|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 42284
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 33
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عقيل الحمداني
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 25-10-2009 الساعة : 06:59 PM
المحن التي واجهت الشيخ في تأليف الحموية
يقول -رحمه الله- في مطلع هذه الفتوى، سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، وليس هذا من كلامه -هذا من كلام الناسخ- وذلك في سنة ثمان وتسعين وستمائة، وجرى بسبب هذا الجواب أمور ومحن.
كما أسلفت أن من أوائل المعارك التي حصلت بينه وبين خصومه، بدأت بتأليف هذه الرسالة، وذكر هذه المحن أو جزءا من هذه المحن ابن كثير -رحمه الله- في "البداية والنهاية" وابن عبد الهادي في "العقود الدرية" وكثير ممن ترجم للشيخ يشير إلى المحنة التي حصلت له بسبب تأليف "الحموية" والسبب يا أخوان في الابتلاء التي حصل لهذا الإمام بسبب تأليف هذه الرسالة، أنها نزلت كالصاعقة على أهل البدع، وذلك أن جمهور الأشاعرة مضى عليهم عشرات السنين وهم يرفعون لواء أيش؟ أهل السنة والجماعة، يزعمون أن هم أهل السنة والجماعة، وأنهم السد المنيع أمام المعتزلة وأمام الجهمية، ويطلقون على أهل السنة ألقابا: كالحشوية، والمجسمة.
وأصبح مطرد هذا عند الناس أن هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، ومن هنا يكمن الخطر في هذا المذهب، أنه المذهب الوحيد الذي اشتهر بأنه هو مذهب أهل السنة والجماعة.
جاء الشيخ -رحمه الله- وأوضح للناس أن هذا المذهب مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة جملة وتفصلا، بل القواعد التي أسس عليها هذا المذهب هي القواعد التي انطلق منها المعتزلة، (العدو اللدود للأشاعرة)، فجن جنونهم، خاصة وأنه دعم هذه الرسالة بالنقول التي لا حصر لها، في بيان مذهب أهل السنة والجماعة المذهب الحق، وأنه مخالف لما عليه جمهور الأشاعرة، وأكثر من النقول عن الأئمة الأربعة، وأتباع الأئمة الأربعة، فكأنه يقول: إن كنت أيها الأشعري حنفيا، فهؤلاء أئمتك من الأحناف يخالفون ما تذهب إليه في الأصول، وإن كنت شافعيا فهؤلاء أئمتك يخالفون ما تذهب إليه في الأصول، وهكذا إن كنت حنبليا أو مالكيا، وإن كنت في السلوك من أهل التصوف، فهؤلاء المتقدمة من المتصوفين من الأئمة الذين تنتسب إليهم أيها الصوفي يخالفونك في هذه الأصول.
ولهذا بهتوا أمام هذه الرسالة، فما كان منهم إلا أن واجهوا الشيخ كما ذكر -رحمه الله-: أنهم لما عجزوا أن يسلكوا منهج أهل العلم بمقابلة الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، لجئوا إلى طريقة أهل الظلم والبهتان، وهي قابلوه بالعداء، نشروا بين الناس السمعة السيئة، وأشاعوا أن هذا الرجل مجسد، وأنه مشبه، وأنه ممثل، وأنه يريد إفساد عقيدة العوام، وسعوا به إلى القضاة، وأغروا نفوس القضاة والسلطان عليه للوقيعة به، لكن الله -عز وجل- سلمه من ذلك.
ولم يقفوا عند هذا الحد، بل انبرى بعضهم وألف رسالة وهو أحمد القاضي الشافعي (أحمد بن جهبل الحلبي)، فألف رسالة للرد على شيخ الإسلام في هذه الفتوى، وهذه الرسالة ساقها السبكي في "طبقات الشافعية" كاملة، وطبعت مستقلة طبعة قديمة، وطبعت باسم "الحقائق الجلية في الرد على ابن تيمية فيما أورده في الفتوى الحموية". وهذا ليس من وضع المؤلف، بل من وضع الناشر كما نص على ذلك، ملأها بالكذب والافتراء والبهتان، وأشار الشيخ -رحمه الله- أو ألمح إلى هذا الرد.
ولعل كتابه -ذاك السفر العظيم المفقود- المسمى "الأجوبة المصرية على الاعتراضات الحموية" لعله في الرد على هذه الرسالة، لكن هذا الكتاب للأسف لا يزال مفقودا، وأشار هو إلى هذا الكتاب كثيرا، قال: وقد أجبنا عليه تفصيلا في جواب "الأجوبة المصرية على الاعتراضات في الفتوى الحموية" ذكر ذلك في مقدمة "نقض التأسيس" وأشار إليه تلميذه ابن عبد الهادي وابن القيم، وذكر ابن القيم أن حجمه قريب من حجم "درء تعارض العقل والنقل" و"منهاج السنة" فالكتاب ضخم، والشيخ -رحمه الله- ألف "نقض التأسيس" تكملة لهذا الكتاب الكبير، فألف أولا "جواب الاعتراضات المصرية" ثم أكمله "بنقض التأسيس في الرد على الرازي في أساس التقديس".
|
|
|
|
|