يرى أهل السنة أن الله إختار وإصطفى الصحابة ليكونوا حملة الرسالة وحفظتها ومعلميها بعد رحيل النبي (ص) إلى الأجيال اللاحقة لإنهم كما يرونهم كانوا جميعاً في أعلى درجات الصلاح والتقوى ولا يجوز نقدهم أو مجرد الشك بصحة وصدق ما يروونه من حديث رسول الله (ص) ووصل الأمر ببعض علماء أهل السنة مثل إبن حجر العسقلاني والذهبي حد الغلو في تقديس كل الصحابة والقول " اذا رأيت الرجل ينقص احداً من اصحاب رسول الله فاعلمانه زنديق والذين ينقصون احداً على الاطلاق من اصحاب رسول الله هم زنادقة والجرحاولى بهم ومن عابهم او انتقصهم فلا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تصلوا عليه "
ووفق هذه النظرية أصبح من السهل تكفير كل من يخالفهم الرأي وعملياً نستطيع القول أنها أصبحت بمثابة اصل من أصول الدين تماماً مثل التوحيد والنبوة والمعاد وإن لم يقل أحد هذا بشكل صريح من علماء أهل السنة
وهنا بمعزل عن طرح اسئلة من قبيل من هم الصحابة ؟ وما هو التعريف الصحيح للصحابي ؟ ومن منهم تشمله الآيات القرآنية ؟
نسأل هل كل الصحابة عدول ؟
وإذا كان الجواب بالإيجاب فما هو تفسير الروايات الصريحة والجليّة التي تطعن في عدالة الصحابة والتي وردت في أصح الكتب عند أهل السنة ؟
على سبيل المثال لا الحصر
جاء في صحيح البخاري في حديث مسند عن النبي (ص) : " إنكم محشورون ... وإن أناس من أصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين فأقول : أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " وفي حديث آخر " إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ؟
وجاء في مسند أحمد " ليردنّ الحوض علي رجال ممن صحبني ورآني فغذا رفعوا إلي ورأيتهم إختلجوا دوني فلأقولن : أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك "
وجاء في سنن إبن ماجه " ألا وإني مستنقذ أناساً ومستنقذ مني أناس فأقول يا ربي أصيحابي فيقول : إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك "
وأكثر من هذا ما هو تفسير الآيات القرآنية الكثيرة التي تتحدث عن المنافقين فمن هم هؤلاء ونكتفي بآية واحدة ولكن دلالتها خطيرة
والدلالة تكمن في قوله { لا تعلمهم نحن نعلمهم } بعد هذا كيف يمكننا القول مثلاً أن كل من لاقى أوشاهد النبي (ص) حتى ولو كان طفلاً هو من عدول الصحابة وزنديق من ينتقصه ؟
*موقف الشيعة الواضح والصريح من هذه المسالة
الصحبة ليست عاصمة تلبس صاحبها ايراد العدالة وانما تختلف منازلهم وتتفاوت درجاتهم بالاعمال وان فيهم العدول من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورسخت اقدامهم في العقيدة وجرى الايمان في عروقهم واخلصوا لله فكانوا بأعلى درجة من الكمال وقد وصفهم الله بقوله تعالى
الشيعة تناقش اعمال ذوي الشذوذ من الصحابة بحرية فكر وتزن كل واحد منهم بميزان عمله فلايوادون من حاد الله ورسوله ويتبرأون ممن اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله وهم بهذا الاسلوب لا يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وعمل السلف الصالح في تمييز الصحابة
وإذا كان بعض الصحابة قد زاغ وإنحرف وإرتد وإرتاب فإنه يصبح من المستهجن والغريب أن نكفر إنسان عمل بمنهاج القرآن الكريم فأبغض منحرفاً ولعنه كيف يمكننا تحريم لعن زان ٍ أو متهتك أو قاتل هذا خلاف الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها فأي إنسان يملك فطرة سليمة يمقت الزنا والتهتك والجريمة
فمصطلح اللعن ورد في القرآن الكريم أكثر من 35 مرة ولعنات الله إنصبت على إبليس الذي عبد الله الآف السنين ثم إستكبر وإنحرف وزاغ لا بل أن الله تعالى وصف بلعم بن باعورا الذي آتاه الله آياته وإنحرف بالكلب وقال أن هذا الوصف ينطبق على من كذّب بآياتنا
والقرآن الكريم نزل بتخطئة الصحابة يوم حنين وتفاخرهم بكثرتهم كما نزل بتخطئة أفراد من الصحابة كما حصل لحاطب بن بلتعة وأكثر من هذا حكم بالفسق على الوليد بن عقبة وهو صحابي وفق تعريف أهل ألسنة
فهل من العدالة في شيء أن يتم المساواة بين الصحابي الظالم والصحابي المظلوم ؟ أليس من التعسف تبرير افعال مغتصب الحقوق وصاحب البدعة والزاني وشارب الخمر وقاتل الصحابة ومن أحرق الكعبة ومن أباح إغتصاب بنات المهاجرين والأنصار في المدينة بحجة أنه ممن صحب رسول الله (ص) او لاقاه أو شاهده أو إنه إجتهد وأخطأ ؟
فهل يبقى بعد هذا مقياس ومعيار وميزان نستطيع التعويل عليه ؟ !!!
هذا جوابنا وردنا على من يتهم الشيعة بأنهم يشتمون ويلعنون الصحابة ويعمدوا إلى تكفيرهم والأجدر والأصح إتهامهم هم بالغلو في الصحابة وتقديسهم خلاف الحق والمنطق والعقل والدين
صحيح مسلم - البر والصلة والآداب - من لعنه النبي ( ص ) أو سبه أو دعا - رقم الحديث : ( 4705 )
- حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت : دخل على رسول الله (ص) رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا.
- حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما .
احسنت مشرفنا و النبي صلى الله عليه و اله نفسه يقول انه في اصحابه 12 منافقا و مع ذلك كل الصحابة رضي الله عنهم لانه اصحاب النبي صلعسم
ننتظر احدهم يتجرا و يجيب