اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
تعريف الشيعة لغة واصطلاحاً :
الشيعة لغة هم الجماعة المتعاونون على أمر واحد في قضاياهم، يقال تشايعَ القومُ: إذا تعاونوا، وربّما يُطلق على مطلق التابع، قال تعالى: (وإنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْراهيمَ * إذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[سورة الصافات: الآية 83 ـ 84].
وأمّا اصطلاحاً فتطلق على من يشايع علياً والأئمة من بعده باعتبار أنّهم خلفاء الرسول (صلّى اللّه عليه وآله)، نصبهم لهذا المقام بأمرٍ من اللّه سبحانه.
فالتشيّع عبارة عن استمرار قيادة النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بعد وفاته، بمن نصَبه للناس إماماً وقائداً للأمّة.
وأمّا تاريخاً فالشيعة هم ثلّة من المسلمين الأوائل الذين عاصروا الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) وآزروه وعاضدوه في مواقف عصيبة، فلمّا مضى الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى انطووا تحت قيادة الإمام عليّ (عليه السّلام) وأولاده باعتباره الممثل الشرعي للخلافة والمنصوص عليه من قبل النبي (صلّى اللّه عليه وآله).
عروبة التشيع :
لابد أن نذكر أن التشيع أبتدأ عربياً في إيران والأقطار الإسلامية الأخرى, ولم يعتمد الإيرانيون في تبني التشيع وموالاة أهل البيت, وكان لانتقال قبيلة الأشاعرة من الكوفة إلى إيران بعد قتل قائدهم محمد بن السائب الأشعري, وتوطنهم في مدينة قم التي مصرت سنة 83هجري/701م, وهم من صميم العرب هاجروا إليها في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي وغلبوا عليها وإستوطنوها, وتتابعت بعدهم موجات عربية خالصة إلى يومنا هذا, وهذا ينفي مايقوله أعداء العروبة والإسلام والتشيع عن الشيعة بأنهم من أصول غير عربية, وازداد التشيع واتسع في إيران في عصر الصفويين الذين نصروا التشيع وهم عرب لأنهم من نسل الإمام موسى بن جعفر الكاظم, ولايمكن بحال أن يتعصبوا للأكاسرة .
والذين يجوز في حقهم ذلك هم قدماء الفرس وهؤلاء جلهم على مذهب التسنن, وعلى هذا القول أن التشيع في إيران إبتدأ باللذين نشروا التشيع في قم وأطرافها وناصروه, وهم الأشاعرة ثم الإمام علي بن موسى الرضا خلافاً للفرق الإسلامية الأخرى التي نشأت في الإسلام فجميعها على الأغلب من الفرس, ولكن خصوم الشيعة ضللوا لا لشيء إلا للكيد والتنكيل, والعلماء الذين حملوا علوم الإسلام هم من صميم العرب .
صحيح أن الشيعة في العراق وفي أيران يجمعهم مذهب واحد, ولعل الصحيح أيضاً أن الشيعة في الهند وباكستان وأفغانستان أكثر عدداً, ومع ذلك فالشيعي الهندي يبقى هندياً, والشيعي الإيراني والباكستاني والأفغاني يظل إيرانياً و باكستانياً و أفغانياً.
فلم لانتصور أن الشيعي في العراق أو الخليج لايبقى عربياً؟
و العراق موطن القبائل العربية قبل الفتح الإسلامي, وقامت لهم فيه مملكة المناذرة التي ازدهرت في عهد الأكاسرة الفرس, ومن ثم اتخذه المسلمون موطناً لهم, وقاعدة للفتوحات تنطلق منه جحافل المجاهدين إلى فارس وما وراء النهر, ومن ثم إلى الهند وتخوم الصين, ولاتزال شيعة العراق عرباً أقحاح تربطهم القربى بالقبائل العربية في نجد والحجاز واليمن.
وكانت جزيرة العرب كلها شيعة عدا المدن الكبرى مثل : مكة المكرمة, وتهامة, وصنعاء, وللشيعة غلبة على بعض المدن مثل : هجر وعمان, كما انتشر التشيع في المغرب العربي وإفريقية .
أما إيران فكانت سنة عدا مدينة قم وكان أهل أصفهان يغالون في معاوية حتى اعتقد بعض أهلها أنه نبي مرسل.
قال أبو زهرة في كتابه جعفر الصادق : " أما فارس وخراسان وماوراءهما من بلدان الإسلام فقد هاجر إليها كثير من علماء الإسلام الذين يتشيعون فراراً بعقيدتهم من الأمويين أولاً, ثم العباسيين ثانياً, وإن التشيع كان منتشراً في هذه البلاد إنتشاراً عظيماً قبل سقوط الأمويين بفرار أتباع زيد بن علي إليها " .
وقد يعبر أهل السنة عن الشيعة بالخشبية, والترابية, والرافضة .