<DIV class=ShowArticle><DIV style="COLOR: black">
أثارت الاتهامات المتكررة لداعية الفرقة الطائفية يوسف القرضاوي بالسعي إلى نشر المذهب الشيعي في الدول السنية انتقادات مثقفين مصريين وخصوصا قوله بأن إيران تمارس نوعا من "الاستعمار الجديد" ما دعا البعض إلى التحذير من "فتنة بين السنة والشيعة".<SPAN dir=ltr style="FONT-SIZE: 35pt">
أثارت الاتهامات المتكررة لداعية الفرقة الطائفية يوسف القرضاوي بالسعي إلى نشر المذهب الشيعي في الدول السنية انتقادات مثقفين مصريين وخصوصا قوله بأن إيران تمارس نوعا من "الاستعمار الجديد" ما دعا البعض إلى التحذير من "فتنة بين السنة والشيعة".
وكتب المفكر الإسلامي طارق البشري في صحيفة "الدستور" المصرية المعارضة السبت مقالا بعنوان "فتنة السنة والشيعة" ينتقد فيه ما اسماه "الفاشية ضد الشيعة" والتي قال إن العالم الإسلامي يشهدها الآن.
وأكد أن "الفاشية الآن باسم السنة جميعا ضد الشيعة بعامة لهو اخطر ما يمكن ان يواجه الأمة الإسلامية لأنه يحول بأس المسلمين إلى بعضهم البعض بدلا من" توجيهه الى "الغازين لأرضهم المستعبدين لأوطانهم".
وقال البشري الذي كتب مؤلفات عدة في الفكر الإسلامي أبرزها سلسلة دراسات تحت عنوان "في المسألة الإسلامية المعاصرة"، ان "هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال وبين من عرفوا بالغلو ودعوا الى العنف" في إشارة غير مباشرة إلى القرضاوي المعروف بأنه من علماء المسلمين المعتدلين.
واعتبر ان الجدل حول "التبشير الشيعي" لا يفيد إلا "السياسات الأميركية الإسرائيلية التي تعمل على محاصرة حزب الله وهو من أهم قوى المقاومة الوطنية (...) وضرب النظام الوطني في إيران المناوئ للعدوان الأميركي الإسرائيلي في المنطقة".
وشدد الكاتب المصري على ان السنة الذين يشكلون "غالبية" المسلمين يتحملون "بموجب حجم الغالبية ووزنها المسؤولية الأكبر في حفظ وحدة الجماعة".
وجدد القرضاوي في تصريحات لقناة "اوربت" الفضائية السعودية الخميس اتهاماته لايران بالسعي لمد النفوذ الشيعي في الدول السنية.
ونقلت عنه صحيفة "المصري اليوم" قوله "لا أرضى لبلد عربي أو أجنبي مهاجمة إيران ولا ارضي إن تهاجم إيران أي بلد عربي خصوصا ان بعض الإيرانيين لديهم أحلام إمبراطورية وهذا خطأ وخطر".
وتابع إن "ما يحدث عمل منظم، غزو له أهدافه ووسائله ورجاله وليس غزوا دينيا إنما سياسي. تحاول إيران فرض نفوذها على من حولها ونحن نرفض التبعية لاستعمار جديد إيراني أو غير إيراني".
وأضاف القرضاوي المقيم في قطر منذ سنوات عدة "عندما تركت مصر قبل 47 عاما لم يكن فيها شيعي واحد والآن هناك الكثير منهم فمن أدخلهم في التشيع؟ ومصر هي بلد الأزهر وقلعة السنة".
ولا توجد إحصائيات حول عدد الشيعة في مصر التي يشكل السنة الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة.
يذكر أن الأزهر اعترف بالمذهب الشيعي الجعفري العام 1959 إبان عهد الشيخ محمود شلتوت.
من جهته، أكد كاتب إسلامي آخر هو فهمي هويدي إن "الزوبعة التي أثارها حديث القرضاوي عن الشيعة كشفت النقاب عن وجود تيارين او نمطين من التفكير في الساحة الإسلامية، احدهما مهجوس بالدفاع عن الطائفة، والثاني مشغول بالدفاع عن الأمة".
وحذر من ان "الاستغراق في الغيرة على المذهب على النحو الذي ينتهي بشق الصفوف بما يؤدي إلى إضعاف الجميع في مواجهة التحديات المصيرية التي لن ترحم الشيعة والسنة معا".
وانتقد هويدي ضمنا القرضاوي إذ اعتبر انه "ليس غريبا ان يدخل المتعصبون والمهيجون في الجدل ما بين التيارين ولكن الغريب ان يصدقهم نفر من العقلاء، والأغرب ان يجذبوا الى صفهم بعض العلماء، وتلك كلها من تجليات الفتنة".
وقد دار سجال بين القرضاوي ومراجع شيعية وجهت انتقادات عدة لمواقفه وتصريحاته حول ما يعتبره "مدا شيعيا".
وقال أحد المراجع الشيعية "لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير (المسيحي) الذي يريد إخراج المسلمين عن دينهم (...) أو أي حديث عن اختراق العلمانيين أو الملحدين للواقع الإسلامي".
واعتبر الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في إيران محمد علي تسخيري مطلع الشهر الجاري في بيان ان انتقادات القرضاوي للمذهب الشيعي "مثيرة للفتنة وناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تقدم معلومات مفتراة".