|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 833
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
(23 ذو القعدة)غزوة بني قريظة عام 5 للهجرة
بتاريخ : 07-06-2023 الساعة : 08:05 AM
وقعت هذه الغزوة في (23) شهر ذی القعدة[1] سنة (5 هـ )[2]. وقول ابن الاثير: ] فتح قريظة في ذي القعدة وصدر ذي الحجة[[3].
عاد رسول الله (ص) إلى المدينة من بعد معركة الخندق ووضع المسلمون السلاح وضرب على سعد ابن معاذ قبة في المسجد ليعوده من قريب، فلما كان الظهر أتى جبرائيل النبي (ص) فقال: أقد وضعت السلاح ؟ قال: نعم. قال جبرائيل: ما وضعت الملائكة السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم. فأمر رسول الله (ص) منادياً فنادى: من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلّين العصر إلا في بني قريظة. وقدم علياً إليهم برايته وتلاحق الناس ونزل رسول الله (ص) وأتاه رجال بعد العشاء الأخيرة فصلوا العصر بها وما عابهم رسول الله (ص). وحاصر بني قريظة شهرا أو خمساً وعشرين ليلة فلما اشتد عليهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله (ص) أن تبعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر - وهو أنصاري من الأوس - نستشيره. فأرسله، فلما رأوه قام إليه الرجال وبكى النساء والصبيان فرق لهم، فقالوا: ننزل على حكم رسول الله. فقال: نعم وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح. قال أبو لبابة: فما زالت قدماي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله، وقلت: والله لا أقمت بمكان عصيت الله فيه. وانطلق على وجهه حتى ارتبط في المسجد وقال: لا أبرح حتى يتوب الله عليّ فتاب الله عليه وأطلقه رسول الله (ص).
ثم نزلوا على حكم رسول الله (ص) فقال الأوس: يا رسول الله افعل في موالينا مثل ما فعلت في موالي الخزرج يعني بني قينقاع وقد تقدم ذكرهم، فقال: ألا ترضون أن يحكم فيهم سعد بن معاذ؟ قالوا: بلى. فأتاه قومه فاحتملوه على حمار ثم أقبلوا معه إلى رسول الله (ص) وهم يقولون: يا أبا عمرو أحسن إلى مواليك، فلما كثروا عليه قال: قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم. فعلم كثير منهم أنه يقتلهم فلما انتهى سعد إلى رسول الله (ص)
قال: قوموا إلى سيّدكم ـ أو قال: خيركم ـ فقاموا إليه وأنزلوه وقالوا: يا أبا عمرو أحسن إلى مواليك فقد رد رسول الله (ص) الحكم فيهم إليك. فقال سعد: عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم إلي. قالوا: نعم. فالتفت إلى الناحية الأخرى التي فيها النبي (ص) وغض بصره عن رسول الله إجلالا وقال: وعلى من ها هنا العهد أيضا. فقالوا: نعم. وقال رسول الله (ص): نعم. قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وتسبى الذرية والنساء، وتقسم الأموال.
فقال له رسول الله (ص): لقد حكمت ( فيهم) بحكم الله من فوق سبعة أرقعة[4]. ثم استنزلوا فحبسوا في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله (ص) إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق ثم بعت إليهم فضرب أعناقهم فيها وفيهم حيي بن أخطب وكعب بن أسد سيدهم وكانوا ستمائة أو سبعمائة، وقيل: ما بين سبعمائة وثمانمائة، واُتي بيحيي بن أخطب وهو مكتوف فلما رأى النبي (ص) قال: والله ما لمتُ نفسي في عداوتك، ولكن من يخذل الله يُخذَلْ. ثم قال للناس: إنه لا بأس بأمر الله كتاب وقدر، وملحمة كتبت على بني إسرائيل. فاُجلس وضربت عنقه، ولم تقتل منهم إلا امرأة واحدة قتلت بحدث أحدثته، وقتلت أرفة بنت عارضة منهم. وأسلم منهم ثعلبة بن سعية، واُسيد بن سعية، وأسيد بن عبيد. ثم قسّم رسول الله (ص) أموالهم فكان للفارس ثلاثة أسهم، للفرس سهمان ولفارسه سهم، وللراجل ممن ليس له فرس سهم، وكانت الخيل ستة وثلاثين فرساً وأخرج منها الخمس. وكان أول فيء وقع فيه السّهمان والخمس، واصطفى رسول الله (ص) لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خنافة من بني قريظة فأراد أن يتزوجها فقالت: اتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك. فلما انقضى أمر قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ واستجاب الله دعاءه وكان في خيمته التي في المسجد فحضره رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر، وقالت عائشة: سمعت بكاء أبي بكر وعمر عليه وأنا في حجرتي، وأما النبي (ص) فكان لا يبكي على أحد، كان إذا اشتد وجده أخذ بلحيته[5].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ الموسوعة الكبرى في غزوات النبي الاعظم(ص): ج 3، ص 192.
[2] ـ مروج الذهب: ج 2، ص 291.
[3] ـ الكامل في التاريخ: ج 2، ص 187.
[4] ـ (الأرقعة، جمع رقيع: السموات).
[5] ـ الكامل في التاريخ: ح 2، ص 185 ـ 187.
من مؤوسسة السبطين العالمية
|
|
|
|
|