ان اقرب وجهات النظر في سبب تخلي الانسان عن مبادئة وقيمه وانحرافه عن فطرته وانقلابه وحشا كاسرا يعتدي عللا الاخرين هو حبه لطول البقاء في هذه الدنيا ...
اذ ان طول الامل بالدنيا يجعل الانسان يصارع من اجل البقاء فيها وحصول توابع ذلك البقاء من الترف والاموال والجاه والبنين وغير ذلك من مباهج الدنيا وسرورها ..
ولكثرة المتنازعين على تلك المتطلبات والخيرات يحتدم الصراع بينهم للحصول عليها بأكثر نسبة تؤمن لهم البقاء فترة اطول في هذه الدنيا بما يقرنها من النعيم الزائل ...
يقول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) : ايها الناس اما تستحون من الله
تعالى ؟
فقالو :وماذاك يارسول الله ! قال ك تجمعون مالاتأكلون وتأملون مالاتدركون وتبنون مالاتسكنون .. ويصل ذلك السعي في جمع مايزيد على حاجة الانسان متجاوزا الحد وطالبا للرفعة على الغير بغير الحق ..
يقول تعالى :
((....يبغون في الارض بغير الحق ....)) يونس 23
وقد قيل انه مر احد ملوك افغانستان مع جلاوزته على بستان والبستاني واقف خارج البستان فلما رأى الملك ذهب الى داخل البستان وقطف له بعض الثمار وجاء به في طبق الى الملك ... فأمر الملك بضرب عنقه فضربوا عنقه !
ولما سألوا الملك عن سبب قتله قال :
اني كنت لصاً قبل ان اوصل الى الملك ودخلت بستان هذا الرجل في ذلك الوقت وسرقت من بستانه بعض الفواكه ولما جاء هذا الرجل ونظر الي عرف اني ذلك السارق القديم فأردت قتله لستر الفضيحة حتى لايخبر احد بذلك !
وهذا هو الظلم بعينه الذي الذي يأتي ايضا بمعنى التجاوز عن الحد ووضع الشيء في غير موضعه .. ومن الظلم ان يظلم الانسان نفسه بارتكاب المحرمات لأن ارتكاب الذنوب والانحراف عن خط الاستقامة يعد ظلماً ، لأن الفطرة السليمة وضعها ومكانها الطبيعي هو السير نحو طاعة الله ورضائه تعالى فإذا انحرفت عن هذا الخط والمسار
فإنه يعد تغيرا لما اراد الله لها ذلك وظلماً لها فعصيان الله وإطاعة الشيطان هو ظلم للنفس و..((ومن ظلم نفسه كان لغيره أظلم ))..
كما يقول امير المؤمنين (عليه السلام ):
..((بئس الزاد الى المعاد العدوان الى العباد ))..
وأصل ومنشأ ذلك العدوان هو الطمع بما في ايدي الناس وطول الامل بالدنيا وحب البقاء الذي يقوده الى سفك الدماء والاعتداء بشتى صنوفه من اجل ذلك البقاء .
ولو يفكر الانسان بعاقبة من كان قبله من الملوك والجبابرة الهالكين واين ذهب مصيرهم بعد ان ملكوا الدنيا بأسرها هل نفعهم ذلك الملك والجاه والعزام ان كل ذلك مصيره الى زوال...
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام ) :
..((اتقوا الله فكم من مؤمل مالايبلغه ، وجامع مالا يأكل ))..
ويقول الشاعر :
ويمسي المرء ذا أجل قريب
وفي الدنيا له امل طويل
ويعجل للرحيل وليس يدري
الى ماذا يقربه الرحيل
فأذا كان مصير الانسان الى الرحيل عن هذه الدنيا وزوال فعلام لايقصر الامل بالدنيا وينصرف الى ماينفع الاخرة
((....وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ....))
يقول الشاعر:
ياصاح انك راحل فتزود
فعساك ذا اليوم ترجل او غدٍ
لاتغفلن فالموت ليس بغافلٍ
هيهات بل هو للانان بمرصدٍ
فليأتين منه عليك بساعةٍ
فتود انك قبلها لم تولدِ
ولتخرجن من القبور مجرداً
مما شقيت بجمعه صفر اليدِ
وخير موعظة مايقوله ابو عبد الله الصادق (عليه السلام ) :
اذا انت حملت جنازة فكن كأنك المحمول .. وكأنك سألت ربك الرجوع الى الدنيا ففعل فأنظر ماذا تستأنف ؟
نرجوا من الله ان يكتب اعمالنا وإياكم اعمال خير وصلاح
ولا يجعلنا من الذين يحبون الدنيا وخيرها
وان يجعلنا من اصحاب الاعمال الخيره التي تزيد من
حسناتنا ونسأل الله ان يرزقنا شفاعة ال
بيت النبوة عليهم السلام
هذا الموضوع من كتابتي ارجوا ان ينال اعجابكم
وتقيمكم نسألكم الدعاء
نرجوا من الله ان يكتب اعمالنا وإياكم اعمال خير وصلاح
ولا يجعلنا من الذين يحبون الدنيا وخيرها
وان يجعلنا من اصحاب الاعمال الخيره التي تزيد من
حسناتنا ونسأل الله ان يرزقنا شفاعة آل
بيت النبوة عليهم السلام