|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
بتاريخ : 27-10-2013 الساعة : 04:33 AM
هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
د. حامد العطية في خطابه المتلفز الأخير تطرق السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله لحراك الشعب البحريني ضد حكامه الجائرين، وأفصح عن مشاعره الشخصية تجاه تعامل الشعب البحريني مع ظالميه فقال: (أنا واحد من الناس أقف مدهوشاً ومشدوهاً أمام صبر هذا الشعب وتحمل هذا الشعب وتصميم هذا الشعب، مع أنّه اعْتُدِيَ على أعراضه وحرماته وعلمائه وعلى مساجده، ويُظْلَم)، وكثيرون يشاطرونه نفس مشاعر الدهشة، إذ من الصعب على أي امرء تحمل الاعتداء على عرضه وحرماته ومقدساته وقادته، فهل الواجب على المسلم الصبر على هذا العدوان والظلم أم مقاومته وايقافه مهما كان مصدره؟
الصبر فضيلة عظمى، ولا يكتمل إيمان الفرد بدونها، فلا مناص من الصبر على القضاء والبلاء، وهي أمور لا مرد لها، ولا يملك الإنسان منع وقوعها، وإن لم يصبر عليها فقد يتسرب الشك إلى عقله، ويضعف إيمانه أو يزول، وصبر المسلم على أذى أخيه خلق نبيل، والعفو عنه إحسان، ولكن هل يصنف تحمل الظلم والسكوت على انتهاك الأعراض والحرمات والمقدسات ضمن الصبر الواجب والمحمود؟
لو استعرضنا تاريخ حزب الله لوجدنا أمثلة كثيرة على ممارسة الصبر، والسيد حسن نصر الله أعاد في أكثر من خطبة له مؤخراً وصيته لأتباعه بالصبر على أذى الخصوم، ونهاههم عن الرد على شتائمهم وتخرصاتهم، والانضباط صفة راسخة لدى أعضاء الحزب، ويشهد بذلك الأعداء والأصدقاء، وليس من المقبول في عرفهم التصرف بإنفعالية وعفوية في ردود الفعل على أي عدوان، لذا فالصبر هنا أيضاً مطلوب وممارس، لكن حزب الله وكما ثبت من تاريخه المقاوم وحروبه مع الكيان الصهيوني المحتل لا يقبل الضيم، ولا يسكت على أي اعتداء على حقوق ومقدسات وأعراض طائفته.
لو تبنت المعارضة البحرينية فكر ومنهج حزب الله اللبناني فهل كانت ستصبر لأكثر من سنتين على الانتهاكات المتكررة للأعراض والحرمات والمقدسات؟ لا أظن أحداً سيجيب بنعم، أو حتى بلا أدري، ولا يظن أحد بأن قوة حزب الله نابعة من سلاحه، بل هي مستمدة أساساً من الفكر والمنهج، وما السلاح والمهارات القتالية التي يمتلكها الحزب سوى وسائل، ولولا الثبات على الفكر والمنهج والعزيمة لما سعى الحزب أصلاً لامتلاك هذه الوسائل القتالية المتطورة، ومن أهم عناصر هذا الفكر والمنهج رفض الظلم والعدوان، فلا مكان هنا للصبر، إلا ربما من باب الامهال لا الإهمال، ولو كان للمعارضة البحرينية نفس الفكر والمنهج والعزيمة لما اعياها البحث عن وسائل كثيرة غير قتالية للوصول إلى أهدافها وردع آل خليفة وأزلامهم وأعوانهم السعوديين من حتى التفكير بالاعتداء على أعراضهم ومقدساتهم.
شيعة البحرين أكثرية مظلومة منذ قرون، وهو حال شيعة العراق حتى سقوط النظام البعثي الطاغوتي في 2003م، ولو قارنا بين أحوال شيعة البحرين والعراق اليوم لوجدنا بعض أوجه الاختلاف والتشابه، فبينما ما زال شيعة البحرين يرزحون تحت حكم آل خليفه وحلفاءه الخليجيين ينعم شيعة العراق بالحريات الشخصية والدينية، وفي كل يوم يجأر شيعة البحرين من ظلم رئيس وزرائهم، وهو أيضاً عم الملك، أما في العراق فرئيس الوزراء شيعي، ويفترض أن يكون حريصاً على الدفاع عن حقوق وكرامة كل العراقيين بما فيهم أفراد طائفته، لكن شيعة العراق يتعرضون للعدوان، تسفك دمائهم وتنتهك أعراضهم وتدنس مساجدهم ومقدساتهم، وهي اعتداءات تفوق في عدد ضحاياها وتكرارها وفظاعتها ما يتعرض له شيعة البحرين، وشيعة البحرين كما وصفهم قائد المقاومة صابرون، لكنهم في كل يوم يتظاهرون احتجاجاً على الظلم والعدوان، وشيعة العراق صابرون أيضاً كما يبدو، ولكنهم لا يتظاهرون ولا يحتجون على ما يتعرضون له من أصناف الظلم والعدوان والحرمان، وإذا كان صبر أهل البحرين المظلومين يثير فينا مشاعر الدهشة والتعجب والاستغراب فكيف يجب أن نشعر تجاه شيعة العراق؟
26 تشرين الأول 2013م
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)
|
|
|
|
|