بسمه تعالى
صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة -
باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان وقال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان
3492 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان قال حماد وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها .
~~~~~~~~~~~
يحتجون بهذا الحديث على أن عثمان كان عنده وصية من رسول الله بأن يسكت على فتنة أو بلوى ستصيبه
ليحقن دماء المسلمين و يقتل الفتنة ...
و عندما نقول لهم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان عنده وصية من رسول الله يأمره بها بأن يسكت فقأً لعين الفتنة لا يقبلون ذلك و يضعون الملامة كلها على الفاروق علي بن أبي طالب عليه السلام ..
و يقول ابن تيمية :
كتاب الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني الجزء 1 صفحة 180 - 181 ذكر من اسمه أحمد - في ترجمة ابن تيمية ) :
( ... ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخا يدري ما يقول وعلي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسبها من الثناء على ....)
~~~~~~~~
منهاج السنة لابن تيمية - الجزء 6 الصفحة 180
( .. ومن المعلوم بالتواتر أن عثمان كان من أكف الناس عن الدماء وأصبر الناس على من نال من عرضه وعلى من سعى في دمه فحاصروه وسعوا في قتله وقد عرف إرادتهم لقتله وقد جاءه المسلمون من كل ناحية ينصرونه ويشيرون عليه بقتالهم وهو يأمر الناس بالكف عن القتال ويأمر من يطيعه أن لا يقاتلهم وروى أنه قال لمماليكه من كف يده فهو حر وقيل له تذهب إلى مكة فقال لا أكون ممن الحد في الحرم فقيل له تذهب إلى الشام فقال لا أفارق دار هجرتي فقيل له فقاتلهم فقال لا أكون أول من خلف محمدا في أمته بالسيف فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين ومعلوم أن الدماء الكثيرة التي سفكت باجتهاد علي ومن قاتله لم يسفك قبلها مثلها من دماء المسلمين فإذا كان ما فعله علي مما لا يوجب القدح في علي بل كان دفع الظالمين لعلي من الخوارج وغيرهم من النواصب ..)
لنذهب الآن لأرض الواقع و نستقرأ أحداث التاريخ و نتسائل ...
هل فعلاً حقنت دماء المسلمين بسكوت عثمان و قتله ..؟
يقولون أنه منع الصحابة من الدفاع عنه حتى لا تحصل مجازر بينهم ...
حسناً بعد أن قُتل عثمان
هل حدثت مجازر بين المسلمين أم لم تحدث ...؟؟
حرب الجمل .... قادتها عائشة ...
+
حرب صفين .... قادها معاوية ...
راح ضحيتها آلاف المسلمين ,, أرواح أزهقت و دماء أريقت ..
فما هي الفائدة التي جناها المسلمين من سكوت عثمان ...؟؟!!
لماذا لم يقتدي معاوية و عائشة بعمل عثمان و سكتوا مثله إن كان هَمْ هؤلاء الثلاثة حفظ الدماء ..؟؟!!
هل حقنت الدماء بسكوته ..؟
الجواب :
لا لم تحقن الدماء بسكوت عثمان بل كان سبباً تحجج به المنافقين لاراقة دماء المسلمين و الاستكلاب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لمحاربته و الخروج عليه ...
فمن البديهي لمن يقرأ تلك الأحداث أن يتوصل لحقيقة أن سكوت عثمان المزعوم إنما كان شرارة الانطلاق لبحار من دماء المسلمين التي أريقت بسبب هذا السكوت و التمسك بالكرسي و الخلافة ..
فعثمان استقتل على كرسي الرئاسة و تمسك به حتى قتلوه .. و كما قال ابن تيمية :
( .. وإن عثمان كان يحب المال ..)
بينما سكوت الفاروق علي بن أبي طالب عليه السلام عندما اغتصبوا حقه ترك كرسي الخلافة شكلاً و بقي هو الامام الذي تعود له كل الأمور ..
فحصد أهدافه من ذلك السكوت بوأد للفتنة و الحفاظ على الإسلام و المسلمين فلم تراق قطرة دم واحدة بسبب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ... منذ إغتصب الخلافة أبي بكر و عمر و عثمان ..
إلى أن قُتل عثمان و بقتله استغلت عائشة و معاوية قميصه من أجل الفتنة و قتل المسلمين ...
و كانوا الفئة الباغية و كان على أمير المؤمنين قتالهم كما أُمر ذلك ...
فلو فعل عثمان كما فعل أمير المؤمنين علي عليه السلام
فهل كانت ستراق الدماء ؟ و هل كان سيُقتل أصلاً ..؟؟
نسأل بن تيمية و أيتامه من الذي استمات على الرئاسة و لم يهمه دماء المسلمين عثمان أو الفاروق علي بن أبي طالب عليه السلام ..؟؟
من لديه دليل من السنة بأن سكوت عثمان حقن الدماء فعلاً فليتفضل به مشكوراً ...
~ كربلائية حسينية ~