الاثنين , 3 اذار / مارس 2014
بانواما الشرق الاوسط
أحمد الشرقاوي
إسرائيـــل تقامـــر بوجـــودها
ما ذهبنا إليه بالتحليل في المقالات الأخيرة حول حتمية الحرب الإسرائيلية الداهمة ضد حزب الله، استوحينا خيوطه الرفيعة من خطاب سماحة السيد في ذكرى القادة الشهداء، الذي لمح إلى أن الإنقسام السياسي في لبنان وإستغلال سلاح الإرهاب الوهابي في الداخل بهدف إشغال المقاومة عن معاركها المصيرية، جعل إسرائيل تستغلها فرصة ملائمة للعدوان على المقاومة.
لم يعد الأمر مجرد تنظير نتيجة تحليل، بل أضحى حقيقة قائمة، تؤكدها المعلومات الموثقة. وفي هذا الصدد، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن “الاستخبارات الروسية حذرت حزب الله عبر قنوات خاصة من تحضيرات اسرائيلية لشن حرب خاطفة ضده، وكذلك أُبلغ الاميركيون بالمعلومات حيث طلب اليهم الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ‘بنيامين نتانياهو’ لمنعه من شن العملية في ظل الاوضاع التي تعانيها المنطقة”، وفق ما ذكرته اليوم “وكالة أوقات الشام الإخبارية”.
كما أكدت مصادر أمنية غربية، ان طبول الحرب مع اسرائيل بدأت تُقرع، ذلك أنه وفق تقارير رفعتها لجهات مسؤولة، فإن قيادة حزب الله في لبنان تبلغت من جهات استخباراتية عسكرية ايرانية كذلك، معلومات مفادها أن “إسرائيل” انهت فعلاً استعداداتها لضربة عسكرية خاطفة ضد حزب الله، قد يكون موعدها خلال الأسابيع القادمة (ربما شهر حزيران/ يونيو المقبل)، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الاسرائيلية تعزيز مواقعها وتحصيناتها على الحدود الشمالية.
وبحسب دراسة أكاديمية إسرائيلية حديثة صدرت عن “مركز بيغين – السادات”، سينفذ العدوان الإسرائيلي وفق خطة أعدها الجيش الصهيوني تتضمن عملية جوية وبرية واسعة، تستند إلى موارد استخبارية جديدة وثورة تكنولوجية على مستوى التنسيق المركزي، هدفها إنزال “ضربة قاضية” تنهي قدرات الحزب كقوة مقاتلة على مدى سنوات، وفق زعمهم.
بعض العارفين بخبايا التحرك الإيراني الأخير يقولون، أن زيارة ‘بروجدي’ إلى لبنان الأسبوع الماضي ولقائه الخاص بسماحة السيد، لم تكن خارج جو التحضير لإفشال العدوان الإسرائيلي على المقاومة وتحويله إلى فرصة لتحقيق الإنتصار. كما أن سفر وفد إيراني هذا الأسبوع إلى روسيا، قد يكون في إطار التحضير المشترك لخطة المواجهة المقبلة في الشرق الأوسط، ما سيقلب المعادلات ويجبر الأمريكي على القبول مرغما مهزوما بما يرفضه حتى الآن بسبب عنجهيته وإستكباره.
وهناك معلومات جديدة ذكرتها مصادر أردنية وتناقلتها وسائل الإعلام، تتحدث عن حدثين من المتوقع أن تعرفهما الساحة السورية واللبنانية في القادم من الأسابيع، الأول، إفتعال حادث أمني من قبل الأردن على الحدود مع سورية لبدء تدخله العسكري في الجنوب السوري، بحيث سيتم الإيعاز للمجموعات المسلحة و الجيش الحر للقيام بقصف على مواقع الجيش الأردني على الحدود الأردنية – السورية، ما سيسفر عن مقتل وإصابة العديد من أفراد الجيش الأردني، فتكون هذه الحادثة مبرراً للجيش الأردني للتقدم باتجاه الأراضي السورية لمساندة المجموعات المسلحة ومحاولة فرض جيب إسرائيلي يمتد من منطقة القنيطرة إلى درعا بالتنسيق والتعاون مع الجيش الإسرائيلي والجماعات التكفيرية والجيش الحر.
ووفق ذات المصادر، فإن هذه الحادثة المفتعلة، ستترافق مع حملة إعلامية تحريضية ضد الجيش العربي السوري والقيادة السورية، لتظهر الجيش السوري أنه يعتدي على الجيش والشعب الأردني، وبالتالي أي أردني يقف ضد تدخل الأردن العسكري في الأراضي السورية سيتم تصنيفه على أنه يقف ضد بلده وجيش بلده وبالتالي فهو عميل ويجب محاكمته.
أما الحدث الثاني، فهو إقدام إسرائيل وبشكل مفاجأ على قصف مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني، في الوقت الذي تساند فيه جيش العملاء للتسلل إلى دمشق من الجولان المحتل. وتسعى بذلك إلى تغيير الواقع السياسي في لبنان والواقع العسكري في الجنوب من خلال ضرب مكامن قوة حزب الله، وبموازات ذلك، إسقاط دمشق إنطلاقا من الجولان والأردن، ما يوحي بأن الحدثين مخطط لهما ليتما بالتزامن على الأرض، ما سيجعل من الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي شركاء للجيش السعودي الجديد المكون حتى الآن من 30 ألف عنصر يدربون في الأردن (والرقم مرشح للزيادة باستقدام مقاتلين من باكستان) ، بالإضافة لحوالي 20 ألف من الإرهابيين من “جبهة النصرة” و “الجبهة الإسلامية” وتوابعهما، ناهيك عن فلول “الجيش الحر” التي ستتمركز في الجولان المحتل للهجوم على دمشق.
لكن، ما لا تريد أن تفهمه الإدارة الأمريكية الغبية ومعها إسرائيل والسعودية والأردن أيضا الذي لا يبدو أنه سيد نفسه ولا يمتلك قراره وأنه مسير من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية، هو أن سورية كما حزب الله لا يحارب كل واحد لوحده وبمعزل عن الآخر، بدليل أن فشلهم في لبنان عام 2006، كما أن فشلهم في سورية اليوم وبرغم ثلاث سنوات من القتل والدمار والخراب، هو أن المواجهة وإن كانت تبدو في بعض الأحيان موضعية من الناحية الجغرافية، إلا أنها من الناحية الإستراتيجية تشمل كامل الهلال الروسي وليس الهلال الشيعي فحسب، من روسيا إلى لبنان.
وحيث أن الأمر كذلك، فإن أي تحرك في بقعة من هذا الهلال الكبير يؤثر بشكل حتمي، مباشر أو غير مباشر، في المحور ككل، والذي تحول في الحرب الدائرة عليه في الشرق الأوسط وأوراسيا إلى “خلية نمل” تعمل بقيادة موحدة، ورؤية واضحة، وخطة بأهداف نوعية وعملية، وتنسيق وثيق عالي المستوى، وإمكانات بشرية إستثنائية لها عقيدة إيمانية وأخلاقية راسخة، وسلاح كاسر للتوازن، وتكنولوجيا متطورة تضاحي أحدث ما وصل إليه الغرب في هذا المجال أو يزيد قليلا في بعض القطاعات المحددة. وبالتالي، فالحديث عن حزب الله أو سورية يقتضي الحديث عن المشهد ككل في الهلال “الروسي – اللبناني”، لفهم تفاعلاته وتفرعاته وتداعياته.
وبالنسبة للبنان، نستطيع الجزم اليوم في إطار ما استجد من معلومات أمنية وعسكرية بعد ربطها بالمعطيات السياسية القائمة، أنه لا يمكن فهم خطاب الرئيس ‘ميشال سليمان’ الذي طالب فيه حزب الله بعدم التمسك بمعادلات “خشبية” لعرقلة البيان الوزاري للحكومة العتيدة، في إشارة منه لمعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” الذهبية، إلا في إطار ما يحضر للمنطقة. خصوصا وأن كل المؤشرات اللبنانية والإقليمية تؤكد أن الرئيس ‘سليمان’ ما كان له أن يضع العصا في عجلة الحكومة لو أنه لم يتلقى ضوءا أخضرا من الرياض، يطالبه بتفجير الحكومة وتعويم الوضع في لبنان إلى حين الوقوف على نتائج الحرب الإسرائيلية القادمة على حزب الله.
هكذا قرر الرئيس ‘سليمان’ إنهاء عهده بالإنقلاب 180 درجة على المقاومة التي أتت به رئيسا، وأقسم في بداية تنصيبه على صون الدستور والمقاومة معا، ليسجل التاريخ أن عهد الرئيس ‘سليمان’ هو أسوء عهد عرفه لبنان، وأن معادلة “قوة لبنان في ضعفه” لا يمكن أن تفهم في إطارها الصحيح إلا من خلال تحليل شخصية هذا العسكري الضعيف والسياسي الفاشل، الذي قبل أن ينحاز لفريق ضد فريق آخر من شعبه، وإختار أن يتموضع في المحور المعادي لمحور الممانعة والمقاومة ضدا في لبنان الكيان والرسالة والمصير.
كما أن الصبي “أحمد الحريري’ ما كان له أن يهاجم حزب الله من إستراليا مبشرا بقرب سقوط النظام السوري، لو أن فريقه لم يسمع من أمراء الرمال أن الرياض ماضية في غيها مع إسرائيل مهما كلف الأمر لإسقاط حزب الله وسوريا معا. مؤكدا أن “مثالنا الاعلى هو رفيق الحريري وليس حزب الله، فمن يجب ان نحذو حذوه هو رفيق الحريري الذي انتهج خيار الاعتدال وليس حزب الله الذي يحمل السلاح وينتهج التطرف”.
غير أن طريق “الإعتدال” التي يتحدث عنها ‘أحمد الحريري’، هي تلك التي حولت الرئيس المغدور رفيق الحريري من سائق طاكسي إلى ميلياردير ورئيس وزراء لبنان، وفق ما ذكر الرئيس ‘شيراك’ في مذكراته. وهذه الطريق لا يعرف المشي فيها إلا من كان إنتهازيا بلا أخلاق، مؤمنا بعقيدة محور الإعتلال الصهيوني لا عقيدة المقاومة الشريفة.
بمعنى، أن كلمة “الإعتدال” أصبحت في قاموس الشرفاء تخفي في مضمونها معاني هابطة ومبتذلة، من قبيل الخيانة، النفاق، الغدر، الكذب، الخسة، الدنائة…إلخ… خاصة وأن سماحة السيد بعد كلمته الإخيرة، لم يترك منطقة رمادية يختبأ فيها الموتورون، فإما أن يكونوا مع المقاومة أو يكونوا مع إسرائيل، ولم تعد الخيانة وجهة نظر كما أرادوا لها أن تكون في الأدبيات السياسية الآذارية.
هذه قد تبدو تفاصيل صغيرة وثانوية تؤثت المشهد العام في المنطقة، لكن دلالتها كاشفة لما تخبأه، وموحية لما تتضمنه، أكثر من التقارير الإستخباراتية. خصوصا إذا وضعت في سياق خطاب سماحة السيد الأخير، بمناسبة ذكرى القادة الشهداء، والذي قال في إحدى فقراته: “العدو لا يخيفنا، ويعرف أن المقاومة جاهزة في كل وقت، وأن قوة المقاومة تتطور، وسورية هي ساحة خبرة وتجربة للمقاومة. لذلك ليس على البنانيين أن يقلقوا، بل إسرائيل هي من يجب أن تقلق، وأي حسابات خاطأة ستدفع ثمنها غاليا، وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذا الصدد”. والعبارة الأخيرة موجهة لسماسرة السياسة في لبنان.
لكن، ما الذي يجعل إسرائيل تقلق من دخولها الحرب ضد حزب الله؟
معضلة إسرائيل هذه المرة تكمن في إستحالة ضرب مواقع حزب الله ومخازن أسلحته بالقصف الجوي المعتاد، ذلك أن قيادة حزب الله قد احدثت منذ فترة تغييرات اساسية في البنية العسكرية والأمنية للمقاومة. وتؤكد المصادر ان حزب الله يعمد الى تعزيز جبهة البقاع الغربي التي يعتبرها الاكثر خطورة، كونها البوابة المطلة على دمشق والتي يتوقع ان تكون مسرحاً للعمليات العسكرية الاسرائيلية. وكانت وحدات من الهندسة في حزب الله، بإشراف خبراء ايرانيين، قد اشرفت على عمليات حفر انفاق، وتعزيز التحصينات بحضور مسؤولين عسكريين في قوات القدس في الحرس الثوري الايراني.
ووفق المعلومات التي بحوزة إسرائيل ودوائر إستخبارات غربية رصدت تحركات حزب الله خلال الفترة الماضية، فإن الحزب قام ببناء أنفاق عميقة وطويلة تصل مجموع الجنوب اللبناني بالحدود مع فلسطين المحتلة جنوبا ما وراء نهر الليطاني، وتربط الضاحية بسورية شرقا، حيث لم يعد حزب الله ينقل السلاح الكاسر للتوازن برا كما تدعي إسرائيل كذبا، بل من خلال الأنفاق التي يعتقد أنها بحجم أنفاق ميترو لندن وباريس، وأنه يستحيل على الطيران الإسرائيلي أن يدمرها لعمقها وتحصيناتها الخاصة.
كما وأقام حزب الله مخازن سلاح وذخائر تحت الأرض، في مناطق مختلفة ضمن ما يسمّى بـ “خطة النمل”، عبر إقامة مخازن ثابتة ونقّالة، حتى لا تتعرّض معدّاته الحربية للتدمير. وأوضحت دراسة مركز “بيغين – السادات”، أنّ هذه الحصون تحتوي على مواقع لإطلاق النار ومنشآت لتخزين الذخائر وغرف عمليّات ومهاجع ومنشآت طبّية وأنظمة إضاءة وتهوئة ومطابخ ومراحيض وأنظمة لتسخين المياه، مجهّزة بشكل يسمح لعشرات المقاتلين بالعيش تحت الأرض لأسابيع من دون الحاجة للتزوّد بالمؤن.
كما وكشفت معلومات خاصة بـ”الأفكار” نشرها أيضا موقع “سورية الآن”، أنّ حزب الله أقام من ناحية أخرى شبكة أنفاق خارج الجنوب، وتردّد أنّه عمد منذ أعوام إلى شراء مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة الهرمل القريبة من الحدود مع سوريا، وحفر فيها الأنفاق والمخازن في جرود منطقة الشعرة في البقاع، التي تصل إلى عمق الأراضي السورية في صيدنايا وسرغايا.
وتقول المعلومات، أن هذه الأنفاق لها أهمّية استراتيجية كونها بعيدة عن المواجهات العسكرية، وقريبة من سوريا، بحيث يمكن للحزب من خلالها تهريب الصواريخ والعتاد والذخائر عبر الأراضي السورية في حال حصول مواجهات عسكرية مع الإسرائيليّين.
وتشير معلومات غربية أخرى، أن حزب الله قام بنصب عشرات الآلاف من الصواريخ في مناطق مختلفة من لبنان وليس في الجنوب فحسب، وأنشأ مواقع عسكرية جديدة على الحدود اللبنانية السورية، وساعدت إيران حزب الله بالمعدات والرجال والأموال في إنشاء هذه البنية العسكرية المتطورة الجديدة.
هذا المعطى، دفع بخبراء الإستراتيجيا الصهاينة لوضع مخطط للهجوم من محورين، هجوم جوي خاطف من خلال القصف السجادي المكثف على بنك من الأهداف المحدثة، يتبعه إرسال فرق كوماندوس خاصة لإقتحام الأنفاق بمساعدة تكنولوجيا متطورة عبارة عن كرات تلقى في الأنفاق فتنقل بالصوت والصورة ما يوجد بداخلها، وتساعد بالتالي المهاجمين على تقدير المخاطر، وفق ما يتصورون، وكأن الجنود الصهاينة يمتلكون من الشجاعة والعزيمة ما يدفعهم لمهاجمة أنفاق حزب الله، وكأن جند الله سينتظرونهم ليفتحوا لهم صدورهم للشهادة.
أما على مستوى السلاح، فتتحدث تقارير عن حصول حزب الله على تشكيلة كاملة من السلاح النوعي، من ضمنه ما هو كاسر للتوازن، كصواريخ “ياخنوت” المرعبة والمخصصة للأهداف البحرية بما فيها البوارج ومنصات النفط والغاز، وصواريه أرض – جو المضادة للطائرات، ما سينزع عن جيش العدوان الصهيوني التفوق الجوي الذي كان يتبجح به في حرب 2006، ناهيك عن ما يزيد عن 100 ألف صاروخ من كل الأحجام والأنواع وبقرات تدميرية هائلة تغطي كافة جغرافية فلسطين المحتلة، وفق التقديرات الإسرائيلية، بالإضافة لمئات الطائرات الإيرانية من دون طيار والتي لا يمكن كشفها بالرادار وقادرة على حمل صواريخ موجهة. وقد تكون لحزب الله مفاجئات لا يتوقعها العدو الصهيوني من شأنها قلب معادلات القوى في منطقة الشرق الأوسط وإلى الأبد.
هذا علما أن الصهاينة مقتنعون أن حزب الله في الحرب المقبلة سيعمد إلى غزو الجليل الأعلى برمته من البحر إلى الجولان، ووفق تقارير إستخباراتية إسرائيلية، فقد أعد حزب الله 5 مجموعات مقاتلة بمدرعات وعربات خفيفة واسلحة ملائمة للسيطرة على الجليل الأعلى من 5 محاور لإخضاع المستوطنات هناك لحصار جند الله.
لذلك، تقتضي خطة الحرب الخاطفة عدم تمكين حزب الله من تنفيذ مخطط “غزو الجليل الأعلى” وذلك من خلال كثافة النيران من الجو والأرض. لكن المشكلة تكمن في الأنفاق، حيث كشفت مصادر إسرائيليّة أن الجيش الصهيوني يعتبر أنّ الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون حرب أنفاق بامتياز، والتركيز عليها سيساعد الجيش الإسرائيلي على التفوّق، وفق زعمهم.
لكن ما لا تتحدث عنه “إسرائيل” هو كتائب المقاومة العربية، القومية والناصرية التي أعدها حزب الله لتحرير الجولان، وهي تعتقد أن مثل هذه المقاومة يمكن التغلب عليها من خلال فلول الخونة من الجيش الحر الذين قررت وضعهم على طول المنطقة العازلة أو شريط “طيبة” كما أسمته، ليكون خطا عازلا بين الجولان المحتل وإسرائيل، يقي جيشها هجوم المقاومين الشرفاء.
ونُقل عن أوساط إسرائيلية قولها خلال لقاءات مع جهات عسكرية أميركية: “إذا لم نتدرّب على معرفة وضعيّة هذه الأنفاق ومواقع المواجهة، فإنّ تنفيذ مهمّتنا سيكون صعباً، لذا نحن نتدرّب جيّداً على احتمال حرب الأنفاق، لأنّ هذه التدريبات كفيلة بأن تجلب لنا التفوّق وتحقيق الهدف”.
وحيث أن الأمر يتعلق بحزب الله، فإن الهدف الذي تطمح لتحقيقه إسرائيل سينقلب بإذن من الله وعونه إلى هزيمة مذلة لم يسبق لها نظيرا في التاريخ.. إنها فعلا بداية العد العكسي لزوال هذا الكيان الخبيث من منطقتنا العربية إلى غير رجعة، ومعه كل الخونة والعملاء، ليبزغ فجر جديد يعيد فيه حزب الله لأمته عزتها وكرامتها وحقها المغتصب..
ونحن على يقين أن حزب الله لن يكون وحده في هذه المعركة المصيرية، وأن محور إيران، العراق، سورية، لبنان، سيكون حاضرا بأبطاله الأحرار ورجاله الشرفاء ومقاوميه الأبرار، وربما، ستكون الحرب القادمة مناسبة ليجتمع العرب والمسلمون على قلب رجل واحد وراء فلسطين، بعد أن فرقتهم الإديولوجية الوهابية خدمة للعقيدة الصهيونية ومشروع الهيمنة الأمريكية الأحادية على خيرات الشعوب ومقدرات الأوطان.
برايي المتواضع : هذا السيناريو الحربي ان كان حقا فهو ليس للتنفيذ الان او خطة استباقية من قبل اسرائيل
بل هو نموذج الحرب اذا قدر ان تحصل
لانه الان وبعد جنيف 2 التي فشلت . الكل يتوقع تصعيد سواء اقليميا او عالميا بين اقطاب الصراع المتصارع
ولعل ما يجري في الاردن من استعدادات واحدة منها . وما يجري في اوكرانيا واحدة منها
ولعله سوف يطرأ في الايام القادمة حدث اخر مهم تصعيدي ككوريا الشمالية او بين الصين واليابان
اما توقع ضربة استباقية من اسرائيل على حزب الله فهو شبه انتحار لاسرائيل . لانه حزب الله وسلاحه وتكتيكه اقوى من قبل وسوريا وجيشها مازال قوي وسينجر لعله بهذه الحرب لانها ستكون مفتوحة ولعل ايران سوف تدخل كطرف ايضا وكل ذالك تحت مفهوم الخط الاحمر الذي وضع لاسرائيل والغرب من قبل جبهة المقاومة الثلاثية . والحرب على حزب الله هو تجاوز لهذا الخط . ولا يعلم احد الى ماذا سوف يتطور الامر
لذالك لا اظن من ظاهر الامر والفهم والتقييم للمسالة ان اسرائيل بصدد حرب مباغته على حزب الله طالما كان عدو اسرائيل قوي ومؤذي لها في صميمها
اذن ماذا قد يكون كل ذالك : والجواب هناك احتمالات وحسابات محتملة متعددة
ولكن اتصور ان تفتح حرب داخلية في لبنان على حزب الله مسالة مهمة في حسابات العدو الصهيوني والامريكي . بل واستغرب تاخرها الا ان يكون هناك توقيت استراتيجي معد لفترة وضرف ما لا يعلم سببه واوانه . وهذا البديل اسلم وارخص واامن لاسرائيل من توجيه ضربة لحزب الله الان
نعم اذا علم العدو الصهيوني ان حزب الله اصبح ضعيفا فلعله يقوم بما يسمى بالضربة الحاسمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي على الجهد الذي تقدمه
برأيي وحسب مانراه على الساحة الحالية فاستبعد جدا ان تقوم اسرائيل بهذه الخطوه لا في هذه الايام ولاحتى الاشهر القادمة نظرا لما يمثله حزب الله من قوة كبيرة فرضت نفسها على المستوى الاقليمي فمجرد التفكير بضربة صغيرة فهذا يعني اقحام اسرائيل ومن خلفها في حرب مفتوحه لاتملك خيار انهائها وخير مثال الضربة الامريكية لسوريا وكيف تم التعامل معها من قبل سوريا وحلفائها فما بالك بحرب تريد دخولها لوحدها .
اعتقد ان هذا بعيد كل البعد عن الواقع الذي نعيشه . واذا ماحصلت فسأكون على يقين ان العقل المدبر اليهودي الذي اخضع حكام العالم وجعلهم تحت امرته هو اغبى اغبياء خلق الله حتى يقدم على هكذا انتحار .