رغم سياسة التعتيم الصارمة التي قررتها اسرائيل لمنع نقل أخبار الهزائم الثقيلة التي لحقت بنخبة الجيش الصهيوني في بلدتي «مارون الرأس« و«بنت جبيل«، فقد تسرب تقرير إخباري اسباني لافت، ورد فيه أن عشرات الجنود الإسرائيليين اصيبوا بآلام حادة في البطن والمعدة، واشار التقرير إلى ان الكثيرين منهم اصيبوا بإسهال حاد أثناء المعارك الطاحنة، بسبب الذعر الشديد من مقاتلي «حزب الله«،
وجاء في التقرير ان بعض الجنود الصهاينة وصلوا إلى المستشفيات بسراويل مبللة بالبول او بالغائط، وهو ما جعل قياداتهم العسكرية تلح على ضرورة التستر على هذه الاخبار المهينة للجيش الذي روجت له الدعاية الصهيونية لسنوات طويلة باعتباره جيشا لا يقهر، ولكن المواجهة مع مقاتلي «حزب الله« كشفت أنه جيش يتغوط في السراويل، وأكثر ما يخشاه الإسرائيليون هو المواجهة وجها لوجه مع مقاتلي «حزب الله«، فقد اكتشف الجنود الإسرائيليون أنهم أمام محاربين من نوع نادر، إن لم يكن نوعا اسطوريا من المقاتلين. أضافت صحيفة «إلموندو« الاسبانية ان عددا من الجنود اليهود تعمدوا إصابة انفسهم حتى تحملهم الطائرات إلى المستشفيات، ويهربوا من ساحة القتال، وتضرب القيادة العسكرية الإسرائيلية جدارا من الكتمان على شهادات جنود إسرائيليين اصيبوا بهستيريا، وصدمات عصبية ونفسية خلال المواجهات مع مقاتلي «حزب الله«، وبعضهم كانوا يهذون ويكررون عبارات من قبيل انهم كانوا يحاربون الجن. الصورة الثانية نقلتها المنظمة العالمية لمواجهة التطرف «شهود«، التي تتخذ من العاصمة البريطانية مركزا لها، فقد تمكنت المنظمة من رصد وتوثيق عمليات تجنيد مبكر لأطفال الكيان الصهيوني، وادماجهم في العدوان البربري على الشعب اللبناني، ومن مظاهر التطرف الذي تمارسه إسرائيل بأشكالٍ ووسائل مختلفة، ما سجلته المنظمة من صور وشهادات تظهر مجموعة من الأطفال الإسرائيليين وهم يؤخذون إلى مخازن الأسلحة، ويطلب منهم كتابة رسائل على الصواريخ والقنابل تتضمن عبارات استفزاز وتهديد وتوقيعاً بعبارة «من أطفال إسرائيل إلى أطفال لبنان«.. وهي عملية تجنيد نفسية وعقلية تستغل فيها الدولة العبرية الأطفال أبشع استغلال، والهدف إنتاج أجيال حاقدة متطرفة ومتعطشة لسفك الدماء. لقد عبرت المنظمة العالمية لمواجهة التطرف عن شدة فزعها لتجنيد الصهاينة الأطفال للأغراض العسكرية العدوانية، وأكدت أن هناك دورا للأسر الإسرائيلية حيث تسمح بأخذ أطفالها للمشاركة في أعمالٍ وحشية من هذا القبيل، واعتبرت هذا العمل سابقة من شأنها تأصيل التطرف لدى الأطفال. لا شك ان تمكين الأطفال في إسرائيل من التعامل مع الأسلحة في سنٍ مبكرة وتوجيههم نحو سلوكيات عدوانية هو انتهاك فاضح آخر للكيان الصهيوني تجاه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلا أن الأهم من ذلك، ان الرسائل التي تُكتب على القنابل بواسطة أطفال دون سن العاشرة تشكل دليلا دامغا على أن آلة الحرب الإسرائيلية تعتبر المدنيين بمن فيهم الأطفال هدفاً لصواريخها، مما يكشف زيف ما يدعيه الجيش الإسرائيلي بأن استهداف المدنيين هو أمرٌ غير مقصود. لقد وصلت رسائل البرابرة.. فالاحصاءات تشير إلى أن غالبية ضحايا القصف الإسرائيلي هم من الأطفال بما يعني وصول الرسائل الإسرائيلية القاتلة إلى أهدافها، وهو أمرٌ يؤكد أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود، ولن يحسم إلا بانتزاع هذا الكيان من المنطقة، وهذا ما يبدو أن عده العكسي قد بدأ.