الحديث كما جاء في بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 24 ص 393 / تفسير نور الثقلين – الشيخ الحويزي ج 1ص 45 . حيث تقول الرواية :
قال علي بن إبراهيم : وحدثني أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام . إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والدليل على ذلك قوله : ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ) فرد الله عليهم فقال : ( وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في على ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ( ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) .
أولاً - لا نشك في جلالة علي بن إبراهيم , و أنه له كتاب تفسير , إلا أن كتاب تفسيره لم يصل إلينا منه نسخة موثوقة معتمدة , لذا لا يمكن الاعتماد على ما جاء في تفسيره الموجود حالياً .
ثانياً - في سند الحديث ( القاسم بن سليمان ) و هو لم يوثق تماماً عند الأغلب من علمائمنا .
ثالثاً- لعل في ذلك تنبيه على أن أهل البيت - عليهم السلام - وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها .
رابعاً - قال الله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سورة النــور - 35 .
فانظر كيف قال الله تعالى أن الله نور السماوات و الأرض ثم مثّل لنوره بالمشكاة .... الخ . فهل في هذا تحقير أو استهانة ؟ .
خامساً - الرواية ليست تفسيراً للآية الكريمة بل تأويلاً . و هذا نظير ما ورد في قوله تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) ) الرحمن .
الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 6 ص 142 :
(( وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين )) .
والقول الثاني بخصوصه هو :
بالنسبة للحديث فهو لم يذكرها كاملا مع السند وسوف نذكر ما اقتطع منه ليكون السند كاملا :
وحدثنى ابى عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن ابي عبدالله عليه السلام ان هذا المثل ضربه الله لامير المؤمنين عليه السلام فالبعوضة امير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله ........ الخ
اذن الحديث ( ضعيف ) ففي الروايتين هناك راوي باسم ( معلي بن خنيس ) وهو ضعيف اذن الرواية ضعيفة ولا يحتج بها
الرجال لابن الغضائري
مُعَلّى بنُ خُنَيْس، مولى أبي عَبْداللَّه (عليه السلام).
كانَ أوّلَ أمْرِهِ مُغَيْرِيّاً، ثمّ دعا إلى مُحَمَّد بن عَبْداللَّه بن الحَسَن، وفي هذه الظِنّة أَخَذَهُ داوود بنُ عليّ فَقَتَلَهُ.
والغُلاةُ يُضِيْفُون إليهِ كَثِيراً.
ولا أرى الاعْتِمادَ على شيءٍ من حديثِهِ.
قال النجاشي : " معلى بن خنيس ، أبوعبدالله : مولى ( الصادق ) جعفر بن محمد عليه السلام ، ومن قبله كان مولى بني أسد ، كوفي ، بزاز ، ضعيف جدا
وهناك ملاحظة على وثاقة هذا الراوي
فالسيد الخوئي رحمه الله يرى وثاقة هذا الراوي ومن يستشكل علينا بذلك نقول له :
إن الإمامية قد أجمعوا على اعتبار الأصول الرجالية وهذه الأصول الرجالية هي :
وهؤلاء هم المعروفون في كلمات الأعلام بالمتقدمين ويضاف لهم كل من كان في طبقتهم قبل الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة كابن قولويه والشيخ القمي قدس الله نفسهما الطاهرة وأيضا من كان ينقل عنهم الكشي قدس الله نفسه الطاهرة كأمثال الفضل بن شاذان قدس الله نفسه الطاهرة وأمثال العياشي قدس الله نفسه الطاهرة أيضا ..وقد اختلفوا في رجال ابن الغضائري قدس الله نفسه الطاهرة بين مؤيد ومعارض وبين معتمد وضارب بكلامه عرض الحائط .. ويرى الشيخ الراضي أطال الله عمره الشريف صحة نسبة هذا الكتاب لابن الغضائري قدس الله نفسه الطاهرة .
وعموما : فعند تحليل شخصية الفرد علينا أن نتبع أقوال هؤلاء الأعلام ومن ثم بعدهم المتأخرين ولا خلاف أنهم بحكم قرابتهم من العصور الأولى فحتى من يرى ويركن إلى آراء المتأخرين فإنه يقدم توثيقات المتقدمين عليها .
وإن صح الخبر والله أعلم فإنّ لهذا التمثيل نظائر في كتب القوم، فقد رووا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه شبّه الإمام الحسن أو الإمام الحسين بالبقّة وهي البعوضة، قال الدميري:
«وقد ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم البق في حديث رواه الطبراني بإسناد جيّد عن أبي هريرة قال: سمعت اُذناي وأبصرت عيناي هاتان رسول الله وهو آخذ بيديه جميعاً حسناً أو حسيناً، وقدماه على قدمي رسول الله وهو يقول:
خرقة خرقة *** ترقَّ عين بقّة
فيرقى الغلام، فتقع قدماه على صدر رسول الله.
ثمّ قال: افتح فاك، ثمّ قبّله ثمّ قال: اللّهمّ من أحبّه فإنّي اُحبّه.
ورواه البزّار ببعض هذه الألفاظ.
والخرقة الضعيف المتقارب الخطوة، ذكر ذلك له رسول الله على سبيل المداعبة والتأنيس، وترقّ معناه إصعد، وعين بقّة كناية عن صغر العين، مرفوع على أنّه خبر مبتدء محذوف» ...
( راجع : حياة الحيوان 1: 217 ـ 218 ).
ورووا عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم تشبيه نفسه الشريفة للحسنين عليهما السلام بالجمل، رواه الشهاب الدولت آبادي في (هداية السعداء) عن كتاب (شرف النبوّة) قال «قال جابر بن عبدالله: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يمشي على أربع والحسن والحسين على ظهره وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم الراكبان أنتما»...
( راجع : هداية السعداء ـ مخطوط ).
وفي (المصابيح):
«قال ابن عبّاس: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو حامل الحسن على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال: نعم الراكب هو» ...
( راجع : مصابيح السنّة 4: 196/4836 ).
بل لقد رووا عن الله سبحانه أنّه شبّه نفسه بالدجاجة!! قال السيوطي:
«أخرج أحمد في الزهد عن خالد بن ثابت الربعي قال: لمّا قتل فجرة بني إسرائيل يحيى بن زكريّا، أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل: إلى متى تجترؤن على أنْ تعصوا أمري وتقتلوا رسلي، حتّى متى أضمّكم في كنفي كما تضمّ الدجاجة أولادها في كنفها فتجترون عليَّ؟ اتّقوا لأخذكم بكلّ دم كان بين بني آدم ويحيى بن زكريّا، واتّقوا أنْ أضرب عنكم وجهي، فإنّي إنْ صرفت عنكم وجهي لم اُقبل عليكم إلى يوم القيامة» ...
( راجع : الدر المنثور 5: 492 ).
بل لقد رووا عن شيخهم الأكبر ابن عربي أنّه قال: «رأيت ربّي على صورة فرس»!!... وحكاه الشيخ علاء الدين السمناني في (أربعينه) والشيخ الكاشفي في (رشحاته)!!
وفي الأخير يكفينا قول الله تعالى في كلامه سبحانه في آخر الآية المذكورة إذ يقول ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ) ...
جزاك الله خيرا اخي حيدرة على هذا الجواب الشافي والكافي ... غاية مافي الامر التشبيه والتمثيل والمعروف ان الامثلة تضرب ولاتقاس اما هل يصلح التمثيل بالبعوضة ام لا فقد اجاب الله عن هذا السؤال وقال ((ان الله لايستحي ان يضرب مثلا بعوضة)).. والسؤال هنا ان عمر ابن الخطاب مثل العرب كالجمل (البعير) فهل يعتبر كلام عمر هذا اهانة للعرب انه مثلهم بالحيوان ؟؟؟؟ وقد اخرج البخاري حديثا مثل فيه خاتم النبوة وكانه ((زر حجلة)) ففسر الحجلة بعضهم على انها حجلة الحصان التي تضع بين عيينه فهل هذا يعني ان رسول الله يستهين بخاتم النوبة المقدس ويوصفه على انه حجلة حصان ؟؟؟ بل هناك من هذا الوجه في صحيح البخاري ماهو اشد وطاة انه يشبهك ويشبهني بالبهائم فهل هذا التشبية استهانة من النبي بالناس ياذكي ...((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء).... فالنتيجة التي نخرج بها ان الامثلة تضرب ولاتقاس