|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
وقفة بين يدي المصلح العالمي ينتظره الكون ......
بتاريخ : 20-12-2010 الساعة : 04:01 PM
يوماً بعد آخر يقتنع بنو ادم أن فكرة وجود منقذ للبشرية إنما هي فكرة عامة في المجتمعات الإنسانية ومن هنا يتضح ان من غير الصحيح القول أن فكرة ظهور القائد المهدي هي فكرة دينية غيبية .
القيادة العالمية التي تحكم بالعدل وتنقذ البشرية من الحروب والمجاعات والفتن والاختلاف والصراع وهو الهدف الذي كان ولا يزال من أهم أهداف المصلحين والحكماء في مختلف العصور والحضارات وهو الشعور العام بضرورة الحكومة العالمية.
ظهرت فكرة المنقذ في الديانة اليهودية من خلال تبشيرها بالمسيح ولكن اليهودي وانتشرت في الدين المسيحي في ظهور او رجوع عيسى بن مريم (ع) وفي الإسلام بالمهدي المنتظر وأيضا وجدنا فكرة المنقذ في الديانات الأخرى مثل الهندوسية والبوذية بل حتى عند الزعماء و الفلاسفة القدامى والمتأخرين مثل أفلاطون في جمهوريته والفارابي في مدينته الفاضلة ومثلا الفيلسوف الإنجليزي توماس مور في يوتوبيا أو جزيرة طوبي وغيرهم فقد اشتهرت المدن الفاضلة المثالية فمثلا المدينة المسيحية ليوهان، و إتلانتا الجديدة لفرنسيس بيكون ومدينة الشمس لتوماز كامبلا وجزيرة كونفيسشيوس لحكيم الصين وهي ليست خيالية بشكل كامل بل هي نتيجة لتصورات تؤيدها المعرفة و الآثار .
ولكنهم اختلفوا في شخص القائد الموعود على مرّ التاريخ من يكون فهو رغم انهم كلهم ترقبوا المجتمع المثالي الذي يقوده رجل مثالي حكيم وهو في الحقيقة من يبشر به المسلمون هو القائد المهدي الذي جمع الله تعالى له علم الأولين والآخرين .
ومن هنا شعرت البشرية بضرورة تأسيس الأمم المتحدة و أن يكون للمنظمة جيش قوي لتحقيق الحكومة العالمية.
ولم يكن هذا الاهتمام عند أصحاب الأديان او الفلاسفة بل أعداء الديانات يشعرون بضرورة الحكومة العالمية، فمثلا كارل ماركس أعلن ( أن الطور الاشتراكي أمر مؤقت زائل تحل محله الشيوعية بفضل قيادة مخلصة وواعية ) حتى ادعى أن الناس لشدة ولعهم بالفضائل في الشيوعية لن يحتاجوا إلى المال ولا المؤسسات الرأسمالية، بل يصل بهم الحال إلى الاستغناء عن القادة فتنتهي الحكومة من تلقاء نفسها..!!.
ان على الباحثين والدارسين والمتدينين والعلمانيين وغيرهم بدلاً من التهجم على فكرة المهدي و وصفها بالطوبائية عليهم أن يطالعوا كتاباً حول علامات ظهور المهدي (ع) وخصوصا العالمية والاجتماعية ليتعرفوا على واقع البشرية خلال ومن بعد الظهور .
هناك نضريه عند علماء الاجتماع في أن المجتمع الإنساني متطور بطبعه يسعى دوماً لما هو أفضل ومن هنا نفهم صحة القول إن للدين عالماً مستقبلياً واقعياً .
لا يشك عاقل في ان هناك رغبة قوية للبشر في الوصول الى حكومة عالمية ومثال ذلك اليوم في محاولة الدولة النامية بدعم المؤسسات الدولية مثل منظمة العفو الدولية ومحكمة العدل الدولية والسلم العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للخلاص من هيمنة الدول الاستكبارية وعمليات الغزو السياسي والاقتصادي والعسكري و الترحيب بـ(جيش عالمي) و (نظام اقتصادي عالمي) من خلال التزام أخلاقي.
المهدي القائد العالمي الذي بشر به جميع الأنبياء (ع) الذي سيقضي على الظلمة من العرب وعلى طغاة أوروبا وأمريكا والشرق والغرب .
ان هذه المساحات الشاسعة في تصميم الكون في الزمان والمكان خلقت للمؤمن المرتبط برب الكون حينها تطيعه الكائنات ويمتلك قابلية التحكّم بالموجودات .
في تراث الإسلام توالت النصوص القرآنية والنبوية ونصوص أهل البيت (ع) بعبارات محكمة إلى القانون الكوني و تعدد العوالم و المخلوقات في السماء "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حراساً شديداً وٍشهباً"
وان السماء واسعة وتتوسع باستمرار وإنها مليئة بالنجوم تتناثر في الكون فقدم الإسلام لنا من خلال النبي (ص) وأهل بيته (ع) التصور العلمي عن سعة الكون و تعدد العوالم و الكائنات وتعدد الشموس والأقمار .
فقد روي انه سألوا الإمام الرضا (ع) عن السماوات السبع والأرضين السبع فبسط كفه اليسرى ووضع اليمين عليها فقال "هذه الأرض الدنيا والسماء الدنيا فوقها عليها قبة- والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والأرض الثانية فوقها قبة.. والأرض الثالثة فوق السماء الثانية... الخ".
وأوضح الإمام (ع) وجود الكواكب المنفصلة كل كوكب بسمائه وبعضها فوق بعض بمعنى الغلاف الغازي المحيط بها ولذلك فوجئ السائل فسأل ثانية: "فما تحتنا إلا أرض واحدة ؟! قال نعم ما تحتنا إلا أرض واحدة. وأن الست لهن فوقنا".
والعلماء والفلكين احتاروا في فهم هذا الحديث حتى بعد عدة قرون من الزمان .
و ورد عن النبي (ص) قال: " إن لله تعالى جدّه ثمانية عشر ألف عالم الدنيا منها عالم واحد ".
يقول يعض علماء الفلك اليوم ان العنقود المحلي يحتوي على (18) مجرة فهو بالفعل على ثمانية عشر ألف عالم .
وهنا نص مهم وخطير ورد عن السجاد(ع):
( أتظن أن الله تعالى لم يخلق خلقاً سواكم؟ بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم وألف ألف آدم وانتم والله في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين )
هل من المعقول ان هذه الملايين من النظم والمليارات من الكواكب بعضها بقدر الأرض وبعضها أكبر منها ليست مسكونة وخالية من أية مخلوقات !.
تشير النصوص القرآنية والروائية الى تغير الطبيعة ونزول البركات عند تحقيق العبادة الخالصة لله تعالى على الأرض من خلال حكومة المهدي الربانية وهي حلم البشر على الأرض وكافة الكائنات في كل أجزاء الكون ومن هنا كانت سعة الكون، وعالمية الرسالة المحمدية وفي نفس الوقت وشمول كل النظم الكونية بنفس السنن دليل صارخ على ما نقول .
أبو فاطمة العذاري
|
|
|
|
|