فترى هذا العبد الذليل في بداية (( ليالي الإحياء )) وكأنه واقف عند باب الله تعالى يطلب إذن الدخول ليجدد عهده ويكفر عن ذنبه ،، يبدأ يحاسب نفسه ويكلم ربه يقول ،، يارب أنا عبدك الذي عصيتك وخالفتك ،، أنا الذي فعلت كذا وكذا وكذا ،،، فأذن لي بالدخول إلى رحاب رحمتك يارب العالمين ،،،
يقولون (( الاعتراف بالخطأ فضيلة )) ،،، ففضيلة هذا العبد الذليل جعلته يدخل إلى بيت الله تعالى مأذوناً له بالدخول ،،، وإلا لم يوفقه الله تعالى لحضور الإحياء في هذه الأيام ،،،
وعندما أقول الحضور لا اعني أنه التوبة لا تقبل إلا في بيوت الله تعالى لأنه العبد إذا جلس على سجادته في بيته أصبح هذا المكان مسجداً لله تعالى ،،،
فيقف هذا العبد والدموع على خده ،، طالب العفو والرحمة والمغفرة من ربه ليتوب عليه ،،،
دائماً هذا المثال التصويري الذي أكلمكم فيه ،،، أُشِبهُ في الولد مع أبيه لتقريب الصورة أكثر ،،،
هذا الولد العاق الذي يخالف دائماً أبوه ويعصيه ،،،
فبعد طول المخالفة ... وطول عدم طاعة هذا الولد لأبيه ،، ترى الأب يقسِ على ولدهُ ويأمره بالخروج من بيته ..... ويصر على الخروج ليتأدب ويحاسب نفسه أكثر ،،،
فيخرج هذا الولد حائراً لا يجد مكاناً يأويه ويحميه إلا الذي هو أقرب الناس إليه (( أبوه )) ،،، فيكلم نفسه (( أين أذهب ليس لي مكان آخر إلا بيت أبي )) يحاسب نفسه هذا الولد ،،، تبتدأ الحسرة والحيرة تعصر قلبه ... يفكر ... يفكر .... فيرجع ويقف عند باب البيت ،،، يبكي متذللاً لأبيه .. (( يبااا والله ماني عارف وين أروح تكفا أفتح الباب ... يبااااا والله أخير مرة بعد ما أسويها ،،، يباااا والله ما أعيدها سامحني يااا يباااا ،،، تسمعني يبااا ... يباااا ..... يبااا مو قصدي أوعدك بتكون هذه أخير مرة ،،، يفتح الأنتركم ( يستعطف أباه ) ويشهق بالبكاء ... يبااا والله ما عندي مكان أروحله تكفااا يبااا أفتح الباب .. قولي وين أروح يباا قوولي ))
فينظر هذا الأب من الأعلى أبنه وفلذة كبده والدموع على خده ،،، يقول ولدي لماذا تفعل هكذا وتجعلني أتصرف معك بما لا أُحب ،،، أريد مصلحتك يا نور عيني ،،أريدك تصبح ولداً صالحاً لا تخالف أمر أبوك ،،، لماذا تعذب قلبي ولدي ،،،
فينظر لأبنه وحبيبه ،،، (( يباا مااالي غيرك ... سامحني .. ))
بعدها .. أخذ هذا الولد تعب البكاء وتعب الصراخ ،،،، فيقعد عند باب البيت ،، ويبتدأ يحاسب نفسه ،،، لماذا أنا أغضبت أبي ...!!!
لماذاااا ،،،،
(( أبوي ما قصر معااي دوم كل ما طلبته عطاني ،،، ليش سويت معاه جذي ليييش ))
تعب البكاء أخذ الولد إلى غفوته فنام عند باب البيت ظاناً أنه ابيه قد غفل عنه ولن يفتح له الباب فسـيـبـيـت خارج البيت ،،،
فينظر الأب من الأعلى يراقب أبنه ... يلتفت أين ولدي ،،، ولدي حبيبي نااااائم ...!!! يفكر ...
آآآآآآآآآه ،،، لا أتحمل ولدي حبيبي .. لا أتحمل ،،،
فيركض لولده يفتح الباب يجد أبنه .... واضع رأسه على الأرض نائم والدمعه بعينه ،،،
يجلس الأب يأخذ رأس ابنه بحجره ويبكي ،،، ولدي حبيبي لقد أطلت عليك يا نور عيني ... قد قسوت عليك أكثر من اللازم يا فؤادي ،،، فيمسح الدمعه من خده ،، ويقبله برأسه ... يقبله بنحره ... يقبله بشفته ،،
يفتح هذا الولد عينيه يرى أباه يبكي ويمسح على رأسه وينظر إليه بحنااان ،،، هذا الإبن أخذته حالة الإستغفار والتوبه .. (( يحضن أباه (( ... يباا سامحني يبااا .. ))
الأب : سامحتك ولدي حبيبي سامحتك يا نور عيني ،،، أطلب مني ما تريد تدلل ولدي تدلل ،،، لا تبكي حبيبي لا تبكي ...
*********
*******
*****
**
هكذا هو ربُنا مع عبيده... الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد ،،،
يرى العبد أتاه تائباً نادماً والدموع على خده (( ربي سامحني ،،، ربي أغفر لي يا ربي ))
فيجيبه الله تعالى (( عبدي لقد سامحتك حبيبي ... لبيك أطلب فأجيبك ...))
عبدي تدلل أطلب ما تشاء ،،،، غفرت لك ،، و محيت جميع ذنوبك ،،، أنت مدلل عبدي أطلب أطلب ،،
فيأتي هذا العبد متذللاً لربه .. وبعد إذن الدخول لأحضان الرحمه والمغفرة ،،،
يفتتح صفحته الجديدة ،،،
(( أللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك .. فأسمع يا سميع مدحتي .. وأجب يا رحيم دعوتي .. وأقل يا غفور عثرتي .. فكم من كُربةٍ قد فرجتها .. وهمومٍ قد فرجتها ... ))
.....
فصِرتُ أدعوك آمناً وأسألك مستأنساً لا خائفاً ولا وجلاً ...
فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ،،،، (( ولعل الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور )) ،،
فلم أر مولىً كريماً أصبرَ على عبدٍ لئيمٍ منك علي يارب ،،،
إنك تدعوني فأولي عنك ... وتتحبب إلي فأتبغض إليك ،،،
وتتودد إلي فلا أقبل منك .. كأن لي التطول عليك ..
ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة لي والإحسان إلي ،،، والتفضل علي بجودك وكرمك ،،
فأرحم عبدك الجاهل وجُد عليه بفضلِ إحسانك إنك جوادٌ كريم ،،،
***********
********
****
**
*
هنيئاً لمن عمل على إحياء ليالي القدر ... هنيئاً لمن أستلذ في رحمة الله تعالى ومحبته ،،، هنياً هنياً لمن قبلهُ الله تعالى في رحمته ،،،
أذقنا يارب حلاوة رحمتك ،،، أذقنا يا رب حلاوة محبتك ،،،
أسمعوا هذا دعاء الإفتتاح أحبتي هديتي لكم ،،
من الجميل جداً كل منا أن يقرر بينه وبين نفسه و يسامح جميع من خطأ بحقه ،، لنتسامح أحبتي (( لخاطر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم )) ،،،
وألي معند أقوله ،، (( اذا للرسول صلى الله عليه واله وسلم عليك معزة ساااامح ولا تخلي أسم أحد في بالك .. اذا له معزه )) ،،
لوجه الله أحبتي .. لوجه الله ...
أخوكم علي المهاجر ،،
16/9/2009
ترقبوا / مكالمتي مع الشيخ محمد العوضي ،،،