بسمه تعالى
في حديث لرسول الله توعد به من يطالب بحق ليس له و أي دعوى باطلة بمقعد في نار جهنم ..
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - 93 بَاب بَيَانِ حَالِ إِيمَانِ مَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ
61 وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ - ص 80 - فَلَيْسَ مِنَّا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ . انتهى
__________________
و قد شرح شراح الحديث و بينوا أن معنى (( من يدعي ما ليس له )) تشمل من ادعى أن له حق من الحقوق أو المال و ذكروها من جملة عدة أمور أخرى تشرح " الادعاء " و معناه ..!
تيسير العلام شرح عمدة الحكام- للبسام - الجزء 2 الصفحة 105
الحديث الخامس
عَنْ أبي ذرٍّ رَضيَ الله عَنْهُ: أنه سَمِعَ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيسَ مِنْ رجل ادعَى لِغَيرِ أبِيهِ -وهو يعلمه- إلا كَفَرَ، وَمن ادعى مَا لَيس لَهُ فَلَيْس مِنَّا، وليتبوأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ. وَمَنْ دَعَا رُجُلا بِالكُفْرِ، أو قال: يَا عَدو الله، وَليسَ كَذلِكَ، إلا حَارَ عَليه ".
كذا عند (مسلم) وللبخاري، نحوه.
الغريب:
وليتبوأ: أي فليتخذ له مباءة، وهي المنزل.
إلا حار عليه: بالحاء المهملة، أي رجع عليه، ومنه قوله تعالى {إنه ظن أن لن يحور} أي يرجع.
المعنى الإجمالي:
في هذا الحديث وعيد شديد وإنذار أكيد، لمن ارتكب عملا من هذه الثلاثة، فما بالك بمن عملها كلها؟.
أولها: أن يكون عالما أباه، مثبتا نسبه فينكره ويتجاهله، مدعيا النسب إلى غير أبيه، أو إلى غير قبيلته.
وثانيها: أن يدعي "وهو عالم" ما ليس له من نسب، أو مال، أو حق من الحقوق، أو عمل من الأعمال، أو يزعم صفة فيه يستغلها ويصرف بها وجوه الناس إليه.
يدَّعي علما من شَرْعٍ، أو طب، أو غيرهما، ليكسب من وراء دعواه، فيكون ضرره عظيما، وشره خطيرا.
أو يخاصم في أموال الناس عند الحكام، وهو كاذب فهذا عذابه عظيم، إذ تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم: وأمره أن يختار له مقرا في النار لأنه من أهلها، فكيف إذا أيد دعاويه الباطلة بالأيمان الكاذبة.
ثالثها: أن يرمِىَ بريئا بالكفر، أو اليهودية، أو النصرانية، أو بأنه من أعداء الله.
فمثل هذا يرجع عليه ما قال لأنه أحق بهذه الصفات القبيحة من المسلم الغافل، عن أعمال السوء وأقواله.
ما يستفاد من الحديث:
1- فيه دليل على تحريم الانتفاء من نسبه المعروف، والانتساب إلى غيره. سواء أكان ذلك من أبيه القريب، أم من أجداده، ليخرج من قبيلته إلى قبيلة أخرى. لما يترتب عليه من المفاسد العظيمة، من ضياع الأنساب، واختلاط المحارم بغيرهم، وتقطع الأرحام، وغير ذلك.
2- اشترط العلم، لأن تباعد القرون، وتسلسل الأجداد، قد يوقع في الخلل والجهل، والله لا يكلف نفساً إلا وُسْعَهَا، ولا يؤاخذ بالنسيان والخطأ.
3- قوله " ومن ادَّعى ما ليس له" يدخل فيه كل دعوى باطلة، من نسب، أو مال، أو علم، أو صنعة، أو غير ذلك.
فكل شيء يدَّعيه، وهو كاذب، فالنبي صلى الله عليه وسلم برئ منه، وهو من أهل النار، فليختر مقامه فيها.
كيف إذا أيد دعاويه الباطلة بالأيمان الكاذبة، ليأكل بها أموال الناس؟! فهذا ضرره عظيم وأمره كبير.
4- الوعيد الثالث فيمن أطلق الكفر، أو الفسق، أو نفى الإيمان، أو غير ذلك على غير مستحق، فهو أحق منه به، لأن هذا راجع عليه، فالجزاء من جنس العمل.
5- فيؤخذ منه التنبه على تحريم تكفير الناس بغير مسوغ شرعي، وكفر بواح ظاهر.
فإن التكفير والإخراج من الملة، أمر خطير، لا يقدم عليه إلا عن بصيرة، وتثبت، وعلم. انتهى المطلب
__________________________
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام
المؤلف : تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري ، المعروف بابن دقيق العيد - الجزء 1 الصفحة 419
وقوله عليه السلام: "من ادعى ما ليس له" يدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها ومنها: دعوى المال بغير حق وقد جعل الوعيد عليه بالنار لأنه لما قال: "فليتبوأ مقعده من النار" اقتضى ذلك تعيين دخوله النار لأن التخيير في الأوصاف فقط يشعر بثبوت الأصل. انتهى المطلب
________________________
و أقول :
فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و بضعة المصطفى الأمين طالبت بحقها بفدك و أموالها
فأخبرها أبو بكر أن لا حق لها و أن الأنبياء لا يورثون ما تركوه صدقة .. لكنها رفضت كلامه و عادت و طالبت بحقها عدة مرات هي و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي و سلامه عليهما استشهدت غاضبة على أبو بكر و منعته هو و عصابته من حضور جنازتها و الصلاة عليها ثم بعد ذلك عاد أمير المؤمنين علي عليه السلام بالمطالبة بحق الزهراء ..
و كذلك مطالبة الامام علي بحقه بالخلافة فامتنع عن بيعة أبو بكر ستة أشهر ..
- بالطبع الأحاديث الدالة على ما ذكرت موجودة في البخاري و مسلم و أصح الكتب و المسانيد المعتبرة عند مدرسة الصحابة -
على ضوء الحديث الأول بأن من يطالب بحق ليس له فهو ليس من رسول الله و لا من أمة الإسلام و توعده رسول الله بمقعد في نار جهنم .. و أمام اصرار الزهراء و الامام علي على حقيهما
هل يصبحون عندكم يا أهل السقيفة من أهل النار لأنهما طالبا بما ليس لهما و أصرا على مطالبتهما ..؟؟!
الزهراء هي بضعة رسول الله و ابنته و صحابية شاء القوم أم لم يشاؤوا ..
الامام علي صهر رسول الله و ابن عمه و صحابي و خليفة شاء القوم أم لم يشاؤوا ..
فإذا طبقتم عليهما حكم الحديث فأنتم تهدمون دينكم عن بكرة أبيه حيث أنكم تطعنون بأقطاب الكون فاطمة و الامام علي .. الصحابة عندكم و قرابة رسول الله ..
و إذا قلتم هم بريئين من هذا الحكم حاشاهم منه كما يقول بقية المسلمين فإذا يكونا على حق و مطالبتهما عادلة فأين حقهم المغصوب ..؟؟
إن قلتم أخطأ الامام علي و الزهراء قلنا حسناً لماذا أصرا على المطالبة .. ؟؟ من سيتنبى رأي تخطأتهما سيوقع نفسه في التهلكة حيث سيطعن بنزاهة الصحابة و أهل بيت رسول الله ..فتنبه !
و إن قلتم لم يخطؤوا قلنا لكم إذا الطرف الآخر هو المخطئ - أبو بكر و عمر - و بهذا أيضاً تطعنون بالصحابة المقدسين عندكم لأنهما أصرا على انكار حق الزهراء حتى بعد استشهادها و بعد هلاك أبو بكر أصر عمر على امضاء حكم الجاهلية و منع الامام علي من الحصول على حق الزهراء فنعود و نقول لكم أين حق الامام علي و الزهراء ؟؟
إن المستحق الحقيقي لأكبر مقعد في نار جهنم هو من سرق حق الزهراء و آذاها و ضربها و أحرق بيتها و أسقط جنينها و قتلها و من اغتصب الخلافة بعد أن " بخ بخ " في الغدير و طالب بحقه بخلافة باطلة و أعني أبو بكر و عمر لعنهما الله تعالى ..
و الحق كان مع بضعة المختار و مع ابن عمه حيدر الكرار .. فتبوأ أبو بكر و عمر مقعديهما في قعر نار جهنم .. و بنص من رسول الله ..=)
~ اشارة :
قال أهل سنة عمر و أبو بكر أن الزهراء لم تكن تعلم بحديث " لا نورث " لهذا طالبت بفدك مع أن الأنبياء يورثون العلم كما تنص الأحاديث عندكم و فاطمة الأجدر و الأولى بعلم رسول الله و كل ما يحدث به .. لكن لنتغاضى عن هذا حالياً .. قلتم لم تعلم بحديث لا نورث حسناً ألم تعلم أيضا بحديث من ادعى ما ليس له هو في نار جهنم ..؟؟!!
من سيقول هذا سيكون كما نقول بالعامي " زودها " ..!
و عين الأمر يطبق على الامام علي تقولون أنه شهد بحديث لا نورث و مع ذلك بقي يطالب بحق الزهراء حتى بعد استشهادها .. هل هو أيضا لم يسمع بحديث من ادعى ما ليس له ..؟؟!!
~ البحث للعاقل سليم القلب أما من لا عقل له و عنده صبة اسمنت مكان مخه و قلبه عليل فلا شغل لنا به ..
و الله الهادي
كربلائية حسينية