صحيح البخاري » أبواب صفة الصلاة » باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى : 801 حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة قال سألت أبا سعيد الخدري فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=52&ID=545
حديث للرسول (صلى الله علبه وآله وسلم )
جعلت لي الارض مسجدا وتربتها طهورا
وتعقيبا على الحديث النبوي اعلاه فالتربة الحسينية او تربة كربلاء من ترب الارض المرخص السجود عليها وكذا فلا يجب السجود على ما ياكل او يلبس
نسأل : ماالذي دعا النبي(صلى الله عليه وآله) الى أن يبكي على ولده الحسين السبط، ويقيم كل تلكم المآتم ويأخذ تربة كربلاء ويشمّها ويقبّلها؟
وما الذي جعل السيدة اُمّ سلمة اُمّ المؤمنين تصرّ تربة كربلاء على ثيابها ؟
وما الذي سوّغ للصديقة فاطمة أن تأخذ تربة قبر أبيها الطاهر وتشمّها ؟
وما الذي جعل عليّاً أمير المؤمنين(عليه السلام) يأخذ قبضة من تربة كربلاء لما حلّ بها، فيشمّها ويبكي حتى يبلّ الأرض بدموعه، وهو القائل: يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب. كما أخرجه الطبراني وقد قال الهيثمي [ مجمع الزوائد: 9 / 191 . : رجاله ثقات.
وهكذا يتضح لدى الباحث النابه الحرّ سرّ فضيلة تربة كربلاء المقدسة. ومبلغ انتسابها الى الله سبحانه وتعالى، ومدى حرمتها وحرمة صاحبها دنواً واقتراباً من العلي الأعلى، فما ظنّك بحرمة تربة هي مثوى قتيل الله، وقائد جنده الأكبر المتفاني دونه، هي مثوى حبيبه وابن حبيبه، والداعي إليه، والدال عليه، والناهض له، والباذل دون سبيله أهله ونفسه ونفيسه، والواضع دم مهجته في كفه إعلاءً لكلمته، ونشر توحيده ، وتحكيم معالمه، وتوطيد طريقه وسبيله.
كيف لا يديم ذكره في أرضه وسمائه، وقد أخذت محبة لله بمجامع قلبه؟
أفليست السجدة على تربة هذا شأنها لدى التقرب الى الله في أوقات الصلوات، أطراف الليل والنهار، أولى وأحرى من غيرها من كل أرض وصعيد وقاعة وقرارة طاهرة، أو من البسط والفرش والسجاد المنسوجة ولم يوجد في السنة أي مسوغ للسجود عليها؟
أليس أجدر بالتقرب الى الله، وأقرب بالزلفى لديه، وأنسب بالخضوع والخشوع والعبودية له تعالى أمام حضرته، وضع صفح الوجه والجباه على تربة في طيّها دروس الدفاع عن الله. ومظاهر قدسه، ومجلى التحامي عن ناموسه ناموس الإسلام المقدس؟
أليس أليق بأسرار السجدة على الأرض السجود على تربة فيها سرّ المنعة والعظمة والكبرياء والجلال لله جلّ وعلا، ورموز العبودية والتصاغر دون الله بأجلى مظاهرها وسماتها ؟
أليست أحق بالسجود عليها تربة فيها بينات التوحيد والتفاني دونه؟ تدعو الى رقة القلب، ورحمة الضمير والشفقة والتعطف.
أليس الأمثل والأفضل اتخاذ المسجد من تربة تفجرت في صفيحها عيون دماء اصطبغت بصبغة حب الله، وصبغت على سنة الله وولائه المحض الخالص؟
وليس اتخاذ تربة كربلاء مسجداً لدى الشيعة من الفرض المحتم، ولا من واجب الشرع والدين، ولا مما ألزمه المذهب، ولا يفرّق أي أحد منهم منذ أول يومها بينها وبين غيرها من تراب جميع الأرض في جواز السجود عليها، خلاف ما يزعمه الجاهل بهم وبآرائهم، وإن هو عندهم إلا استحسان عقلي ليس إلاّ
واختيار لما هو الأولى بالسجود عليه لدى العقل والمنطق والاعتبار فحسب كما سمعت. وكثير من رجال المذهب يتخذون معهم في أسفارهم غير تربة كربلاء مما يصح السجود عليه كحصير طاهر نظيف يوثق بطهارته أو خمرة مثله ويسجدون عليه في صلواتهم [ عبدالحسين الأميني : سيرتنا وسنتنا : 158 ـ 167.
مضافاً الى ذلك كلّه ماورد عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من الاهتمام بهذه التربة الطيّبة الزاكية في النصوص الصحيحة الكثيرة في التبرك بها و تقبيلها و تفضيل السجود عليها.
لذا لم تقتصر التربة الحسينيّة من حيث المفاضلات وحدها، بل اُتّخذت رمزاً آخراً لقضية كبيرة في الإسلام ذات أبعاد عقائدية وتربوية تستمد قيمتها من نهضة الإمام الحسين وخلودها.
___________________________