اللهم صل على محمد وآل محمد الذين لا تصح الصلاة الواجبة إلا بذكرهم
وتبطل بإضافة غيرهم لهم.. اللهم صل عليهم وعجل فرجهم والعن أعداءهم
السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
قال الإمام علي ـ ع -
لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذاعلى أن يبغضني
ما أبغضني ولو صببت الدنيابجمانها على المنافق على
أن يحبني ما أحبني وذلك أنه قضيفانقضى على لسان
النبي الأمي ـ ص ـ أنه قال :
يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبكمنافق
يوم الغدير 18 من ذي الحجة الحرام يوم الاعلان الالهي لولاية وخلافة علي بن ابي طالب عليه السلام للرسول (ص) بين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذه الخطبة اهمية توحيد الله عز وجل وعبادته، كما بين صفاته الثبوتية من العلم والقدرة والارادة.. وعدد من صفاته سبحانه واسماءه الحسنى( واكثرها مبينة في القران الكريم وفي احاديثه الشريفة، واحاديث اهل بيت العصمة عليهم السلام، كما بين صلى الله عليه واله وسلم صفاته تعالى لتي ترغب العباد في جنته وتحذرهم من عقابه.
كما اشار الرسول الى امر الله بالتبليغ: بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس
ان الاية الكريمة نزلت في اخر حجة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي اعلن فيها ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام وتنصبه خليفة واماما للمسلمين بعده.
لقد حمل علي(ع) من الخصال والصفات ما لم تتهيأ لافذاذ الرجال ولو طالعنا الدعوة الاسلامية من اولها وحتى وفاة الرسول(ص) نجد انه لم يكن لاحد من الصحابة على جلالتهم ما لعلي من الفضل والسبق الى الفضائل فهو اول من اسلم وهو اول من صلى وهو اول مجيب لله ولرسوله في الحرب والسلم واحب الخلق الى الله ورسوله واحبهما اليه أطل علي(ع) على هذه الدنيا من الكعبة المشرفة وشع نوره منها فكرم الله وجهه عن عبادة الاصنام فلم يعبد صنماً قط وعندما بدأت الدعوة الاسلامية كان علي(ع) اول مجيب لها وقد ذكرنا حديث النبي(ص) فيه يوم الدار عندما لم يستجب لرسوله الله(ص) احد من اهله وعشيرته سوى علي(ع) وكان(ع) مع النبي(ص) يلازمه ملازمة الفصيل لامه كما عبر هو (ع) عن ذلك وعندما هاجر الرسول(ص) وقاه علي(ع) بنفسه عندما بات على فراشه(ص) فنزلت فيه(ع) هذه الآية المباركة
(ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاه الله)
وكان(ع) بطل المسلمين في معاركهم كلها وبدون منازع ففي بدر كان عدد قتلى المشركين سبعين رجلاً قتلى علي(ع) وحده نصفهم وقتل النصف الأخر باقي المسلمين وفي احد كانت الدماء على كتفيه كاكباد الابل وسيفه في يده كالصاعقة لا يدنو منه فارس الا مزقه ولا كتيبه الا فرقها وقد نص اكثر المؤرخين على انه لم يثبت مع النبي(ص) في احرج ساعات المحنة سوى علي ونفر قليل من المهاجرين والانصار. وفي الاحزاب لم يجرؤ احد من المسلمين على منازلة عمرو بن عبد ود سوى علي(ع) وكفى الله المسلمين القتال به(ع). وفي خيبر كان رسول الله(ص) يولي في كل يوم رجلاً من المسلمين قيادة المعركة فيرجع خائباً يجبن اصحابه ويجبنونه حتى صاح رسول الله(ص) باعلى صوته
(والله لاعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
فأعطاها لعلي(ع) فرجع(ع) مؤزراً بالنصر بعد ان قتل فارس اليهود مرحب وفي حنين اتجهت هوازن وثقيف واحلا فهما من مشركي العرب لقتال رسول الله(ص) ويصف القرآن الكريم هذه المعركة حيث يقول عز وجل
(ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) والمؤمنون هنا هم علي ومن ثبت معه من بني هاشم حيث لم يثبت مع رسول الله في ذلك اليوم سوى تسعة اشخاص من بني هاشم بعد ان قتل أيمن بن أم أيمن الذي ثبت معهم وكان علي(ع) على راس من ثبت وقد قتل في ذلك اليوم أربعين رجلاً كان علي(ع) هو الاسلام بروحه ومعناه لانه تربى في البيت الذي خرج منه الاسلام الى الناس.
وقد كان رسول الله(ص) يوليه من الاهتمام مبلغاً عظيماً وينوه في احاديثه الشريفه على انه خليفته من بعده حتى اكملها بحديثه يوم الغدير.
وعندما انستعرض لتاريخ الاسلامي نجد انه لا توجد حادثة اسلامية بلغت في تواترها مبلغا كما بلغته هذه حادثة الغدير المباركة حيث شغلت مساحة واسعة من التاريخ الاسلامي وحظيت باهتمام بالغ من علماء الاسلام من كافة المذاهب ورغم ان بعض الكتاب والمؤرخين ولدوافع سياسية وتعصبية قد حاولوا ان يحوطوا الحادثة بسحب التعتيم وان يحرفوها عن حقيقتها بتأويلهم المنحرفة الا ان الله سبحانه وتعالى أبى الا ان يخلد هذه الحادثة اذ ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكتابه العزيز فلا يسع الخائض في الدراسات القرآنية واسباب النزول الا ان يشير اليها.
إن إحدى عوامل عدم إيمان الكفّار بالإسلام هي أنهم يظنون أن الحكّام الظالمين هم الذين يجسّدون الإسلام، في حين أن الإسلام الحقيقي الذي دخل فيه الناس أفواجاً هو إسلام رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما.
هذا مولى المتقين الإمام عليّ صلوات الله عليه يقول حول طريقة مأكله وملبسه: إن الله تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. فلم يُنقل أن أحداً مات من الجوع في فترة حكومة الإمام صلوات الله عليه، بل إن الإمام صلوات الله عليه عندما رأى شيخاً مكفوفاً كبيراً يسأل قال: ما هذا؟ فقالوا له: يا أمير المؤمنين نصراني. فقال صلوات الله عليه: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال.
أما عن باقي الحكّام فقد ذكر التاريخ أنه وبسبب الجوع مات الكثير من الناس.
إن هذا اليوم المبارك هو خير مثال لتجسد الروح الإيمانية في قلوب المؤمنين، وابتعادها عن قلوب آخرين ملؤها الحقد والضغينة على من هو أفضل إنسان، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الأرض، فمنهم من هنئه بإمرة المؤمنين بكل جوارحه وامتثال لأمر الله ورسوله وحبً في أمير المؤمني
[يا علي لا يحبك إلا مؤمنولا يبغضك إلا منافق ))
واعتبروه المكمل لمسيرة الأنبياء، من خلال أوصيائهم عليهم الصلاة والسلام، إما الطرف الأخر فقد قام مجبرا خوفا من الفضيحة، لتهنئة أميرالمؤمنين وبخخوا له وهنئوه بلسانهم، ولكن قلوبهم ملئ بنار الحقد والضغينة والنقص،ولكثرة هذه النار لم تقر في صدورهم فتلتلجت حتى خرجت لتحرق المسلمين بجهلها، بعدرسول الله صلى الله عليه وآله.
إن هذا اليوم المبارك وهذا العيد الأغر لهو يوم مبارك يتقرب فيه العبد لربه بالطاعات وعمل الخيرات ويشكره على هذه النعمة التي من الله بها عليه ان أكمل له الدين وأتم له النعمة، فيجب على المؤمن والحال كذلك ان يعيش تجليات هذا اليوم المبارك، وهذا العيد عيد الأعياد وعيد الولاية بكل إبعاده ويستغرق في شكر النعم التي انعم الله بها عليه، فلولا هذا اليوم المبارك لما عرف المرء طريقه في ظلمات التيه والجاهلية الجهلاء، وخير ما يتقرب به العبد لربه في هذا اليوم المبارك هو الصوم ((من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً )) فقد ورد استحباب صوم يوم عيد الغدير المبارك في الثامن عشرة من ذي الحجة رغم تشكيك المشككين في صوم هذا اليوم المبارك ولكن الشمس لا تحجبها الغيوم، فعيد الغدير ليس عيداً للشيعة فقط بل للشيعة والسنة معاً بل هو عيد للمسلمين جميعاً، فالرسول الأعظم صلى الله عليه آله وسلم نبي ورسول للبشرية جمعاء وليس لجنس ونوع واحد من البشر، ولابد ان يكون وصيه وحامل رسالته وصي ً وإمام للناس جميعا، وأمير للمؤمنين ذلك اللقب الخاص بعلي ابن أبي طالب فقط لا يتسمى احد بعده بأمير.
عمّ يتساءلون .. عن النبأ العظيم .. الذي هم فيه مختلفون
اخوكم شهيدالله
التعديل الأخير تم بواسطة شهيدالله ; 05-12-2009 الساعة 06:54 PM.