في بحث سابق تكلمنا عن (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) و بينا بطلان تطبيق هذه الصفات على عمر و أبو بكر و عدد من الصحابة الذين ينسبون لهم هذه الصفات ...
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطبق على الصحابة الذين يسمونهم أهل السنة كعمر و أبو بكر و عثمان و أبو هريرة و عائشة و حفصة و غيرهم ... و ذلك من خلال واقع حياة هؤلاء ...
في البداية نشير إلى أن الله سبحانه و تعالى حدد فئة معينة من هؤلاء الصحابة و وصفهم بالتالي :
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }
فواضح أن (( من )) تبعيضية أي أن هذا الوعد هو فقط لفئة معينة منهم و ليس جميع الصحابة ..
فقد وضع الله تعالى عدة شروط منها :
1 - الإيمان و الثبات على الإيمان و عدم النكوص ..
2 - عمل الصالحات ..
فلو كان بينهم منافق لم يدخل الإيمان قلبه أبداً فلن يكون مشمولاً بهذه المغفرة و الأجر العظيم ..
نسأل .......
هل عندما يريد الله تعالى أن يغيظ الكفار بأشخاص معينين فلابد أنه جل جلاله
قد اصطفى هذه المجموعة من الأشخاص و اختارهم يكونون بالبنيان المرصوص شامخين
بإيمانهم و شجاعتهم و بطولتهم و طاعتهم لله و لرسوله و عبادتهم بحيث
لو نظر لهم الكافر و لحياتهم و صفاتهم و مواقفهم فعلاً يغتاظ و يعض على أصابعه من الغيظ ... ؟
أم يختار مجموعة مهزوزة ركيكة لا تتسم بأي صفة من صفات رجال الله
يجبنون في المعارك و يفرون و يخالفون الله و رسوله و يظلمون رسوله و آله و المؤمنون
ليس لهم أي مواقف مشرفة بالتاريخ بل كل تاريخهم مخازي ..
بحيث لو نظر اليهم الكافر يفرح و يستبشر لأنهم مفككون و الإيمان لم يدخل قلبهم يوما ؟؟
الجواب البديهي هو الخيار الأول .. فعليه نستعرض حياة " الصحابة " كأبو بكر و عمر و غيرهم ..
فنقول :
هل عندما ينظر الكافر لصحابة يضربون بعضهم و يسبون بعضهم البعض حتى وجود رسول الله لم يحشموه بينهم و تطاولوا عليه يغتاظ كما ذكرت الآية أم يفرح لسخافة عقول هؤلاء و انعدام إيمانهم ..؟؟
صحيح البخاري - كتاب الصلح - إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء
- ص 958 - 2545 حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي أن أنسا رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها أنزلت وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... انتهى
هل عندما ينظر الكافر لعمر و هو يضرب أبو هريرة و يكذبه و يشك فيه ..
ثم ينظر لأبو هريرة و هو يقع على الأرض و يجبن و لا يستطيع الدفاع عن نفسه فيهرع باكياً كالطفل العاجز لرسول الله شاكياً اليه ..
فيأتي عمر لرسول الله و يأمره بأن يرجع عن قرار اتخذه و أمر أصدره فيتراجع الرسول المعلم الأول للأمة و ينقاد لأمر عمر .. يفرح أم يغتاظ ..؟؟
صحيح مسلم - كتاب الإيمان - قال أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك فقال الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
46 31 حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو كثير قال حدثني أبو هريرة قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطا للأنصار - ص 60 - لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة والربيع الجدول فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة فقلت نعم يا رسول الله قال ما شأنك قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا أبا هريرة وأعطاني نعليه قال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثري فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أبا هريرة قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي قال ارجع فقال له رسول الله يا عمر ما حملك على ما فعلت قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره - ص 61 - بالجنة قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم .
~~~~~~~~~~~~~~~
صورة تفرح الكفار و لا تغيظهم أبداً ..
1 ـ باب {لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآيَةَ
{تَشْعُرُونَ} تَعْلَمُونَ وَمِنْهُ الشَّاعِرُ.
4894 ـ حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا ـ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ رضى الله عنهما ـ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ ـ قَالَ نَافِعٌ لاَ أَحْفَظُ اسْمَهُ ـ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ مَا أَرَدْتَ إِلاَّ خِلاَفِي. قَالَ مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآيَةَ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. ...
|
و تكرر منهم الفعل مرة أخرى عند استشهاد رسول الله ..
|
صحيح البخاري - كتاب العلم - ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب
114 حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه .
|
عندما يفتخر اهل السنة بالحديث المكذوب ( اللهم انصر الاسلام بأحد العمرين ابوجهل وعمر ) هذا كافي لادانة ونفاق عمر ههههههههههه متألقة دائم ايتها الزينبية الموالية واصلي ويحفظك الله من العين والحسد
مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرنؤوط الجزء 2 الصفحة 181
6702 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أنس بن عياض ثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب ان لي به حمر النعم أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم جلوس عند باب من أبوابه فكرهنا ان نفرق بينهم فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم مغضبا قد احمر وجهه يرميهم بالتراب ويقول مهلا يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض ان القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .
~~~~~~
نبيهم يخرج لهم بهذه الصورة هائج متحكم به الغضب و يرمي صحابته بالتراب صورة تفرح الكافر و لا تغيظه ...
~~~~~~~~~
ما شاء الله تكفير و تفسيق و قتال بين الصحابة ..
و الكفار يتفرجون و يغتاظون من هذه الأفعال التي من المفروض
أن يكون أصحابها رحماء فيما بينهم ...
أين أغظتم الكفار يا صحابة ..؟؟
~~~~~~~~~~~~~
منهاج السنة - ابن تيمية - 7/137 – 138 طبعة مؤسسة قرطبة :
"الرابع: أن الله قد اخبر أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات وُداً، وهذا وعدٌمنه صادق، ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم، لا سيماالخلفاء رضي الله عنهم، لا سيما أبو بكر وعمر، فإن عامَّة الصحابةوالتابعين كانوا يودّونَهما، وكانوا خير القرون، ولم يكن كذلك عليٌّ؛ فإنَّ كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه".