|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 21832
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 7,059
|
بمعدل : 1.19 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
سقوط مفهوم العراق "عربي سني" وظهور هوية العراق الحقيقية
بتاريخ : 29-08-2010 الساعة : 02:48 PM
سقوط مفهوم العراق "عربي سني" وظهور هوية العراق الحقيقية
ان من اعظم واكبر مشاكل العراق التي واجهها، هو طمس وتغييب هويته الحقيقية، وان هناك عوامل عديدة لهذا التغييب للهوية العراقية، فمنذ سقوط الدولة العثمانية، التي كان العراق تحت حكمها بولاياته الثلاث، الموصل وبغداد والبصرة، ودخول القوات البريطانية العراق، ومن ثم اندلاع ثورة العشرين، التي حاربت هذا الاحتلال والمستعمر، مما ادى الى رضوخ البريطانيين لانشاء الدولة العراقية، ونتيجة مطالبة الثوار، وعلى راسهم العلماء الشيعة، بان يكون حاكمهم فيصل الاول، الملك المستقدم من الحجاز انذاك، ظنا منهم، ان العدالة التي فقدوها في زمن العثمانيين، عندما مارسوا سياسة التمييز الطائفي والعنصري بحق العراقيين، سوف تتحقق في ملك حجازي قرشي من اهل بيت النبي (ع)، وهو ما يصطلح به اليوم الوعي الناقص، من حيث ان الثورات تقوم على اساس من وعي لفقدان الحقوق، التي لا تتحقق الا بالقيام بثورة، تُستكمل بمشروع شعبي، يحفظ للامة حريتها وكرامتها، وهذا ما لم يتحقق في وقتها، لان العلماء الشيعة قد قاطعوا الدولة العراقية، نتيجة شروط البريطانيين لشكل هذه الدولة، وهذا ما قبله السنة به في انذاك.
ومنذ ذلك الوقت تاسست الدولة العراقية، او ماسمي بالمملكة العراقية، على اساس طائفي اختزلت الحكم بالرجال المتعلمين من ايام العهد العثماني، الذي كان يرسل المتعلمين السنة الى اسطنبول يتعلموا في المعاهد التركية،ومن ابرزهم محسن السعدون ونوري السعيد وغيره، من الضباط الذين خدموا في الجيش العثماني، وممن تاثر بافكار حزب القومي التركي المسمى تركيا الفتاة، وزعيمه اتاتورك. ومن هنا بدأت اول معالم طمس الهوية للعراق الجديد، الخارج من حكم دكتاتوري مارس التتريك، وسياسة التمييز، بين افراد الشعب العراقي على اساس قوميتهم ومذهبهم، والى جانب العراق كان هناك تشكل جديد للمنطقة، على اساس العروبة، والافكار القومية العروبية، التي استوردت من الغرب بالاساس على ايدي بعض المفكرين القوميين، المتأثرين بالفكر القومي الفرنسي، من امثال الحصري وغيره، والتي اسست هذه الافكار الى قيام الثورة العربية، بدعم من البريطانيين على الدولة العثمانية، ومن ثم ظهور الدول العربية بحدودها المقسمة من قبل الاستعمار الفرنسي والبريطاني او ما سمي بمعاهدة سايكس بيكو، واستمرار الحال الى قيام الدولة القومية التي نادى بها عبد الناصر بالثورة المصرية لعام 1952 وتطبيق المبادئ القومية وتصديرها الى باقي الدول العربية، ومن هذه الدول كان العراق، فظهر فيه حزب البعث العربي الاشتراكي على يد المسيحي مشيل عفلق، ولم يكن حزب البعث بهذه القوة، الى الخمسينات حيث الحكم الملكي،وبعد انضواء بعض الرجال فيه، كان ابرز مؤهلاتهم هي القوة والسلوك العدواني التي لديهم، ومن هؤلاء برز صدام، القادم من مجتمع وبيئة كان لها الاثر البالغ في التاثير، على طفل متهم بان ابيه هو ليس بابوه، ولم يذق طعم الاسرة، فكان قاسيا حتى مع اقرب المقربين اليه عندما يتعلق الامر بوجوده، فدخل بغداد، ليجد ان افضل من يحتضنه هو العصابات والمجاميع الخارجة عن القانون، المجتمعة في مقاهي بغداد القديمة، والتي استغلها واعتمد عليها حزب البعث ليجعلها القوة الضاربة له، وبهذا اوكل لصدام اول عملية نوعية له بمحاولة اغتيال قائد ثورة 14 تموز عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد، وبهذا اثبت حزب البعث انه عبارة عن مجموعة ارهابية غايتها الوصول الى الحكم باي شكل من الاشكال، حتى لو ادى ذلك الى ان يقتلوا رئيس الحكم انذاك، لا عن طريق النضال بين الجماهير لتغيير الاوضاع وممارسة الديمقراطية التي نادت بها الثورة، وتحقق لهم ذالك يوم الثامن من شباط 1963، عندما تحركت الدبابات ودخلت وزارة الدفاع التي تحصن بها الرئيس عبد الكريم قاسم، وقتل فيها بدون محاكمة بل بصورة وحشية اجرامية، وبهذا اصبح العراق البلد الثالث بعد مصر وسوريا، يرفع الشعار القومي ليسعى بتطبيقه بالقوة، وبهذا يكون قد وقع العراق في مفهوم الدولة العربية، ومن ثم لنرى ان هذه الدولة مرة اخرى تقرب اليها نوع واحد من مكونات العراق، الا وهم السنة، فكان عبد السلام عارف ومن بعده اخيه عبد الرحمن، ومن ثم الانقلاب البعثي الجديد 1968، وبروز الطائفية على اشد اشكالها، وبخطوات عملية، اودت بالعراق ان يساق الى مفهوم مفروض عليه، الا وهو "الدولة العربية السنية" في العراق، وتحت هذا المفهوم، قاسى الشيعة الظلم الكبير والكثير، الى جنب اخوتهم الكرد، شركائهم في الوطن، فكان النضال والكفاح والجهاد هو الطريق لاخراج العراق من محنته، بعد الكثير من المآسي التي مارسها صدام تحت ظل هذا العنوان ( العراق العربي السني )، الى ان كان يوم التاسع من نيسان 2003، حيث سقط صدام بعد ان قاد العراق الى ثلاث حروب خارجية، والكثير من الحروب الداخلية، والقمع الداخلي.
جاء سقوطه ليعلن عن مرحلة جديدة، اولى ملامحها هو ظهور العراقيين بمختلف قومياتهم وطوائفهم واعراقهم، ليوضحوا للعالم ان العراق متعدد الاعراق والطوائف، وظهر في الاعلام مصطلح فسيفساء العراق، كناية بما يحويه من تعدد، لتحوله الايادي الخيرة الى تعدد ايجابي يغني العراق ويسد الطريق على من يريد ان يستغل هذا التعدد للتفرقة، ومن هنا لاحظنا ان الكل قد تنادى لبناء العراق التعددي الديمقراطي الاتحادي، وثُبّت هذا دستوريا، ليأخذ كل العراقيين حقوقهم برغم الدماء التي اريقت لاسترجاع العنوان القديم، الا ان اصرار العراقيين على هذا الامر من خلال ممارسة المصير بصناديق الاقتراع الانتخابية، وبروز القوى التي تمثل العراقيين من عرب، وكرد، وشيعة، سنة، اشوريين، كلدان،شبك،ايزديين وكرد فيليين، ليعطي الصورة الحقيقية للعراق، وانه بلد متعدد الثقافات والديانات والطوائف والقوميات والاعراق، وبهذا اسقط العراقييون وبارائهم عنوان الدولة العربية السنية في العراق ،التي غيّب بها البعث حقيقة الشعب العراقي المتعدد، الذي يمكنه العيش بدون الوقوف عند القومية او الطائفة او الدين او العرق، ومن هنا احس العرب الخطر القادم، فسعوا وعلى مد سبع اعوام، على عرقلة مسيرة العراق الجديد، من خلال دعم بقايا النظام الصدامي، وعناصر الفكر التكفيري من بهائم القاعدة، ليعرقلوا ولو لبعض الوقت، هذا المشروع الانساني، الذي ابرز ملامحه هو احترام الاخر، واعطائه فرصة التعبير عن ذاته، الامرالذي تفتقده الشعوب العربية، التي ترزح تحت وطئة حكام يمارسون الحكم باسم العروبة والتسنن، وبالقوة.
ولكن هل سيصمد هذا النهج التعسفي، ام سنرى، ان رابطة الشعوب ستكون، "محبب ومبغض" على قول الجواهري العراقي
محمود الاطرقجي
2010-05-24 ستوكهولم
|
التعديل الأخير تم بواسطة al-baghdady ; 29-08-2010 الساعة 02:54 PM.
|
|
|
|
|