ان المشكلة التي ظهرت بعد رحيل النبي هل للنبي خلفاء ام لا وهل حدد هؤلاء الخلفاء من بعده ام لا؟؟
بل ان اصل المشكلة هل أن إمامة الناس من اختيار الله ام من أختيار الناس انفسهم؟؟
لقد اتجه الذين قالوا ان الإمامة من اختيار الناس الى مبدأ الشورى من أجل ان يتقاسموا الامر بينهم وبين الله سبحانه وتعالى فهم يقولون ان الحكم من الله والحاكم من الناس لكن نظرية الشورى التي اعلنوها لم تطبق في اي من الاشخاص قى الذين تولوا الحكم بعد الرسول فقد اعترف عمر بن الخطاب ان خلافة ابو بكر كانت (فلتة وقى الله المؤمنين شرها).
بل فسر منظري الشورى كلمة فلتة بمعنى فجأة اي بدون شورى بل ان ابو بكر نفسه ضرب بهذه الشورى عرض الحائط عندما جعلها وصية لعمر وعمر جعلها في ستة فقط دون الاف المهاجرين والانصار وجعلها بني امية وراثة ولحقهم بني العباس في ذلك!!
فالشورى كذبة كبيرة لم يطبقها احد (فأفهم ذلك)!!
اما القول الثاني فهو الذي اتبعه ابو ذر والمقداد وعمار وسلمان والذين اصروا على ان رسول الله قد استخلف من بعده (علي بن ابي طالب)في بيعة الغدير وبما أن الرسول (ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)فقد عرفوا ان هذا الامام المختار هو يمثل اختيار الله وعليهم التسليم لهذا الاختيار:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً)[الأحزاب : 36]
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص : 68]
بل ان القرآن وضح هذه المسئلة بشكل كامل ان الإمامة محصورة في ذرية ابراهيم الخليل وأن ال محمد هم امتداد لهذه الذرية:
(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران : 34]
بل ان ابراهيم عليه السلام قال:
(قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : 124]
اي ان هذا العهد لايناله ظالم لنفسه او غيره!!
بل ان اصحاب نظرية ان الإمامة من اختيار الناس عجزوا ان يجدوا اية قرآنية واحدة تثبت هذا الاختيار اضافة لوقوع الظلم من أئمتهم مثل عبادة الاصنام و وؤد البنات.
اما ذرية ابراهيم عليه السلام:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)[إبراهيم : 35]
اما ان الإمامة من اختيار الله فعشرات الايات تتحدث عن هذا الموضوع بل وتتحدث عن هذه الذرية المباركة من عهد ابراهيم الخليل وحتى ذرية محمد:
(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)
فلاحظ التركيز على الذرية وايتائهم الكتاب والحكم...الخ.
و لاحظ التركيب القرآني التالي:
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [القصص : 5]
فهي وراثة فأين اختيار الناس من اختيار الله ورسوله ..