قبل أن تبلغ الثانية من عُمرها أُصيبت بِ مرضٍ أفقدها السَّمع وَ البصر ؛ وَ بالتَّالي عجزت
عن الكلام لانعدام السَّمع
فَ وضعها والدها في معهد للعميان وَ طلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى مُعلِّمة لها
فَ أرشدها إلى " آن سوليفان " التي فقدت بصرها في أوَّل عمرها ، وَ عاد إليها جُزئِّياً فيما بعد !
عندما بلغت هيلين السَّادسة من عمرها بدأت سوليفان تُعلِّمها الحروف الأبجديَّة لِ كتابتها
على كفِّها بِ أصابعها ، وَ استعملت كذلك قطعاً من الكرتون عليها أحرف نافرة كانت تلمسها
بِ يديها ، وَ تدريجيَّاً بدأت تُؤلِّف الكلمات وَ الجُمل بِ نفسها
كما علَّمتها الكلام بِ وضع يديها على فمها أثناء حديثها لِ تحسّ بِ طريقة تأليف الكلمات
بِ اللِّسان وَ الشَّفتين . . وَ انقضت فترة طويلة قبل أن يُصبح بِ استطاعة أحد فهم الأصوات
التي تُصدرها هيلين !
وَ لقد أتقنت الكتابة فَ كان خطّها جميلاً مُرتَّباً
وَ التحقت بِ معهد ( كامبردج ) للفتيات ؛ وَ كانت مُعلِّمتها تُرافقها لِ تنقل لها المُحاضرات
وَ تخرَّجت حاصلة على بكالوريوس علوم !
ذاعت شُهرتها فَ انهالت عليها الطَّلبات لإلقاء مُحاضرات وَ كتابة المقالات في الصُّحف
وَ المجلاَّت . . كما شاركت في التَّعليم وَ كتابة الكُتب وَ مُحاولة مُساعدة المكفوفين قدر الإمكان
كانت في أوقات فراغها تخيط وَ تُطرّز وَ تقرأ كثيراً ، كما تعلَّمت السِّباحة وَ الغوص وَ قيادة المركبة
ذات الحصانين ||
ثُمَّ قفزت قفزة هائلة بِ حُصولها على شهادة الدُّكتوراه في العلوم وَ الدُّكتوراه في الفلسفة !
قامت بِ جولات مُتكرِّرة في مُختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لِ صالح المُعاقين
للحديث عنهم وَ جمع الأموال اللازمة لِ مُساعدتهم
ألَّفت هيلين كتابين ، وَ راحت الدَّرجات الفخريَّة وَ الأوسمة تتدفَّق عليها
وَ انتُخِبت من أهم عشر سيِّدات في العالم
وَ هي التي قالت : ( لا تحني رأسك لِ مشاكلك وَ لكن أبقها عالية ، وَ حينها سَ ترى
العالم مُستقيماً أمامك ) . . !
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
سلمت الانامل التي خطت لنا هذا اجمال واتحفتنا بجمال هذا الطرح
مميزة دائما غاليتي في انتقاءاتك
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني ارق التحايا