|
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
|
رقم العضوية : 36627
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 6,437
|
بمعدل : 1.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m@awadh
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:27 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh
[ مشاهدة المشاركة ]
|
5 - يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
|
الجواب:
أقول : لم يزعم الشيعة كما يدعي الكاتب إنما كتب السنة هي التي تنقل هذه الأحداث وأنا حتى أبين للقارئ أن الشيعة لم تدعي ذلك، سأكتفي فقط بالنقل من كتب أهل السنة .
ثم اسأل الكاتب هل دائما حمل السيف دليل على الشجاعة ؟
حيث إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي علم الإمام أمير المؤمنين الشجاعة وسقاه فنون القتال وقطعا هو أشجع من علي بن أبي طالب نرى أنه طلب من الإمام علي عليه السلام أن ببيت محله في الفراش , هل نتبع منهجية الكاتب ونقول أين شجاعة الرسول الأكرم هذا أولا .
ثانيا : الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم رموا عرضه بالزنا والعياذ بالله حيث أن عبد الله بن أبي بن أبي سلول رمى السيدة عائشة بالزنا وكان يُشيع بين الناس هذا الأمر , بل كان هو رئيس الأفاكين وإن الرجل عندما تُرمى زوجته بالزنا أعظم من أن تضرب ومع ذلك نرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتله بل حتى لم يقم عليه الحد, وعمر قال يا رسول الله دعني أضرب عنقه حيث إن ابن أبي سلول عندما تآمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أتريد أن يقولوا إن محمد قد قتل أصحابه , هل عمر أشجع من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ثالثا : نرى إن الهبار بن الأسود قتل بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل اسقط جنينها ولم يقتله رسول الله صلى الله عليه وآله هل نقول أين شجاعة رسول الله ؟ و متفق عند المؤرخين أن الهبار بن الأسود قتل بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
رابعا : نرى أن سمية والدة عمار رضي الله عنها كانت تعذب أمام عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفعل شيئا، فقط قال صبرا يا آل ياسر وكانت سمية وياسر وعمار لهم مكانة عند رسول الله ومن الأوائل الذين بشرهم بالجنة .
خامسا: لماذا لا تعتبرون عثمان جبانا عندما هجموا على داره وضربوا زوجته وتقولون إن صبر عثمان كان بتوصية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما يتعلق الأمر بالإمام علي عليه السلام تعتبرونه جبانا؟ والله تلك قسمة ضيزى. فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم ابن ماجة في صحيحه وابن عبد البر في الاستيعاب والترمذي في صحيحه واللفظ لأبي عيسى الترمذي قال :
((حدثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم أبو سهلة مولى عثمان قال لما كان يوم الدار قيل لعثمان ألا تخرج فتقاتل فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهدا وأنا صابر عليه قال أبو سهلة فيرونه ذلك اليوم[1]((.
وذكر الباقلاني في كتابه تمهيد الأوائل قال :
((..ولما رأت نائلة بنت الفرافصة زوج عثمان وقع السيف برزت وألقت نفسها عليه فأصابتها ضربة اندرت من يدها ثلاث أصابع وضرب بعض أولئك الفجرة يده عليها وقال ما أكبر عجيزتها نفلونيها......))[2]
هل يستطيع الكاتب أن يقول إن عثمان جبان ولا يستطيع أن يدافع عن عرضه أم يقول عمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فما تدعون لعثمان نحن نقوله في علي عليه السلام وهو تغليب قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والعمل بوصيته .
سادسا: هل نستطيع أن نقول أن الرسول و هو أشجع البشرية عندما أمر بهجرة النساء إلى المدينة وعلى مبنى الكاتب أن رسول الله صلى عليه وآله وسلم يفتقر إلى الشجاعة.
فماذا يقول الكاتب هل يتهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أم ينكر حادثة ثابتة لا يمكن أن ينكرها احد أو يرى أن هناك ظروفا تحيط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك صبر من اجل الرسالة وهكذا الإمام علي عليه السلام قد وصاه رسول الله بالصبر حيث انه سيلقى بعده ظروفا قاسية :
((قال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي أما أنك ستلقى بعدي جهدا قال في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ))[3] .
وهنا الإمام علي عليه السلام يبين أن هذا لا يهمه إذا كان في سلامة من دينه وأحد مصاديق هذا الغدر ما فعلوه مع السيدة فاطمة عليها السلام فقد نقل عدة من الحفاظ منهم الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف قال :
((حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم :
أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي (ع) والزبير يدخلان على فاطمة (ع) بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة(ع) فقال : يا بنت رسول الله Eوالله ما أحد أحب إلينا من أبيك ، وما أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي أن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرّق عليهم البيت ، فلما خرج عمر جاؤوها ، فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني ، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ، ولا ترجعوا إلىّ ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر))[4]
رواة الخبر المتقدم هم :
1-محمد بن بشر العبدي ، قال ابن حجر : ثقة حافظ[5] ، وقال يحي بن معين والنسائي وابن قانع : ثقة ، وقال أبو داود : هو أحفظ من كان بالكوفة ، وقال ابن سعد : ثقة ، كثير الحديث .[6]
2-عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب . قال ابن حجر : ثقة ثبت ، قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع ، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها .[7] وقال أيضا : أحد الفقهاء السبعة ، وقال أحمد بن حنبل : أثبتهم وأحفظهم ، وأكثرهم رواية ، وقال النسائي : ثقة ، وقال ابن حبان وابن منجويه : كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلاً وعلما وعبادة وشرفا وحفظاً واتقانا ، وقال ابن سعد : وكان ثقة ، كثير الحديث ، وقال العجلي : ثقة ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه ، وقال ابن معين : ثقة حافظ متفق عليه .[8]
3- زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب ، قال فيه ابن حجر : ثقة عالم ، وكان يرسل[9] ، وقال أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خرّاش : ثقة ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة من أهل الفقه والعلم ، وكان عالما بتفسير القرآن .[10]
4- أسلم مولى عمر بن الخطاب . قال فيه ابن حجر : ثقة مخضرم .[11] وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، وقال أبوزرعة : ثقة .[12]
والحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن .
فقد أخرج الطبري في تاريخه وقال:
(( حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة فخرج عليه الزبير، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.[13]((
رواة الخبر المتقدم هم :
هو محمد بن حميد الحافظ، أبو عبد اللّه الرازي، روى عن عدّة منهم يعقوب ابن عبد اللّه القمي، وإبراهيم بن المختار، وجرير بن عبد الحميد، وروى عنه أبو داود والترمذي، وابن ماجة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، إلى غير ذلك.
1- نقل عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حُميد حيّاً.
وقيل لمحمد بن يحيى الزهري: ما تقول في محمد بن حميد: قال: ألا تراني هو ذا، أُحدث عنه.
وقال ابن خيثمة: سأله ابن معين، فقال: ثقة، لا بأس به، رازي، كيّس.
وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، يقول: ابن حُميد ثقة، كتب عنه يحيى. مات سنة 248هـ[14] .
2- المغيرة بن مِقْسم الضبي، الكوفي، الفقيه، روى عنه شعبة، والثوري، وجماعة، قال أبو بكر بن عياش: ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته.
قال العجلي: المغيرة ثقة، فقيه الحديث
وقال النسائي: ثقة، توفي سنة 136هـ.
وذكره ابن حِبّان في الثقات [15]
3- زياد بن كليب عرفه الذهبي بقوله: أبو معشر التميمي، الكوفي، عن إبراهيم والشعبي وعنه مغيرة، مات كهلاً في سنة 110هـ، وثّقه النسائي وغيره[16] .
وقال ابن حجر: قال العجلي: كان ثقة في الحديث، وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين[17] .
وقد اخرج بن عبد البر في الاستيعاب قال :
(( حدّثنا محمد بن أحمد، حدثنا محمد بن أيّوب، حدّثنا أحمد بن عمرو البزاز، حدّثنا أحمد بن يحيى، حدّثنا محمد بن نسير، حدّثنا عبد اللّه بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عليّاً والزبير كانا حين بُويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رسول اللّه، ما كان من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد أحبّ إلينا بعده منك، ولقد بلغني أنّ هؤلاء النفر يدخلون عليك، ولئن بلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ. ثمّ خرج وجاءوها. فقالت لهم: إنّ عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلنّ، وأيم اللّه ليفينّ بها))[18] .
وقال محب الدين الطبري في الرياض النضرة :
))قال ابن شهاب الزهري : وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة الوقوف السلاح فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المسلمين منهم أسيد بن حضير وسلمة بن بالإجماع بن وقش وهما من بني عبد الأشهل ويقال منهم ثابت بن قيس بن شماس من بني الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره ويقال إنه كان فيهم عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن مسلمة وإن محمد بن مسلمة هو الذي كسر سيف الزبير))[19]
قال عبد الله بن أحمد: ((حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي المسيبي نا محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر رضي الله عنه منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهما السلاح فجاءهما عمر رضي الله عنه في عصابة من المسلمين فيهم اسيد وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الاشهل ويقال فيهم ثابت بن قيس بن الشماس أخو بني الحارث بن الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره .))
قال موسى بن عقبة قال سعد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن كان مع عمر يومئذ وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير والله اعلم // تقدم في 1236[20]
قال محقق الكتاب د. محمد سعيد سالم القحطاني انه حديث 1236 حسن[21] .
قال الطبري: ((حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه[22].))
وقد اخرج عدة من الحفاظ منهم الطبري في تاريخه قال :
(( قال أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة أو تركته وأن أغلق على الحرب ))[23]
وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج عن أبي بكر الجوهري في كتاب السقيفة : قال : وحدثني أبوزيد عمر بن شبه قال حدثنا محمد بن عمرو عن سلمة بن عبد الرحمن قال : لما جلس أبو بكر على المنبر كان على ع و الزبير و ناس من بنى هاشم في بيت فاطمة فجاء عمر إليهم فقال و الذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم فخرج الزبير مصلتاً سيفه فاعتنقه رجل من الأنصار و زياد بن لبيد فبدر السيف فصاح به أبو بكر و هو على المنبر اضرب به الحجر فدق به قال أبو عمرو بن حماس فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة و يقال هذه ضربه سيف الزبير ثم قال أبو بكر دعوهم فسياتى الله بهم قال فخرجوا إليه بعد ذلك فبايعوه[24] .
واخرج المدائني في انساب الأشراف قال :
(( عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التيمي وعن ابن عون ، أن أبابكر أرسل إلى علي (ع) يريده على البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقته فاطمة (ع) على الباب ، فقالت فاطمة (ع) : يابن الخطّاب ، أتراك محرّقا عليّ بابي؟ قال : نعم : وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء علي (ع) فبايع ، وقال : كنت عزمت أن لا أخرج من منزلي حتى أجمع القرآن))[25] .
وقال الطبري في تاريخه حوادث سنة 11هجرية :
(( حدثنا ابن حميد ، قال حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي معشر زياد بن كليب ، عن أبي أيوب ، عن إبراهيم ، وساق الخبر إلى أن قال :
فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة ، فبلغ ذلك أبابكر ، فأتاهم ، ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجرّاح ، فقال : ماهذا؟ فقالوا : منا أمير ، ومنكم أمير ، فقال أبوبكر : منا الأمراء ومنكم الوزراء ، ثم قال أبوبكر : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر وأبا عبيدة ، إن النبي (E) جاءه قوم فقالوا : ابعث معنا أميناً فقال : لأبعثن معكم أمينا حق أمين ، فبعث معهم أبا عبيدة بن الجرّاح ، وأنا أرضى لكم أبا عبيدة ، فقام عمر فقال : أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي E ، فبايعه عمر وبايعه الناس ، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا عليا (ع) ))[26] .
وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في كتاب الخمس قال:
)).....فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت((….[27]
وأخرج في كتاب الفرائض وقال:
(( فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ))[28]
((وذكر في كتاب المغازي في باب غزوة خيبر قوله: فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ))[29]
والبخاري بعد هذه التجاوزات التي ذكرناها ينقل لنا أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر لم تكلمه حتى توفيت .
قال البلاذري بعد ذكره السند:
(( أن علياً دفن فاطمة ـ عليها السَّلام ـ ليلاً، إلى أن قال: وأوصت فاطمة ـ عليها السَّلام ـ أن تحمل على سرير طاهر، فقالت لها أسماء بنت عميس: اصنع لك نعشاً كما رأيت أهل الحبشة يصنعون فأرسلت إلى جريد رطب فقطعته، ثمّ جعلت لها نعشاً، فتبسمت ولم تر متبسمة بعد وفاة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إلاّساعتها تيك، وغسلها عليّ، وأسماء ، وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها))[30] .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهم من الحفاظ واللفظ للبخاري قال :
((فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر))[31]
وأخرج البخاري في صحيحه قال :
(( حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته : أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ . فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال فهما على ذلك إلى اليوم))[32]
واخرج مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه قال :
(( شيئا فوجدت[33] فاطمة على أبي بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي ..... ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب فقال عمر لأبي بكر والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عساهم أن يفعلوا بي .... ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر ... وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال... ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت ...)[34]
يستفاد من هذه الرواية الصحيحة السند ثلاثة أمور :
الأول :أن فاطمة ماتت وهي واجدة وفي حديث آخر بالبخاري ماتت وهي غاضبة على أبي بكر
الثاني : أنها هجرت أبا بكر ولم تكلمه حتى ماتت .
ثالثا :دفنها الإمام علي عليه السلام ليلا ولم يأذن لأبي بكر بحضور الدفن .
رابعا : يرى الإمام علي عليه السلام أن أبا بكر مستبد بالأمر عليهم .
خامسا : كان الإمام علي عليه السلام يكره محضر عمر .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إغضاب فاطمة عليها السلام حيث أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحة ومسلم في صحيحه والترمذي في صحيحه واللفظ للبخاري قال :
(( حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ))[35]
و قد روى الإمام الجويني وهو من مشايخ الذهبي في كتاب فرائد السمطين بالسند المذكور فيه :
(( عن ابن عباس، أن رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السَّلام ـ ، فلما رآه بكى، ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بُنيّ فمازال يُدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى. ثمّ أقبل الحسين ـ عليه السَّلام ـ فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بُنيّ، فمازال يُدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليُسرى. ثمّ أقبلت فاطمة ـ عليها السَّلام ـ، فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بُنيّة فاطمة، فاجلسها بين يديه. ثمّ أقبل أمير المؤمنين علي ـ عليه السَّلام ـ ، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إليّ إليّ يا أخي، فمازال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن.
فقال له أصحابه يا رسول اللّه! ما ترى واحداً من هؤلاء إلاّ بكيت! أو ما فيهم من تسرّ برؤيته؟ فقال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ: والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية، إنّي وإيّاهم لأكرم الخلائق على اللّه عزّوجلّ و ما على وجه الأرض نسمة أحبَّ إليَّ منهم.
إلى أن قال: وأمّا ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي وهي نور عيني،وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
ويقول اللّه عزّ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي، ترعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أُشهدكم أني قد أمّنت شيعتها من النار. وانّي لما رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي كأنّي بها و «قد دخل الذُّل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقّها، ومنعت إرثها،وكُسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث ))[36]
[1] صحيح الترمذي ج3 ص212 ح2928 قال الألباني صحيح , صحيح بن ماجة ج1 ص25 ح91 قال الألباني صحيح , الاستيعاب لمعرفة الأصحاب ج1 ص321
[2] كتاب تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص 525 .
[3]تم ذكر النصوص الواردة بهذا الشأن في الرد على السؤال الثاني
[4] المصنف لأبي بكر بن أبي شيبة ج7 ص432 ح37045 .
[5] تقريب التهذيب ص469 رقم 5756 .
[6] تهذيب التهذيب ج9 ص64 رقم90 .
[7] تقريب التهذيب ص373 رقم4324 .
[8] تهذيب التهذيب ج7 ص36 رقم71 .
[9] تقريب التهذيب ص222 رقم2117 .
[10] تهذيب التهذيب ج
[11] تقريب التهذيب ص104 رقم406 .
[12] تهذيب التهذيب ج1 ص233 رقم105 .
[13] تاريخ الطبري ج2 ص 433 .
[14]تهذيب التهذيب:9/128ـ 131، رقمالترجمة180.
[15]تهذيب التهذيب:10/270، برقم 482.
[16]ميزان الاعتدال:2/92، برقم 2959.
[17] تهذيب التهذيب:2/382، برقم 698.
[18] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص975
[19] الرياض النضرة ج2 ص213 .
[20]السنة لعبد الله بن احمد ج2 ص553-554 ح1291 .
[21]ج2 ص533- 534 .
[22]تاريخ الطبري ج2 ص233 .
[23] تاريخ الطبري ج2 ص353 , الأحاديث المختارة ج1 ص89 .
[24] شرح نهج البلاغة ج2 ص56
[25] أنساب الأشراف ج1 ص586
[26] تاريخ الطبري ج2 ص233 .
[27]صحيح البخاري:4/42، دار الفكر، بيروت.
[28]صحيح البخاري:8/30 ، دار الفكر، بيروت.
[29]صحيح البخاري:5/82، دار الفكر، بيروت.
[30]أنساب الأشراف:1/405.
[31] البخاري ج4 ص1549
[32] صحيح البخاري ج3 ص1126 ح2926
[33] درجات "الحزن والغضب" راجع لسان العرب ج3ص273 .
[34] صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير 33 ص1380 ح1759
[35] صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374, صحيح مسلم ج4ص2004 , خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 122, الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858, كنز العمّال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96, مصابيح السنّة ج 4 ص 185, إسعاف الراغبين ص 188, ذخائر العقبى ص 37, ينابيع المودّة ج 2 ص 52 ـ 79.
[36]فرائد السمطين:2/34ـ 35، طبيروت .
|
|
|
|
|