الصغار (كبار العقول) يسألون : أين الله؟
الكبار (صغار العقول) يجيبون : في السماء !!
يسألنا الصغار دوما مع بداية تعرفهم بخالقهم محاولين معرفة كل ما يخص هذا الخالق الذي تحار فيه عقول العقلاء .
فيتبادر الى أذهاتهم أين هو ذلك الخالق؟ أنه سؤال غاية في الأهمية فالأجابة علية أما أن تكون الخطوة الصحيحة على طريق الحق أو بداية لخطوة خاطئة على طريق الباطل .
للاسف عن جهل نجيبهم بجواب يعد كارثة في العقيدة يكون بداية لعقائد فاسدة من قبيل التجسيم وتحديد الخالق المطلق بمكان محدد حينما نقول : في السماء!
قرأت روايتين وان كنت لا أحفظهما عن ظهر قلب لكني سأحاول أن أذكرهما على سبيل السرد لعظم فائدتهما.
دخل راهب نصراني أو لعله حبر يهودي الى المسجد سائلا عن رسول الله ليستبين حقيقة الأسلام , فسأل اين نبيكم فأجابه المسلمون لقد توفي , فسأل من ولي الأمر من بعده ؟ فأشاروا الى عمر بن الخطاب , فسأل ذلك السائل عمر قائلا له أن هو أجابه عن سؤاله فأنه سيعلم أن هذا الدين دين حق ومنزل من عند الله.
فسأل ذلك الراهب أين الله أو أين ربك؟ فأجابه عمر : ربي في السماء السابعة ( يمكن جوابه أحسن من جوابنا على الأقل زاد ست طوابق !!) , لم يكن ذلك هو الجواب الصحيح كما يعلم ذلك الراهب , وهنا يسرع أبا ذر الى باب مدينة علم النبي علي أمير المؤمنين ع : أدركنا يا أبا الحسن , فيأتي الأمام الى المسجد من بيته فيجيب عن ذلك السؤال الذي عجز عنه سوى أهل بيت النبوة : ربي في كل مكان
لكن الى من أو الى م نحن نرفع برؤسنا ونتوجه بأبصارنا نحو السماء عندما ندعو الله؟؟!!
سأل احدهم سيد الوصيين علي ع :يا أمير المؤمنين أذا كان الله في كل مكان فلما يتوجه المرء نحو السماء؟
فيجيب أمام المتقين :أما قرأت قول الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون" فمن أين يطلب المرء حاجاته ألا من ..(مظانها أو مكانها) .
أذن توجهنا نحو السماء أنما هو توجه نحو مكان حاجاتنا وما وعدنا الله , وليس الى مقر أقامة الله!!
فلنجب هؤلاء الصغار عن سؤالهم "وين ربنا " أنه في كل مكان
التعديل الأخير تم بواسطة الفتى والسيف ; 03-10-2009 الساعة 03:22 PM.
فعلا كثيرا ما نرى ونسمع ذلك السؤال البريء وتلك الأجابة الخطأ - وكما تعلم أخي الكريم
العلم في الصغر كالنقش بالحجر - أن أي معلومة يتلقفها الطفل في بدايات تعليمه ستكون
راسخة في عقله ووعيه وأدراكه - ويكبر وتكبر معه فتصبح لديه من المسلمات والثوابت
العلمية أو العقائدية - فتكون هنا الطامة الكبرى
تلقين الطفل المعلومة الخطأ التي ستكون وبالا عليه وسببا لأنحراف فكره وعقيدته -
شكرا لك لقد أثرت موضوعا خطيرا الكثير منا كان غافلا عنها - في ميزان حسناتك هذا الجهد
ان شاء الله - دمت بخير وبأنتظار جديد طرحك الرائع