ينص السنة ان كل الصحابة عدول وان التحقق في مسالة رجال السند لم تظهر الا بعد فتنة قتل عثمان وبعضهم نص انها كانت بعد مقتل ابن الزبير .
ولكن هنا نثبت انها منذ الزمن الاول للصحابة وبعد رحيل النبي الخاتم صلى الله عليه واله وان التحرز كان من الصحابة انفسهم فانه لم يكن يكتفى بانه رأى النبي ص بل يستحلف او يأتي بشاهد .
قال الذهبي: كان ـ أبو بكر ـ أوّل من احتاط في قبول الاَخبار.. إنّ (الجدّة) جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث، فقال: ما أجد لكِ في كتاب الله شيئاً، وما علمتُ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لكِ شيئاً! ثمّ سأل الناس، فقام المغيرة فقال: حضرتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطيها ـ أي الجدّة ـ السدس.
فقال له أبو بكر: هل معك أحد؟
فشهد محمّد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر(تذكرة الحفّاظ 1/2) .
أنّ عمر بن الخطّاب ردّ خبر فاطمة بنت قيس، وقال: «ما كنّا لندع كتاب ربّنا وسُنّة نبيّنا لقول امرأة لا ندري أحفظت أم لا!».
عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال: «ما حدّثني أحد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ استحلفته» ومعلوم أنّه كان يحدّثه المسلمون(1)
وردّ الزبير رجلاً كان يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: أنت سمعتَ هذا من رسول الله؟! قال الرجل: نعم.
قال الزبير: هذا وأشباهه ممّا يمنعاني أن أتحدّث عن النبيّ! قد لعمري سمعتَ هذا من رسول الله، وأنا يومئذٍ حاضر، ولكن رسول الله ابتدأ بهذا الحديث فحدّثناه عن رجل من أهل الكتاب، فجئتَ أنتَ بعد انقضاء صدر الحديث، فظننتَ أنّه حديث رسول الله!( / أضواء على السُنّة المحمّدية: 116 ـ 117 عن ابن الجوزي) .
ومن هذا الصنف ما ذُكر في اختلاط أحاديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأحاديثه عن كعب الاَحبار!( سير أعلام النبلاء 2/606، البداية والنهاية 8/117، إرشاد الساري 2/690) .
* ومنه قول عمران بن حصين: «والله إنْ كنت لاَرى أنّي لو شئت لحدّثتُ عن رسول الله يومين متتابعين، ولكن بطّأني عن ذلك أنّ رجالاً من أصحاب رسول الله سمعوا كما سمعت، وشهدوا كما شهدت، ويحدّثون أحاديث ما هي كما يقولون! وأخاف أن يُشَبَّه لي كما شُبِّه لهم، فأُعلمك أنّهم كانوا يغلطون ـ وفي رواية: يُخطِئون ـ لا أنّهم كانوا يتعمّدون»( ابن قتيبة/ تأويل مختلف الحديث: 49 ـ 50) .