طغت مظاهر إحياء مراسم عاشوراء على معالم الحياة اليومية في محافظة واسط يوم الاثنين، الأول من محرم الحرام، وتنوعت تلك المظاهر بين رايات سوداء ولافتات تحمل عبارات تحيي ذكرى استشهاد الأمام الحسين بن علي في واقعة الطف.
ومن اللافت للانتباه أن اللون الأسود راح يطغى على ملابس عامة الناس، وترتديه النساء والرجال والشباب وحتى الصبية بما فيهم الأطفال الصغار وحديثي الولادة بدءا من اليوم الأول من شهر محرم الحرام ولغاية العاشر من محرم وأربعينية الإمام الحسين.
ويقول أحد أصحاب محال بيع المنسوجات، سمير خليل في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "هناك طلبا كبيرا على اللون الأسود هذه الأيام بحيث أن مبيعاتنا من بقية الألوان توقفت".
ويضيف خليل أن "هذا اللون يكثر ارتدائه من قبل عامة الناس وخاصة النساء، كما أنه يستخدم في الرايات التي تعلق على المنازل وفي مختلف مناطق المدينة، واللافتات التي يكتب عليها عبارات عن مناسبة عاشوراء".
ويوضح بائع المنسوجات أن "أصحاب محال بيع المنسوجات والأقمشة في المدينة يستقبلون شهر محرم بخزين كبير من القماش ذي اللون الأسود وبأنواع مختلفة، فهناك نوع خاص بالرجال وآخر للنساء، ونوع آخر يستخدم في الرايات التي تعلق في المنازل".
ويشير خليل إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت استيراد أقمشة مطبوعة وجاهزة عليها كتابات وصور تتحدث عن واقعة الطف"، ويضيف أن "هذه الأقمشة منسوجة بشكل جيد ومقطعة على هيئة مقاسات بحسب المتر ولاقت رواجا كبيرا بسبب جودتها وأسعارها زهيدة أيضا".
ويلفت جعفر عبودي، وهو صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة في الكوت إلى أن "هناك إقبالا كبيرا على تلك الملابس التي تصدرت المبيعات هذه الأيام كالبلوزات الرجالية والولادية والنسائية، إضافة إلى ملابس الأطفال".
ويقول عبودي في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "ارتداء الملابس السوداء يعد الظاهرة الأبرز في شهر محرم خاصة بالنسبة للنساء والأطفال ممن يفضلون الملابس السوداء التي تحمل طبعات وكتابات وصورا للإمام الحسين". ويضيف عبودي أن "غالبية تلك الملابس ذات مناشيء عالمية من الصين وسوريا وإيران وغير ذلك من الدول المصدرة للمنسوجات والملابس".
وقد شملت المظاهر الحسينية أو مظاهر إحياء عاشوراء في واسط الأماكن العامة وواجهات المنازل والمحال التجارية وحتى دوائر ومؤسسات الدولة، ومن تلك المظاهر ما شمل المركبات سواء مركبات النقل العام أو المركبات الخصوصي التي راحت تقدم عبر أجهزة التسجيل الموجودة فيها الأحاديث والقصص المستنبطة من واقعة الطف والمدائح والقصائد الحسينية.
وفي جانب آخر من مراسم عاشوراء عند الشيعة هي تعليق النشرات الضوئية في الأماكن العامة وفي المنازل والشوارع وإنارة المواكب أيضا باستخدام المولدات الكهربائية الصغيرة.
وتقام في أيام عاشوراء الولائم حيث يقدم الطعام والشراب مجانا في الأماكن العامة وفي البيوت، وتشترك مجاميع من الشباب في أعمال الطبخ وتوزيع الطعام والشراب على المشاركين في المواكب وعامة الناس ويحرص الجميع على تناول شيء من هذا الطعام والشراب تبركا بالمناسبة.
ويقول كريم الحاج خزعل هادي أحد المشرفين على موكب محلة المشروع في الكوت إن "هذه الموكب تجري كل عام في مثل هذه الايام ويشرف عليها أهل المحلة وهي من المواكب القديمة والمعروفة".
ويوضح الحاج هادي أن "الموكب يتضمن بناء سردق كبير في احد الشوارع الرئيسة بالمحلة، وتقام فيه مجالس العزاء طيلة أيام محرم، وتلقى فيه المحاضرات الدينية الخاصة بواقعة الطف، وهناك موكب للزنجيل (الضرب على الأكتاف بالسلاسل الحديدية) وآخر للتطبير"، (الضرب على الرأس بواسطة السيف).
يذكر أن المواكب الحسينية تعد من شعائر المسلمين الشيعة الإمامية، التي يحيون من خلالها أيام "عاشوراء"، التي توافق ذكرى واقعة الطف التي قتل فيها الإمام الحسين بن علي وأخوه العباس، وأصحابه البالغ عددهم 72 شخصا، في العاشر من محرم العام 61 من الهجرة. وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد حظر ممارسة مراسم عاشوراء، لكن تلك الشعائر عادت بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان عام 2003، وقد كفل الدستور العراقي الحالي ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية.