لايمككني التوقف عن الكتابة عند قراءة محاضر 20 جلسة استجواب لصدام حسين
من قبل المباحث الفيدرالية الأميركية جرت بين 7 فبراير و28 يونيو 2004،
حتى قرأتها كاملة،
وهي الوثائق التي باشرت صحيفة «الشرق الأوسط» نشرها اعتبارا من يوم أمس.
فحجم المعلومات عن سنوات حكم صدام،
وحربه مع إيران، واحتلاله للكويت،
وعلاقته بشعبه والعالم، وأيامه الأخيرة، كبيرة ومهمة، حتى لحظات إلقاء القبض عليه في المكان الذي سبق أن اختبأ فيه عام 1959 بعد مشاركته في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم.
وسيصدم قارئ تلك الوثائق من كيف حكم صدام العراق، بل ورؤيته للحكم. والتحقيقات لم تكن حديث رجل محبط، بل إن صدام تحدث وهو يعلم أن كلامه سيصل للعامة، إذ أنه سأل المحقق عن الأشخاص الذين سيطلعون على التحقيقات، ثم قال للمحقق «لا أمانع حتى لو نشرت للعامة».
فوثائق التحقيق تظهر كيف أن صدام كان حاكماً سطحياً، مغروراً، ومنفصلا عن واقعه وعن العالم الخارجي، إذ يقول إن حرصه على معرفة الثقافة الأميركية دفعه إلى مشاهدة قدر كبير من الأفلام الأميركية التي من خلالها كون انطباعه عن أميركا!
فهل يعقل أن يشكل حاكم معرفته وانطباعه، عن دولة، ناهيك من أنها قوة عظمى وتناصبه العداء، وتهدد حكمه وبلده، من خلال مشاهدة الأفلام السينمائية؟ كل ذلك يكشف أن صدام لم يكن يستمع إلا لنفسه فقط، فهو الزعيم الملهم، والمخطط الفذ، وهو الوطن والكرامة، ولذا فعندما سأله المحقق من قام بوضع خطة الهجوم على الخفجي السعودية، كان جوابه «أنا.. فخبرة 8 سنوات حرب مع إيران تجعلها أمرا سهلا»!
وحديثه عن الكويت أيضاً يكشف مدى غروره، فعندما سأله المحقق أنه سبق لنظام صدام القول إن الكويتيين قد استنجدوا بالعراق لتخليصهم من حكامهم، فكيف وصلت إلى بغداد استغاثة الكويتيين، قال صدام «لقد شعرنا بها».
وهذا ليس كل شيء بالطبع، بل إن صدام يقول إنه هو من يكتب خطبه بنفسه، وإن كان لا يحب أن يقرأها، ويفضل أن تقرأ عليه من قبل آخرين، مثل مذيعي وسائل الإعلام، وهذه قمة النرجسية.
وبالطبع فإن التحقيق يكشف عن معلومات تستحق المزيد من القراءة والدراسة، لاستخلاص العبر عن كيف تسنى لرجل مغرور وسطحي، مثل صدام، حكم العراق لمدة ثلاثين عاما، خصوصا أنه يقول في التحقيقات إنه ليس سياسياً، ويكره السياسة. وهذا صحيح، فلو كان صدام سياسياً، أو يمتلك أدنى درجات الوعي السياسي، لما ارتكب حماقة ادعاء امتلاك السلاح النووي، وتوريط بلاده ونظامه، فقط من أجل ترهيب الإيرانيين وردعهم، بحسب ما قاله صدام للمحقق الأميركي.
ملفات التحقيق مع صدام، وإن كانت تكشف أموراً كثيرة، إلا أنها تقول إن الرجل رأى نفسه أهم من العراق والعراقيين، وأضاع بلدا كاملا بغروره ونرجسيته، وإن العراق لم يكن ضحية صدام وحده، بل ضحية كل من صفق لصدام، وزين له أخطاءه
اما صدام فليس الاول و لا الاخير ضمن سلسلة الطغاة الذين صنعتهم هذه الامة التي لا تجيد الا صنع الطغاة
ما دامت المواد الاولية متوفرة فيها و التي هي التصفيق لكل مجرم لفظه اهله
نعم اخي النجفي الكريم ان ما سمعناهه من صدام في ما نقلته التلفزه في اظهار حقائق كانت غير معروفه لدا عامة الناس
عندما يرون هذه السخرية في واقع العراق التي حكم بها هذا الطاغوت في ابشع صورة الجهل والحماقة وهم لايزالوا يتبجحون به ويقيمون له وزنا لحقدهم لشيعة امير المؤمنين
شكرا لكم
ماذا نتوقع ممن لم يكن يعرف طريقا للانضباط الأخلاقي والمهني فصعد السلم الحكومي مرة واحدة بدون تدرج؟
شخص كهذا سيحكم بكل تأكيد وهو محمل بكل تلك العقد والأمراض النفسية والأحقاد
ولكن كان لا بد له من نهاية وقد مضت نهايته ولله الحمد
الشكر موصول لك أخي مرتضى العاملي
تحيه طيبه الى الاخ تشرين ربيعة المبدع
في صرخه الوطن المجروح لوجود الطغاة
اي املا يرتجى من الفساق الحفاة
بؤس ودمار وممات
والجوع بات سمه في
العيون الباكيات
اي سلام يرتجى من القساه
شكرا لتعليقكم المصيب عين الحقيقة
وللاسف الشديد بعض من جهال عراقنا الحبيب
يميلون في قلوبهم له واكيد هذا سبب الحرام الذي اكلة من الطغاة