لما انتقل إلى رحمة الله تبارك وتعالى المرجع الكامل والفقيه العامل والأصولي العادل آية الله العظمى سماحة الشيخ مرتضى الأنصاري سنة ( 1281 هـ ) زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف ...
أصبح الناس يسألون أفاضل تلامذة الشيخ وكبار العلماء عمّن هو جامع لشرائط التقليد لكي يرجعوا إليه في الأحكام الشرعية ...
فاجتمع العلماء الأفاضل في بيت تلميذ الشيخ الأنصاري رحمه الله الشيخ حبيب الله الرشتي الذي كان من أبرز علماء عصره بعد أستاذه
فاتفقت كلمة العلماء بما فيهم الشيخ الرشتي على أن يكون المرجع هو قرينه وزميله آية الله العظمى الميرزا محمد حسن الشيرازي
فأرسلوا إليه ، وطلبوا منه أن يحضر الاجتماع ، وكان أعاظم العلماء كذلك حاضرين :
كالشيخ حسن نجم آبادي .
والميرزا عبد الرحيم النهاوندي .
والميرزا حسن الآشتياني .
فلما حضر الميرزا الشيرازي تكلّم القوم ، وخاطبوا الشيرازي قائلين
لابد للناس من مرجع في التقليد والرئاسة الدينية وقد اتفقنا على سماحتكم مرجعاً ورئيساً ؟
فقال الميرزا الشيرازي : إني لم استعد لذلك ، ولا استحضر ما يحتاج إليه الناس ، وسماحة الشيخ حسن فقيه العصر أولى بذلك مني .
فقال الشيخ حسن : والله إن ذلك حرام عليّ ، لما فيّ من الوساوس ، ولو دخلتُ فيه أفسدتُه وإنما هو واجب عيني عليك بالخصوص .
وتكلم كل واحد من أكابر العلماء بنحو ما تكلم الشيخ حسن رحمة الله .
وهكذا حكموا على الميرزا الشيرازي بوجوب قبوله لمنصب الرئاسة المرجعية الكبرى للشيعة في العالم الإسلامي الكبير .
فقبلها الميرزا الشيرازي ودموعه تجري على خدّيه ومحاسنه يقول المحدث القمي الشيخ عباس صاحب كتاب مفاتيح الجنان حدثني السيد حسن الصدر عن أستاذه الشيرازي قائلاً :
ومن غريب الاتفاق الذي لم يحكه التاريخ منذ خلق الله الدنيا أن انحصرت رئاسة المذهب الجعفري في تمام الدنيا بسيدنا الأستاذ في آخر الأمر ، كما إنه لم يتفق في الأمامية رئيس مثله في الإذعان له والجلالة ونفوذ الكلمة .
هذا هو حال مراجعنا العظام قبل عدة سنوات مضت ، فلم يكن المرجع يعين من قبل مجموعة من المعممين يلهثون وراء الدنيا لا هم لهم إلا جمع الأموال والتحكم برقاب المسلمين ، والتزلف إلى الحكام الظالمين من أجل أمور يعلمها الله تعالى وحده ...
أن المرجع المشار إليه في هذهِ القصة ليس هو الأمام المجدد الشيرازي رحمة الله صاحب ثورة العشرين وصاحب المواقف البطولية التي يرويها لنا التاريخ ضد الانتداب البريطاني على العرق .
أن المجدد الشيرازي ساكن مدينة سامراء المنتقل بعدها إلى مدينة كربلاء المقدسة .
أن هذا الإنسان العظيم قد انتقلت إليهِ زعامة الحوزة والمسلمين بعد رحيل السيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى .
وبعد موت المجدد الشيرازي في أيام ثورة العشرين انتقلت الزعامة الشيخ فتح الشريعة الأصفهاني رحمة الله عليه .
هكذا كانت المرجعية قبل عدة سنوات أما الآن فمع شديد الأسف ، قد تجري عملية الانتقال وفق ضوابط غير صحيحة بل أكثرها مزيفة والعياذ بالله .
والحمد لله رب العالمين
28 شوال / 1431 هـ
7 / 10 / 2010 م
صفاء علي حميد
===============
يمنع وضع روابط خارجية للاعلان
الادارة
====================