|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 23-03-2013 الساعة : 09:11 PM
صحابي فسقه الله ورسوله والمؤمنون .... ومع ذلك قال أهل السنة بعدالته!!!
هذا الصحابي الفاسق هو الوليد بن عقبة
من نظر في ترجمة الوليد بن عقبة يرى أنها مملوءة بالمخازي والمحرمات، ولا يرى فيها شيئا يمكن التشبث به للقول بعدالته وإن كان صحابيا، فإن القول بعدالته يستلزم طرح كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين، ويستلزم الاستخفاف بعقول الناس والتلاعب بأحكام الشرع، ومع ذلك قال أهل السنة بعدالته.
قال ابن عبد البر: وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله، غفر الله لنا وله.
وإليك أخي القارئ بعض التفصيل في مخازي هذه الرجل:
1 - نزل فيه قوله تعالى (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عزوجل (إن جاءكم فاسق بنبأ) نزلت في الوليد بن عقبة، وذلك أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى بني المصطلق مصدقاً، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية. وروي عن مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا.
ثم روى عن ابن أبي ليلى مثل ذلك.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8 /216: وأسلم الوليد هذا يوم الفتح، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه [وآله] ... فأنزل الله تعالى في الوليد (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) الآية. ذكر ذلك غير واحد من المفسرين، والله أعلم بصحة ذلك. وقد حكى أبو عمرو بن عبد البر على ذلك الإجماع.انتهى.
وقال ابن كثير في تفسيره 4 /209: وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق، وقد روي ذلك من طرق أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده 4 /279 من رواية ملك بني المصطلق وهو الحارث بن ضرار بن ضرار والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق حدثنا عيسى بن دينار حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ... وبعث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث... فرجع حتى أتى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: يا رسول الله إن الحارث قد منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم البعث إلى الحارث رضي الله عنه، ... فنزلت الحجرات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى قوله (حكيم).
ورواه ابن أبي حاتم عن المنذر بن شاذان التمار عن محمد بن سابق به ورواه الطبراني (في المعجم الكبير 33395 ) من حديث محمد بن سابق به، ...
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم [وآله] ... قالت: ونزلت (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وروى ابن جرير أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ... رجع الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة. فغضب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ... فأنزل الله تبارك وتعالى عذرهم في الكتاب فقال (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) إلى آخر الآية.
وقال مجاهد وقتادة: أرسل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ليصدقهم... فأنزل الله تعالى هذه الآية. قال قتادة : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التثبت من الله، والعجلة من الشيطان. وكذا ذكر غير واحد من السلف، منهم ابن أبي ليلى ويزيد بن رومان والضحاك ومقاتل بن حيان وغيرهم في هذه الآية أنها نزلت في الوليد بن عقبة والله أعلم.
وقال السيوطي في تفسير الجلالين ص 645: ونزل في الوليد بن عقبة، ... (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) ...
وقال الطبري في تفسيره 26 /123: القول في تأويل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ... وذكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. ذكر السبب الذي من أجله قيل ذلك:
حدثنا أبو كريب قال: ثنا جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: ... ونزلت (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ)الآية، قال: كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط ثم أحد بني عمرو بن أمية ثم أحد بني أبي معيط إلى بني المصطلق ... فأنزل الله عذرهم في الكتاب فقال (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (إن جاءكم فاسق بنبإ) قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه نبي الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى بني المصطلق ليصدقهم، فتلقوه بالهدية، فرجع إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: إن بني المصطلق جمعت لتقاتلك.
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) حتى بلغ (بجهالة) وهو ابن أبي معيط الوليد بن عقبة، ... فأخبره الخبر، فأنزل الله عز وجل ما تسمعون، فكان نبي الله يقول: التبين من الله، والعجلة من الشيطان.
حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) فذكر نحوه.
حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن هلال الوزان عن ابن أبي ليلى في قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) ، قال: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط .
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان عن حميد عن هلال الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (إن جاءكم فاسق بنبإ) قال: نزلت في الوليد بن عقبة حين أرسل إلى بني المصطلق.
قال: ثنا سلمة قال: ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني المصطلق بعد إسلامهم الوليد بن أبي معيط، ... فأنزل الله في الوليد بن عقبة وفيهم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) الآية. قال: بعث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رجلاً من أصحابه إلى قوم يصدقهم، فأتاهم الرجل وكان بينه وبينهم إحنة في الجاهلية، فلما أتاهم رحبوا به وأقروا بالزكاة وأعطوا ما عليهم من الحق، فرجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: يا رسول الله منع بنو فلان الصدقة ورجعوا عن الإسلام. فغضب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وبعث إليهم فأتوه فقال: أمنعتم الزكاة وطردتم رسولي؟ فقالوا: والله ما فعلنا، وإنا لنعلم أنك رسول الله، ولا بد لنا، ولا منعنا حق الله في أموالنا. فلم يصدقهم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. فأنزل الله هذه الآية فعذرهم. وقوله (أن تصيبوا قوما بجهالة) يقول تعالى ذكره: (فتبينوا) لئلا تصيبوا قوما برآء مما قذفوا به بجناية بجهالة منكم، (فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) يقول: فتندموا على إصابتكم إياهم بالجناية التي تصيبونهم بها.
ولا تذهبن بك المذاهب فتوافق من زعم أن الوليد بن عقبة كان صبيا عند فتح مكة .. فإن هذا من أباطيل الأحاديث التي رواها الوليد ليبرئ نفسه من نزول هذه الآية فيه.
فقد أخرج الحاكم في المستدرك 3 /109: 4550 بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس وكان أخا عثمان لأمه، وأمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن عبد مناف عمة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، قتل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عقبة بن أبي معيط في رجوعه، وكان الوليد في زمن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رجلاً، وكان يكنى أبا وهب.
2- أن الوليد بن عقبة بنص الآية فاسق :
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 /415: روى ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال الوليد بن عقبة لعلي: أنا أحَدُّ منك سناناً، وأبسط لسانا، وأملأ للكتيبة. فقال علي: اسكت، فإنما أنت فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) [السجدة : 18].
قال الذهبي: إسناده قوي، لكن سياق الآية يدل على أنها في أهل النار.
وقال أيضا: وكان مع فسقه ـ والله يسامحه ـ شجاعا قائما بأمر الجهاد.
وقال ابن كثير في تفسيره 3 /462: ولهذا قال تعالى ههنا (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) أي عند الله يوم القيامة، وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط (فيه تحريف لا يخفى)، ولهذا فصل حكمهم، فقال (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي صدقت قلوبهم بآيات الله وعملوا بمقتضاها وهي الصالحات (فلهم جنات المأوى) أي التي فيها المساكن والدور والغرف العالية (نزلا) أي ضيافة وكرامة (بما كانوا يعملون . وأما الذين فسقوا) أي خرجوا عن الطاعة فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ... الخ.
وقال السيوطي في الدر المنثور 6 /553: أخرج أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنا أحَدُّ منك سناناً، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة منك. فقال له علي رضي الله عنه: اسكت، فإنما أنت فاسق. فنزلت (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، يعني بالمؤمن: علياً، وبالفاسق: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وأخرج ذلك عن عطاء والسدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى، فراجع.
3 - أن الوليد كان يشرب الخمر:
قال ابن عبد البر في الاستيعاب 4 /1554: وقال: وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كان الوليد بن عقبة شريب الخمر، وكان شاعرا كريما تجاوز الله عنا وعنه.
قال أبو عمر ـ يعني ابن عبد البر ـ : أخباره في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفا: ذكر عمر بن شبة، قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.
قال: وحدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا جرير عن الأجلح عن الشعبي في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه، فقال الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ------ أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمّت صلاتهم ------- أأزيدكم سكرا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ------- لقرنت بين الشفع والوتر
كفّوا عنانك إذ جريت ولو ------- تركوا عنانك لم تزل تجري
وقال أيضا:
تلكم في الصلاة وزاد فيها ------- علانية وجاهر بالنفاق
ومجَّ الخمر في سنن المصلي ------ ونادى والجميع إلى افتراق
أزيدكم على أن تحمدوني ------- فما لكم وما لي من خلاق
قال ابن عبد البر: وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله: أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعاً مشهور من حديث الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. انتهى.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8 /216: وقد ولاَّه عمر صدقات بني تغلب، وولاَّه عثمان نيابة الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص، سنة خمس وعشرين، ثم شرب الخمر وصلى بأصحابه، ثم التفت إليهم فقال : أزيدكم؟ ووقع منه تخبيط، ثم إن عثمان جلده وعزله عن الكوفة بعد أربع سنين فأقام بها .انتهى
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 /414: وكان سخيا ممدحا شاعرا، وكان يشرب الخمر، وقد بعثه عمر على صدقات بني تغلب، وقبره بقرب الرقة. قال علقمة: كنا بالروم وعلينا الوليد، فشرب، فأردنا أن نحده، فقال حذيفة بن اليمان: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعون فيكم؟ وقال هو :
لأشربنَّ وإن كانت محرَّمة ------- وأشربنَّ على رغم أنف من رغما.
وهذ الخبر مروي في كتاب السنن لسعيد بن منصور 2 /235).
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه 5 /198: 9372 عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال أصاب أمير الجيش وهو الوليد بن عقبة شرابا فسكر، فقال الناس لابن مسعود وحذيفة بن اليمان: أقيما عليه الحد. فقالا: لا نفعل، نحن بإزاء العدو، ونكره أن يعلموا، فيكون جرأة منهم علينا وضعفا بنا.
وأخرج الحاكم في المستدرك 4 /418: 8135 حدثنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن علي بن عفان العامري ثنا أسباط بن محمد القرشي ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال: أتى رجل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: هل لك في الوليد بن عقبة ولحيته تقطر خمرا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم نهانا عن التجسس، إن يظهر لنا نأخذه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (وسكت عنه الذهبي في التلخيص).
4 - أن الوليد شرب الخمر فأمر عثمان بجلده فجلده علي عليه السلام:
أخرج البخاري في صحيحه 3 /1182: 3872 : حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثنا عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة وكان أكثر الناس فيما فعل به. قال عبيد الله: فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة فقلت له: إن لي إليك حاجة وهي نصيحة. فقال: أيها المرء أعوذ بالله منك. فانصرفت، فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى ابن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي، فقالا: قد قضيت الذي كان عليك. فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله. فانطلقت حتى دخلت عليه فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفا؟ قال: فتشهدت ثم قلت: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه [وآله] وسلم وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وآمنت به وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة، فحق عليك أن تقيم عليه الحد. فقال لي: يا بن أختي آدركت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟ قال: قلت: لا، ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها. قال: فتشهد عثمان فقال: إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه [وآله] وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتُ ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وآمنتُ بما بعث به محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، وهاجرتُ الهجرتين الأوليين كما قلت، وصحبتُ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وبايعته، والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله، ثم استخلف الله أبا بكر فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استخلفتُ أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي؟ قال: بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق. قال: فجلد الوليد أربعين جلدة، وأمر علياً أن يجلده وكان هو يجلده.
وأخرج مسلم في صحيحه 3 /1331 ح 1707 بسنده عن أبي ساسان، قال: شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان، أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه رآه يتقيأ، فقال عثمان: إنه لم يتقيأ حتى شربها. فقال: يا علي قم فاجلده. فقال علي: قم يا حسن فاجلده. فقال الحسن: ولِّ حارَّها من تولى قارَّها. فكأنه وجد عليه. فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده. فجلده وعلي يعد، حتى بلغ أربعين ، فقال: أمسك. ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنّة. وهذا أحب إلي. انتهى.
ورواه أحمد في مسنده 1/ 144 بلفظ قريب مما مر.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 4 /1555: وقد روي فيما ذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغيا وحسدا، وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن عثمان قال له: يا أخي اصبر، فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل. والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج، عن حصين بن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد، وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا، ثم قال: أزيدكم؟ فقال أحدهما: رأيته يشربها. وقال الآخ: رأيته يتقيّؤها. فقال عثمان: إنه لم يتقيأها حتى شربها. وقال لعلي: أقم عليه الحد. فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد. فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد، حتى بلغ أربعين ، فقال علي : أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكلٌّ سُنّة. انتهى.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة 5 /321: ولما شهدوا عليه بشرب الخمر أمر عثمان به، فجلد وعزل عن الكوفة، واستعمل عثمان بعده عليها سعيد بن العاص.
5 - أن سعيد بن العاص والي عثمان من بعد الوليد أبى أن يصعد على المنبر إلا بعد أن أمر بغسله:
فقد أخرج الحاكم المستدرك للحاكم 3 /107: 4547 بسنده عن طارق بن شهاب الأحمسي قال: استعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أخاه لأمه على الكوفة وأرضها، وبها سعد بن أبي وقاص، فقدم على سعد فأجلسه معه، ولا يعلم بعلمه، ثم قال: أبا وهب ما أقدمك؟ قال: قدمت عاملاً. قال: على أي شيء؟ قال: على عملك. فقال: والله ما أدري، أكست بعدي أم حمقت بعدك؟ فقال: والله ما كست بعدك ولا حمقت بعدي، ولكن القوم استأثروا عليك بسلطانهم. فقال: صدقت. ثم قال سعد: حدثني بحديثي ضياع واشترى بلحم امرئ لو شهد اليوم ناصره أيا عمراه ضياع الشر. قال الهيثم: ولما عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص قال الهيثم: فحدثني إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما قدم سعيد بن العاص قال: اغسلوا المنبر لأصعد عليه أو يطهر. فغُسل المنبر حتى صعد سعيد بن العاص.
|
|
|
|
|