بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر (تشرع) برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها.
فإذا استدار الفلك، قلت: مات أو هلك بأي واد سلك، فيومئذ تأويل هذه الآية " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " (2).
ولذلك آيات وعلامات، أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة (3) وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر، يشبهن بالهدى، القاتل والمقتول في النار، وقتل كثير وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الأسبغ المظفر صبرا في بيعة الأصنام، مع كثير من شياطين الانس.
وخروج السفياني براية خضراء، وصليب من ذهب، أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة، أميرها أحد من بني أمية يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال على عينه، طرفة .... الخ
خطام : الخِطام بمعنى الزِّمام او المِقْود ... الخِطام :ما وضع على خَطْم الجمل ليُقاد به .
الجزل : الجَزْل هو الكثير العظيم من كلِّ شيء ... الجَزْل : ما عظُم من الحطَب ويبس .
ذحلة : الذِّحْل الثأْر وقيل طَلَبُ مكافأَة بجناية جُنِيَت عليك أَو عداوة أُتِيَتْ إِليك وقيل هو العداوة والحِقْد وجمعه أَذحال وذُحُول وهو التِّرة يقال طلب بذَحْله أَي بثأْر .
وعليه سيكون المعنى الاقرب كما اراه من قول المعصوم ع نعيده مع التفسير المرافق للنص كالاتي : ( قبل ان تشغر برجلها فتنة شرقية ) ، اي فتنة شرقية في مشرق الارض او مشرق منطقة الظهور ترفع رجلها وتضرب باهلها هناك .
( تطأ في خطامها ) ، تصيب / تنال من اصحاب القيادة او من بيدهم زمام الامور ودولهم . ( بعد موت وحياة ) ، اي لعله بعد ان تفني الحوادث والصراعات البعض وينجو البعض منها .
( أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ) ، اي تهدد بان تشب نار الفتنة الشرقية في الحطب الجزل ( اي الكبير ) في غربي الارض وهذا مع الذي قبله كناية عن فتنة حرب طاحنة تصب النار على من وقع فيها . شرقا اولاً او ابتدائا ، وغربا لاحقا بتهديد يسبقه من المشرقيين .
( رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها ) اي رافعة صوت تهديدها الحاقد الغاضب للعدو الغربي بطلب الانتقام عما اصابها من الضرر والخسارة في المشرق او تسبب له من الدمار مثل الذي اصابها .
بمعنى آخر : اي ان هناك سيكون بعد حوادث وصراعات في شرقي الارض ، فتنة / حرب كبيرة تضرب اهل المشرق تصيب قادتها وسلطانها واهلها ، ( ولعل يظهر ان اهل المغرب سبب فيها / قد تكون مثلا او محتمل الضربة الاستباقية وفق المفهوم العسكري الحالي ) ، فيقوم اهل المشرق بتهديد اهل المغرب وطلب الثار بان يحل بهم مثل الذي حل فيهم او التعويض عما اصابهم .
ويظهر من اخر الرواية ان هناك هلاكا كبير سيحل بالاثنين بعد التهديد وذالك من قول المعصوم ( فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف (ألف) من اليهود والنصارى)
وذكر اليهود من بين من يهلك رغم قلتهم وانتشار تواجدهم في الارض فلعله اشارة الى انّ لهم طرفاً في هذه الفتنة ، فتحل عليهم بعض نيرانها . بينما لم يذكر المسلمين وهذا مع ربطه بروايات اخرى يتبين ان هذه الفتنة الشرقية الغربية قبيل الظهور وحتى لعله تستمر مزامنه له ، لا يكون المسلمين طرف فها ولا بكبير خسائرها ، ولكن بدرجة اخرى/ اقل يتورطون بها فضلا عن فتنهم الخاصة بمنطقتهم .
بالعموم فان اهل المغرب ( الروم المتمثل باوربا وامريكا الان مثلا ) هم باقين بالاحتفاظ بمقدار من قوتهم العسكرية حتى بعد الظهور رغم الملاحم والحروب المتوقعة والهلاكات الكبيرة بينهم ، وهذا يمكن استخلاصه من ان الامام الحجة ع سوف تكون له معهم حرب كبيرة قبيل الفتح العالمي بعد نزول النبي عيسى ع .
( فإذا استدار الفلك، قلتم مات أو هلك بأي واد سلك، فيومئذ تأويل هذه الآية " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا .
اقول : استدارة الفلك هو اختلاف الشيعة كما فسرته الرواية التالية : ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم، فقال: أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك ، في أي واد سلك؟ فقلت وما استدارة الفلك؟ فقال: اختلاف الشيعة بينهم . انتهى .
وعليه بضم هذه التفسير الى الرواية التي تذكر حال بني إسرائيل في سورة الإسراء
سيكون عندنا الترتيب العلاماتي التالي
اولا : اختلاف الشيعة
ثانيا : يأتي تأويل قوله تعالى
( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) .
ولذلك الحدث علامات تدلل عليه كما يذكرها الإمام ع وأولها هو ( إحصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة ) والى آخر العلامات .
وعليه يظهر لي من هذه الرواية وتفاصيل الأحداث المذكورة فيها ان تأويل الاية في سورة الإسراء وتحقق العلو الثاني لبني إسرائيل سيكون قبيل الظهور ويمتد خلاله إلى أن يقوم القائم ع ويكون هو الذي يدخل عليهم ويسؤ وجوههم ويتبر ما علو تتبيرا .
اذا أردنا ان نسقط هذه الأحداث على الواقع باعتبار اننا نختبر فرضية عصر الظهور ونحاكي الأحداث المشهودة مع الروايات
فأن قيام ما يسمى دولة إسرائيل اليهودية الصهيونية عام 1948 م على أرض فلسطين هي مقدمة لتحقق علوهم الثاني
فإذا جاؤا لفيفا ( إلى أرض فلسطين التي احتلوها ظلما ) من كل بقاع الأرض التي انتشروا فيها سيبدأ علوهم الثاني
وهذا العلوا اذا اردنا فهم تفاصيله ومقصده فاظن احسن ما يفسره هو القرآن وبحادثة تاريخية حصلت مع اليهود أنفسهم من قبل فرعون موسى ع
ففرعون علا في الارض
والعلو هو التكبر والقهر والبغي على من دونه وتحت سيطرته واجبارهم على عبادته .
وكان فعل علوه هو ان جعل أهل مصر شيعا اي جماعات ومراتب طبقية ، وكان اليهود هم الفئة المستضعفة منهم فجعلهم خدما وعبيد له
وكون انه خاف منهم أمرا رآه في المنام وأخبره العرافين به مما سوف يليه من قوم بني إسرائيل عليه وتهديد ملكه وحكمه اخذ بتقتيل أبنائهم ويستبقي بَناتهم للخدمة .
فتدور السنين والقرون ويرجع بني إسرائيل في آخر الزمان ليكونوا هم فرعون آخر الزمان ويعلون علوهم الثاني
وحيث ان المستضعفين في الأرض زمن فرعون هم بني إسرائيل الذين كانت فيهم النبوة والرسالة اي يتمثل فيهم خط الرحمن والهداية إلى الصراط المستقيم .
فإن المستضعفين في آخر الزمان عند علوا بني إسرائيل هم من أمة محمد ص اي خط الرسالة
وحيث ان الإمام المهدي ع هو حجة الله وبقيته في أرضه فإن الخط الحق الذي سيمثل المؤمنين في آخر الزمان هم شيعة واتباع آل البيت ع . ولقد بين القرآن هذه الحقيقة أيضا فقال تعالى .
فأذا كان اليهود فراعين آخر الزمان فإن المؤمنين ( شيعة واتباع آل البيت ع ) هم المصداق الحق والدقيق للذين آمنوا من أمة الاسلام عموما
ولقد وعد الله الذين استضعفوا في الأرض ( الإمام المهدي وشيعته ) بأن يمن عليهم ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين .
وهذا بعد تحقق العلوا الثاني لبني إسرائيل .
وسيكون تفعيل علوهم وفق هذه المعادلة أو السنة القرآنية بان يستضعفون شيعة واتباع آل البيت ع لانهم يشكلون الخطر الأكبر عليهم بحسب معتقدهم الديني العقائدي ( خوفهم من المهدي ع ) كما فعل من قبلهم فرعون ببني إسرائيل بحسب اعتقاده في إسرائيل وخوفه من موسى ع القادم عليه فتأمل .
ومن هنا وكما شهدنا ونشهد بأم اعيينا ان ألد أعداء دويلة إسرائيل ( اليهود ) والذين اشركوا ( المسيحية المشركة المتكبرة المتجبرة المتمثلة بحكومات أمريكا والغرب ) هم الشيعة
ولذلك كان هناك مشروع الشرق الأوسط الجديد لتقسيم المنطقة إلى دويلات واقليات ( جعل أهلها شيعا ) وفصل الشيعة حتى يتم استضعافهم واستعبادهم وهو كما ترى مشابه لما فعل فرعون بقوم موسى ع .
ولم يبقى شيعة في منطقة الشرق الأوسط إلا ودخلت عليهم الفتن والحروب وأشكال الظلم المختلفة وشهدنا ذلك خاصة عند قيام الدولة الاسلامية في ايران وما بعدها ، فتشكل على أثر ذلك جبهة خط المقاومة الإسلامية ( ايران والعراق ولبنان واليمن وسوريا ) التي تمثل خط إل البيت ع وهي تشكل الخطر الأكبر والأهم على اليهود والذين اشركوا .
ولكن ! خطبة أمير المؤمنين ع تذكر أن حدثا مهم وخطير سيصيب خط المؤمنين في آخر الزمان ويتمثل هذا بعلامة ( فإذا دار الفلك ) أي اختلاف الشيعة ، ولقد ذكرت هذه العلامة روايات آخرى وسيكون هذا الحدث مقدمة لان يتحقق على اثرها علوا بني إسرائيل الثاني والأخير وذلك لان المؤمنين الشيعة خاص من اتباع آل تلبيت ع سيصيهم الضعف على أثر الاختلاف فينتهز العدو ( اليهود الصهاينة والذين اشركوا ) هذا الأمر ويعلون عليهم بأقصى مصاديق العلو وهذا سيكون موعد تأويل الاية التي ذكرها أمير المؤمنين ع .
ولا أريد الاطالة والتفصيل بعد هذا مما اتوقعه ولكن لا يبشر ألا بفتن وامتحان كبير وعسير على الشيعة خاصة في منطقة الظهور والعراق تحديدا بقرينة ( احصار الكوفة بالرصد والخندق )
ولكن رغم هذا فإن فيه حكمة وسنة إلهية جارية وهي غربلة الناس لاستخراج المؤمنين حقا ممن صدق في اعتقاده وفعله ، وليميز الخبيث من الطيب ، والله اعلم
الباحث الطائي