|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35408
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 640
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
يوم الغدير يوم العهد والميثاق
بتاريخ : 17-11-2011 الساعة : 03:43 PM
يوم الغدير يوم العهد والميثاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
قال الله سبحانه وتعالى :
"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "(مائدة٦٧)
بعد ثلاث وعشرين عاما من التعب والعناء آن رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ليجاور ربه قرير العين هادئ البال مطمئن النفس وكان صلى الله عليه وآله منذ فجر الرسالة يتطلع إلى المستقبل الذي تتبلور فيه متاعبه وتثمر فيه الشجرة التي غرسها بيده الطاهرة وبما أن هذه الشجرة - من نوع خاص - ( أصلها ثابت وفرعها في السماء) فهي دائما وأبدا تحتاج إلى من يعرفها جيدا كي يحسن التعامل معها سقيا ومراقبة واستثمارا فليس كل أحد مؤهلا للقيام بهذا الدور الحساس والمهم ولعل التعبير عن علي عليه السلام في آية المباهلة بأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله "وأنفسنا وأنفسكم" هو إيماء إلى أهلية علي عليه السلام للقيام بهذه المسؤولية الكبرى فهو حصرا القادر على تعهد هذه الشجرة المباركة حيث أنه كان المواكب لمسيرة الرسول الأعظم ص من قبل البعثة وبعدها وإلى الرمق الأخير من حياة المصطفى صلى الله عليه وآله .
قال عليه السلام في خطبته المعروفة بالقاصعة :
«ولقد علمتم مَوضعي من رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضَعَني في حِجره وأنا وليد يَضمُّني إلى صدره، ويَكنفني في فراشه، ويُمسّني جسده، ويُشمّني عَرْفَه وكان يمضغ الشي ء ثمّ يُلقمنيه وما وجد لي كذبةً في قول، ولا خَطلةً في فعل ولقد قَرنَ اللَّهُ به صلى اللّه عليه وآله وسلم مِن لَدُن أنْ كان فطيماً أعظم مَلَك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليلَه ونهارَه. ولقد كنتُ أتّبعه اتّباعَ الفصيل أثرَ اُمِّه، يَرفع لي في كلّ يومٍ علماً من أخلاقه ، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلِّ سنة بحِراء فأراه، ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غيرَ رسول اللَّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة.
( نهج البلاغة ) 192
ويقول عليه السلام في موطن أخر" وأنا من رسول الله ص كالضوء من الضوء والذراع من العضد" ( نهج البلاغة كتاب رقم 45 )
واستمرت هذه الحياة الحافلة بالخيرات والبركات إلى آخر لحظات حياة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله .
قال عليه السلام: ولقد قبض رسول الله ص وإن رأسه لعلى صدري ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله صلى والملائكة أعواني فضجت الدار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا وميتا .
نهج البلاغة 197
وكان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله يعرف هذه الملكات في شخص علي عليه السلام منذ طفولته ومن ثم صدع بإمامته وقيادته في اليوم الذي صدع بنبوة نفسه الشريفة ورسالته الكريمة وذلك حينما نزلت آية الإنذار "وأنذر عشيرتك الأقربين " 214 الشعراء
وتفصيل الأمر كما يلي :
أنه لما أنزل الله تعالى عليه صلى الله عليه وآله " وأنذر عشيرتك الأقربين" دعاهم إلى دار عمه أبي طالب وهم يومئذ أربعون رجلا أو ينقصونه ومنهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب والحديث من ذلك في صحاح السنن المأثورة وفي آخر ما قال صلى الله عليه وآله :
يا بني عبد المطلب أني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن ادعوكم إليه فأيكم يؤازرني علي أمري هذا على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها غير علي عليه السلام وكان أصغرهم إذ قام فقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله برقبته وقال هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فأسمعوا أليه وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لأبنك و تطيع
( المراجعات الصفحة 304 )
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يؤكد على مقام علي عليه السلام ومنزلته المميزة طوال حياته الرسالية بعبارات مختلفة تؤكد على ما ذكره في بداية الرسالة الشريفة ولما قربت وفاته صلى الله عليه وآله أمر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وآله بالإعلان الرسمي لولاية علي وخلافته في وقت مميز وفي جمع مميز وبعد مناسبة مميزة وجامعة لكل المسلمين وهي فريضة الحج فلقد أخرج الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين عن زيد ابن أرقم من طريقين صححهما على شرط الشيخين قال : لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال ص : كأني دعيت فأجبت وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا وليه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه . ثم قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله .
( المستدرك كتاب معرفة الصحابة ح 4633 )
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب من طريقين قال : كنا مع رسول الله ص فنزلنا بغدير خم فنودي فينا : الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى قال :ألستم تعلمون أنني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال : فأخذ بيد علي عليه السلام فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه ، قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
(مسند الإمام أحمد )
ولا يخفى أن واقعة الغدير من المسلمات التاريخية التي لا مجال للتشكيك في وقوعها بعد حجة الوداع ولقد أكد الكثير من علماء أهل السنة هذه الحقيقة ولقد ذكر العلامة الأميني في كتاب الغدير جزء 1 ص 73 إلى 151
أسماء أولئك العلماء البالغ عددهم 360 عالما
فأي إنسان منصف وطالب للحقيقة لا يكتفي بهذا المقدار من الرواة والروايات ؟؟
والذي يقتضيه الإنصاف انه لا حاجة إلى المزيد من النقاش في هذه الحقيقة الواضحة .
وأنا كمسلم ومن حق المسلم على أخيه المسلم الصدق والنصيحة وأني أوصي إخواني المؤمنين من أهل السنة ــ والكل أن شاء الله مؤمنون ــ ألا يطيلوا الوقوف عند واقعة الغدير من حيث الوقوع فإنها من بديهيات التاريخ ذكرها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والتفاسير والتواريخ وما شاكل ولو كانت هذه القضية التاريخية لغير علي عليه السلام لأكتفي في الاعتقاد بها بأقل من هذا بكثير ولكن لعلي عليه السلام خصوصيته فلا مجال للنقاش في السند والإسناد فإنها من الحقائق الثابتة يقول أبن حجر في الصواعق المحرقة وهو من كبار علماء أهل السنة:
"وبيانه أنه /حديث صحيح/ لا مرية فيه وقد /أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد /و طرقه كثيرة جداً ومن ثم رواه ستة عشر صحابياً وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده " ( الصواعق المحرقة ص64)
وفي هذا كفاية لمن" ألقى السمع وهو شهيد" وإن أردت المزيد فعليك بكتاب الغدير للعلامة الأميني قدس سره البالغة أجزاءه أحد عشر جزءا فسوف ترى العجب العجاب بإذن الله تعالى .
وأما النقاش في دلالة الحديث الشريف على أولوية علي في خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله بعد رحيله بأن كلمة المولى مشتركة وهي لا تدل على المدعى فنجيب عنه بأمرين :
أحدهما انه قبل إعلان الرسول صلى الله عليه وآله عن ذلك أخذ صلى الله عليه وآله اولا الإعتراف من المسلمين الحاضرين بقوله" ألست بأولى بكم من أنفسكم قالوا بلى" فعندها قال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه .
أوليست هذه قرينة واضحة وجلية تبين لنا مقصود الرسول ص وهدفه ؟؟
ثم هل كان وجوب محبة أهل البيت وعلى رأسهم أميرهم علي بن أبي طالب أمرا مجهولا عند المسلمين حتى يضطر الرسول صلى الله عليه وآله أن يجمع الناس في تلك الأرض القاحلة ثم يرجع المتقدم وينتظر المتأخر ويبقى الناس ثلاثة أيام في ذلك الحر الهجير ليأخذ البيعة منهم ؟
أفهل إعلان المحبة يحتاج إلى بيعة ومعاناة كالتي كانت في منطقة غدير خم ؟
هذا هو الأمر الأول
وأما الأمر الثاني: فهل معنى كلام الشيخين لعلي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة أنهم كانوا قبل ذلك اليوم لا يحبون علي؟ وإنما اعتنقوا حبه في يوم الغدير ومن حينه ومن الواضح جدا أن الأمر ليس كذلك فالمفهوم من قولهم أصبحت يعني أن هذا شأن جديدا وأمر جديد رسميا أن الأمر ليس كذلك فالمفهوم من قولهم أصبحت يعني أن هذا شأن جديد – أي جديد رسميا - فما هو الجديد الرسمي في ذلك اليوم إذا أجيبونا مأجورين .
ومن الواضح أننا لا نريد الإطناب حول هذا البحث فالبحث طويل إلا أن خير الكلام ما قل ودل على أننا مستعدون للإجابة عن كل الشبهات بإذن الله تعالى وعونه
وما ذكرناه حول حديث الغدير هو رؤية أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم وهو أمر حري بالإمعان والتأمل ولكن الشيء الذي يجب التوجه إليه أن أتباع أهل البيت لا يكّفرون مسلما لا يؤمن بواقعة الغدير أو لم يعتقد بما ذهبوا هم إليه فلا داعي للعداء بين المسلمين الذين أوجب الله تعالى عليهم أن يكونوا كالجسد الواحد وأن يحب بعضهم البعض وأن يوحدوا صفوفهم لمجابهة الباطل من أعدائهم الذين يريدون تفتيت المسلمين من خلال إيقاع الأحقاد والفتن فيما بينهم فالحذر الحذر أيها المؤمنون من الشيعة والسنة من الوقوع في مؤامرات أعداء الله وأعداء رسوله وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله ، فنحن جميعا أخوة في دين الله كما نص على ذلك القرآن الكريم "إنما المؤمنون أخوة "
وهذا لا يعني ترك البحث والتحقيق والحوار والتدقيق في المجالات الفكرية والعملية بل يجب الفحص على جميع المسلمين سنة وشيعة عن الحقائق والأمور التي تنقذهم من الأحقاد والإضغان وان يكون الأسلوب في الفحص والتحقيق مطابقا لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله" وجادلهم بالتي هي أحسن "
وعلينا أن نلتفت إلى الحقيقة الجلية عند اهل البيت عليهم السلام بأن هدفهم القويم هو جمع صفوف المسلمين لا تفريقهم ، وتأليفهم لا زرع الأحقاد فيما بينهم ، وعلى هذا الأساس بنو حياتهم الكريمة حتى مع ألد أعدائهم ولذلك استقطبوا حتى الملحدين والمشركين وأعدائهم في حلقات دروسهم وتلك مدرسة الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام أكبر شاهد على ما نقول و الحمد لله رب العالمين .
بالختام نبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر على أمل اللقاء بكم في بحث جديد وآراء جديدة بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجمع أهل البيت عيهم السلام الثقافي – سورية – حلب
عبد الصاحب الموسوي
الثامن عشر من ذي الحجة الحرام عام 1432
15/ 11/2011
منقول
http://www.sayedabdelsaheb.com/aboutus.php?id=60
|
|
|
|
|