أقول أنا ناصر الحسين : لا علة إلا في عقلك المطموس و فهمك المعكوس .. إذ أن عنعنة الأعمش ولو كان مدلسا .. فهي محمولة على الإتصال لسببين :
الأول : أنه روى عن أبي وائل .. و روايته عن أبي وائل محمولة على الإتصال كما قال الذهبي في ترجمة سليمان بن مهران الأعمش :
ميزان الاعتدال - الذهبي - ج 2 - ص 224
( قلت : وهو يدلس ، وربما دلس عن ضعيف ، ولا يدرى به ، فمتى قال حدثنا فلا كلام ، ومتى قال " عن " تطرق إلى احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم : كإبراهيم ، وابن أبي وائل ، وأبى صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال )
الثاني : أن الأعمش عده ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين وهي :
( من احتمل الائمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لامامته وقلة تدليسه في جنب ما روى ) طبقات المدلسين - ابن حجر - ص 13
أقول : فأين العلة الآن ؟؟ بل ازيد على ذلك أسماء محدثي القوم و محققيهم الذين صححوا رواية الأعمش عن أبي وائل وهم :
( شعيب الأرنؤوط - الحاكم - الذهبي - الألباني - حسين سليم أسد - أحمد شاكر - حمزة الزين - ابن حجر - الترمذي - ابن عبد البر - الحويني )
و اخرج له في الصحيح كذلك
( البخاري - مسلم - ابن خزيمة - ابن حبان )
فعن أي علة تتحدث بعد هذا .. يا هذا ؟؟
ومن ثم نقل هذا الوهابي - متفائل - قول المعلمي في التنكيل :
اقتباس :
|
قال ذهبي العصر الشيخ المعلمي رحمه الله في « التنكيل » (1/51) : « ففي رواية الأعمش أحاديث كذلك ضعفها أهل العلم ، بعضهم يضعف بعض من فوق الأعمش في السند وبعضها بالانقطاع ، وبعضها بأن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس ، ومن هذا الأخير حديث في شأن معاوية ذكره البخاري في « تاريخه الصغير » (ص 68) ووهنه بتدليس الأعمش » ا.هـ.
|
أقول : هذا النقل مردود عليه من وجهين ..
الوجه الأول : أنني لم أشهد أحد من اهل العلم قد ضعف رواية الأعمش عن أبي وائل !!! فإن وجدت ذلك .. دلنا عليه
الوجه الثاني : أنني لم أجد ما ذكره المعلمي في شأن أن البخاري رد حديث الأعمش المعنعن في التاريخ الصغير .. لم اجد ذلك إطلاقا فهل يمكن لك إحضار النص من التاريخ الصغير
ومن ثم نقل قولا للمعلمي كذلك في مقدمة الفوائد المجموعة :
اقتباس :
|
وقال رحمه الله أيض كما في مقدمة الفوائد المجموعة :"إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر" .
|
أقول : هذا إذا وجدت العلة أصلا !! فلا وجود لعلة في إسناد الرواية كما بينا اعلاه
ومن ثم نقل الوهابي - متفائل - من المنتخب للخلال :
اقتباس :
|
وفي المنتخب من العلل قال الخلال (227) :
|
أقول : هذا القول مردود من ثلاثة وجوه
أولا : أن الخلال لا يروي عن مهنا مباشرة بل بينه وبين مهنا رجل .. و مهنا هذا هو مهنا بن يحيى الشامي صاحب أحمد بن حنبل .. و الواسطة أما عبد الله بن أحمد أو محمد بن علي السمسار و لم يتضح في هذه الرواية ما هي الواسطة بين الخلال و مهنا !!!
ثانيا : أنني بحثت كثيرا عن حديث معاوية الذي قيل فيه انه يلعب بلأصنام و لم اجده .. خصوصا أن ما بين احمد بن حنبل و الاعمش مفاوز عده قد تصل إلى 3 واسطات أو أكثر .. و هذا يعني أن الغلظة المنسوبة على أصحاب رسول الله قد تكون من الواسطات المجهولة .. إلى الأعمش و ليست العلة من الأعمش عن أبي وائل .. فعليك ايها الزميل أن تأتي بلإسناد كاملا لنرى إن كان هناك علة فيمن روى عن الاعمش هذه الرواية
ثالثا : قول أحمد بن حنبل ما أغلظ أهل الكوفة على أصحاب رسول الله .. مردود بالنسبة للأعمش و أبي وائل .. لأنهم ليسوا بروافض حتى ينسب لهم الغلظة على أصحاب رسول الله !!! خصوصا و أن الاعمش روى عن أبي وائل فضائل عديدة في حق الصحابة فكيف يستقيم نسبة الغلظة إليهم مع رواياتهم لفضائل الصحابة ؟؟
و من ثم نقل هذا الوهابي - المتفائل - قول البخاري :
اقتباس :
|
قال البخاري في التاريخ الصغير :
|
هذا القول مردود من وجهين :
أولا : البخاري لم يلقى أبو بكر بن عياش .. ولد البخاري سنة 194 .. و توفي ابو بكر بن عياش 194 و قيل قبل ذلك بسنة أو سنتين !! فما الواسطة بين البخاري و ابن عياش ؟؟
ثانيا : ابن عياش ساء حفظه لما كبر كما اشار إلى ذلك أكثر من عالم كابن حجر و اتهمه بعضهم بحفظه و أنه يهم .. أثبت ان روايته عن الأعمش لم تكن من وهمه و أثبت انه حينما روى عن الأعمش لم يكن في الكبر الذي ساء حفظه فيه مع العلم سأل ابن نمير عن حديث أبو بكر بن عياش عن الأعمش فقال :
( قال عثمان بن سعيد : أبو بكر و الحسن ابنا عياش ليسا بذاك فى الحديث ، و هما من أهل الصدق و الأمانة . قال : و سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر بن عياش فى الحديث . قلت : كيف حاله فى الأعمش ؟ قال : هو ضعيف فى الأعمش و غير ) تهذيب الحافظ ابن حجر - ج12 - ص31
إنتهى الجزء الثاني ،،،