|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 37531
|
الإنتساب : Jun 2009
|
المشاركات : 215
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
العاقبة للمتقين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-06-2009 الساعة : 11:28 AM
قال تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم )
فكيف يُجعل مثل هذا الاعتقاد أصلاً من أصول الدين من جحده
أو جهله كفر ؟! لماذا امتلأ القرآن من ذكـر تلك العقائد والأصـول
التي ذكرتها آنفاً والتدليل عليها ؟ وعقيدة لها هذا الخطر وتلك المنزلة ليس عليها أي دليل يصح أن يسمى دليلاً في القرآن ؟!!
ثم إن شرط الدليل سلامته من الاحتمال بمعنى أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال وهذا معنى قوله عز وجل ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات)
أي قاطعات الدلالة لا احتمال فيها (وأخر متشابهات) أي تحتمل أكثر من وجه
( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ) وقوله ( إن يتبعون إلا الظن )
وأنتم لم تحتجون بدليل إلا والاعتراضات تكتنفه من كل جانب بل غالباً ما يكون المعنى الذي وجهتم إليه النص بعيداً كل البعد عن المعنى الذي ذهبتم إليه ولا ينقدح في الذهن إلا بصعوبة أو نادراً ما يخطر على البال وهو في أحسن أحواله يكون (ظنا مرجوحاً) والعقيدة لا تصح بـ (الظن الراجح) فكيف بالمرجوح ؟! فكيف بما هو دونه ؟
ثم إن طريقة القرآن في الاستدلال على أصول الاعتقاد يكون بالإخبار والإثبات
فأنت عندما تقرأ القران يتبين لك أن الله تعالى حين يعرض لأصول العقيدة لا يكتفي بتقرير الحقيقة والخبر عنها وإنما يضيف إلى ذلك إقامة البرهان العقلي على صحتها
فالنصوص في هذا الباب ليست مجرد أخبار وإنما هي أخبار برهن الله على صحتها بالدليل
وهكذا يتبع القران الكريم في طرحه لأصول العقيدة أسلوب …
التقرير والإخبار أولاً ثم التدليل والإثبات ثانياً وبين الإخبار والإثبات تتكرر الآيات وتكثر فتبلغ المئات وهذه هي الحقيقة الثالثة التي يلاحظها المتتبع لآيات الاعتقاد فلا يكتفي القرآن وهو يتحدث عن أصول الاعتقاد بآية أو آيتين فضلاً عن نصف آية من هنا وربعها من هناك كما هو الحال في أدلتكم عن ( العصمة ) وإنما هي مئات الآيات تتضافر جميعها لتؤدي وظيفة واحدة هي تقرير العقيدة وإثباتها
والحقيقة الرابعة أن هذه الآيات واضحة تمام الوضوح قطعية الدلالة على المراد
لا يمكن تأويلها أو صرفها عن معناها الذي تؤدي إليه وهذا القطع متأت من أمرين
الأول
وضوح اللفظ وإحكامه بحيث لا يمكن حمله على معنى آخر غير ظاهر معناه المتبادر إلى الذهن كقوله تعالى وهو يقرر رسالة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم
(محمد رسول الله ) فهذا اللفظ قطعي الدلالة على كون محمد صلى الله عليه واله وسلم رسول الله .
الثانية كثرة الآيات وتضافرها ..
فهذه أربعة حقائق متلازمة لا تتخلف في القرآن في بيانه لأصول الاعتقاد ومسائله الكبرى وهي الإخبار والإثبات والتكرار والوضوح التام
أما طريقة القرآن في الاستدلال على أصول الشريعة
فإن المرء إذا آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخريأتي دور الشريعةفالدين عقيدة وشريعة فالعقيدة هي الأصل والشريعة فرع عنها تلك الأساس وهذا البناء
ومن قرأ القران تبين له أن أصول الشريعة تثبت بأمرين هما الإخبار والقطع
أي الخبر القطعي الدلالة
ولا حاجة هنا للدليل العقلي للبرهنة على صحتها لأنها إنما يخاطب بها المسلم المؤمن بصحة ما نزل من القرآن فهو لا يحتاج للعمل بها إلى غير علمه بأنها مما أنزل وان الله كلفه بها إذ لا يحتاج المسلم إلى أدلة إثباتية على أن الصلاة من الدين
أو الزكاة أو الصيام ولذلك لا يخاطب الكافر بها ولكنه يحتاج إلى دليل قطعي على أن الله خاطبه أو كلفه بها
والشريعة أصول وفروع لهذه الأصول
فأصول الشريعة كالصلاة والزكاة وبر الوالدين لا بد لإثباتها من الدليل الخبري القطعي أما تفاصيلها وفروعها فيكفي فيها الدليل الظني الراجح
إذاً لأصول العقيدة خمس مواصفات هي النص القرآني القطعي الدلالة الكثير التكرار إخباراً وإثباتاً
ولأصول الشريعة ثلاثة وهي النص القرآني القطعي الدلالة إخباراً فقط
يُتبع
|
|
|
|
|