|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 12172
|
الإنتساب : Nov 2007
|
المشاركات : 794
|
بمعدل : 0.13 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
رجل للإنسانية.
بتاريخ : 20-03-2008 الساعة : 12:30 PM
رجاءا اقرؤها بتمعن وبطء
نفسي مثقلة بالظلام والحزن ,وقد سئمت من هذه العزلة الروحية الخانقة ,سئمت من الغوص في أعماق هذا السكون والاصغاء الى أنة الموت والعدم ,إن السكون إذا استمر طويلا يصبح ضجة صاخبة لاتحتملها الأذن .
دفعني الحنين الى العالم الخارجي الى الخروج من هذا الكوخ البائس بالرغم من هذا المطر الشديد والهواء العاصف ,جلست على حافة الباب أفرق نظراتي الكليلة المتعبة في هذا الشارع الطويل ,هو ذا رجل يقف عند قارعة الطريق يبسط نحو الناس يدا مفعمة بالجواهر اللامعة , ولكنهم كانوا يمشون من أمامه بسرعة يرمقونه بنظرات سريعة أولا يرونه أبدا .
أخذني فضولي اليه وقفت في محراب عينيه وتأملت فيها طويلا حتى كدت أغيب عن الوعي ,أذكر أنه كان يتعمم بعمامة بيضاء أعظم من الشمس شعاعا ,في عينيه الذابلتين سماحة ووقار لامثيل لهما عند أي شخص ,وبين رمشيه أفق بعيد يختصر سر الوجود .
كان في بالي كلام كثير كي أخبره به ولكني مذ نظرت في وجهه نسيت كل شيء .
اقتربت منه أكثر ومازال مطرقا ينظر الى الأرض ولسان حاله يقول (أفي الناس صائم رؤوف يفطر على نتاجي ,أفيهم من يسمعني ويأخذ كل ماعندي )
مددت يدي نحوه وأخذت جوهرة صغيرة وهمست له : لماذا لاتكلمني سيدي الجليل ... لماذا أنت متألم ؟
فأجاب بصوت جهوري حزين :...بني !..
إن ألم الخصب أشد بكثير من ألم الجفاف ...وأوجاع ميسور لايأخذ منه أشد هولا من قنوط فقير لايرزق .
بني ..
والله إنّ ينبوع ماء حيّ والظامئون يجتازونه ولايستقون ليتألم أكثر بألف مرة من بئر جاف تلقى في جوفه الحجارة ليل نهار .
وأنا لم أعرف كيف أرد عليه ولكني قلت له : إنك إنسان عظيم
أنت رجل للإنسانية .
غادرت ذلك المكان وأنا أفكر كيف سأرد له الجميل , وبقيت عيني ناظرة اليه الى أن غاب في الضباب ومازال في مخيلتي أثر لصورته تشبه كثيرا هذه الصورة
|
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الشيخ المهاجر ; 21-03-2008 الساعة 05:16 PM.
|
|
|
|
|