من أصول السلفيين جواز الكذب والحلف كذباً لنصرة مذهبهم
بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 06:12 AM
دين الكذابين
(جريدة الرياض)
من أصول السلفيين جواز الكذب والحلف كذباً لنصرة مذهبهم
يوسف أبا الخيل
تساءل الأستاذ تركي السديري في زاويته «لقاء» ليوم الاثنين الماضي عن كيفية اجتماع النقيضين في أدبيات الخطاب المتشدد:
ادعاء التدين وممارسة الأكاذيب التي لا صلة لها بالحقيقة، وعلى هامش هذا التساؤل المفصلي أشار إلى نتف من أكاذيب أولئك المبطلين - في موقع الساحات بالذات - ضده شخصياً وضد جريدة الرياض «المؤسسة» التي أصبحت وفقاً لأراجيف خفافيش الظلام في ذلك المنتدى وكراً للخمور.
تساؤل الأستاذ السديري والجواب عنه يقع في تقديري في صميم إستراتيجية ما نحاول اليوم مواجهته من هجمة تكفيرية طالت و تطال كل من يبدي آراء مخالفة لآراء وتوجهات أولئك المتطرفين مالئي الدنيا وشاغلي الساحات!!!!، إذ أنهم لا يتورعون في سبيل التوطئة لإقصاء خصومهم عن إلصاق أبشع وأسوأ التهم، بل وأقبح الصفات التي تنأى الحيوانات بغريزتها عن أن تكون أهلاً لاتصافها بها ناهيك عن الإنسان الذي كرمه الله وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلاً، يحدث كل هذا من تلك الشرذمة سواء في كهوف الظلام الإنترنتية أو في مجالسهم الخاصة التي تنضح بمفردات الكذب والنميمة والفحش، في الوقت الذين يدَّعون فيه أنهم موكلون من رب العالمين للذب عن الدين الذي يحصرونه بتخريجاتهم وتأويلاتهم الخاصة التي يُكْرِهون الآخرين على تمثلها والأخذ بها وإلا أصبحوا هدفاً لكل ما يرونه مبطلاً لأية توجهات أو رؤى أخرى مخالفة لتوجهاتهم بما فيها القذف في العرض والاتهام في الأخلاق والرمي بالتحلل من أبسط صفات الرجولة.
ولأنني أعرف خبايا هذا الخطاب جيداً جراء انغماسي في دهاليزه لأكثر من عشر سنوات خبرت خلالها وسائله وأهدافه وأيديولوجياته جيداً، فسأحاول اليوم أن أتبرع بالجواب عن تساؤل الأستاذ السديري نيابة عن ممثلي ذلك الخطاب، لأبين إلى أي مدى يمكن أن تصل نرجسية وانتهازية من يقتاتون على مخرجاته في سبيل الوصول إلى أهدافهم ولو على حساب الانسلاخ من مبادئ الدين نفسه الذي يدَّعون زوراً وبهتاناً الذب عن حياضه، فمن المبادئ الأساسية التي يؤمن ممثلو ذلك الخطاب ما يعبرون عنه بجواز الكذب نصرة للدين كما يقولون، ومن أجل شرعنة هذا المبدأ الخطير يقومون بحشد عدد هائل من الأحاديث والآثار التي يقومون بعسف مضامينها بتقويلها ما لم تقله وتحميلها ما لا تحتمله من الادعاء بجواز الكذب وأحياناً وجوبه نصرة لمبادئهم وقهراً لخصومهم، وهذا الكذب الذي يعتمدون عليه في إدانة المخالف لا تحده حدود أخلاقية أو إدانة من ضمير أو مراعاة لإنسانية، بل يمكن أن يشمل كافة الأمور التي يمكن أن تشوه صورة المخالف وتدينه في أعين الناس.
يحضرني في سياق محاولتي الإجابة عن تساؤل الأستاذ السديري شاهد رئيس يدل على محورية الكذب في أصول ذلك الخطاب كأصل من أصول تعامله مع مخالفيه، هذا الشاهد هو سؤال من عدة أسئلة ذات مضمون واحد كانت تتداول في أدبيات ذلك الخطاب لا لغرض الاستفهام بحد ذاته، بل بغرض تأصيل ما يتضمنه الجواب من تعميق لأصل الكذب كسلاحٍ لمحاربة الخصوم، خاصة تعميقه في نفوس العامة من المتعايشين مع مخرجات ذلك الخطاب، هذا السؤال تم توجيهه سابقاً لأحد أقطاب الفكر المتشدد الذي يقبع الآن في السجن بعد القبض عليه في إحدى المواجهات الأمنية السابقة مع رموز ذلك الفكر، طريقة عرض السؤال كانت توحي كما أسلفت بإجابة نمطية معروفة يراد فقط تجديد معايشتها فكرياً من قبل متلقي الخطاب، السؤال كان على النحو التالي:
- فضيلة الشيخ ( فلان بن فلان) «هل يجوز لي أن أقول سوءاً عن شخصٍ مما هو وأمثاله واقعون فيه وأنا أعرف أنه فاسق أو عدوٌ للدين؟ وهل يجوز لي بالمقابل أن أقول خيراً عن رجل صالح من أهل الدين والتقوى والجهاد لتخليصه من مشكلة تضره بذاته أو بسمعة الصحوة؟»
وبعد أن حشد القطب المعني بالسؤال عدداً من الأدلة والآثار لبيان جواز بل وفضل الكذب لمحاربة أهل الفسق كما يقول، خلص إلى الجواب المقصود لذاته من السؤال بل والمتضمن في ذات السؤال، فعندما استعرض جواز مخادعة العدو في الحرب مستدلاً بحديث جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ( الحرب خدعة) أفتى بأنه يدخل في ذلك «السعي للفتك برأس من رؤوس الكفر والإلحاد والعلمنة والفسق المحادين لله ورسوله» ونحن نعرف من استقراء أدبيات الخطاب المتطرف أن ممثيله يكذبون على خصومهم لأنهم يعتبرونهم في أحسن الأحوال رؤوساً أو أذناباً للعلمنة كما يصرحون أحياناً ويلمحون أحياناً أخرى، وفي سياق الحرب وخدعها ذكَّر بما سماه «حرب الأفكار» حين أشار إلى أن الحرب فيها أشد من حرب القتال، واستدل لهذا الأمر بحديث أنس الذي رواه الإمام أحمد في المسند في قصة الحجاج بن علاط عندما قدم مكة زمن فتح خيبر وكان له فيها أهل ومال فكذب على أهل مكة بادعائه أن الرسول والصحابة قد هزموا وأنه قدم ليأخذ ماله ليشتري مما استُبيح من أموالهم، ومن هذا الخبر استدل( بقسر معناه) على جواز الكذب «لإظهار أهل البدع والشركيات وأهل الفرق الباطلة من روافض وزنادقة وأهل علمنة وحداثة وغيرهم بمظهرهم المخزي لكي لا يغتر بهم عوام المسلمين» !!!!!!، و ضابط جواز الكذب أو وجوبه عنده كما عند كافة ممثلي ذلك الخطاب أن «كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو مباح إن كان المقصود مباحا، وإن كان واجباً فالكذب واجب!!!!! »
وهل هناك شيء أوجب في نظرهم من محاربة من يصفونهم بأهل العلمنة والحداثة وحرية الأفكار؟.
بل إن الأمر يغدو متعالياً على مسألة جواز الكذب أو وجوبه ليتعداه إلى جواز أو وجوب الحلف باليمين الغموس (الحلف الكاذب) إما لتبرئة من يصفونهم بالصالحين (المقصورين على المنضوين تحت لواء الخطاب الذي يمثله) من تهمة تضر به أو بسمعة الخطاب الذي ينتسب له، وإما للإيقاع بالأعداء (وهم بالطبع كافة من لا يتماهون مع آراء الخطاب المتشدد الذي يمثله) ويستدل في سبيل إقرار مشروعية الشق الأول بخبر سويد بن حنظلة عندما خرج ومعه وائل بن حجر يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فجاءهم قوم من الأعداء وأخذوا حجراً فلم يجد سويد في سبيل تخليص صاحبه منهم إلا أن يحلف أنه أخوه - وهو ليس أخوه بالطبع - فأخلوا سبيله وأقره الرسول على ذلك، كما يستدل على مشروعية الشق الثاني بما ذكره ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» من أن جثيم بن إياس شهد بالله العظيم على كفر إبراهيم الصابي حتى يمكن قتله لأن في بقائه مفسدة للمسلمين، وفي نهاية حشده للأدلة التي تبيح ما يريد من الكذب وشهادة الزور والحلف باليمين الكاذب أعطى خلاصة مركزة لجوابه عن سؤال مستفتيه فحواها أنه «يجوز له الكذب والشهادة وتغليظ اليمين لنصرة الدين ونصرة إخوانه الصالحين وإذلال أهل البدع والضلالات والفرق الفاسدة والعلمانيين والحداثيين وجميع من تتسع له القواميس التصنيفية المعروفة ممن لا يتفقون مع متنطعي ذلك الخطاب في ما يذهبون إليه سواء في أصل العقائد أو فروعها أو في العلاقات الدولية أوحتى في النشاطات الاجتماعية المعاشة بشكل يومي مما لا غناء للمجتمع المعاصر عن التفاعل معها ومع خياراتها وبدائلها.
ومن المهم في هذا السياق أن لا نعتقد أن ذلك الأمر يحدث منهم بشكل فردي اعتباطي، بل إنه يستعمل كسلاح ضد خصومهم وفق نسق ثقافي قطعي الثبوت والدلالة والمقصد لديهم مهما ترتب عليه من نتائج وخيمة طالما كان الهدف نصرة ثوابت خطاب مغموس في التطرف إلى أذنيه في مقابل إقصاء وقهر كافة الآراء التي لا تتفق مع تلك الثوابت.
وهذا الكذب الذي يعتمدون عليه في إدانة المخالف لا تحده حدود أخلاقية أو إدانة من ضمير أو مراعاة لإنسانية، بل يمكن أن يشمل كافة الأمور التي يمكن أن تشوه صورة المخالف وتدينه في أعين الناس.
كم و كم دلّسوا بأكاذيبهم و زوروا للطعن بالآخرين !!!!
لكن ما عدت عارفة هل المشكلة فيهم أم في من صدّقهم و يصدّقهم !!!! مع انو ليس بالزمن البعيد الذي كنت اصدقهم فيه قبل ما ينزلوا من عيوني مرة وحدة ...
طبعا!!! لدرجة اقول بأن الشيعة يزنون ليلة عاشوراء
لدرجة القول بأننا نقول بزنى عائشة و بان جبرائيل أخطأ فأنزل الوحي على الامام علي ع
أحسنت و هذا ديدنهم خذوه من نبيهم معاوية