|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 78963
|
الإنتساب : Jul 2013
|
المشاركات : 66
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد \ المسني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 27-09-2013 الساعة : 02:35 AM
وفي سورة اخرى قال(انا عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وواشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) الاحزاب (72) لكن هذا القائل يقصد بان العبادة تتمثل في إقامة الشعائر الإسلامية فقط واقصد أن العبادة تتمثل في شكلها الإجمالي في الحفاظ على الحياة و الأرض والأخذ بحركتها نحو الكمال والتي تمثل الامانة وان الشعائر الاسلامية هي جزء أساسي للأخذ بحركة الحياة وللحفاظ عليها ولأننا محتاجون الى الله لاجل حمل الأمانة .
وهنا الفرق بين انسان ياخذ بالجزء دون الكل ويعكس الأساس من احتياج الإنسان إلى الله تعالى لحمل الأمانة والحفاظ عليها إلى احتياج الله لعبادة الإنسان ونفي الهدف الذي كلف به وبنفيه يعني ان الإنسانية في هذه الحياة تسير بدون هدف لها ومن نفا الهدف جعل الإنسان لا قيمة له ونقول لبعض الإخوة الذين يفتقدون المعارف الإسلامية بشكلها الحقيقي (ان النقص يتمثل في عدم الإلمام بالعلوم والمعارف الإسلامية وليس عيبا السعي لأجل الإلمام بها ولو بشكل جزئي ولكن العيب يتمثل في الاستكبار عن الحقيقة وإتباع أهواء الشياطين والإصرار على الخطأ بعد أن أكرمك الله بالمعارف)
وعندما ننظر الى خلق الإنسان فان الله شاء وأراد وقدر ادم قبل أن يخلقه فتمثلت عظمة الله في خلق ادم عليه السلام لإثبات ربوبيته وقدرته على خلق مايشاء وهل هناك من يستطيع ان يمنع الخالق عز وجل من خلق الإنسان المفضل على كثير من مخلوقاته. وبموجب هذا التفضيل خلق ادم عليه السلام و امر الله تعالى الملائكة ان يسجدوا لأدم فسجدوا الا إبليس ابى واستكبر فكان من الكافرين فكان اول من يعصي الله تعالى ولو فرض ان إبليس عليه لعنة الله لوكان لديه القوة على المنع والاعتراض على خلق ادم عليه السلام لفعل ولكن قدرة المخلوق لا ترقى أمام قوة الخالق عز وجل .
ووفق الاية القرانية في قوله تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون(30)وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين(31) قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم 32) البقرة
وفق الآية اختار الله ادم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض إكراما وتفضيلا منه للإنسان إذ أن هناك من كان يعترض على خليفة الله في الأرض ومنها الملائكة ليس كرها للإنسان ولكن خوفا على الارض من الفساد و سفك الدماء . و من الآية يتبين أن الإنسان لم يخلق عالما إذ تلقى العلوم من الله تعالى ولولا تعليم الله له ما استطاع معرفة الأسماء الذي تميزبه عن الملائكة عليهم السلام كما تشير الآية ان الإنسان ليس باستطاعته الاستغناء عن الله تعالى خالقه اذ لولا الله ما ابدع علميا وبموجب هذا الارتقاء العلمي سجدت الملائكة لأدم عليه السلام طاعة لله تعالى و احتراما وإجلال لما يحمله من علم رباني تفوق به عليهم حتى جعل لهم بمثابة المعلم ومن هنا نعلم أن العلماء العارفين الصالحين (أولياء الله ) لهم فضل على الأمة في تعليمنا وصلاحنا وهل ياترى سيحترمهم ويقدرهم الناس كما احترمت الملائكة ادم عليه السلام ام انهم سيتكبرون ويستكبرون كما فعل إبليس وسيجعلون من إجلالهم واحترامهم وزيارة قبورهم بدع وخرافات تعكس عن عدم احترام هؤلاء للعلوم والعلماء والأساتذة والمدرسين وتقديرهم بقدر إسهامهم في المجال العلمي كما إن ادم عليه السلام باعلامه الملائكة بالأسماء عكس عدم أنانية ادم في احتكار العلم كما توضح طاعة ادم للخالق عز وجل.
واسكن ادم وزوجته الجنة فأزلهما الشيطان في الأكل من الشجرة التي نهاه الله من الاكل منها .
وطالما ان الله فضل الإنسان وجعله خليفتة في الارض وهناك خلاف في مسالة الخلافة في الأرض هل هي مخصصة لادم عليه السلام ام للإنسانية بأكملها . حيث ان هناك تباين فخص بها ادم عليه السلام وهو الإنسان الأول كما خص بها داوود عليه السلام ولو كانت كلية أي تعني الإنسانية بأكملها لما خص داوود عليه السلام في قوله تعالى ( يا داوود إني جاعلك في الأرض خليفة ) ص 26 كما انها تاتي احيانا في تخصيصها للمؤمنين كما قال عز وجل ( وعد الله الذين امنوا منكم ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف اللذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون ) (55)النور وقد اشرنا سابقا ان الله تعالى يكون قضاءه خير للإنسانية وليس شرا بها وعلى ذلك فان من تخصه الخلافة هم أهل الخير الأنبياء والصالحين والمؤمنون الصادقون من الناس وليس الأشرار والظلمة وبموجب الأسباب والعلل السابقة فان الخلافة متاثرة بها حيث بدات باساس الانسانية وستنتهي بالفروع أي ان الخلافة تشمل الكل أي كل الخيرين وتشمل الجزء الأخير للخيرين وبموجب النظرية الكلية وفق الأساس والأساس المكمل فان الخلافة في الأرض أساسها الأخير من الناس وأساسها المكمل هم الخيرون من الناس وان الخلافة تتمثل في من لديه القدرات التي تؤهله لحمل هذه الأمانة المتمثلة في الأرض والحفاظ على صلاحها وفي صلبها الخير للإنسانية وعلى هذا سخر الله للإنسان السموات والأرض ومابينهما للاستفادة منها في رقيه العلمي والعملي وفي الحفاظ على صلاح الأرض من الفساد وان مهمة الانسان في الارض تكمن في الحفاظ على صلاحها ومقاومة المفسدين فيها والأخذ بحركة الإنسانية وفق الخير وعبر المراحل الزمنية حتى الوصول الى الكمال او النهاية والتي بموجبها تنتهي مهمة استخلاف الإنسان على الأرض وعلى هذا الأساس فمن يعمل الشرور للإضرار بالإنسانية أو بالحياة فانه بذلك يعصي الله تعالى ويعيق هدف الإنسانية وهنا نقول بان الاستخلاف لاتعني الزعامة والرئاسة والحكم والمشيخه في ظل الجهل وإنما تكون لأولي العلم والمعارف لان ادم عليه السلام لم يستخلف على الأرض إلا لأنه تميز عن من سواه بالعلم و حاز علي الخلافة بموجبه . ومن الضرورة ان يكون ادم عليه السلام عالما وعارفا بشؤون المستخلف فيه وبما هو أصلح للإنسانية وللأرض اذ انه ان استخلف وهو جاهل يشؤونها وادارتها فانه سيضر بها وعلى هذا الأساس فان من يكون خليفة الله في الأرض يكون متعلما وفاهما وغير جاهل كما يكون مؤمنا ومطيعا لله تعالى اذ ان ادم عليه السلام لم ينل الاستخلاف في الأرض الا لأنه اعلم من الملائكة ولانه لم يحتكر العلم في إعلامهم به كما انه من الباطل والظلم ان يحكم الجاهل المتعلم فكيف سيكون خيرا للارض وللإنسانية وهو لايعي مفهوم الإصلاح ومفهوم الأخذ بحركة الحياة إلى الكمال عبر الزمن كما لايعي ولايفهم التوازن الحياتي للحياة بمافيها من احياء تخدم الأرض وصلاحها ولا يفهم أسماء المستخلف عليهم من الكائنات . ان تعيين الجاهل على رقاب الناس ماهو الا جزء من الفساد في الأرض وطالما ان الإنسان يحمل الامانه على الحياة فيجب ان يعمل لاجل عدم تنصيب اهل الشر باستخلافهم على الحياة كونهم سيضرون بالامانة الالاهية وسيسعون في الارض فساد.
ان خليفة الله في الارض تكمن فيه كل صفات الخيرللانسانية والحياة والذي سيعمل ويسعى لتعزيز مكانة اهل الخير في جعلهم خلفاء لله في الأرض سوى في تفوقهم العلمي او السلوكي والإنساني وغيره.
وكما اوضحت سابق بان الأمانة متمثلة في الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال هي من مسؤولية الإنسانية بأكملها وسوف يحاسب كل من يضر بها او يفسد فيها أما الخلافة فهي منصب تكون في الأخير من أهل الخير في الإنسانية كأساس والخيرون من الإنسانية كأساس مكمل كما وجب على الأساس المكمل (الخيرون )الالتفاف حول الأساس( الاخير) وعلى ذلك فان خليفة الله في الأرض جعل ليعزز مسار الإنسانية في حمل الأمانةومن الغير منطقي ان يجعل الله الارض من دون وجود خليفة له فيها .
ويبقى السؤال هل استخلف ادم على الأرض في ظل وجود المشورة والانتخابات ام انه تعيين وتكليف من الله تعالى ؟ وهل نقول من الضرورة ان تكون هناك شورى لاتخاذ قرار الاستخلاف وبين من تكون الشورى ؟ بين الخالق والمخلوقات !وعلى أي شيء على ملك الخالق عز وجل! وهل يعقل ان يكون احد معه مزرعة ويريد ان يعين عليها مدير فهل سيقول لأبناء مجتمعه تعالوا نعمل شورى لنعين احد عليها. من المؤكد ان هذا سيكون في قمة السخف وبعد من سيعين عليها هل إنسان فاهم يعمل لأجل مصلحة المزرعة ويدر عليه خيراتها ام سيعطيها لإنسان جاهل لا علم له بشؤون الزراعة والفلاحة والتخطيط والبيع والشراء والتجارة المبنية على القيم والسلوك الحسن ؟من المؤكد إن الإجابة ستكون لمن هو اعلم وافهم وانسب وأنزه لإدارة المزرعة لأنه بنظره سيدر عليه أموال أكثر . فكيف تسمح لنفسك ايها المخلوق ان تعين شخص لإدارة مزرعتك بينما لا تقر لمن عينهم الله لإدارة أرضه ومخلوقاته (الرسول( ص ) والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام ). والفرق ان خيرات المزرعة ستكون لصالح صاحبها بينما ارض الله بخيراتها تكون لمصلحة العباد. فأيهما أكرم الخالق ام المخلوق ؟ وعلى ذلك فان الأنبياء والرسل وأئمة الله العظام لايعينون من الناس وإنما يعينون من الله تعالى ورسوله الكريم إذ هل من العقل ان يكون هناك شورى بين الخالق والمخلوقات في اختيار النبي أو الإمام أو خليفته في الأرض . وهل يعقل أن يكون هناك أناس بعيدين عن الله تعالى وعن الخير ويعبدون الأوثان والأصنام ويتم مشاورتهم في تعيين نبي وإمام لهم أو خليفة الله في الأرض. إن الله تعالى اختار ادم عليه السلام وجعله خليفته في الأرض وكذلك الله تعالى يختار الأنبياء والأئمة عليهم السلام لكونهم هم الأخير للناس لإصلاح حياتهم ومقاومة المفسدين والمستكبرين في الأرض وجعل المؤمنون خلفاء الله في أرضه وعلى ذلك فان الخلافة منصب إلاهي يجعله الله في الأخير للناس كأساس كما يجعلها في الخيرون من خلقه كأساس مكمل .
كما أن الاستخلاف خص به ادم عليه السلام ولم تخص به حواء عليها السلام وهو ما يشير ان الخلافة لا تتمثل بالإنسانية بأكملها بل تمثلت بآدم عليه السلام وبموجب النظرية الكلية فان الجزء الأساسي للإنسانية وهو ادم عليه السلام وهذه إشارة أن الخلافة تكون من مسؤولية الرجل كأساس للإنسانية ومن مسؤولية آهل الخير كأساس للناس ومن مسؤولية الأخير كأساس لأهل الخير وبموجب التفضيل فان الإنسانية مفضله عن المخلوقات وان أهل الخير هم المفضلون من الإنسانية وان الأخير هو المفضل من أهل الخير
|
|
|
|
|