|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 15998
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 2,894
|
بمعدل : 0.47 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
فمتى أيها العبد الضعيف تُسبّح
بتاريخ : 02-11-2009 الساعة : 10:33 PM
قبل أن يبدأ الكون كرنفاله العظيم
و يظهر لأم الدنيا بهجاته الرائعة
التي يكاد حُسنها المُسبّّح أن ينطق ببيان
وتعجز عن غض طرفها عنه العينان
و تترنح في نشوة جماله النفوس
يشرق بأنوار تأسر بسِحرها اللباب
و تكتسح إطرابها صفحات القلوب
يكشف الستر و الغطاء عن عظمة آيات الله الكونية التي تحدثنا بلسان مبين
أقصت و أبطلت ببراعة روعتها المتناهية وعظمة سحرها أعمال المترجمين
غانية استغنت عن وسيط و اكتفت بلغات الإبداع تشاهده و تفسره لكل العيون
((هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين))
في يقضة كأنها الحلم الجميل جلست أنظر و أنتظر بلهفة
قَرُب الموعد لأمتطي جواداً أصيلا يحملني و يوصلني لمبتغاي
حيث اللقاء مع من يطيب معها اللقاء
انتظرت ... حتى أطلَّ عليَّ الأفق بوجهه المبتسم
وقد راح ينشر عليَّ الصبح سناه
و يسقي الرياض رحيقا من نداه
أطلق العنان لحمائم نسيم عليل في وصاله مرَّ بخفةليرشفني من نفحاته
بعد أن أخذ العين معه و آمالها لترى وجه الأرض يزهو ببساطه المزركش
يرسمه بريشة ملونة ناعمة على الرياض و الخمائل و الكل أسلم لها أحداقا
أزاهير و أزهار تلهو بحبات الندى يتلألأ منها النور يشع تواقا
و الماء السلسل الفضي كاللجين ينساب على الضفاف رقراقا
و الورد تألق في ربوع منابته ووجه الشروق و الضحى قد راقا
و تلك فراشات بألوانها الزاهية تتمايل و تطرق على الناظرين بفتنتها إطراقا
و براعم فتية تتفتح لتمد بدماء قلبها و ترتمي بين أحضان الأفنان إشفاقا
و العندليب الحر يغني برقة فوق الغصون ثم يطير في سماء الأمنيات خفاقا
مشهد بدى و كأنه كرنفال عظيم يحتفل بقدوم الشمس عروسا تزف لدار الدنيا
في زينة مدهشة لتوسط كبد السماء فتهتز لها الأرض مشرقة بالحياة إشراقا
فتبعث بتغاريد حرة معطرة إلى الآمال مرسلة لها من أريج الباقات أشواقا
أنها همسات كونيه وتسبيحات من عجائب الخلق و الإبداع
((ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض
والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه
والله عليم بما يفعلون))
و كأنه يذكرك لتتأمل في جلال عظمة و قدرة خالقه
جمال الجنينات على الأرض كصورة مصغرة تثير فيك الأشواق
و تحرك فيك الإشتياق
لجنة عظيمة تفوق الأوصاف
وعد الله بها عبادة المتقين
ما فيها من النعيم لم تدركه حتى قلوب المحبين
فمثلها ما رأت عين ولا بمثلها سمعت أذن
أعدت لمن عمل بجد ما فيه هزل
و جهاد لا يوقف مسراه كلل
و اجتهاد لا يعتريه ضيق أو ملل
((تلك الجنة التي نورث منعبادنا من كان تقيا))
مشهد خلق يقع على عينيك ليتوغل في عيون دواخلك
يهزها بهزة لطيفة قبل الهزة العنيفة
فتشرق على صفحاته مشاعر التعظيم و الإجلال للخالق المبدع العظيم
فلا تملك معه إلا أن تُسبّح و تُكبّر و تهلل ربك العظيم
((رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار))
ركبت جوادي في انتشاء و قد أشرقت أنوار فاض بها القلب على جوارحي
و انطلقت بعد حيرة أسرت تفكيري فلا قدرت على سرعة قد تفقدني التمعن و التمتع ببهجة ذاك المهرجان
و جماله الساحر من فوقي و من تحتي و من أمامي و قد تركت مثله خلفي
و لا قدرت على التأخر عن موعدي و اللقاء المنتظر
جمعت بين الرغبتين و انطلقت فموعدنا جنة من جنان الأرض
فيها كل ركن من أركان الكون لله العظيم يُسبّح
الطير و الشجر و الحجر الكل لله يُسبّح
فمتى أيها العبد الضعيف تُسبّح
ثبتنا الله وأياكم على ألأيمان الراسخ والتسبيح له والحمد له والشكر له وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|