السلام عليكم
ما رأيكم بالاستدلال القرآني التالي ، وهو انه معلوم بالمنطق او بالفهم الديني ان يكون التابع أدنى اول اقل مرتبة او منزلة من المتبوع .
وحيث الآية أعلاه بنص القرآن تقول للرسول ص ان يتبع ملة ابراهيم ع ، فيكون الرسول ص بمحل التابع وإبراهيم ع بمحل المتبوع ، فيكون بذلك مقام ومنزله النبي ابراهيم ع أعلى عند الله من خاتم الرسل محمد ص .
ما رأيكم بذلك ، وكيف يرد عليه قرآنيا لا روائيا إذا كان خلافه .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الباري وحفظكم
1- وافق النبي صلى الله عليه واله وسلم ماجاء من ملة إبراهيم عليه السلام وهي الحنفية السمحة
2- رسول الله صلى الله عليه واله وسلم آخر الأنبياء وأفضلهم فلانقول أنه في المنطق الأول أفضل من الأخير فبما أنه آخر الأنبياء فمن جاء قبله أفضل منه
3- قال تعالى : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَظ°ذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا غ— وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) - آل عمران
في الآية الكريمة ذكر الله عزوجل نبي الله إبراهيم عليه السلام بإسمه وذكر المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بالنبوة وهذا يدل على تفضيل الله له صلى الله عليه واله وسلم على إبراهيم عليه السلام
- وهنا جواب مهم على ماتفضلتم بالسؤال عنه حول التابع والمتبوع :
(لماذا النبي على دين إبراهيم؟) الجزء الثالث والأخير.
علي محمد عساكر…
نبي الله إبراهيم هو الأصل ،وجميع الأنبياء كانوا على دينه :
من خلال هذا العرض الذي قدمناه،نصل إلى نتيجة،ملخصها أن إبراهيم عليه السلام هو الأصل، وجميع الرسل والأنبياء إنما كانوا يدعون إلى دينه، وعليه يسيرون،وبهديه يهتدون،أما اليهودية والنصرانية المحرفة،فلا تمثلان شيئا من الحق، وموسى وعيسى بريئان مما طرأ على شريعتيهما من التحريف،وهما ـ كغيرهما من الأنبياء والمرسلين ـ على دين إبراهيم،لم يشذا عنه أبدا، وعلى الإطلاق.
وإنما كان إبراهيم هو الأصل،لأن دينه هو الدين الحنيف،الذي ارتضاه الله لعباده،وطلب سبحانه من الكل ـ بما في ذلك رسول الله ـ أن يكونوا على (ملة نبي الله إبراهيم) لأنها الحنفية السمحة،التي لا اعوجاج فيها ولا التواء.
يقول عز وجل ممتنا على رسوله والمؤمنين : (هو اجتباكم،وما جعل عليكم في الدين من حرج،ملة أبيكم إبراهيم)
فهو سبحانه وتعالى يمتنّ على رسوله والمؤمنين بهذا الدين،الذي رفع به عنهم كل حرج،ويؤكد جل وعلا على أن هذا الدين الذي عليه النبي والمؤمنون،هو ملة إبراهيم، وشريعته السمحة ،القائمة على الوسطية،فلا إفراط ولا تفريط.
فجميع الرسل والأنبياء، ومن دونهم من المؤمنين الموحدين،إنما هم على دين إبراهيم الخليل،وكل من انحرف عن هذا الخط يمينا أو شمالا،فهو خارج عن الصراط المستقيم.
لاحظوا كيف يتحدث القرآن الكريم عن إبراهيم، ويؤكد أن دينه بمثل خط الهداية،وهو الصراط المستقيم،الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء،ثم يأمر النبي الأعظم بإتباع تلك الملة الإبراهيمية،والسير عليها.
يقول تعالى : (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله،حنيفا ولم يكن من المشركين، شاكرا لأنعمه ،اجتباه وهداه إلى الصراط المستقيم،وآتيناه في الدنيا حسنة، وإنه في الآخرة لمن الصالحين،ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم،حنيفا وما كان من المشركين)
فإتباع ملة إبراهيم،يعني السير على المنهاج الواضح ،والطريق القويم،ولقد كانت اليهودية والنصرانية على هذا الخط،قبل أن يطرأ عليهما التحريف والتبديل،قال تعالى : (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا،ولكن كان حنيفا مسلما،وما كان من المشركين،إن أولى الناس بإبراهيم،للذين اتبعوه،وهذا النبي،والذين آمنوا،والله ولي المؤمنين)
فإبراهيم متبوعا من قبل اليهودية والنصرانية الحقة، وليس تابعا لهما،لأنه متقدم عليهما أصلا،وكيف يكون المتقدم تابعا للمتأخر؟!
صون مقام النبي من الإتباع لأحد :
ولكن أيضا لاحظوا الدقة في التعبير القرآني العظيم ،فحينما قال سبحانه : (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) صان مقام رسول الله من الإتباع،فقال : (وهذا النبي) فالنبي ـ وإن كان على دين إبراهيم، ويدعو إلى ما كان يدعو إليه ـ إلا أنه صلى الله عليه وآله أرفع مقاما من أن يكون تابعا،بل هو صلى الله عليه وآله المتبوع من الجميع،فما دعوة إبراهيم ومن بعده،إلاّ تأسيس لهذا الدين الحنيف،الذي أقامه، وشيد أركانه،خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، كما سنبينه بشيء من التفصيل في ختام هذا البحث.
الخلاصة : إن ملة إبراهيم هي الدين الحق،الذي كان عليه إبراهيم وأبناؤه، إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن من يرغب عن هذه الملة،وينحرف عنها يمينا أو شمالا،فقد سفه نفسه، وضل ضلالا مبينا (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه،ولقد اصطفيناه في الدنيا،وإنه في الآخرة لمن الصالحين ،إذ قال له ربه أسلم،قال أسلمت لرب العالمين، ووصى بها إبراهيم بنيه، ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين،فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت،إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي،قالوا نعبد إلهك وإله آبائك، إبراهيم وإسماعيل وإسحاق،إلها واحدا ونحن له مسلمون)
أما اليهودية والنصرانية، فهي في الأصل تابعة لما كان عليه إبراهيم،ولكن طرأ عليها التحريف والتغيير من قبل اليهود والنصارى،الذين تعددت مشاربهم ومذاهبهم،حتى أصبح إتباعهم،خروج من الحق إلى الضلال.
ولهذا نجد القرآن الكريم ينهي عن إتباع اليهودية والنصرانية،ويؤكد على التزام ما كان عليه إبراهيم من الحق،كما يقول سبحانه : (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، قل بل ملة إبراهيم،حنيفا وما كان من المشركين)
يقول الطباطبائي في تفسير قوله تعالى : (قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) جواب عن قولهم ـ أي قولهم كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ـ أي قل : بل نتبع ملة إبراهيم حنيفا،فإنها الملة الواحدة التي كان عليها جميع أنبيائكم،إبراهيم فمن دونه،وما كان صاحب هذه الملة ـ وهو إبراهيم ـ من المشركين،ولو كان في ملته هذه الإنشعابات،وهذه الضمائم التي ضمها إليها المبتدعون من الاختلافات، لكان مشركا بذلك.
،فإن ما ليس في دين الله، لا يدعو إلى الله سبحانه، بل إلى غيره وهو الشرك.
فهذا دين التوحيد،الذي لا يشتمل على ما ليس من عند الله)
انتهى كلام الطباطبائي، وأقول : وإذا كان ما عليه إبراهيم،هو دين التوحيد الخالص،عكس ما كانت عليه اليهودية والنصرانية، بعدما دخل عليهما ما دخل من تحريف،فمن الطبيعي جدا أن يكون آباء النبي وأجداده على دين إبراهيم الخليل،لاسيما وأنهم من ذريته،التي سأل إبراهيم ربه أن يجنبها عبادة الأصنام،كما يدل عليه قوله تعالى : (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل،ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم،ربنا واجعلنا مسلمين لك،ومن ذريتنا أمة مسلمة لك،وأرنا مناسكنا،وتب علينا،إنك أنت التواب الرحيم)
وكذلك قوله عليه السلام، كما ينقل القرآن الكريم : (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)
والنبي الأعظم وآباؤه وأجداده هم من ذرية إبراهيم،الذين شملتهم دعوته في التطهير من الشرك والوثنية،والثبات على الإسلام،الذي هو دين الحق، الذي كان عليه إبراهيم الخليل،عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام
لهذا لم يكن آباء النبي وأجداده على اليهودية أو النصرانية،وإنما كانوا على دين إبراهيم الخليل.
النبي على دين إبراهيم، وليس تابعا لإبراهيم :
وكما قلنا قبل قليل،من أن كون النبي صلى الله عليه وآله على شريعة إبراهيم وملته،لا يعني أنه عليه وآله السلام تابع لإبراهيم،بل إبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين،هم أتباع له،ممهدون لرسالته،كما تثبت ذلك النصوص الإسلامية كتابا وسنة.
ومما ورد في القرآن الكريم بهذا الصدد،قوله عز وجل : (إن إبراهيم كان أمة، قانتا لله،حنيفا ولم يكن من المشركين،شاكرا لأنعمه،اجتباه وهداه إلى الصراط المستقيم،وآتيناه في الدنيا حسنة،وإنه في الآخرة لمن الصالحين،ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم،حنيفا وما كان من المشركين)
وهنا يجب أن نلاحظ عدة أمور :
1/ هذه الآيات الكريمات تتحدث عن إبراهيم،وتؤكد أن دينه يمثل خط الهداية، وهو الصراط المستقيم، الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء،ثم تأمر النبي الأعظم بإتباع تلك الملة الإبراهيمية ،والسير عليها.
2/ إتباع ملة إبراهيم، يعني السير على المنهاج الواضح،والطريق القويم، الذي كان نبي الله إبراهيم عليه.
3/ أيضا يجب أن نلاحظ أن الآية الكريمة أمرت النبي بإتباع ملة إبراهيم، وليس إبراهيم ذاته،فقالت (ثم أوحينا إليك أن ابتع ملة إبراهيم) فهو صلى الله عليه وآله تابع لملة إبراهيم ،وليس لإبراهيم ذاته.
4/ إنما أمره الله عز وجل بإتباع ملة إبراهيم، لأنها هي الحق،الذي يجب على الجميع ـ بمن فيهم هو صلى الله عليه وآله ـ أن يدينوا بها،ويكونوا عليها.
5/ إتباع ملة إبراهيم، غير إتباع إبراهيم ذاته، فالنبي ليس تابعا لأحد،لا لإبراهيم ولا لغيره من الأنبياء،بل هم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، تابعون له صلى الله عليه وآله،باعتباره عليه وآله أفضل الصلاة،وأزكى السلام ،صاحب الدين والرسالة،وكل الأنبياء السابقين،كانوا يدعون إلى دينه، ويمهدون لرسالته.
ومن أوضح الآيات في الدلالة على أن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله ،هو صاحب الدين والرسالة،وأن جميع الرسل والأنبياء إنما كانوا يمهدون لدينه ورسالته،ولو أنهم كانوا في عهده،لوجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ونصرته،آية أخذ الميثاق من الأنبياء،وهي قوله سبحانه وتعالى في الآيات 81 ـ 83 من سورة آل عمران : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة،ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم، لتؤمنن به ولتنصرنه،قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري،قالوا أقررنا،قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين،فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون، أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها،وإليه يرجعون)
ودعونا نتابع مفردات الآيات الكريمات لنرى النتيجة التي توصلنا إليها :
1/ (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيناكم من كتاب وحكمة،ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم،لتؤمنن به ولتنصرنه) أي أن الله عز وجل لما آتى النبيين الكتاب والحكمة والنبوة، أخذ منهم الميثاق،أي العهد المؤكد، على إن جاءهم رسول مصدق لما معهم،ليؤمنن به ولينصرنه.
وهذا الميثاق مأخوذ من الله على الأنبياء،ومن الأنبياء على أممهم،لتكون النتيجة هي أخذ الميثاق الإلهي من الله على الأنبياء وأمم الأنبياء معا،بأن يؤمنوا بهذا الرسول وينصروه.
أما هذا الرسول الذي أخذ الله ميثاق الأنبياء وأممهم على الإيمان به ونصرته،فهو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله،كما أكد ذلك المفسرون من السنة والشيعة،وبه جاءت الروايات عن طريق الفريقين.
2/ (قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) الاستفهام هنا للتقرير،أي أن الله عز وجل أخذ منهم الإقرار بهذا العهد، والمعنى أأقررتم أنتم بميثاقي،وأخذتم العهد من أممكم به.
3/ (قالوا أقررنا) فهم أقروا بهذا الميثاق على أنفسهم،وعلى أخذه من أممهم.
4/ (قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) أي فكونوا أنتم شهودا على أنفسكم وأممكم، وأنا شهيد عليكم جميعكم.
5/ (فمن تولى بعد ذلك،فأولئك هم الفاسقون) أي فمن تولى عن هذا الرسول،ولم يؤمن به،ولم ينصره،فهو الفاسق عن الدين،أي المارق عن الدين، الخارج عنه.
6/ (أفغير دين الله يبغون) أي هؤلاء الذين يتولون عن رسول الله، ويكفرون به وبرسالته،ولا يقبلون دينه،هل يبتغون دينا غير الإسلام،الذي هو دين الله،جاء به إليهم هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وآله (ومن يبتغي غير الإسلام دينا،فلن يقبل منه ،وهو في الآخرة من الخاسرين)
بعض الأحاديث المؤكدة أن النبي متبوع غير تابع لأحد :
وما استفدناه من الآيات القرآنية في كون النبي الأعظم متأخر زمانا،متقدم مرتبة ومقاما،وأنه صلى الله عليه وآله متبوع من الجميع،غير تابع لأحد،حتى لمن سبقه من الأنبياء والمرسلين،هو ما تؤكد من الأحاديث الشريفة،الواردة من طريق الفريقين،ونحن نكتفي بذكر البعض منها :
1/ في المجلد الأول، الجزء الثاني،ص 786 من تفسير مجمع البيان للطبرسي (عن علي عليه السلام،أنه قال : لم يبعث الله نبيا،آدم ومن بعده ،إلا أخذ عليه العهد،لئن بعث الله محمدا وهو حي، ليؤمنن به ولينصرنه)
2/ في المجلد الثاني،ص 100 من تفسير الكاشف، للشيخ محمد جواد مغنية : (قال الإمام علي عليه السلام : ما بعث الله نبيا، إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وآله، وأمره أن يأخذ العهد على قومه فيه،بأن يؤمنوا به،ويناصروه إذا أدركوا زمانه)
هذا بعض ما ورد من طريق الشيعة،وأما ما ورد من طريق غيرهم فمنه :
1/ في المجلد الثاني،ص 84 من الدر المنثور للسيوطي (أخرج عبد بن حميد وأبي جرير عن قتادة في الآية قال : هذا ميثاق أخذه الله على النبيين ،أن يصدق بعضهم بعضا، وأن يبلغوا كتاب الله ورسالاته، فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم،وأخذ عليهم في ما بلغتهم رسلهم،أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وآله، ويصدقوه وينصروه)
2/ وفي المجلد الأول، ص 502 من تفسير ابن كثير الدمشقي : (قال علي بن أبي طالب ،وابن عمه ابن عباس رضي الله عنهم : ما يبعث الله نبيا من الأنبياء،إلا أخذ عليه الميثاق ،لئن بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وهو حي،ليؤمنن به ولينصرنه،وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته،لئن بُعث محمد وهم أحياء،ليؤمنن به ولينصرنه)
3/ وفي تفسير ابن كثير ،المجلد الأول ص 502 ـ 503 والمجلد الثاني من الدر المنثور ،ص 85 : (عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء،فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا،إنكم إما أن تصدقوا بباطل،وإما أن تكفروا بحق، وأنه ـ والله ـ لو كان موسى حيا بين أظهركم،ما حلّ له إلا أن يتبعني)
5/ وفي المجلد الأول من تفسير ابن كثير،ص 503 عن النبي صلى الله عليه وآله : (لو كان موسى وعيسى حيين،لما وسعهما إلا إتباعي) إلى غير ذلك من الروايات والأحاديث الواردة في هذا المعنى.
الخلاصة :
إن النبي الأكرم الأعظم صلى الله عليه وآله،هو صاحب الدين والرسالة، وجميع الرسل والأنبياء الذين سبقوه زمانا،إنما كانوا يؤسسون لدينه، ويبشرون برسالته،فهم أتباعه،وهو صلى الله عليه وآله،متأخر عنهم زمانا، متقدم عليهم مرتبة ومقاما،فهو عليه وآله السلام إمام الجميع،وليس عليه إمام." انتهى النقل
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 04-05-2022 الساعة 09:21 AM.
امر ان يتبع ملة إبراهيم ع
وملة ابراهيم هي : الحنفية
والحنفية : هي الوسطية والاعتدال التي تلائم فطرة الانسان الذي خلقه الله
ولكن ( من سياق الايات التي قبلها ) حيث ان اليهود انحرفوا وظلموا حرم الله عليهم طيبات بعض ما احل لهم ، فكانت ملة بعض انبيائهم ( التشريع ) فيها عقوبة وغلضة من الله على بني اسرائيل ،
وهذا لا يناسب بالعموم الفطرة البشرية وعموم التشريع الإلهي ، ولذلك لما بعث الله رسوله الخاتم محمد رحمة للعالمين ، رجع التشريع الاسلامي إلى ملة ابراهيم ع وهو الحنفية اي التشريع المعتدل الذي يناسب الفطرة البشرية ، ولكن اليهود اعترضوا على ذلك لما وجدوا من اختلاف .
وعليه فإن الدين يبقى عند الله هو الإسلام ، والملة الحنفية هي الملة الوسطية التي يريدها الله في تشريعه للناس على اختلاف الشرائع ، وهذا لا يعني ان ابراهيم ع أصبح متبوع والرسول محمد تابع له لان كل واحد على شريعة مختلفة ومقام مختلف يناسبه ويشتركون في وحدة الدين ووحدة الملة . والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 04-05-2022 الساعة 12:30 PM.
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . [ النساء: 41]
هذه الآية تخاطب الرسول الخاتم محمد ص ، وتقول انه في الآخرة سيأتي الله بكل الرسل لتشهد على اممها ، وياتي برسوله محمد ص ليكون شاهد على كل هذه الرسل ومن ضمنهم بالطبع سيكون النبي ابراهيم ع .
وهذا يدل على أن مقام الرسول ص أعلى من كل الأنبياء والرسل كونه يشهد على الكل وبشهادته يمضي الله القبول او الرفض ، ولا يشهد عليه إلا الله .
يقول القرآن على لسان ابراهيم ع : رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
ويقول القرآن على لسان الرسول محمد ص : إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحينَ
يتبين ويستنتج من الايتين ، ان ابراهيم ع ، دعى الله تعالى وطلب ان يلحقه في الآخرة بالصالحين وهو مقام عال لذلك تمناه ابراهيم في الآخرة
بينما رسول الله شهد على نفسه وهو في الدنيا انه وصل لمقام الصالحين ، بل وأكثر من ذلك تبين ان هناك صالحين غيره وهم في الدنيا بهذا المقام قبل الآخرة ، وهم على الاكثر عترته .