|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21732
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الخلافة وآية الشورى
بتاريخ : 20-04-2009 الساعة : 05:54 PM
الخلافة وآية الشورى
يقول البعض:إن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" جعل الخلافة شورى بين المسلمين
ويستدل هؤلاء بقوله تعالى : { وأمرهم شورى بينهم } سورة الشورى الاية38
وقوله عزوجل :{ وشاورهم في الأمر} سورة آل عمران الآية 159
فهل صحيح هذا الاستدلال ؟ وما هو الجواب على الآيتين ؟
الجواب: عند مراجعة كتب التفسير نجد أن هاتين الآيتين لا ترتبطان بالخلافة إطلاقا:
أما قوله تعالى : { وأمرهم شورى بينهم } فقد ذكر المفسرون أنها ترتبط بالتشاور والتفاوض حول الأمور الحيوية والقضايا التي لم يرد فيها نص من الله ورسوله فمثلا جعلت الشورى بين المسلمين في أمور السلم والحرب والمعاهدات الدولية والمصالح العامة والسفر في أمور الزواج وما شابة ذلك
فالمسلمون –مثلا – يتشاورون حول عقد اتفاقية صداقة مع الدولة الفلانية وحول شراء الأسلحة من حكومة الفلانية وحول قطع العلاقات مع الدولية الفلانية الكافرة طبعا – وهكذا
والإنسان –مثلا –تستحب له المشاورة في أمر زواجه من يتزوج ؟ ممن يتزوج ؟ وهكذا في أمرة سفر:أين يسافر ؟ ومتى يسافر ؟ ومن يصطحب معه في سفره وهكذا في كل قضية من قضايا الحياة التي لم يرد فيها نص من الله ورسوله
أما بالنسبة إلى قضايا الدينية والأمور الإسلامية – التي ورد فيها النصوص الشرعية –فلا مجال للشورى ولا لإبداء الرأي فيها ،فمثلا : لا يحق للإنسان أن يبدي راية في عدد ركعات الصلاة، وليست له صلاحية الزيادة والنقصان في موجبات الوضوء ومفطرات الصوم وفي حلال الله وحرامه – لماذا ؟
لأنها قضايا شرعية خاصة بالله وحده، ورسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يقوم بدور المبلغ والمنفذ لأوامر الله وإحكامه، قال تعالى:{ إنما أنت منذر } سورة الرعد الآية 7
ولذلك لم يكن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" يستشير أصحابه في الواجبات الشرعية و الإحكام السماوية، بل كان يأمرهم بها من دون استشارة أو استئذان
ومسالة تعيين الخليفة من المسائل التي ورد النص فيها من عند الله تعالى ولذلك فلا يحق لاحد أن يبدي راية فيها
اذا هذه الآية : - وهي أية الشورى – لا ترتبط بالخلافة إطلاقا
وأما الآية الثانية { وشاورهم في الأمر } فالجواب عنها كالجواب عن الآية الأولى، أي أنها للأمور والقضايا الحيوية إلي لم يرد فيها نص من الله تعالى، ولا ترتبط بالخلافة بأي وجه
بالإضافة إلى الفخر الرازي –وهو من أكابر علماء الشافعية – قد ذكر أن هذه الآية خاصة بالحرب فقط ،أي : أن الله تعالى أمر نبيه الكريم بمشورة أصحابه في قضايا الحرب واستدل الرازي بان الإلف واللام في {الأمر} للعهد والمعهود في هذه الآية هي حرب ولقاء العدو 1
فالنتيجة: إن هذه الآية أيضا لا ترتبط بالخلافة
ومع صرف النظر عن التفسير هاتين الايتيبن فان من المستحيل أن يأمر الله بالمشاورة في مسالة الخلافة لما ذكرنا من الآيات التي تؤكد على أن تعيين الخليفة خاص بالله وحده ولما سبق من أن الإنسان لا يصلح لذلك لان المسالة فوق مستواه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفسير الكبير للرازي ، في تفسير الآية
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القز ويني
|
|
|
|
|