف نفسه بالعلم والقوة والرحمة ; ونحو ذلك كما في قوله : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } وقوله : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } وقوله : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } وقوله : { ورحمتي وسعت كل شيء } ونحو ذلك مما وصف به نفسه في كتابه وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم فإن القول في جميع ذلك من جنس واحد . ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في النفي والإثبات . والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى : { قل هو الله أحد } { الله الصمد } { لم يلد ولم يولد } { ولم يكن له كفوا أحد } فبين أنه لم يكن أحد كفوا له وقال تعالى : { هل تعلم له سميا } فأنكر أن يكون له سمي وقال تعالى : { فلا تجعلوا لله أندادا } وقال تعالى : { فلا تضربوا لله الأمثال } وقال تعالى : { ليس كمثله شيء } . ففيما أخبر به عن نفسه : من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له ; بيان أن لا مثل له في صفاته ; ولا أفعاله ; فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل ; بل هو مما يوصف به الفاعل فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى إنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين : كالإنسانين كما كانا من نوع واحد فتختلف مقاديرهما وصفاتهما بحسب اختلاف ذاتيهما ويتشابه ذلك بحسب تشابه ذلك . كذلك إذا قيل : بين الإنسان والفرس تشابه من جهة أن هذا حيوان وهذا حيوان واختلاف من جهة أن هذا ناطق وهذا صاهل وغير ذلك من الأمور ; كان بين الصفتين من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الذاتين : وذلك أن الذات المجردة عن الصفة لا توجد إلا في الذهن فالذهن يقدر ذاتا مجردة عن الصفة ويقدر وجودا مطلقا لا يتعين وأما الموجودات في أنفسها فلا يمكن فيها وجود ذات مجردة عن كل صفة ولا وجود مطلق لا يتعين ولا يتخصص .
وإذا قال من قال من أهل الإثبات للصفات : " أنا أثبت صفات الله زائدة على ذاته " : فحقيقة ذلك أنا نثبتها زائدة على ما أثبتها النفاة من الذات . فإن النفاة اعتقدوا ثبوت ذات مجردة عن الصفات فقال أهل الإثبات : نحن نقول بإثبات صفات زائدة على ما أثبته هؤلاء . وأما الذات نفسها الموجودة فتلك لا يتصور أن تتحقق بلا صفة أصلا بل هذا بمنزلة من قال : أثبت إنسانا ; لا حيوانا ولا ناطقا ولا قائما بنفسه ولا بغيره ولا له قدرة ولا حياة ولا حركة ولا سكون أو نحو ذلك أو قال : أثبت نخلة ليس لها ساق ولا جذع ولا ليف ولا غير ذلك ; فإن هذا يثبت ما لا حقيقة له في الخارج ولا يعقل . ولهذا كان السلف والأئمة يسمون نفاة الصفات " معطلة " لأن حقيقة قولهم تعطيل ذات الله تعالى ; وإن كانوا هم قد لا يعلمون أن قولهم مستلزم للتعطيل ; بل يصفونه بالوصفين المتناقضين فيقولون : هو موجود قديم واجب ; ثم ينفون لوازم وجوده ; فيكون حقيقة قولهم : موجود ليس بموجود حق ليس بحق خالق ليس بخالق فينفون عنه النقيضين : إما تصريحا بنفيهما وإما إمساكا عن الإخبار بواحد منهما . ولهذا كان محققوهم " وهم القرامطة " ينفون عنه النقيضين فلا يقولون : موجود ولا لا موجود ولا حي ولا لا حي ولا عالم ولا لا عالم . قالوا : لأن وصفه بالإثبات تشبيه له بالموجودات ووصفه بالنفي فيه تشبيه له بالمعدومات . فآل بهم إغراقهم في نفي التشبيه إلى أن وصفوه بغاية التعطيل . ثم إنهم لم يخلصوا مما فروا منه بل يلزمهم على قياس قولهم أن يكونوا قد شبهوه بالممتنع الذي هو أخس من الموجود والمعدوم الممكن . ففروا في زعمهم من تشبيهه بالموجودات والمعدومات ووصفوه بصفات الممتنعات التي لا تقبل الوجود بخلاف المعدومات الممكنات . وتشبيهه بالممتنعات شر من تشبيهه بالموجودات والمعدومات الممكنات . وما فر منه هؤلاء الملاحدة ليس بمحذور . فإنه إذا سمي حقا موجودا قائما بنفسه حيا عليما رءوفا رحيما وسمي المخلوق بذلك ; لم يلزم من ذلك أن يكون مماثلا للمخلوق أصلا . ولو كان هذا حقا لكان كل موجود مماثلا لكل موجود ; ولكان كل معدوم مماثلا لكل معدوم . ولكان كل ما ينفى عنه شيء من الصفات مماثلا لكل ما ينفى عنه ذلك الوصف . فإذا قيل : السواد موجود كان على قول هؤلاء قد جعلنا كل موجود مماثلا للسواد . وإذا قلنا : البياض معدوم كنا قد جعلنا كل معدوم مماثلا للبياض . ومعلوم أن هذا في غاية الفساد ويكفي هذا خزيا لحزب الإلحاد . وإذا لم يلزم مثل ذلك في السواد الذي له أمثال بلا ريب ; فإذا قيل في خالق العالم إنه موجود لا معدوم حي لا يموت قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فمن أين يلزم أن يكون مماثلا لكل موجود ومعدوم وحي وقائم ; ولكل ما ينفى عنه العدم وما ينفى عنه صفة العدم وما ينفى عنه الموت والنوم كأهل الجنة الذين لا ينامون ولا يموتون وذلك أن هذه الأسماء العامة المتواطئة التي تسميها النحاة أسماء الأجناس سواء اتفقت معانيها في محالها أو تفاضلت كالسواد ونحوه ; وسواء سميت مشككة وقيل : إن المشككة نوع من المتواطئة - إما أن تستعمل " مطلقة وعامة " كما إذا قيل الموجود ينقسم إلى واجب وممكن وقديم ومحدث وخالق ومخلوق والعلم ينقسم إلى قديم ومحدث . وإما أن تستعمل " خاصة معينة " كما إذا قيل : وجود زيد وعمرو وعلم زيد وعمرو وذات زيد وعمرو . فإذا استعملت خاصة معينة دلت على ما يختص به المسمى لم تدل على ما يشركه فيه غيره في الخارج ; فإن ما يختص به المسمى لا شركة فيه بينه وبين غيره . فإذا قيل : علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك ; لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره . لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ فإذا كان هذا في صفات المخلوق ; فذلك في الخالق أولى . فإذا قيل : علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك ; لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى ; ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو ; وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفو ولا ند ; فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره . ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات . فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله . فهذان المعنيان جمعا التنزيه وقد دل عليهما قوله تعالى : { قل هو الله أحد } { الله الصمد } . فالاسم " الصمد " يتضمن صفات الكمال والاسم " الأحد " يتضمن نفي المثل كما قد بسط الكلام على ذلك في تفسير هذه السورة . فالقول في صفاته كالقول في ذاته والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ; لكن يفهم من ذلك أن نسبة هذه الصفة إلى موصوفها كنسبة هذه الصفة إلى موصوفها . فعلم الله وكلامه ونزوله واستواؤه هو كما يناسب ذاته ويليق بها كما أن صفة العبد هي كما تناسب ذاته وتليق بها ونسبة صفاته إلى ذاته كنسبة صفات العبد إلى ذاته ; ولهذا قال بعضهم : إذا قال لك السائل : كيف ينزل أو كيف استوى أو كيف يعلم أو كيف يتكلم ويقدر ويخلق ؟ فقل له : كيف هو في نفسه ؟ فإذا قال : أنا لا أعلم كيفية ذاته ; فقل له : وأنا لا أعلم كيفية صفاته فإن العلم بكيفية الصفة يتبع العلم بكيفية الموصوف . فهذا إذا استعملت هذه الأسماء والصفات على وجه التخصيص والتعيين - وهذا هو الوارد في الكتاب والسنة - وأما إذا قيلت مطلقة وعامة - كما يوجد في كلام النظار : الموجود ينقسم إلى قديم ومحدث والعلم ينقسم إلى قديم ومحدث ونحو ذلك - فهذا مسمى اللفظ المطلق والعام والعلم معنى مطلق وعام والمعاني لا تكون مطلقة وعامة إلا في الأذهان لا في الأعيان ; فلا يكون موجود وجودا مطلقا أو عاما إلا في الذهن ولا يكون مطلق أو عام إلا في الذهن ولا يكون إنسان أو حيوان مطلق وعام إلا في الذهن ; وإلا فلا تكون الموجودات في أنفسها إلا معينة مخصوصة متميزة عن غيرها . فليتدبر العاقل هذا المقام الفارق فإنه زل فيه خلق من أولي النظر الخائضين في الحقائق حتى ظنوا أن هذه المعاني العامة المطلقة الكلية تكون موجودة في الخارج كذلك
وانت هنا هل تستطيع أن تمنعه سبحانه من أن يأتي يوم القيام كما قال تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا } إن كنت مستطيع منعه فمنعه الآن من نزوله ، وكيف يحاسب الله تعالى يوم القيامة البشر أجمعهم وهو سريع الحساب ونظر إلى قول الله تعالى {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } هو كان معهم على الارض ام كان معهم في علمه سبحانه وقدرته
وأقول لك شيئا وهو سؤال هل تأمن برب يفعل ما يشاء ؟
==================
ماشاء الله تثبت بان ربك له صفات زائده عن الذات ؟ هل تعلم معنى هذا الكلام يا مغفل ؟ معناه بان ربك كان عاجزا ناقصا ثم كمل ؟ فكيف تعبد شي جائز
ومن ثم كيف ينزل ؟ هل هو صغير حتى تستوعبه الارض ؟
العقل العقل يا مغفل
هل كلامك هذا رد على السؤال ام هروب ولف ودوران
اما ان تجيب على سؤاله او ان تسكت
لا داعي للف والدوران
فهو قال لك هل نزول ربكم لبقعة من الارض ام انه ينتقل من بقعة الى بقعة ؟
ولم يسالك عن اعتقاداتكم في صفات ربكم
وسؤالك عن ايماننا برب يفعل ما يشاء
طبعا نحن نؤمن برب يفعل ما يشاء ويستطيع ذلك من دون صعوبة
لكن هناك اشياء لا تمكن ليس لنقص الرب بل لنقص الموجودات
فلا يمكن للمحدود ان يحيط بالخالق
فعندما تقول ان ربك في الارض فالسماء ناقصة من وجوده وهذا لا يتقبله اي عقل