احببت ان انقل لكم هذا البحث حول زواج عمر من ام كلثوم بنت الأمام علي عليه السلام ام لا ...؟؟؟!!!
نبدأ بأسم الله واتمنى ان لايكون هناك رد حتى انتهي من نقل البحث لتكتمل الحجه
*
هل تزوج عمر بأم كلثوم
حوار هادئ بين موالي ومخالف
*
المخالف : لماذا أنتم أيها الشيعة لا تحبون عمر بن الخطاب وقد ثبت لنا بأن الإمام علي قد زوجه إبنته أم كلثوم وكيف تدعون أنه منافق وهل يحل لعلي (ع) أن يزوج إبنته من منافق ؟.
*
الموالي : أقول بأن هذه المسألة كثر الكلام عنها كثيراًً جداً ولا أعرف لماذا كل هذا التركيز عليها ؟ ، مع علمي بأن المخالف يركز عليها من أجل عدة أسباب هي :
*
السبب الأول :*إثبات العلاقة الحميمة الطيبة بين البيت العلوي الهاشمي وبين عمر بن الخطاب.
السبب الثاني : إثبات عدم صحة ما ذكر ونسب لعمر بن الخطاب من أذيته للزهراء (ع).
السبب الثالث : إثبات حسن نية عمر وأنه يريد أن يرتبط بالنبي (ص)* وبالنسب الطاهر لأهل البيت (ع).
*
أقول في الرد على هذا المدعى لابد من البحث في مجموعة من النقاط*فإذا تم البحث عن هذه النقاط فعندها سوف يتضح المطلب جيداً.
*
*
المخالف : ماهية هذه النقاط يا ترى أتحفونا بها لعلنا نستفيد منها ؟.
*
الموالي : *قبل ذكر النقاط حول الزواج أقول لابد لي من البحث عن نقاط أثرتها في بداية بحثك حيث سألت لماذا لا تحبون عمر بن الخطاب ؟.
*
فأقول : لا نحبه لسبب مهم وخطير علينا وهو إننا بين أمرين أما إغضاب الزهراء (ع) ، وأما إغضاب عمر لأنه ثبت لدينا بالأدلة القطعية أن عمر بن الخطاب وصاحبه قد آذيا الزهراء وأن الزهراء (ع) مبغضة لهما وعليه لو أحببناه هو وصاحبه لأدى إلى أذية الزهراء وأذية الزهراء أذية للرسول (ص).
*
*
المخالف : من أين ثبت لكم بأن أذية الزهراء هو أذية للرسول (ص) ؟.
*
الموالي : على ذلك أسمع ماذا يقول النبي (ص) عن أذية الزهراء (ع) قال (ص) : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها ، ويريبني ما رابها وقال (ص) : لفاطمة (ع) إن الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك : وقال (ص) : إن فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني :
المخالف : وهو بعد أن إثبت لي بأن أذية الزهراء يؤدي إلى أذية النبي (ص) فأريد أن أسألك ممن أين ثبت لكم بأن عمر بن الخطاب قد آذى الزهراء (ع) ؟.
*
الموالي : أقول إليك الأدلة على ذلك وهي مروية في كتب غير الشيعة وليس في كتب الشيعة فهذه الزهراء (ع) هجرت الخليفة الأول ولم تكلمه وماتت وهى واجدة عليهما ، أي على أبي بكر وعمر راجع هذا النص في ( الإمامة والسياسة لإبن قتيبة ج 1 ص 31 ) حيث يقول : فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) : يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة إبنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ ، قالا : نعم سمعناه من رسول الله (ص) قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص) : لأشكونكما إليه ، فقال أبوبكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم إنتحب أبوبكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهى تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها .... الخ.
*
- وعن إبن قتيبة الدينوري إنه قال : ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة (ع) فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من إبن الخطاب وإبن أبي قحافة ؟! ، راجع ( الإمامة والسياسة لإبن قتيبة ص19و20 تحقيق طه الزيني نشر مؤسسة الحلبي ) و ( وأعلام النساء لعمر رضا كحالة ج4ص114و115 الطبعه الخامسة بيروت* 1984 ).
*
- وفي الجوهري قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب علي (ع) والزبير ، فدخلا بيت فاطمة (ع) ، معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة ، فيهم أسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة بن قريش ، وهما من بني عبد الأشهل ، فأقتحما الدار ، فصاحت فاطمة (ع) وناشدتهما الله : راجع ( السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ص44و70 نشر مكتبة نينوى الحديثة طهران ) و ( وشرح نهج البلاغه لإبن أبي الحديد المعتزلي ج6ص47وج3ص49 ) و ( ووالسيرة النبوية لإبن هشام ج4ص307نشر دار الباز مكة المكرمة ) و ( والرياض النضرة للطبري ج1ص241 نشر دار الكتب العلمية بيروت ).
*
- وقال أيضاًً الجوهري : ورأت فاطمة*(ع) ماصنع عمر ، فصرخت وولولت ، وإجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن ، فخرجت إلى باب حجرتها ، ونادت : يا أبابكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله*(ص)! والله لا أكلم عمر حتى القى الله ، راجع ( السقيفة وفدك للجوهري ص71و72 ) و ( وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج2ص57 ).
*
- وقال اليعقوبي : وبلغ أبوبكر وعمر : إن جماعة من المهاجرين والأنصار قد إجتمعوا مع علي بن أبي طالب (ع) في منزل فاطمة (ع) بنت رسول الله* فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج علي (ع) ومعه السيف ، فلقيه عمر ، فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه* ( أقول وهذا مني والخارج بالسيف هو الزبير وليس علي ولقد عثر ولم يصارعه أحد وإلا فعمر أجبن وأذل من أن يواجه أحد راجع مواقفه الجهادية في كل المعارك من بدر إلى فتح مكة ) ودخلوا الدار فخرجت فاطمة (ع) ، فقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله ! فخرجوا وخرج من في الدار ، ( تاريخ اليعقوبي ج2ص126نشر دار صادر بيروت لبنان ).
*
- وعن أبي هريرة : أن فاطمة (ع) جاءت أبابكر وعمر تسأل ميراثها من رسول الله*(ص) ؟ ، فقالا : سمعنا رسول الله (ص) : يقول : أني لا أورث ، قال : (ع) : والله لا أكلمكما أبداً ؟! ، فماتت (ع) ولا تكلمهما ، راجع ( سنن الترمذي ج4ص157ح 16ز9 كتاب السير باب ماجاء في تركة رسول الله*(ع) و ( وعلل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ج1ص265نشر مكتبة الأقصى عمان الأردن طبعه الأولى 1986 ).
*
- وروي : أنه لما حضرت فاطمة الوفاة أوصت أمير المؤمنين*(ع) ، فقال : إذا أنا مت فإدفني ليلاًً ولا تؤذن بي أبابكر وعمر ... الخ : راجع ( السقيفة وفدك للجوهري ص145 ).
*
- وقال البلاذري في تاريخه : أن فاطمة (ع) لم تر مبتسمة بعد وفاة النبي*(ص) وغسلها علي*(ع) وبذلك أوصت ، ولم يلم أبوبكر وعمر بموتها ، راجع : ( أنساب الأشراف للبلاذري ج2ص34 ).
- وقال المقدسي : وذكر إبن دأب أنها ماتت عاتبة على أبي بكر وعمر ، والله أعلم : راجع ( البدء والتاريخ للمقدسي ج 5 ص20 ).
*
- وعن عائشة : أن فاطمة (ع) سألت أبابكر بعد وفاة رسول الله (ص) : أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبوبكر : أن رسول الله (ص) قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبابكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر ، قالت : وكانت فاطمة ( ع* ) تسأل أبابكر نصيبها مما ترك رسول الله* (ص) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبوبكر عليها ذلك ،
*
- وأختم بما ذكره ( إبن الجوزي في كتابه الوفاء بأحوال المصطفى ج2ص803 ) روي عن علي (ع) قال : لما مات رسول الله (ص) جاءت فاطمة (ع) فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها ، فبكت وأنشأت تقول :
*
****************** *ماذا على من شم تربة أحمد** *** * أن لا يشم مدى الزمان غوالياً*****
****************** صبت علي مصائب لو أنها******** صبت على الأيام صرن لياليا
*
- وذكر هذه الأبيات والموقف ( إبن سيد الناس في عيون الأثر ج2ص423 ) و ( وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2ص134 ) و ( وتاريخ الخميس للديار بكري ج2ص173 ) و ( ووفاء الوفاء للسمهودي ج4ص113 ) و ( والاتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص33 ).
*
وعلى هذا يثبت لنا بما لاشك فيه بأن عمر آذى الزهراء وغضبت عليه الزهراء لما وقع منه من حرق الدار والضرب وحرمانها من إرثها ، وكذلك صاحبه أبوبكر أعرضت ، عن ذكر ذلك كله وما ذكرته من الأذى يكفي وعليه يثبت لنا إنه قد آذى الرسول ، فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي من أخبركم بذلك؟ وموقفه من رسول الله (ص) في صلح الحديبية وكتابة الكتاب واضح وجلي ، وقد ذكرت ذلك في العدد الخامس في مسألة عدم ثبوت الإيمان للخليفتين فراجعوا هناك ، والآن هل تريدونا أن نقول : بأن عمر على علاقة وطيدة بأهل بيت النبي (ص) بواسطة هذا الزواج المزعوم الذي لا نعلم إن تم كيف تم فهل نلغي الأمر الثابت وهو عدم رضا النبي والزهراء (ع) عنه بهذا الأمر المشكوك مالكم كيف تحكمون ؟.
المخالف : وهل لك الآن أن تذكر لنا النقاط المثارة في قضية الزواج ؟.
*
الموالي : إن شاء الله سوف أنقل لكم تلك النقاط وهي كالتالي :
*
1 -**هل للزهراء (ع) بنت تسمى بأم كلثوم غير زينب الحوراء ؟.
2 -**هل تم الزواج المذكور أم لا ؟.
3 -**إذا كان ثبت وقوع هذا الزواج فعلاًً* فهل وقع بالرضا أم بالإكراه ؟.
4 - *هل يمكن لعمر : إن يكره الإمام علي وكيف ذلك ؟.
5 -**ما هي دوافع عمر من هذا الزواج هل الدافع هو النسب فقط أم أمر آخر ؟.
6 -**هل الزواج بالإكراه إن قلنا بأنه تم بالإكراه يحقق القرب من أهل البيت أم يزيد العداء ؟.
7 -* هل زواج النبي بحفصة حقق العلاقة النسبية أم لا فلماذا يشك عمر في ذلك ويبحث عن أمر آخر يربطه بالنبي (ص).
8 -**هل يجوز للمنافق أن يتزوج المسلمة غير المنافقة أم لا ؟.
*
*
المخالف : لماذا تطرح كل هذه النقاط وما هي الفائدة يا ترى ؟.
*
الموالي من أجل أن نضع النقاط على الحروف وكشف الحقيقة للناس وبيان زيف المدعى من أن عمر له علاقة طيبة بأهل البيت وبصراحة تامة ، أقول أريد أن إثبت بان الزواج لو تم فأنه لا يخدم الأهداف التي يتحرك من أجلها القوم ، لما سوف يأتي إن شاء الله في القريب العاجل.
*
*
سؤال : وكيف سوف تفرغ هذا الزواج من الأهداف التي تمسك بها المتمسك ؟.
*
الموالي : سوف يتبين لك ذلك بعد الكلام في النقاط المطروحة مثار البحث وبعدها سوف يتبين لك ما أريد إن شاء الله تعالى :
*
والآن إليك الكلام في النقطة الأولى : هل للزهراء بنت غير السيدة زينب؟.
*
أولاًًً : لقد ذكر ( إبن حجر في الصواعق المحرقة ص37 ط مكتبة القاهرة ) ما يلي : وكان ممن شهد في فدك علي والحسنان وأم كلثوم (ع) ، هنا لدي بعض الأسئلة وهي أين ذهبت السيدة زينب عن هذه الشهادة ولماذا لم تشارك مع أسرتها هل لأنها غير مقتنعة بأقوال أسرتها أم أنها غير موجودة في المدينة وقت الحادثة أم أن زينب هي نفس أم كلثوم لأنه من غير المنطق أن يؤتى بالبنت الصغرى وتترك البنت الكبرى فإني لم أجد جواباً إلا أن نقول : بأن أم كلثوم هي زينب ولا يوجد غيرها وسوف يتبين ذلك في المستقبل أكثر وأكثر.
*
ثانياً : وفي ( علل الشرائع ج1 ص185للشيخ الصدوق ) قال : فإشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها .... الخ ، وهذه القصة سببها أنه أشيع خبر مكذوب مفاده بأن الإمام علي يريد أن يتزوج بنت أبي جهل على الزهراء (ع) وهذه الرواية منقولة في ( مجمع النورين للشيخ المرندي ص142 ).
*
وهنا يرد الإشكال الواضح أين ذهبت زينب فلم تخرج معهم وليست بموجودة في البيت ، لأن الإمام علي لما رجع لم يجد أحد في البيت فلا نعلم أين هي وأين ذهبت ولماذا لم تأخذها أمها الزهراء معها ، إلا أن تكون زينب هي أم كلثوم نفسها قد تسأل وتقول : لعل أم كلثوم زوجة عمر لم تولد بعد ؟ ، فأقول أمر محتمل ولكن هذا سوف يثير إشكال آخر وهو إن زينب الكبرى إسمها أم كلثوم* وأم كلثوم الصغرى*كانت أيضاًً زينب الصغرى فلا ندري لما هذا الإصرار على التشابه بين الثنتين في الإسم والكنية هل هناك نقص في الأسماء والكنى حتى يطلقالإسم والكنية على الإثنتين معاً.
*
ثالثاً : ففي ( الإرشاد للشيخ المفيد ج1 ص354 ) يرى بأن أولاد أمير المؤمنين من فاطمة الحسن والحسين (ع) وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وهنا تبين الإشكال الذي كان يواجه القوم في التسمية فإضطر الشيخ هنا لكي يقول : بأن كلا البنتين هما بنفس الإسم مع الإختلاف في أن أحداهما بكنية والأخرى لا ليس لها هذه الكنية ن إذاً هنا تبين أن أم كلثوم هي أيضاًً زينب وعليه الخلط يكون أمر محتمل بين الثنتين أو إن من ترجم للحوادث جاء فوجد تداخل في الأمور عندها إضطر بدل نفي البنت الثانية حتى لا يخالف الأحداث أن يقول بالتشابه بين الإسمين.
*
رابعاًً : ففي ( العمدة لإبن البطريق ص29 ) يرى بأن إسما إبنا الإمام هم*الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى التي هي أم كلثوم والكلام هنا هوهو كما مر بلا أي زيادة.
*
خامساً : لقد ذكر ( الزرقاني في كتابه شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9 ص254 ) أن عمر قد مات عنها قبل بلوغها ، فأقول كيف ذلك لم أفهمها على الإطلاق فحسبتها فلم أجد الحل قد تقول لي : كيف ذلك ؟.
*
فأقول لكم وجه الإشكال هو إن السيدة الزهراء توفت سنة 11 من الهجرة وعمر توفي سنة 23 للهجرة أي بين وفاة عمر والسيدة إثنا عشر سنه ، فلو فرض أن أم كلثوم هذه قد ولدت قبل وفاة أمها بسنه على أقل تقدير فتكون عند موت عمر عمرها ثلاثة عشر سنه فكيف تكون إبنة هذا العمر وغير بالغة إلاّ إذا قلنا بأنها ليست بنت للزهراء وإنما هي بنت علي (ص) من إمرأة أخرى*وهو أمر محتمل في حد ذاته.
*
سادساً : وفي ( بدائع الصنائع ج2ص240 لأبي بكر الكاشاني ) قال : وأنكح الصديق عائشة وهي بنت ست سنين من رسول الله (ص) وتزوجها رسول الله (ص) ، وزوج علي (ع) إبنته أم كلثوم وهي صغيره ( أبوبكر بن مسعود الكاشاني ط الأولى 1409مكتبة الحبيبية بكاشان ).
*
وهذه الرواية كسابقتها أيضاًً فالإستشهاد بقضية عائشة يكشف لنا أن عمر أم كلثوم هذه في نفس عمر عائشة وعمر عائشة عند العقد ست سنوات وعند الدخول بها عمرها تسع سنوات ، وهذا الكلام لا يتم على الإطلاق إذا قلنا بأن أم كلثوم هذه بنت الزهراء فهي بنت بالغة ولا يطلق على البالغة بأنها صغيرة.
*سابعاً :* ففي ( المصنف للصنعاني ج6ص163 ) أن علياًً بن أبي طالب أنكح إبنته جارية* تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب وما سوف أقوله هنا هو ما قلته سابقاً بل هنا أوضح لأن أم كلثوم هذه صغيره وهي تلعب مع الأطفال وأما أم كلثوم بنت الزهراء فهي أكبر من ذلك ولها مواقف من السلطة الحاكمة في زمانها ، فهي قد وقفت وشهدت مع والدتها ولقد روي عن أم كلثوم إحتجاجها على القوم بحديث الغدير وهذا لا يتم من جاريه صغيرة تلعب مع الأطفال وهذا يقوي الإستدلال على أنها ليست بنت الزهراء.
*
ثامناً : وينقل ( الشيخ المفيد في الكافئة في أبطال توبة الخاطئة ص17 ط دار المفيد بيروت الطبعة الثانية ) ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين (ص) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار والله دق عنقه كدقالبيضة على الصفاء إنه بذي قار بمنزلة الأشقر أن تقدم نحر وأن تأخر عقر ، فلما وصل الكتاب إلى حفصة إستبشر بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفاً وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : ما لخبر ما لخبر !! علي كالأشقر أن تقدم نحر وأن تأخر عقر فبلغ أم سلمة (ر) إجتماع النسوة على ما إجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين (ع) والمسرة بالكتاب الوأرد عليهن من عائشة فبكت وقالت : أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن ، فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين أنا أنوب عنك فأنني أعرف منك .... الخ وهذه الحادثة ينقلها ( ضامر بن شدقم المدني في كتاب وقعة الجمل* ص32ط الأولى ) و ( وبحار الأنوار ج32ص90ومناقب أهل البيت للمولى حيدر الشيرواني ص474 ) و ( وفي شرح نهج البلاغة ج14ص ).
*
فهنا يطرح سؤال كبير جداً : أين هي زينب ، عن هذه الأحداث ولماذا لم تخرج زينب بدلاً من أم كلثوم أليست هي البنت الأكبر ، فلماذا لا تتصدى هي لهذه الأدوار ، هل من مانع يمنعها من أن تقوم بواجبها في هذه الأحداث لا أجد أي جواب ، ويزداد إستغرابي أكثر عندما أبحث في شهادة أمير المؤمنين (ع) فأن الدور مقتصر على أم كلثوم فقط وفقط ولا يكاد نسمع لزينب أي ذكر ، لماذا ليس هناك من أي جواب على الإطلاق الا أن نقول : بأن زينب هي أم كلثوم وأم كلثوم هي زينب بذاتها فلا تعدديه وإنما هي واحدة فقط والدليل على أنها واحدة مايلي :
*
- لقد ذكر ( صاحب شواهد التنزيل الجزء الثاني ص208 ط الأولى 1411 كتب ) معاوية إلى مروان وهو على المدينة أن يخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر وأمها أم كلثوم بنت علي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله على إبنه يزيد .... الخ.
*
- وكذلك في ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عسكر ج57 ص245 ) فتجدون هنا أن زوجة عبد الله بن جعفر والتي لا خلاف فيها أنها زينب بنت علي بنت الزهراء ، نجدها هنا أنها أم كلثوم فمعنى ذلك أن أم كلثوم هي زينب وزينب هي أم كلثوم ومن هنا يتبين لنا الخلط في القول بأن أم كلثوم زوجة عمر قد تزوجها عبد الله بن جعفر بعد زينب ن وذلك بعد وفاة زوجيها محمد وعون إبنا جعفر وهذا الكلام لا يمكن أن يكون في أم كلثوم زوجة عمر ولكنه يمكن أن يتم في أم كلثوم زينب ، تقول كيف ذلك ولماذا لا يتم ؟ ، الجواب : إقرأ ما قالوه يتبين لك الأمر جيداً.
*
سؤال : وماذا قالوا : يا ترى ؟ ، لقد قالوا : بأن أم كلثوم زوجة عمر تزوجها بعد وفاته عون بن جعفر وبعد عون محمد وبعد محمد عبد الله أولاد جعفر ( أسد الغابة ج5ص615 ) ( والذرية الطاهرة ص161 ) ( والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص62 ) ( وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9ص254 ، عن ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر العاملي ص39 ).
*
وهذا لايتم من وجوه متعددة : حيث أنه من المعلوم الواضح أن عون ومحمد إستشهدا في عام 17 للهجرة في معركة تستر فراجع المصادر التاليه : ( الإستيعاب ج3ص61 ) ( وتاريخ الطبري ج4ص213 ) ( وأسد الغابة ج4ص314 ) ( والإصابة ج3ص372وص44 ) ( والكامل في التاريخ ج2ص550 ) ( والمعارف ص89 نقلاًً ، عن ظلامة أم كلثوم للعاملي السيد مرتضى ) فإذا علم أن عمر تزوج أم كلثوم في عام 17 من الهجرة فكيف يكون ذلك ولو ضممت إشكال آخر وهو كيف تزوج بها عبد الله بن جعفر ، وكانت زينب عنده وهي إختها ولم يفارقها ومن المعلوم أن زينب بقت إلى ما بعد كربلاء وهم يقولون : بأن أم كلثوم زوجة عمر توفت في حياة الحسن والحسين فكيف يكون ذلك إلاّ على القول بأن أم كلثوم هذه هي زينب ، فنحتمل عندها أنها تزوجت بأحد الأخوين عون أو محمد وبعد شهادته تزوجها عبد الله بن جعفر فلا إشكال في البين.
*
تاسعاً : ولزيادة الإطمئنان نذكر ما نقل عن قبر السيدة زينب في دمشق فقد قيل إنه قبر أم كلثوم ومن المعلوم أن أم كلثوم زوجة عمر كانت في المدينة وليست في سوريا والتي في سوريا هي زينب كما حققه البعض ، ففي ( تاريخ دمشق لإبن عساكر ج58 ص281 ) وراوية قرية بغوطة دمشق بها قبر أم كلثوم كما في معجم البلدان وفي غوطة دمشق ص20 راوية وتسمى بقبر الست ، وقال : ( صاحب معجم البلدان ج3ص20 للحموي ) راوية : بكسر الواو وياء مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء أي : قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم.
عاشرا : ففي ( الأمالي للشيخ المفيد ص323 ) فأننا نراه ينقل خطبة أم كلثوم لأهل الكوفة في قولها*: أتدرون أي كبد فريتم لرسول الله وهذه الكلمات هي نفس كلمات الحوراء زينب (ع) وكذلك ينقل ذلك ( صاحب لسان العرب ج2ص 176 ) و ( ومجمع البحرين ص375 ) ، وذكر ( السيد هاشم في كتابه مدينة المعاجز ج4ص109 الطبعة الأولى ) وأقبلت الرآيات يتلو بعضها بعضاًً وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه راس وجهه أشبه بوجه رسول الله وهو يتهلهل نوراًً كأنه البدر الطالع ومن ورائه النساء على أقتات الجمال بلا وطاء ولا غطاء على الأول أم كلثوم وهي تنادي وأخاه واسيداه وامحمداه واعلياه ! ، فكيف تكون أم كلثوم على الجمل الأول وفي مقدمة الركب وأين السيدة زينب يا ترى ففي هذه الأخبار بل في كل ما يتعلق بالسبي والثورة الحسينية نجد بأن الكلمات المنسوبة لأم كلثوم هي نفسها منسوبه لزينب ، فكيف ذلك إلا أن نقول : بأنهما واحده وليستا متعددتين.
*
أحد عشر : ذكر ( صاحب كتاب بيت الأحزان الشيخ القمي ص177 ) وصية الزهراء لأمير المؤمنين (ع) إلى أن يقول ، ثم ضمت إليها أم كلثوم فقالت له : إذا بلغت فلها : مافي المنزل ثم الله لها .... الخ ، فأين زينب ولما لم توصي بها ولماذا لم تجعل لها شي وهي الأبرز والأفضل إلا أن نقول : بأنها واحده وغير متعددة وعلى هذا ثبت لنا بأنه لا تعدد في بنات الزهراء وإنها بنت واحده لا غير.
*
الثاني عشر : وأختم به الكلام لا إشكال على الإطلاق بين الكل إن قلنا بالتعدد وأن للزهراء ابنتين فالكل إجمع أن زينب وأم كلثوم كانتا في كربلا ، وفي نفس الوقت أجمعوا على أن زوجة عمر : ماتت في حياة الإمامين الحسن والحسين وهذا أمر قطعي لا نقاش فيه بين إثنين وعليه يكون المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت الزهراء وهو في غاية الوضوح والبيان.
*
*
المخالف : ولكن ماذا ينفعكم أيها الشيعة من التركيز على نفي أن تكون أم كلثوم بنت علي هي بنت الزهراء ، لأن الذي يهمنا هو تثبيت الزواج بين بنت علي وعمر هذا هو الأمر المهم فقط ولا يهمنا غيره ،* فهل سوف تدفعوه أو تبطلوا القول الدال عليه وهو أمر صريح وواضح أيضاًً ؟.
*
الموالي : على هذا الإشكال سوف يتبين لك أخي المستشكل لماذا يهمني نفي هذه النقطة في موردين المورد ، الأول : في نفي إمكان حصول الأولاد من تلك المرأة المزعومة ، وثانياً : عدم إمكان حصول النسب بالنبي (ص) ولعله أيضاًً سوف يثبت لدينا عدم صحة هذا الزواج !!.
*
*
المخالف : كيف سوف تنفي الزواج من أساسه وفيه الكم الهائل من الأخبار والموثقات التاريخية إنه لأمر عجيب منكم أيها الشيعة ؟!.
*
الموالي : أخي العزيز صحيح ما تقوله فإن من يطلع على هذه القضية من بعيد فأنه سوف يرى جبلاً ضخماً من الأدلة ، وهو أمر مخيف لأن الرائي من بعيد سوف يعتقد بأن هذا الجبل الهائل من الأدلة هي جبل من حجر وصخر ولكن لو أقترب من الأدلة فلربما يجد ذلك الجبل أنه جبل من رمل ومن الرمال المتنقلة من هنا وهناك.
*
*
المخالف : وكيف ذلك عزيزي ؟ فإني لم أعرف ما تقصد من هذه الكلمات !؟.
*
الموالي : أخي الفاضل سوف يكون الكلام*من عدة جهات وفرضيات متعدده حتى نصل للمراد.
*
*
المخالف : وماهي تلك الجهات والفرضيات يا ترى ؟.
*
الموالي : سوف أقسم الأدلة الدالة على الزواج إلى أقسام :
*
الأول : مجموعة الأخبار الضعيفة والمرسلة.
الثاني : التناقض بين تلك الأخبار الدالة على الزواج.
الثالث : الكلام في الروايات الدالة على المهر.
الرابع : الروايات التي فيها سوء أدب وسوء خلق إتجاه أهل البيت (ع).
الخامس : البحث في الروايات الدالة على الإنجاب من المرأة المذكورة.
السادس : الروايات المتكلمة عن موت المرأة المذكورة هي وولدها وسوف أكون مختصراًً قدر الإمكان حتى لا يطول البحث ويمل القارئ الكريم.
*
*
المخالف : ومن أين سوف تكون البداية أيها الأخ العزيز ؟.
*
الموالي : أكيد من مجموعة الأخبار الضعيفة التي كثرت في هذا الزواج فمن هذه الأخبار كما يلي :
الأولى : قال إبن إسحاق : حدثني : عاصم بن عمر بن قتادة قال : خطب عمر إلى علي إبنته أم كلثوم فأقبل علي (ع) عليه وقال : إنها صغيرة ، فقال عمر : لا والله ما ذاك بك ولكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فإبعثها إلي ن فرجع علي فدعاها فأعطاها حلة ، وقال : إنطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين وقولي له : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلة ، فأتته بها فقالت له ذلك فأخذ عمر بذراعها فإجتذبتها منه ، وقالت : أرسلها فأرسلها وقال حصان كريم ، إنطلقي قولي له : ما أحسنها وأجملها ليست والله كما قلت فزوجها إياه*: ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري ص167 ) وهذه مرسله فما هو طريق المؤلف إلى عاصم.
*
الثانية : 13172 - وأخبرنا : أبو الحسين بن بشران ، أنبأ : دعلج بن أحمد ، ثنا : موسى بن هارون ، ثنا : سفيان بن وكيع بن الجراح ، ثنا : روح بن عبادة ، ثنا : بن جريج أخبرني : بن أبي مليكة أخبرني : حسن بن حسن ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب (ر) خطب إلى علي (ر) أم كلثوم فقال له علي (ر) : أنها تصغر عن ذلك فقال عمر سمعت رسول الله (ص) يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي فأحببت أن يكون لي من رسول الله (ص) سبب ونسب ، فقال علي (ر) لحسن وحسين زوجا عمكما فقالا : هي إمرأة من النساء تختار لنفسها فقام علي (ر) مغضباًً فأمسك الحسن (ر) بثوبه ، وقال : لا صبر على هجرانك يا أبتاه قال : فزوجاه ( 13162 سنن البيهقي الكبرى ج:7 ص:64 *) وهذه الرواية ضعيفة بروح بن عبادة وبوكيع بن الجراح.
*
الثالثة : قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي إبنته أم كلثوم قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية ، فقال : إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي فصنعت ثم أمر ببرد قطعوه وقال : إنطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين ، فقولي : أرسلني أبي يقرؤك السلام ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وأن سخطته فرده ، فلما أتت عمر قال : بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا قال : فرجعت إلى أبيها ، فقال : ما نشر البرد ولا نظر إلاّ إلي فزوجها إياه فولدت له غلام يقال له : زيد : ( الطبقات الكبرى لإبن سعدج6ص312 ) وهذه ضعيفة أيضاًً كصاحبتها.
*
سؤال : وكيف ذلك ؟ ، الجواب : لما يلي أولاًًً : لأنها مرسله فعن من ينقل محمد بن عمر الواقدي لم يعلم ولم يعرف ، وثانياً : الواقدي ضعيف فراجع كتب التراجم يتبين لك الأمر.
****
الرابعة : الخطيب البغدادي : أخبرنا : محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا : محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا : أحمد بن الحسين الصوفي ، حدثنا : إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي ، حدثنا : الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة إحدى وسبعين ومئة في مصر ، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب إبنته من فاطمة وأكثر تردده إليه ، فقال : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلاّ حديث سمعته من رسول الله (ص) يقول : كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة الاسببي ونسبي فأحببتوأن يكون لي : منكم أهل البيت سبب وصهر فقام علي فأمر بأبنته من فاطمة فزينت ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر فلما رأها قام اليها فأخذ بساقها وقال : قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ماقال : لك أمير المؤمنين قالت : دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي وقال :*قولي لأبيك قد رضيت ، فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلاًًً فمات : ( تاريخ بغدادج6ص182 ).
*
الخامسة : عن أسلم مولى عمر بن الخطاب قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فإستشار علي العباس وعقيلاً والحسن ، فغضب عقيل وقال : عقيل لعلي ، ما تزيدك الأيام والشهور إلاّ العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن ، قال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ، وأكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب إنه سمع رسول الله (ص) يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي ( ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي :170 )*وهذه الرواية مرسله واضحة الإرسال فما هو طريق المؤلف إلى أسلم مولى عمر ؟.
*
السادسة : باب في الشريفات ، عن أسلم مولى عمر قال : دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ثم قام على فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلاً والحسين فشاورهم في تزويج عمر أم كلثوم فغضب عقيل وقال : يا علي : ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلاّ العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجر ثوبه فقال علي للعباس والله ما ذلك منه نصيحة ولكن درة عمر أحرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله (ص) : ( مجمع الزوائد ج:4 ص:271 ) وهذه لم يعلم عمن نقلها الهيثمي فراجعوها.
السابعة : أخبرنا : أنس بن عياض الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب إبنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر : إنكحنيها ياعلي فوالله ما على الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما ارصده فقال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك إستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني ، فرفؤوه وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ؟ ، قال : بإبنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم فقال : أن النبي (ص) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وسببي ، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضاًً ( الطبقات الكبرى لإبن سعد ج6ص312 ) وهذه غير مقبولة لأنها مرسله لعدم معرفة الوسائط بين أنس بن عياض وجعفر بن محمد* ولأن الراوي وهو أنس بن عياض رجل مهمل.
الثامنة : 13171 أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عصمة قالا ، ثنا : السري بن خزيمة ، ثنا : معلي بن أسد ، ثنا : وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، ح وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن بن إسحاق ، حدثني : أبو جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين قال : لما تزوج عمر بن الخطاب (ر) أم كلثوم بنت علي (ر) أتى مجلساًً في مسجد رسول الله (ص) بين القبر والمنبر للمهاجرين لم يكن يجلس فيه غيرهم فدعوا له بالبركة فقال : أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلا أني سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من سببي ونسبي لفظ حديث بن إسحاق وهو مرسل حسن وقد روى من أوجه آخر موصولاًً ومرسلاً ( سنن البيهقي الكبرى للبيهقي ج7ص63 ) وهذه الرواية صرح ناقلها بأنها مرسله ، وأيضا فيها مجاهيل من مثل السري بن خزيمة ومعلي بن أسد.
*
هذا نموذج من الروايات في الموضوع ولو أردت أن أتخصص في بحث أسانيد هذه الروايات فسوف يسقط منها أكثر من النصف بلا إشكال وهذا أمر قطعي فما عليكم إلا أن تجربوا وتتفرغوا ، فسوف تصلوا إلى هذه النتيجة التي وصلت إليها.
*
*
المخالف : من فضلك ؟ تفضل أقول : أنت الآن تعترف وتقول : بأنه سوف يجد أكثر من النصف فيها ضعف في سندها وهذا إعتراف ضمني منك بوجود روايات صحيحة وهذه الروايات الصحيحة تكفينا للحكم بوقوع هذا الزواج فوقعت من حيث لا تدري ؟.
*
الموالي : ما شاء الله عليك ملتفت جيداً لكلماتي ومسكتني من هذه النقطة وأعتبرتها إعتراف مني ، وأنا أقول لك نعم أنا معاك وأعترف لك بذلك ولكن لا تتسرع فربما إني بهذا الإعتراف آخذ منك إعتراف وفعلاً حصلت على ذلك وإنك قلت : لو سلمنا بوقوع الضعف السندي في النصف تقريباً ، فيبقى علينا النصف الآخر ماذا نفعل به سوف أتوجه الآن للنصف الآخر فلعلنا نسقط نصفه أيضاًً فيبقى لدينا الربع.
*
*
المخالف : وكيف ذلك هل عندك بحث في غير السند ؟.
*
الموالي : نعم لدي إشكالات متعددة كما ذكرت لك سابقاً بأنه عندي نقاط إنتهيت الآن من الضعف السندي ، وسوف أنتقل للتناقض بين أخبار هذا الزواج فالتناقض في التقولات يولد الشك في أصل الموضوع خاصة إذا كان التناقض فاحشاً جداً.
*
*
المخالف : وكيف ذلك وما هو التناقض المزعوم هل لك بذكر بعض منه ؟.
*
الموالي : نعم سوف إذكر وأن كنت محتاراً من أين أبتدئ ولكن سوف إختار الإبتداء بالمهر ، التناقض الأول في المهر من عدة نواحي وجهات فالمتتبع للروايات التي تتكلم عن المهر يجدها متناقضة جداً بين أربعين الف من دون تحديد ، ومنها حددت بأربعين الف درهم ورواية قالت : عشرة الآف فهذه عينات من تلك الأقوال والنقولات :
*
- روى اليعقوبي خبر الخطبة وقال في آخرها .... فتزوجها وأمهرها عشرة الآف دينار ، المصدر : ( تاريخ اليعقوبي ج2ص150 ).
*
- وتزوجها عمر بن الخطاب وقال الزرقاني : ( وأم كلثوم ) ولدت قبل وفاة جدها الخطاب وأمهرها أربعين الفاً فولدت له زيداًً ورقية ولم يعقبا ثم تزوجها بعد موت عمر عون بن جعفر ثم فتزوجها أخوه محمد بن جعفر ثم مات ، فتزوجها آخوهما عبد الله بن جعفر فماتت عنده فتزوج إختها زينب : المصدر ( شرح الزرقاني ج:3 ص:128 ).
*
- وقال إبن حجر : عن إبن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده تزوج عمر أم كلثوم على مهر أربعين الفاً ( الإصابة في تمييز الصحابة ج4ص492 ).
*
- وقال صاحب الوافي بالوفيات زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجها عمر على أربعين الف درهم أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله* ( الوافي بالوفيات ج:15 ص:23 ).
*
- وهناك قول ينفله السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه ظلامة أم كلثوم يقول : نقل عن الدميري قوله : أعظم صداق بلغنا خبره صداق عمر ، لما تزوج زينب بنت علي فإنه أصدقها أربعين الف دينار ( وقد نقله السيد ، عن نظام الحكومة النبوية * التراتيب الإداريةج2ص 405عن المختار الكنتي في الاجوبة المهمة نقلاًً ، عن الحافظ الدميري ).
*
- وفي ( أنساب الأشراف ج2ص160 ) ذكر : أن عمر امهر السيدة أم كلثوم مائة الف وهناك مجموعة من الأقوال والإختلافات حول هذه المسألة فراجعوها في مضانها.
*
*
المخالف : وماذا يفيدك هذا البحث والتمسك بهذه الإستدلالات وهل تقدم أو تؤخر في الموضوع شيء ؟.
*
الموالي : أقول نعم تفيدني كثير لأن الطرف الآخر تمسك بمثل هذه الروايات وحاول أن يستفيد من كثرتها فلابد لي : من أن أبحث في هذه الروايات للوصول لحقيقة مخفية على أكثر الناس ، فانتم تضللون الناس بكثرة الأخبار فقط ومن دون أن تبينوا لهم حقيقة هذه الأخبار وتناقضاتها ولي في الحقيقة موقف آخر في روايات المهر.
المخالف : وما هو هذا الموقف بينه لنا ؟.
*
الموالي : أقول لو تأملت في هذه الأخبار المبالغة في هذا المهر لوجدت بأن هذا الكلام يناقض مطالب الشريعة المقدسة فالمبالغة في المهر أمر لم ترغب فيه الشريعة وتنهى عنه وتحاربه ، واليك مجموعة من الأخبار في ذلك قال : صاحب الكافي في الفقه ولا تستحب الزيادة على خمسمائة درهم لأنه صداق أزواج النبي (ص) وبناته بدليل ما روى أبو سلمة قال : سألت عائشة عن كما أراد أن يجعل الصداق محدوداً لا يزاد على صداقات أزواج النبي صداقالنبي (ص) ، فقالت : ثنتا عشرة أوقيه ونش فقلت : ومانش قالت : نصف أوقية رواه مسلم وأبو داود ولأنه إذا كثر أجحف ودعا إلى المقت ويستحب تخفيفه لما روت عائشة عن النبي (ص) : إنه قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أحمد المصدر : ( الكافي في فقه إبن حنبل ج:3 ص:85 *).
*
- ويستحب أن لا يغلى الصداق لما روي عن عائشة ، عن النبي (ص) : إنه قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أبو حفص بإسناده وعن أبي العجفاء قال عمر (ر) : إلا لا تغلوا صداق النساء فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله (ص) : ما أصدق ، المصدر : ( المغني ج:7 ص:161 ).
*
- وقال أبو سعيد الخدري (ر) ملء مسك ثور ذهباً والمستحب أن يخفف لما روت عائشة (ر) : أن النبي (ص) قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مونة ولأنه إذا ( كثر ) أجحف وأضر ودعا إلى المقت والمستحب ألاّ يزيد على خمسمائة درهم لما روت عائشة (ر) قالت : كان صداق رسول الله (ص) : لأزواجه إثنتي عشرة أوقية ونشأ أتدرون ما النش نصف أوقية وذلك خمسمائة ( درهم ) والمستحب الإقتداء به والتبرك بمتابعته فإن ذكر صداق في السر وصداق في العلانية ، المصدر : ( المهذب ج:2 ص:55*).
*
1562 - قال إسحاق : أخبرنا : الفضل بن موسى ، عن أبي الحارث هو جابر بن الحارث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس ، عن رسول الله ، قال : خيركن أيسركن صداقاً ، قال : وكان مجاهد يقول : إن كان درهماًً فهو حلال ، المصدر : ( المطالب العالية ج:8 ص:86*).
*
- وأيضا يناقض موقف عمر فعمر إبن الخطاب لا يحبذ كثرة المهر وينهي عن ذلك وله مواقف متشدد فكان لا يقبل المغالاة في المهور فلماذا تنازل عن مبدئه هنا ولم يصر عليه مع علمه وعلم الجميع بأن المغالاة أمر خلاف السنة المطهرة ، فقد ذكر بأن السنة المطهرة تنهي عن ذلك ، وقد مرت عليك مجموعه من الأقوال وأما الآن فإليك بعضاًً من أقوال عمر حول الموضوع : ولما قال عمر (ر) في خطبته ألاّ تغالوا في أصدقة النساء ( المبسوط ج:10 ص:152 ).
*
- وخطب عمر (ر) فقال : ألا لا تغالوا في صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله *(ص) : ما أصدق قط إمرأة من نسائه ولا بناته فوق إثنتي عشر أوقية ( تفسير القرطبي ج:5 ص:99 ).
*
*
المخالف : وماذا في المسالة يمكن أراد عمر أن يكرم السيدة أم كلثوم بهذا المهر ؟.
*
الموالي : نعم لقد توجهت للإشكال المثار فجوابك هذا لربما أجاب به غيرك كثير منهم : صاحب البداية والنهاية أسمع ماذا يقول : وأما فاطمة فتزوجها إبن عمها علي إبن أبي طالب في صفر سنة إثنتين فولدت له الحسن والحسين ، ويقال : ومحسن وولدت له أم كلثوم وزينب وقد تزوج عمر بن الخطاب في أيام ولايته بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة وأكرمها إكراماً زائداً أصدقها أربعين الف درهم لأجل نسبها من رسول الله (ص) ، المصدر : ( البداية والنهاية ج:5 ص:309 ).
*
تنبه إبن كثير للإشكال المثار على الخليفة فحاول أن يدفعه بهذه الكلمات بأن عمر دفع هذا المهر المرتفع لأجل نسبها من الرسول (ص) ، ونسي الناقل ومن سار على دربه بأن الزهراء سيدة البيت الهاشمي بل البيت الإسلامي لم يدفع لها هذا المهر ، وكذلك السيدة زينب عميدة البيت الهاشمي بعد الزهراء وربيبات النبي (ص) ولو كان في كثرة المهر خير لأعطي للزهراء وقد مر عليك تصريح النبي (ص) بأن كثرة المهر ليس فيه خير ولكن ضيقالخناق هو الذي دعاهم لمثل هذا الدفاع ولقد دافع طرف آخر عن الموضوع بأسلوب أكثر حنكة ودهاء حيث أرئد من دفاعه إن يضرب عصفورين بحجر واحد.