* روى أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ما مضمونه :
إذا جلس الرجل عند أهله ساعة واحدة وهو يلاطفهم ويداعبهم فيفرحون ويأنسون بمحضره ، فتلك الساعة هي أفضل عند الله من الاعتكاف في مسجدي ( مسجد المدينة المنورة ) سنة واحدة.
بيان : الاعتكاف هو اللبث في أحد المساجد المخصصة ، وأداء بعض العبادات فيه خصوصاً الصوم ، واجتناب أمور معينة في مدة لا تقل عن ثلاثة أيام ( كما ورد في الفقه الإسلامي ).
أيها الرجال : فكروا في هذا الثواب العظيم ، وأمعنوا النظر في الحق الكبير لأهليكم ، واتخذوه ميزاناً لسلوككم العائلي ، وزنوا به أنفسكم قبل أن توزنوا يوم القيامة ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * واما من خفت موازينه فأمه هاوية * وما أدراك ماهيه * نار حامية ) ( القارعة / 6 ـ 11 ).
تفسير
قال الله سبحانه وتعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا ) ( النساء / 34 ).
الشرح : ليس المقصود من الآية الكريمة أن الرجال مسلطون على النساء سلطة استطالة أو قهر ، بل هي الولاية لأجل تدبير أمورهن والقيام بأعمال يضعفن عن أدائها لما خلق الله لهن من صفات بدنية ونفسية اختصصن بها لأداء وظيفة الأمومة ، التي هي من أهم قواعد بناء الإنسانية العليا. ( كما فسرت والله أعلم ).
وخلاصة القول : أعتقد بأن القراء الأعزاء الواعين يؤيدونني حينما أقول إن الرجل رجل بقوته البدنية وخشونته الفسلجية وطبيعته العقلية الخاصة ، والمرأة مرأة بنعومتها البدنية وطبيعتها العاطفية بلا نقص في كرامتها ومكانتها الاجتماعية. لذلك نرى تلك الطبائع قد سرى مفعولها بصورة فطرية في كل المجتمعات العالمية حتى في هذا العصر الذي تعلو فيه الصيحات لتحرير المرأة فالأنبياء ـ الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء ـ أئمة الدين السابقون واللاحقون ـ الفلاسفة ـ المخترعون ـ الكتاب والمؤلفون ـ الشعراء ـ الملحنون للمغنيات ـ المخرجون للأفلام ، فنشاهد أولئك هم من الرجال إلا ما ندر في بعض الأقسام.
( والنادر كالمعدوم ) ـ فالرجال قوامون على النساء وبما فضل الله بعضهم على بعض في ملكات وقابليات تؤهلهم للرئاسة والقيادة وإدارة المؤسسة الأسرية بالإنفاق المالي ، وهو المهر الذي يقدمه الزوج لزوجته ، وكذلك ما يقوم الرجل بأداء تكاليف معاشية مفروضة عليه لزوجته وأولاده.
القسم الباقي من الآية ـ النساء قسمان : صالحات وفاسقات. أما الصالحات فيتصفن بالخشوع والخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالى. ومن أهم تلك الأوامر طاعة الزوج خصوصاً عند غيابه يحفظنه في أمواله وأسراره. والأهم من ذلك يحفطنه في أنفسهن بالحجاب والحشمة والوقار وعدم الخيانة. وأما النساء الفاسقات فمن فسقهن تخلفهن عن طاعة الأزواج والإساءة إليهم ، فيرشد الله سبحانه وتعالى إلى تأديبهن في ثلاث مراحل متدرجة. أولا ـ بالوعظ. ثانيا ـ فإن لم ينفع فبهجرهن في المضاجع وعدم مواجهتهن. ثالثا ـ وإن لم يؤثر هذا الإجراء فبالضرب. بشرط أن يكون بدافع التأديب لا للتشفي والانتقام ، وأن لا يكون مُبرحاً مؤلما بصورة يبرز فيها الكسر أو الجرح أو تغيير لون الجلد ولا يجوز للزوج أن يعتدي على زوجته ويستعلى عليها ويستكبر عن معاشرتها بالمعروف ، خصوصاً إذا هي عاشرته بالمعروف ، فإن الله سبحانه وتعالى يبين في ختام الآية الكريمة علّوه على من استعلى ، وكبرياءه على من استكبر ( إن الله كان علياً كبيراً ) ( كما فسرت الآية والله أعلم ) فليحذر الظالمون ولينتبه الغافلون. وخلاصة القول هي أن « درجة القوامة » التي يُعد الرجل أحق بها ، هي في الواقع ليست « درجة تشريف » ولكنها درجة مسؤولية وتكليف.
منقول للفائدة
أن الرسول الكريم واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام) هم خير قدوة لنا رجالاً ونساءاً
ومن سار على دربهم ونهجم فاز برغيد العيش في الدنيا ونال رضوان الله عزوجل بالاخرة