اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منضبط
[ مشاهدة المشاركة ]
|
أنا لا أعلم ذلك ووالله لو ثبت ذلك عندي لآمنت بالإمامة؟
ووالله لو تيسر لي كل ما تيسر للأئمة من قدرات، بل نصفها ، بل ربع ما توفر لهم ، لأخذت الخلافة من أبي بكر ، بالقوة الجبرية ثم لأطبقاً الدين الإسلامي على هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعهدت لبقية لأئمة بذلك . لكي يبقى الناس على دين الله ، وهدي محمد صلى الله عليه وسلم، ويدخلوا بذلك جنات النعيم.
وإنا أتساءل لماذا الأئمة يملكون كل هذه القدرات ولم يثبت تطبيق تلك القدرات على أرض الواقع ، حتى في أحرج الأوقات التي مرت بالأئمة ، أو حتى في أضيق حدود.
|
قال تعالى
(واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )
هذه الآية العظيمة نقسمها الى جناحين
الاول: دعاء ابراهيم بان يكون من ذريته ائمة يهدون بأمر الله وكلنا متفقون على ان هذه الدعوة استجيبت وفي نصوص الشيعة الإمامية وفي كتب مخالفيهم اثبات لمسميات أولئك الأئمة
الجناح الثاني: قوله تعالى وهذا هو مربط الفرس(لا ينال عهدي الظالمين) اي ان العادل التقي الذي لا يظلم في باطنه وظاهره ينال عهدي ويشير في نفس الجزئية الى ان الظالم لا ينال عهده ولا يملك امر عباده ولا يفوض في تسيير الارادة الإلهية لعدم انطباق الشروط
يعني تعكس القضية فتعطيك النتيجة الأولى
طيب يا خ منضبط؟
كن معي في هذه النقاط وبالترتيب انت وكل من يتابعني جزاكم الله خيرا
اولا : من اصول الدين الخمسة الثابتة عندنا وعند كل المسلمين هي عدالة الله سبحانه وتعالى فهو لا يظلم خلقه ولا يجور عليهم
فهو لا يحتاج الى الظلم كونه الرب الخالق القادر
ولا هو ضعيف يحتاج الى الظلم والجور ليثبت مملكته كما يفعل الطغاة والسلاطين
الثاني : حين يجعل الله خليفة فلن يجعل خليفة يداهمه الظلم في باطنه او في خارجه اي لا يقارف الذنب من الصغائر والكبائر حتى يكون ممثلا شرعيا لله في ارضه وينفذ الحكمة الالهية وتطبيق القوانين كما يريد الله عزوجل وهذا مطلق العدل وتمام الحكمة ولو قلنا بعكس ذلك لابطلنا العدالة الإلهية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وهذا ايضا يلزم الله بشيء وهو ان العباد سيحتجون على الله بعدم هدايتهم لمن يوصلهم للمسار الصحيح والى سبل النجاة والهداية (وإن الله ليس بظلام للعبيد)
الثالث : الإمامة (جعلية )من قبل الله وليست اختيارية كما تعتقدون واعتقد غيركم في السالفين والحاضرين لذلك دقق في قوله تعالى (اني جاعلك للناس إماما) ولاحظ ان مرتبة الإمامة جاءت بعد النبوة ففي هذه الحال كانت كالترقية وهنا نلزم القوم بأن الإمامة درجة عالية وراقية وملازمة لمسؤوليات النبوة مع عدم تحقق النبوة في الواقع الا ان شغلها ونظامها وتطبيقها هو تطبيق لتعاليم الله والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهذا يفسر قول النبي لوصيه الإمام علي صلوات الله عليهما (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) وهذا حديث ثابت ومتواتر عند الفريقين
التفاته
ولو التزمتم بالشورى فاقول لكم ان الخليفة الاول لم يجتمع عليه الى نفر قليل ولم يكونوا يمثلون المجتمع الاسلامي آنذاك بل ان رؤوس بني هاشم واعاظم الصحابة تخلفوا عن البيعة ومنهم ابن عباس وغيره ولكم ان ترجعوا لروايات السقيفة وكيف تمت البيعة
وكذلك ابو بكر نسف الشورى واوصى بالخلافة لعمر وعمر اوصى بها لعثمان
ولا ندري يعاب من بترك الشورى؟ ولماذا يشنع على من يقول بأن الله اوصى بالخلافة والامامة لامير المؤمنين؟
والمنصف من يجاهد نفسه ليحكم والله خير الحاكمين
نعود...
الرابع : ومن جهة اخرى اذا قلتم انها شورى فهذا ايضا ينافي الحكمة الإلهية ويقدح في عدالة الله عزوجل لنفس الاسباب السالفة الذكر فحتى الميت المعيل لا يجوز عليه ترك الوصية لاحد اولاده لحفظ اهله وعياله فهل مسؤولية الدولة الاسلامية هينة حتى تترك للتجاذب والتناحر فيضيع الدين وتهدم قواعده؟
الخامس : اشكلتم علينا ان الأئمة لماذا لم يظهروا ماعندهم من قدرات وهذا يشرخ احتجاجكم لسببين :
الأول :ان الإمام مع توفر الشروط الكاملة فيه ومنها العصمة فهو لا يخرج عن ارادة الله واوامره ونواهيه ولا يقوده الهوى ولا يؤده الظلم فيستعمل ادوات العصمة مباشرة ضد مناوئيه ليدفع الأذى عن نفسه بل انه يكون سببا مباشرا لسير الحكمة الإلهية دون ان تعترضها نزعات البشر وهذا جوهر العصمة الذي يعجز الواهم والجاهل عن فهمه
بل ازيدك ان النبي وأهل بيته لم يفعلوا حتى ترك الأولى اي انهم بأعلى درجات العصمة لكونهم صفوة الاوصياء وعصمتهم ليست جعلية كالإمامة وانما هم مختارون لافعالهم ولو كانت جبرية من قبل الله لكانت حجة على الله ولما استحقوا تلك الرتبة العالية وهذا المقام العظيم
فهل تشكر وتمدح شخصا لانه اعطاك هدية تحت الجبر والتهديد مثلا؟
ام انك تشكر وتحب من يهبك بمحض الارادة ؟ فيستحق المدح على فعله
وهنا يكون قدحك فيهم ساقطا بتمامه اذا ماعرفت انك تتعامل مع بشر هم اداة ويد الله في الارض (يد الله فوق ايديهم )
السبب الثاني : هناك توصيات واخبارات غيبية بلغها النبي لآل بيته صلوات الله عليهم ولأنهم اهل للقيادة ووراثة الدين كانوا لا يحولون عن اوامر الله ورسوله وكل ذلك لحفظ قواعد الدين برغم ما قيل وما يقال وبرغم ما فعل بهم وما يفعل الى هذا اليوم
ومن هنا يكون كل شخص في قبالهم هين ضئيل مادام انه ممن يتلاعب به الكيف والهوى ويزل ويخطيء ولا يؤمن ظلمه ضد المسلمين
ولكن القوم لم يتحملوا عبيء الرسالة وقدموا المفضول على الفاضل وتلاقفهم الطمع والهوى وحسدوا وغصبوا وتلاعبوا وحرفوا اقوال النبي واولوا افعاله بأقوال ممجوجة يرفضها العقل السوي
بل انهم ليثبتوا سلطانهم مرروا للمسلمين بأن النبي معصوم عصمة جزئية في التنزيل وانه يفعل كذا وكذا مما يندى له جبين اهل الغيرة ولو وصفت صحابيا بما وصفوا به النبي لشنعوا عليك وكفروك واترك الحكم لذوي الالباب ولاهل الضمير الحي
ومن هنا تفهم سبب قتل الاوصياء واحدا تلو الآخر والنبي اخبر بقوله (مامنا الا مسموم او مقتول )
ولو نظرت نظرة عابرة للقرآن لرأيت مأساة الأئمة قد تكررت مع الأمم السابق مع تغيير في الاسماء والاعداد والاحوال
لذلك الله يدعونا في الكثير من الآيات للنظر فيما جرى في تلك الامم
حتى لا تهجم علينا اللوابس والفتن المظلمة
في النهاية ابى الله سبحانه وتعالى الا ان يجعل الامور بأسبابها
فليترك البعض هذه القشرية المقيته ويكونوا اهل علم ومنطق وليعلموا ان يريدون على مورد عميق لا يحله المتشابه ولا الروايات الموضوعة والمبتورة والمكذوبة
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى
وكل عام وانتم بخير
ونسألكم الدعاء