|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
مشكلات المراهقين
بتاريخ : 23-08-2015 الساعة : 08:55 PM
إن إجتياز مرحلةالطفولة والدخول في مرحلة المراهقة والنضوج ليس بالأمر الهين ، بل أنه ينطوي علىصعوبات ومشكلات كثيرة . وقد يستغرق تجاوز هذه المرحلة في بعض الحالات سنوات عديدة.
ومن المشكلات التي يتعرض لها المراهقون في هذه الأثناء ،التشوشات الذهنية والإختلال في الجوانب الفكرية . ويعود السبب في ذلك الى انهميواجهون في حياتهم الجديدة قضايا متشعبة وواسعة يعانون صعوبات في كيفية التعاملمعها وإتخاذ القرار المناسب بشأنها ، وفي الوقت ذاته لا يسمح لهم إعتدادهم بأنفسهموغرورهم طلب العون والإرشاد من الآخرين في سبيل حل مشاكلهم.
ليس خطأ أن نتوقع من المراهقين أن تكون لهم حياة هادئة ويواصلونالعيش الطبيعي كالكبار ، لكن مثل هذا التوقع مبالغ به ، ويتعارض مع الظروف الحساسةالتي يمرون بها خلال فترة المراهقة.
ففي بعض الموارد ،نلاحظ المراهقين وهم يعانون من حالة الإعتلال والمرض ، ومن طائفة من الإختلالاتالعضوية والنفسية التي أشرنا الى بعضها في الفصول السابقة ، ومن هذه الإختلالاتحالة السمنة.
تشير التحقيقات حول المصابين بالسمنة الىانهم كانوا يعانون من الحالات الآتية وطبقا للنسب المثبتة : 63 % منهم كانوا يعانونمن توقف عملية النمو ، و 62 % منهم مصابون بالوسواس ، و43 % منهم يعانون من الشكوالتردد ، و40% منهم منطوون على أنفسهم ، و 34 % منهم حادو المزاج ، و 22 % منهميشعرون بالكبت ، و 17 % منهم ضعاف الأعصاب ... وهكذا الى آخر الحالات في
هذا المجال.
ولابد أن نضيف هنا أن هؤلاء لا يتمتعون بأوضاع طبيعية في البيت أحيانا ، لكنهميتمتعون بأوضاع طبيعية وهادئة في المدرسة . وبعبارة أخرى فإن لظروف الوسط والبيئةدورا مؤثرا في أطباعهم النفسية.
المشكلاتالفكرية
يعاني الكثير منالمراهقين ن خلال هذه المرحلة من الحياة ، من مشكلات فكرية متنوعة ، غير أن أغلبهذه المشكلات التي تبدو فكرية في ظاهر الحال ، لا تعدو في الواقع سوى تصورات وأوهاممن نسج الخيال.
فنجدهم أحيانا ينسجون خططا لمستقبلهم فيخيالهم ويتمثلون تحققها في الواقع العملي ، ولما يشعرون بإستحالتها بعد حينيعتبرونها مشكلة حقيقية ويتمنون يحققها في الواقع الخارجي . لكنهم في الوقت ذاتهيعانون من مشاكل وإبهامات فكرية حقيقية ايضا ناشئة في الغالب عن قلة التجربة وفقرالمعلومات عن ظروف وطبيعة الحياة وهي ثغرات يفترض بأولياء الأمور والمربين أنيملؤها قبل هذا الوقت بالإرشاد والتوجيه في سبيل تحصين الشخص فكريا وثقافيا.
المشكلاتالنفسية
وكذلك يكونالمراهقون ن خلال هذه المرحلة عرضة للمشكلات النفسية المختلفة التي قد تتطور الىعقد وأمراض نفسية مستفحلة . ومن هذه المشاكل يمكن الإشارة الى الرغبة بالإستقواء ،وإستخدام القوة ، وإبراز العضلاتن والشعور بالتفاهة في بعض الحالات ، والتناقض فيالسلوك ، وضعف الإرادة ، والميل الى التحرر والعجز عن تحقيق ذلك ، وأحيانا فقدانالشجاعة و ...
وفي بعض الحالات يشعر هؤلاء عند التعاملمعهم أن الآخرين تجاوزوا
على حقوقهم ولم يحترموهم . وحتى يتصورونأن أولياء امورهم لا يدركونهم ولا يجيدون كيفية التعامل معهم ،وهذه الأخيرة تصدقعلى الكثير من الفتيات وتظهر من خلال كثرة شكاواهن في هذا المجال. ومن أعراضالمشكلات النفسية حالات التمرد على أوامر وتوجهات أولياء الأمور والمربين ، وسرعةالغضب ، والإعتداء على الآخرين ، وعدم الإنتظام ، والإدبار عن الإهتمام بالدراسة ،وقضاء الأوقات بالعبث.
المشكلاتالثقافية
من المشكلاتالثقافية لهذه الفئة من الناس جهلهم بفلسفة الحياة ،وقلة إطلاعهم على القضاياالفكرية ، والثقافية التي تشكل منطلقات في حياتهم الشخصية والإجتماعية ، وسطحيةمستوياتهم من النواحي العلمية الأخرى.
لكنهم في الوقتذاته يمتازون بدرجة كبيرة من الفضول العلمي ، وإذا حصل وأن توصلوا الى مسالة معينةخلال قراءاتهم أو تجاربهم ، فإنهم يتحدثون عنها بلون من الحماس وكأنهم قد توصلواالى كشف عظيم.
كما تتولد لديهم ، في ناحية الإهتمامالأدبي ، حالة من الرومانسية تجعلهم على أثرها حساسين وشفافين جدا. وتارة نجدهممتزمتين تجاه الأعراف والقيم والالتزام به ، وتارة أخرى يكونون غير مكترثين بشيء منهذه الأمور الى درجة التمرد والإستهتار.
المشكلاتالإجتماعية
تبدو حالة الفتياتفي مثل هذه السن وكأنهن يبحثن عن ضالة لهن ، ولا يعرفن أين ينبغي العثور عليها، ومنهنا فأنهن يتصرفن تصرفات تبدو غريبة ومتنافية مع الأعراف والقيم الإجتماعية وتدعوالى إستنكار وإحتجاج الكبار.
ويلاحظ في الغالب ، أنالفتيات المراهقات يتجهن في حياتهن الى تقليد الممثلات ونجمات السينما ، اللاتييتأثرن بهن ، في طريقة العيش والملبس وفي
العلاقات الإجتماعية . ولاشك في أن السلب ,الإيجاب في هذه الإندفاعات يتوقف على نوع الشخصيات التي تكون موردا للإهتمام منقبل المراهقات ، فإذا كانت رزينة وإيجابية تكون مؤثرة بالإتجاه الإيجابي ، وإذاكانت متهتكة وسلبية ، فإنها تجر نحو الرذيلة والإنحراف.
تتنوع المشكلات الإجتماعية لدى المراهقات ، وتشمل في قسم منها ، حالات من قبيل عدمالإنضباط في السلوك والجنوح ، والإضطراب ، وعدم المواظبة على تحضير الدروس والحضورالى المدرسة ،والإنشغال الذهني والكآبة ، والضجر من الحياة ، والتهور في السياقة ،والتمرد على الضوابط الإجتماعية التي لا تتعارض مع نفسياتهن.
وبشكل عام ، فإن مرحلة المراهقة ، تعد من المراحل التي يواجه فيهاالشخص صعوبات كثيرة في التطابق والإنسجام مع شروط الحياة الإجتماعية . وتتطلب عمليةالإرشاد والتوجيه التربوي فيها مزيدا من الوعي والتحمل من قبل أولياء الأموروالمربين.
طبيعة حياةالمراهقين
إن نمط حياةالمراهقين وطبيعة الظروف التي يعيشونها داخل أسرهم ، تعكس آثارها بإطراد علىنفسياتهم ، فإذا كانت حياة هادئة وطبيعية يكونون هادئي الطباع وموزونين من الناحيةالنفسية والسلوكية ، والعكس ايضا هو الصحيح ، إذا كانت متشنجة ومضطربة تكون ظروفهمبالتبع كذلك.
ومن العوامل التي تؤدي الى بروز المشكلاتالنفسية والإجتماعية في مرحلة المراهقة ، يمكن الإشارة الى فقدان الحنان والرعاية ،والفقر المادي ، والضغوط النفسية ، والتجارب والكوارث المريرة أثناء مرحلة الطفولة . لكن المشكلات لدى فئة المراهقين لا تعود أسبابها دائما الى خلفيات سابقة ، فقدتكون وليدة عوامل آنية ترتبط بالوضع النفسي للشخص خلال فترة المراهقة.
|
|
|
|
|