|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 23073
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 23
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
قصة توبة شيعي
بتاريخ : 03-10-2008 الساعة : 09:01 AM
رحلتي عبر دهاليز الشيعة المظلمة الى نور مذهب اهل السنة والجماعة
اخوتي واخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت ان اسطر لكم رحلتي من مذهب ابائي واجدادي ,مذهب الشيعة, الى مذهب اهل السنة والجماعة ...وقد كتبت الجزء الاول من الموضوع والحمد لله ... واحببت ان تشاركوني في قراءة اسطر حياتي وتجاربي مع الشيعة..قد يحوي الموضوع على بعض التفاصيل التي لا يرى فيها احدكم المولود من ام واب من اهل السنة قد لا ترون فيها فائدة من ذكرها... ولكني اقول لكم ارجوكم اتركوا احشائي تتكلم وافسحوا المجال لذاكرتي ان تسترجع تلك الايام والليالي التي عشتها مسبلا يدي في الصلاة ماسحا على رجلي في الوضوء وساجدا على التربة الحسينية ...اتركوني اروي لكم قصتي ...اخوتي واخواتي الكرام...
رايت النور .......
ولدت في عائلة شيعية ميسورة الحال في عاصمة الرشيد بغداد... لو اطلعت على اسمي واسم ابي واسم جدي فلا تترد لحظة واحدة في الحكم علي شيعيتي...كلها اسماء شيعية ومنها ومع الاسف اسماء شركيه تنسب فيها العبودية لغير الله وهذه ظاهرة طبيعية عند الشيعة كأن يسمون باسماء امثال عبد الحسين وعبد الحسن وعبد الزهرة.... فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.... ترعرعت في بيئة شيعية تعتبر التشيع وساما على الصدر بغض النظر عن كون الشيعي ملتزم بمذهبه ام لا... المهم ان يقول انا شيعي.... وعلى هذا الاساس كنت فخورا بكوني شيعي رغم عدم التزامي بعد ان بلغت سن الحلم...المهم ان اسم عائلتي كان من العوائل الشيعية العريقة والمحترمة في بغداد...وهذا يكفيني فخرا.. هكذا كان يوسوس الشيطان لي... المنطقة التي كنت اسكن فيها تعتبر من ارقى احياء بغداد وكان غالبية اهلها من اهل السنة وكان فيها مسجد كبير بناه اهل المنطقة من تبرعاتهم الخاصة حيث كان غالبيتهم ميسوري الحال....ولم يكن بفضل الله اية حسينية للشيعة في منطقتنا...لم اكن اهتم بوجود المسجد اصلا وكان الاذان يرتفع وكاني لا اسمعه..كل ما كان يهمني هو الحفاظ على شيعيتي والظهور بمظهر الفخور بها...حتي كنت احفر على مقعد الدراسة الخشبي في المدرسة لقب عائلتنا الشيعية وكان المدرس وهو سني يغضب كثيرا من ذلك الفعل ..كنت لا اصاحب الا الشيعة سواء في منطقتنا ام في المدرسة..
عاشوراء الاسود.......
كان والدي ,رغم كونه من حملة الشهادات العليا ,يصر على اخذنا تقريبا كل سنة الى الكاظمية..والكاظمية هي منطقة في مدينة بغداد فيها قبر امام الشيعة السابع موسى الكاظم والتاسع محمد الجواد... ياخذنا لنحضر مراسيم عاشوراء حيث يجتمع الالاف من شيعة بغداد يشاهدون ما يسمى عند الشيعة بالتشابيه , وكلمة التشابية جاءت من تشبية او تمثيل معركة كربلاء امام الناس...... الحاضرون كلهم يلبسون السواد ويعيبون على اي شيعي يلبس غير السواد .....في ارض مفتوحة تنصب خيم معسكر الحسين وعلى مقربة يتجمع جيش (يزيد ) كما يقولون يرتدي جنوده اللباس الاحمر الغامق ..اما جيش الحسين فيرتدون اللباس الاخضر ويؤتى ببنات واولاد صغار على انهم عائلة وابناء واقرباء الحسين ...ثم ياتون بحصان ابيض جميل على انه حصان الحسين ...كل هذه الاجواء تمثل تحت اصوات مرتفعة من مكبرات الصوت حيث يقرأ القارى القصة كما هي في كتب الشيعة ويروي شجاعات خيالية لمقاتلي جيش الحسين ولعن وسب وشتم لجيش يزيد ... وبينما الناس يستمعون لهذا الصوت الحزين ..صوت القارى يمثل المشاركين المعركة امام الحاضرين...ياتي جمع من جيش (يزيد ) فيقوم باحراق الخيام ويقوم الاطفال بالهرب من داخلها صارخين... وعندما تصل المعركة الى قتل الحسين يتعالى الصراخ المخيف ..والله ذلك الصراخ والاجواء كانت تبقى في بالي فترة طويلة بعد عاشوراء وكانها فلم رعب يعاد امامي كل مرة....وعندما يمر الشمر الذي قتل الحسين يبدا الحاضرون بضربه بكافة الاسلحة المتوفرة من احذية ونعال وحجر وما احتوت عليه ايادي الحاضرين وفي الكثير من الاحيان يصاب الشمر بجروح في راسه وجسمه.......ثم ياتي حشد من الرجال يضربون ظهورهم بسلاسل معدنية حتى تدمى تلك الظهور ... وعدد السلاسل وكثرتها تدل على عظم الاجر الذي يحصل علية المشارك في ضرب السلاسل... وفوج اخر يضرب بايديهم على صدورهم حتى تحمر الصدور .. ثم تاتي المصيبة وهي التطبير ..والوالد كان لا يسمح لنا بمشاهدة التطبير والدماء عندما كنا صغار السن لبشاعة المنظر .... سبحان الله وهل ينبغي ان يوجد في الاسلام شيئا بشعا لهذه الدرجة ..عبارة كانت تتردد في بالي عندما كبرت بعض الشي.... وعندما نعود الى البيت ارى النساء وقد احمرت عيونهن من البكاء ..الكل حزين الكل يبكي على رجل قتل قبل ما يقارب من قرن ونصف ...... الويل كل الويل لمن يتجرا بقول نكتة او يضحك بصوت مرتفع في تلك الايام ...في بعض الاعوام كنا نذهب الى مدينة كربلاء حيث كان للعائلة دار مخصص لزوار الحسين من افراد العائلة ونبقى هناك يومين او ثلاثة وبعد انتهاء مناسبة عاشوراء كنا نعود الى بغداد....لا اخفي عليكم كانت تلك الفترة, فترة عاشوراء ,من اصعب الفترات خلال السنة حيث كنت اتمنى ان لا تاتي ابدا نظرا لكرهي لها فقد طبعت في منذ صغري ان مذهب الشيعة كله عبارة عن بكاء ولطم وصياح ودماء... صورة طبعت في مخيلتي منذ نعومة اضافري....
وبدأت الصلاة
كنت في المرحلة المتوسطة وكان هناك مسجد لاهل السنة مقابل للمدرسة بحيث كنا نسمع آذان الظهر... كان مدرس الرياضيات مسلم سني ملتزم بدينه..وكان من عادته التوقف عن الدراسة اذا ارتفع الآذان ويقف أمامنا وهو يتمتم بكلمات لم اكن ادري إنها كانت الترديد بعد الآذان... وبعد الانتهاء من الآذان كان يعود مرة ثانية الى التدريس... و أثناء الآذان كان يخيم على الصف سكون جميل ومخيف في نفس الوقت .... خوفا من الحركة او البوح بكلمة أثناء الآذان.... توالت الأيام والمدرس يفعل ذلك وبدأت أنا بدل الصمت والخوف من المدرس استمع الى الآذان فدخل في قلبي صوت المؤذن وكلمات الاذان... رجعت الى البيت يوما بعد المدرسة و أخبرت والدتي أنى سوف ابدأ بالصلاة .... فرحت والدتي و أحضرت لي سجادة وتربة كربلائية وما أكثرها في بيتنا... والتربة هي عبارة عن قطعة طينية متصلبة تصنع من تراب كربلاء يشترط وضعها تحت الجبهة عند السجود.... بالطبع لم أفكر لحظة واحدة بأي طريقة سوف أتوضأ أو اصلي ...فلسان حالي هو انا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم لمهتدون ..... بدأت بالذهاب مع الشباب الشيعة في منطقتنا الى الكاظمية كل جمعة لكي نصلي الظهر والعصر في مسجد يتواجد فيه مندوب الصدر مرجع الشيعة الأكبر في العراق الذي كان يقيم في مدينة النجف..وكان المندوب اسمه حسين الصدر ..ومن كثرة تردننا تكونت علاقة قوية بيننا نحن الشباب وبين حسين الصدر... فكنا نجلس بعد صلاة الظهر والعصر الى صلاة المغرب نسأله وهو يجيب على أسئلتنا.... ومن الأسئلة التي طرحتها عليه هو سبب عدم أدائنا لصلاة الجمعة...وسبب السجود على التربة...ثم كنت حريصا جدا على حضور محاضرات الوائلي في شهر رمضان لانه كان متكلم جيد وبقدر ما كنت احبه واحب دروسه حينها بنفس القدر ابغضه وابغض كلامه اليوم لسبه للصحابة الكرام .... عرفت أن هناك عالما شيعيا يؤدي صلاة الجمعة في المسجد الملاصق لقبر موسى الكاظم ... واسم هذا العالم هو الخالصي فبدأت بالذهاب الى صلاة الجمعة وكان هذا هو اول تمرد مني على مرجعية الصدر فكان هو لا يرى وجوب صلاة الجمعة رغم وضوح الآية القرآنية فيها....لحد تلك اللحظة كنت اسمع و أقرا حجج وردود الشيعة على آهل السنة من كتب الشيعة ومن لسان علمائهم ولم اكن قد تكلمت مع رجل سني حول تلك الأمور قط...
الشيعة والحكومة
الوضع السياسي كان متوترا جدا بين الحكومة العراقية والشيعة في العراق بسبب الثورة الإيرانية وقتها... مسكت الحكومة المرجع الكبير الصدر ودعى الخميني يومها الى الخروج بمظاهرة ضد الحكومة لمطالبتها للإفراج عنه ويكون مكان تجمع المظاهرة عند قبر موسى الكاظم في الكاظمية ...فقررنا نحن الشيعة في المنطقة وبتنسيق مع باقي الشيعة في بغداد من حضور المظاهرة ... وصلنا الى الكاظمية وكان الوقت عصرا وقد جهزت الحكومة السيارات التي تحمل الرشاشات والمئات من رجال الامن وعند تجمعنا في المكان المحدد هجم رجال الآمن علينا وكان من فضل الله اني كنت أتواجد بعيدا قليلا عن مركز التجمع ... فاستطعت الهرب والرجوع الى البيت ... وامسكوا حينها الكثير ممن اعرفهم ولم اسمع عنهم شيئا... ولا زلت أتذكر تلك الحادثة واقول مع نفسي لو قدر الله لي ان مشيت أمتارا أخرى إلى الأمام لكنت ضمن من مسكوا في تلك الليلة ولو مسكت حينها فقد أكون قد مت على شيعيتي في داخل السجون فسوف لن تتوفر لي الفرصة من الالتقاء باخوتي من اهل السنة والجماعة بل العكس قد يزداد تعصبي للشيعة بسبب انهم سجنوني لكوني شيعي معارض لهم... فكثيرا ما احمد الله على تلك الامتار القليلة التي انجتني من ظلمات السجون والشيعة.... بعد أسابيع قليلة أفرجت الحكومة عن الصدر فقرر الشيعة ارسال وفود من كل المدن الشيعية للتهنئة الصدر على الخروج من المعتقل و إظهار التضامن معه ... وكنت انا مع الوفد الذي خرج من بغداد ...ركبنا السيارة الى النجف ووقفنا في صف طويل الى ان دخلنا الى بيته وسلمنا عليه ثم قمنا بزيارة قبر علي رضي الله عنه على الطريقة الشيعية ثم صلينا الظهر والعصر خلف الخوئي وهو ايظا من المراجع الشيعية المعروفة في العراق وعدنا ليلا الى بغداد وكأننا أنجزنا عملا جبارا...واستمر الحال هكذا بين كر وفر مع الحكومة ...
مسجد لاهل السنة
كان هناك مسجد كبير لاهل السنة في منطقتنا .... فقررت الذهاب والصلاة فيه .... واذكر اول مرة عندما دخلت المسجد رافقني شعور خليط بين الغربة والتوجس والتحدي ....وكأني دخلت الى ساحة قتال التفت يمينا وشمالا .... ذهبت الى مكان الوضوء فمسحت على رجلي وسط تحديق من كان في مكان الوضوء من اهل السنة.... والمسجد كان يرتاده خليط من الاعمار .... كبير وشاب وصغير .... أذن المؤذن فدخلت الى المصلى .... وأخذت مكاني في الصف الاول ووضعت التربة امامي .... فانحنى تقريبا كل من في الصف الاول لمشاهدة من الذي قام بذلك الفعل .... وانا واقف في مكاني انظر الى الجميع نظرات خليطها من التحدي ولسان حالي يقول .... مالكم تنظرون الي .... كبر الامام فتكتف الجميع الا يداي اسبلتهما ووضعتها على فخذاي .... أمن الجميع بعد الفاتحة الا انا ضللت صامتا ... وقلت مع نفسي فسدت صلاتهم لقولهم امين .... ركعوا فركعت وسجدوا فسجدت على تربتي الطينية .... وكان الوقت صيفا وقد تصبب العرق من وجنتي كنتيجة لتوتري وحرارة الجو .... فالتصقت التربة في جبهتي وارتفعت مع راسي .... لا حول ولا قوة الا بالله هل هذا وقتك ياتربة .... اخذتها بيدي وارجعتها الى مكانها امنة مطمئنة .... ومسحت عن جبيني العرق .... سلموا فرفعت يدي ثلاثا وضربتها على فخذاي .... وكما بدأت الصلاة انتهت بتحديق الجميع علي وعلى تربتي وحركة يداي الغريبة بعد التسليم .... تقدم احدهم الي وعرفني بنفسه ...اسمي خالد الكبيسي ... اهلا وسهلا بك ..... قلتها وفي داخلي شك كبير تجاهه وتوجس غريب ضده ... كان هادئ الطباع ..دمث الاخلاق ... جميل الكلام ... جلسنا بين صلاة المغرب والعشاء تبادلنا الحديث وتعارفنا على بعض .... لم اصلي العشاء مباشرة بعد المغرب كعادتي بل شدني الحديث مع خالد حتى حانت صلاة العشاء .... رفع اذان العشاء فقمت وصليت معهم وكانت هذه اول مرة اصلي العشاء بدون جمعها مع المغرب ...
احببته واحبني
بدات اواضب على الصلوات في المسجد بل لم اترك صلاة الا وصليتها في ذلك المسجد ... بمرور الايام لبست ثوب الشجاعة واعتادت نفسي واطمئنت روحي للصلاة في ذلك المسجد....احببته واحبني .... فدخل قلبي ذلك المسجد .... احببت منارته ....واحب فضولي .... احببت جدرانه .... واحب كثرة مجيئ اليه .... احببت جدرانه الصخرية .... واحب في روح الشباب والحركة والحيوية التي كانت تتدفق من حركاتي ونشاطي .... احببت انواره اثناء الليل .... واحب لباسي الابيض الذي اعتدت لبسه عند ذهابي للصلاة .... احببته واحبني ... كان حبا بين رجل شيعي ومسجد لاهل السنة .... حب من نوع اخر لم يسطر في كتاب.. احب ذلك المسجد الى يومي هذا ... لن انساه ما حييت ولن اخون حبي له طوال عمري ... مسجدي الحبيب لن انساك...
خلاف الصحابة
بدات النقاشات الحارة مع خالد لتمتد نار الحرب ليشترك بها الشباب من اهل السنة في مسجدي الحبيب ... اول جبهة للحرب فتحناها كان النقاش حول صحابة رسول الله والخلافة بعده ... اعجبني قول اخي الحبيب خالد اذ قال يوما .... ان موقف اهل السنة والجماعة من الصحابة كموقف المسلمين من الاديان الاخرى .... نحب جميع الانبياء ونصلي عليهم جميعا ... وكذلك نفعل نحن نحب صحابة رسول الله ونترضى عنهم ...فاهل السنة دائما هم يقفون على الشاطئ الامن .... وعند نقاشنا في الخلاف الذي دب بين الصحابة وبين علي ومعاوية رضي الله عنهما ذكر لي احد الاخوة قول الله عز وجل ( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلن عما كانوا يفعلون) .... ثم اضاف احدهم ان الله لن يسالنا عن الخلاف الذي وقع بين الصحابة ...بل سنسال عن انفسنا اولا ثم عن اهلينا .... كنت ارد عليهم حينها واجادلهم مستعينا بكتبي وسؤالي لاصحابي من الشيعة ...ولكني كنت افكر ملياً بما يقولون عند رجوعي الى بيتي ..وخاصة في وقت خلوتي اثناء محاولة نومي .... كنت ارتاح لكلامهم ولكن العناد كان يجرني الى شيعيتي .... وبعد نقاش طويل قررت ان الا اتفوه على صحابة رسول الله بسوء وان فكانت هذه اول خطوة نحو طريق الحق ... وكانت هذه اول ارض اخسرها في معركتي تلك ...
والوضوء وغسل الرجلين
كنت ولا زلت امسح على الرجلين والغريب انه وفي الكثير من حسينيات العراق هناك قطعة في مكان الوضوء تقول (اغسل رجليك بعد الوضوء) وذلك بسبب حرارة الجو والرائحة الكريهة التي تنبعث من الارجل ... سبحان الله وهل الشيعة احرص على المصلين وانوفهم من رب العالمين الذي شرع غسل الرجلين في الوضوء .... استمر النقاش حول الوضوء وفتحنا كتب التفسير ومضينا اياما وليالي حتى اقتنعت بصحة غسل الرجلين ... فكانت هذه اول خطوة عملية في تحولي من الشيعة الى السنة ... وبدات اغسل رجلي ... ولكني اضع تربة تحت جبهتي واسبل يداي في الصلاة ...
والسجود على التربة
ثم دخلنا في النقاش حول التربة والسجود عليها .... وكنت حينها اسال مندوب الصدر في بغداد .... فذهبت في يوم الجمعة وجلسنا مع السيد حسين الصدر في الكاظمية في بغداد ... وسالته عن وضع التربة .... واذكر اني قد سالته انه لو كان وضع التربة من باب انه لا يجوز السجود على ما يؤكل و يلبس فلماذا لا نضع ثمانية ترب تحت كل عضو من اعضاء السجود .... فلم اسمع منه اجابة شافية ومقنعة .... فدخل الشك في قلبي حول هذه المسالة ...ثم تبعته بسؤال اخر اذ قلت له لو اتيت بسجادة واخذتها وغسلتها ونشرتها تحت الشمس فهل تكون تلك السجادة نجسة ام طاهرة ..فقال طاهرة طبعا ...فقلت له ولم لا يصح السجود عليها اذن ... مرة اخرى لم تطرق اسماعي اجابة مقنعة منه .... رغم احترامي له لم ياتي بادلة مقنعة لي يومها ... وكبديل للتربة بدأت استعمل احيانا ورق الشجر لوضعه تحت جبهتي اثناء السجود ...
المهدي المزعوم
كان الوضع السياسي متأزم في العراق حينها وخاصة ضد الشيعة .... فقال لي احدهم ان لم يخرج المهدي في هذه الضروف فمتى سيخرج ... لقد قتل علمائكم وشردت طائفتكم ولم يخرج المهدي لنصرتهم فمتى سيخرج اذا ... فهل علمائكم اشجع منه ... وعندما اخبرني اخوتي الكرام بان اهل السنة يؤمنون بالمهدي ولكن ليس بنفس الطريقة الخرافية الشيعية كان وكانه ماء بارد نزل على قلبي ..فحمدت الله الف مرة على ذلك ... وقد اطمئن قلبي ...واذكر ان الاخ الذي شرح لي معتقد اهل السنة والجماعة في المهدي كان اسمه عمر ... فجزاك الله الف خير اخي عمر وجمعك بابن الخطاب في الجنة ...
الامام علي يقطع رؤؤس الشيعة
وسط مرحلة التحول واثناء تلك النقاشات قررت انا واخي خالد الذهاب الى كربلاء ... كان لنا بيت للعائلة في كربلاء فنزلنا به .... ثم ذهبنا الى ضريح الحسين رضي الله عنه ... وجلسنا في زاوية قريبة من القبر... وبدات انا استمع لما يقوله الزائرين ... جاءت امراءة فقالت للحسين (اذا لم ينجح ابني في المدرسة هذه السنة فسوف ياخذوه الى الخدمة العسكرية ..فاريد منك ياابا عبد الله ان تنجح ابني ) ثم جاءت اخرى تشتكي زوجها وانه يريد ان يتزوج عليها وثالثة بيدها خيط للخياطة تلفه حول القبر لكي تخيط به ثوب العرس لابنتها وهي تردد ( اريدها منك ياحسين....اريدها منك ياحسين)... الناس يطوفون حول القبر ... لماذا هذا الطواف ؟؟ .... اجاب احد سدنة القبر وما اكثرهم (لان الحسين لم يحج ذلك العام)... ذهبنا بعدها الى النجف لمشاهدة نفس المهازل .... وداخل ضريح علي رضي الله عنه غفى اخي خالد فتركته لانه كان تعبا من السفر وحرارة الجو ... وانا ارى الذبائح تؤخذ من قبل السدنة لذبحها ....وارى الجنائز يطاف بها حول القبر قبل دفنها في مقبرة النجف والتي تعتبر من اكبر مقابر العراق ... طواف حول القبر ودعاء من علي واستغاثة به وكلام معه وكانه حي يرزق ... بعد ان افاق اخي خالد من نومه قال لي انه قد راى في نومه ان عليا رضي الله عنه وبيده سيف يقطع فيه رؤؤس الناس الذين يطوفون حول قبره ... نعم والله هذا ماقاله اخي الحبيب خالد ...
وكان القرار الحاسم
بعد نقاش طويل قررت مع نفسي اعلان انتقالي من الشيعه الى مذهب اهل السنة والجماعة ... قررت ان افعل ذلك في صلاة المغرب ... فقد كانت اول صلاة لي في مسجدي الحبيب وانا شيعي ولتكن اول صلاة فيه وانا سني .... توضئت وتوكلت على الله وكان الوقت صيفاً ... وبدات خطواتي الى المسجد ... كانت خطوات طويلة وشاقة ... في الطريق الى المسجد وسس الشيطان (كيف تترك دين ابائك واجدادك ... كيف ستواجه اهلك ... كيف ستواجه اصدقاءك الشيعة ....كيف ستواجه عالم الدين حسين الصدر .... انها فضيحة للعائلة ....) ..سيل من الشكوك والوساوس والعقبات ....خطواتي الى المسجد كانت مصاحبة لدموع في عيني من فرحتي وسروري بذلك القرار .... بفضل الله وصلت الى المسجد ذهبت وتوضئت .... ثم تقدمت في الصف الاول والجميع ينتظر مني الانحناء لوضع تربتي فقد اعتادوا على ذلك .... كبر الامام ولم انحني كبرت ووضعت يدي اليمنى على اليسرى وكانت هذه اول مرة اتكتف في الصلاة .... فركعت ثم سجدت اول سجدة لي وانا سني ... سجدة علىالسجاد بدون تلك التربة ... انتهت تلك الصلاة وانتهى معها ماضي مظلم من خرافات الشيعة وظلالهم .... عدت الى البيت فرحا لم تسعني الدنيا .... بعد ليال قليلة رزقني الله برؤية الحبيب المصطفى في رؤية اذكر تفاصيلها الى يومي هذا .... استيقضت من نومي وفي عيوني دموع الفرح لرؤية الحبيب المصطفى ...
خلق رفيع
لا اخفي عليكم كان لخلق اخوتي من اهل السنة والجماعة وطول بالهم في الحوار كان لهم اثر كبير في هدايتي... هذا طبعا بعد توفيق الله لي ورحمة وفضله .... هذه هي رحلتي من دين ابائي واجدادي الى مذهب الحق مذهب اهل السنة والجماعة ..
لا تنسوني من صالح دعائكم في ظهر الغيب
اللهم ارحمه واغفر له على ما كان عليه في السابق
|
|
|
|
|