شائت ارادة الباري عز وجل ان تكونولادة الحسين متبوعة بولادة العباس وتاليها ولادة السجاد على جدهم وعليهم افضلالصلاة والسلام فتشكلت بذلك منظومة الدهر الخالدة كربلاء ببطلها وسيد شهدائهاالامام الحسين عليه السلام وبحامل لوائها وحامي حماها العباس عليه السلام وبمخلدهاوصوتها الاعلامي المدوي على مر العصور الامام علي ابن الحسين السجاد عليهالسلام
وأبى هذا الشهر الا ينقضي الا بولادة نور انوار الهدى الامام المهدي عجلالله تعالى فرجه الشريف لتم الله نوره ولو كره الكافرون
الحسين عليه السلام
ولد الحسين عليهالسلام في الثالث من شعبان لستة اشهر (اي ان السيدة فاطمة الزهراء حملت به لمدة ستةاشهر ) ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم عليه السلام والحسين بن علي عليهماالسلام
وكان عليه السلام أول من سمي بهذا الأسم ، حكى أبو الحسين النسابة : كأنالله عز وجل حجب هذين الاسمين عن الخلق يعني حسنا وحسينا يسمي بهما ابنا فاطمةعليها السلام فانه لا يعرف أن أحدا من العرب تسمى بهما في قديم الأيام إلى عصرهمالا من ولد نزار ولا اليمن مع سعة أفخاذهما.
عن جابر قال النبي صلى الله عليهوآله : سمي الحسن حسنا لان بإحسان الله قامت السماوات والأرضون ، واشتق الحسين منالإحسان ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله تعالى والحسين تصغيرالحسن
العباس عليه السلام
ولد العباس عليه السلام في الرابع من شهر شعبان ، ابوه فارس بني هاشمالامام علي ابن ابي كالب عليه السلام وامه فاطمة العامرية وتعرف ب ( أم البنين ) وكان يكنى ( ابو الفضل – قمر بني هاشم – سبع القنطرة – بطل الشريعة – كافل زينب )
وهو من فقهاء اهل البيت وكفاه شهادة ابيه له بقوله : ان ولدي العباس زق العلمزقا.
ويقول الامام الصادق عليه السلام: كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلبالايمان له منزلة عند الله يغبطه بها جميع الشهداء .
وقد نال الشهادة بين يدياخيه وامامه الحسين عليه السلام في واقعة طف كربلاء
وما كان جهاد العباس في ذاكاليوم عن حميّة وعصبية أو مدفوعا ً بدافع الاخوة بل دفاعه عن الحق ولأن الحسين عليهالسلام كان مثال الايمان ورمز الحق ، علمنا العباس ذلك في رجزه يوم عاشورا إذ انشديقول :
والله ان قطـعتم يميني اني احامي ابداً عن ديني
وعن امام صادق اليقيننجل النبي الطاهر الامين
علي بن الحسينالسجاد عليه السلام
ولد الامام السجاد في الخامس منشهر شعبان
ولمّا سمع جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بخبر ولادتهاستبشر بذلك وسمّاه علياً .
القابه عليه السلام: زين العابدين، سيد الساجدين،سيد العابدين، الزكي، الأمين، السجاد، ذو الثفنات
اشتهر الإمام زين العابدينبكثرة دعائه و بكائه ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: ( لقد كان يسقط منهكل سنة سبع ثفنات ( وهو الجلد المتصلب ) من مواضع سجوده؛ لكثرة صلاته وكان يجمعهافلما مات دفنت معه )
وكان عليه السلام أول من نشر ما جرى من ظلم عليه وعلى ابيهالامام الحسين عليه السلام في كربلاء وفضح الامويين وعرف كذبهم وتظليلهم للعامةالذين قالوا بعدما سمعوا كلام الامام السجاد وعرفوا منزلته من النبي محمد صلى اللهعليه وآله ( ما كنا نعرف ان للنبي قرابة غير معاوية واولاده )
وعن شدة ورعهوتدينه وتقواه يقول طاووس اليماني وكان رجلا من أصحابه: رأيت رجلا يصلّي في المسجدالحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من صلاته فإذا هو زينالعابدين عليّ بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله تبكي وأنت ابن رسولالله فقال:
( أما أني ابن رسول الله فلا يأمنّني من عذاب الله وقد قالالله:
فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ / المؤمنون الآية 101
لقد خلقالله الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا وخلق النار لمن عصاه وأساء ولوكان سيّدا قرشيّا )
وله كتاب يسمى ( الصحيفة السجّاديّة ) وتبدو كتابا صغيرايتضمّن مجموعة من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى تعلّم الإنسان الخلق الكريمو الأدب الرفيع إضافة إلى المسائل الفلسفيّة والعلميّة و الرياضيّة وحتى السياسة
وللإمام أدعية خاصة بالأيام ولكل أسبوع دعاء وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتهارقة وعذوبة وتدل على أدب رفيع ونفس خاشعة لله سبحانه.
ولادة علي الاكبر ابن الامام الحسين (عليه السلام)11 شعبان عام 33للهجرة
اتفق المؤرخون على ان علي الاكبر ولد قبلالامام السجاد باربع او خمس سنين، وكان عمره يوم استشهد مع ابيه الحسين (ع) فيكربلاء سبعاً وعشرين سنة. واُمه هي ليلى بنت ابي مرة بن مسعود الثقفي وهي من بيتشرف ومنعة. وتلتقي ليلى مع المختار ابن ابي العبيد الثقفي في مسعودالثقفي.
وكان لعلي الاكبر منزلة رفيعة عند ابيه الامام الحسين (ع) الذي كانيقدمه على غيره من اصحابه واهل بيته الا ابي الفضل العباس. وذكر المؤرخون ان الامامالحسين حين اجتمع ليلة عاشوراء بابن سعد أمر من كان معه بالتنحي عنه الا اخوهالعباس وابنه علي الاكبر وكان مع ابن سعد غلامه وابنه حفص.
ودلت الشواهد علىان علي الاكبر كان اشبه الناس بجده رسول الله (ص) منها قول الامام الحسين في حقه: (اللهم اشهد انه برز اليهم اشبه الناس خُلُقاً وخَلقاً ومنطقاً برسولك وكنا اذااشتقنا الى نبيك نظرنا اليه)، فكان بذلك مرآة الجمال النبوي ومثال كماله الاسمىوانموذجاً من منطقه البليغ الرائع.
المهدي عليه السلام
هو أبو القاسممحمّد بن الحسن العسكري الحجّة، الخلف الصالح، ولد (عليه السلام) بسرّ من رأى ليلةالنصف من شعبان، آتاه الله الحكم صبيّا كما حدث ليحيى، حيث قال سبحانه: ( يا يَحيىخُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وآتَيناهُ الحُكمَ صَبيّا) سورة مريم / 12، وجعله إماماًوهو طفل، كما جعل المسيح نبيّاً وهو رضيع قال سبحانه عن لسانه وهو يخاطب قومه: ( إنّي عَبدُ اللهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبيّا) سورة مريم / 30.
اتّفقالمسلمون على ظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم، والجور، ونشر أعلامالعدل وإعلاء كلمة الحق، وإظهار الدين كلّه ولو كره المشركون، فهو بإذن الله ينجيالعالم من ذلّ العبودية لغير الله، ويلغي الأخلاق والعادات الذميمة، ويبطل القوانينالكافرة التي سنّتها الأهواء، ويقطع أواصر التعصّبات القومية والعنصرية، ويمحوأسباب العداء والبغضاء التي صارت سبباً لاختلاف الأُمّة وافتراق الكلمة، ويحقّقالله سبحانه بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله:
- ( وعَدَ اللهُ الَّذينَآمنُوا مِنكُم وَعمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأرضِ كما استَخلَفَالَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَليُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُموَلَيُبَدِّلَّنُهم مِن بَعدِ خَوفِهم أمناً يَعبُدُونَنِي لا يُشركُونَ بي شَيئاًوَمَن كَفَرَ بَعَد ذلِكَ فَأولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ) سورة النور / 55
وتشهدالأمّة بعد ظهوره (عليه السلام ) عصراً ذهبياً لا يبقى فيه على الأرض بيت إلاّودخلته كلمة الإسلام، ولا تبقى قرية إلاّ وينادى فيها بشهادة - لا إله ألاّ الله - بكرة وعشيا.