العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي آية الولاية - النور البهي على دليل إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام
قديم بتاريخ : 14-06-2016 الساعة : 11:34 PM


الإمامة من منظور الشريعة الإسلامية

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-06-2016 الساعة : 11:49 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }. صدق الله العظيم.
الأخوة الأفاضل أعضاء منتديات أنا شيعي العالمية مبارك عليكم الشهر الفضيل، أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بالخير والبركات، وكل عام وأنتم طيبون.

بهذه المناسبة الإسلامية الغالية، سيكون لنا، إن شاء الله تعالى، وقفة مع القرآن العظيم، نتناول فيها بعض الآيات التي تتضمن المسائل العقائدية لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
ونظرا لما للولاية من أهمية بالغة في فكر وعقيدة شيعة آل محمد ص، فإننا سنناقش هذه المسالة بالتفصيل.

ومعلوم أن آية الولاية هي أحد الأدلة التي يحتج بها أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم على أن عليا عليه السلام هو الخليفة الشرعي للرسول صلى الله عليه.
سوف نقدم بيانا مفصلا نوضح فيه معنى الآية توضيحا كاملا، مؤيدا بالأدلة العلمية والبراهين المفيدة لليقين ؛

وسنوافيكم بذلك تباعا خلال ليالي الشهر الفضيل إن شاء الله.
( النور البهي في الدليل على ولاية سيد الاوصياء الإمام علي عليه السلام).
سنقدم دراسة بحثية متكاملة حول آية الولاية، وكفى بها دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على إمامة أبي الحسن عليهما السلام.
فأنتم على موعد مع نفائس التأويل، تأتيكم من ربوع اليمن السعيد، فحتى ذلك الحين لكم منا أطيب التحايا والأمنيات.
........................................

روى ثقة الإسلام الكليني أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أفضل الرجال أهل اليمن، الإيمان يماني والحكمة يمانية، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من أهل اليمن ).

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-06-2016 الساعة : 11:52 PM


بسم الله العالي مولى الولاية والولي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي وثقتي.

《 آية الولايـــــــة 》.

قال عزوجل : { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.

هذه هي الآية التي يستدل بها أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم على أن عليا عليه السلام هو الخليفة الشرعي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وسوف نقوم بتأويل الآية لكي يزيد الحق وضوحا.

المنهج المُعتمَد في تأويل الآية الشريفة :

اعتمدنا في تأويل الآية منهجاً تكامُلياً ، يتمثل بما يــلـي :
* الجمع بين الشرع والعقل.
* الأخذ بظاهر النّصّ إن كان مجرَّدا من القرائن الصارفة، ولم يتعارض والضرورة العقلية ، ما لم ففي ضوء الدّلالة السياقية ، وما يصاحب النص من قرائن نقلية أو عقلية ، لفظية أو معنوية.
* آيات القرآن يفسّر بعضها بعضا ويوضح بعضها البعض.
* السّنّة الصّحيحة والقطعية توافق القرآن وتفسّره.
* تطبيق قواعد علوم البلاغة ، المعاني، والبيان، والبديع.
* تطبيق قواعد علم النّحو والصرف.
* تطبيق قواعد علم المنطق وعلم الكلام.
* الاستشهاد بالشِّعر العربي البليغ عند اللّزوم.

ووفقاً للمنهجية المعتمَدة ، تعلم أخي القارئ أنّنا لم نعتمد على التفسير المعجمي للمفردات ، إلّا في حالات نادرة ، ومِن باب الاستئناس ليس إلّا ؛ لأنّ التفسير المعجمي ليس فيصلا في تحديد المعنى المراد.


إنّ اللّغة مفتاح المعرفة ، وقد قيل ، وقولُهم صواب ، :
( مَن لم ينشأ على أن يحبّ لغةَ قومه ، استخفّ بتراث أمّته ، واستهان بخصائص قوميته ، ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسَمَت حياته بتبلد الشعور ، وانحلال الشخصية ، والقعود عن العمل ، وأصبح ديدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور ).
..........................................


وقبل الخوض في التفاصيل أودُّ لفت نظر القارئ الكريم إلى مسألة مهمة وهي : إنّ معرفة المعنى المراد في الآية، وفهم التفسير الّذي قررناه فهما تاما يتطلب من القارئ الكريم أن يكون مُلِمّا ً إلماما ً كافيا بعلوم اللغة العربية ، لأنّ التأويل الذي اعتمدناه وقدّمناه للقُرّاء الكرام، عبارة عن تطبيق عملي للمعارف اللّسانية، والقواعد اللغوية المنثورة في كتب علم النّحو الصّرف ، وعلوم البلاغة وغيرها.
إلى اللقاء أيها الأحبة، غدا تبدأ الحكاية...........

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-06-2016 الساعة : 10:00 PM


من أصل تسعة فصول، نقدم لكم الفصل السابع كونه مخصصا لمناقشة دليل ولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

......... .......
الفصل السابع

مَن هو وليُّ الأمرِ الأوّل بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ؟.

..........................................

المقصود بـِ من هو : معرفته بذاته وصفته واسمه.
وقد عرفنا من آية الإطاعة أنّ الرسول وأولي الأمر بشرٌ، وعرفنا أيضاً صفاتهم.
بقيَ أمرٌ واحد ؛ هو معرفة الاسم ، اسم وليّ الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل حتى نتمكّن من أداء الطّاعة الّتي فرضها اللهُ له.
إنّ المتدبِّـــر لآيِ الذِّكرِ الحـكيـم يجد أنّ الجــواب عن هذه المسألة موجودٌ في الآيــة رقم 55 من سورة المائدة !.

وهذه الآية هي الّتي ذكَرنا في مقدّمة الكتاب أنّها مرتبطة ارتباطا وثيقا بآية الإطاعة.
آية الولاية :
قال عزوجل : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ ﴾.
القارئ العادي، المتّصِف بالسطحية والعشوائية ، عندما يقرأ آية الولاية يتوهم أنّ " الّذين ءامنوا " الوارد فيها مستغرق للِأمّة الإسلامية أجمعين !.

ولكنّ القارئ اللّبيب، الخبير بأساليب وفنون اللّسان العربيّ، يفهم أنّ الاسم الموصول في الآية الشريفة أسلوبٌ بلاغيٌّ رفيع ، في غاية الفخامة والجزالة، دلَّ على إغراق في مذاهب البلاغة ومنازع الفصاحة ، وكان له أكبر الأثر في بيان المعنى المقصود على أكمل وجهٍ وأتمَّه.

فهَيّا إلى رحلة العُمْرِ ومعرفة النّبأ العظيم ؛ سوف تجدون إِمامكم من جهةِ اليَمَن.
عِنـــد الـــذُّنَـيْـبِيِّ الخبـــرُ اليـقيـــن.
..................................

الكلام حول آية الولاية يتمحور حول مقصدَينِ :

المقصَـدُ الأوّل : المعنى المراد في آية الولايـــــــة.

المقصد الثاني : إسم وليّ الأمر الأوّل خِلافةً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-06-2016 الساعة : 10:02 PM


المقصـد الأوّل
المعنى المُراد في آية الولاية.

يتمّ معرفة المعنى في الآية الشريفة من خلال التالي :

* أداة القصر الموجودة في الآية الكريمة : إنّما.
* الإطناب الموجود في الآية المباركة، قوله تعالى :
" الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
* معنى الركوع الوارد في الآية الكريمة : " وهم راكعون ".
* معنى الوليّ الوارد في الآية الشريفة : " وليّكم ".
* المقصود من قوله تعالى : " الّذين ءامنوا الّذين ........ " الآية.
هل هو شخص واحد أو مجموعة أشخاص ؟.

تلكم هي العناوين المعتمدة لبيان المعنى المقصود في آية الولايــــــة. وإلى التـفاصيــل : ـ

أوّلاً : القصر الموجود في الآية الشريفة
القصر في الاصطلاح : تخصيص أمرٍ بآخر بطريق مخصوص ؛ وأركانُه هي :
أداة القصر ، والمقصور ، والمقصور عليه.
أداة القصر في الآية : " إنّما ". تفيد معنى الحصر والتوكيد.
المقصور في الآية : الولاية ؛ لفظ " وليـّـكم ".
المقصور عليه : " الله ، ورسوله ، والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
إذاً ، الولاية مقصورةٌ على ثلاثة أطراف ، منفيّةٌ عمّن عداهم ، مقصورة على :
" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

أنت ترى، أخي القارئ، أنّ النّصّ القرآني لم يتوقّف عند قوله تعالى :
" الّذين ءامنوا" ؛ ولو توقّفَ لكان ذلك معيباً ، وخدشاً في اللّسان العربي المبين؛ لأنّ الآية مُصَدَّرَة بأداة القصر " إنّما " وهي للتخصيص ، و" الّذين ءامنوا " إسم جنس ؛ فتكون الآية في تلك الحالة مركَّبا ناقصا لا يصح السكوت عليه؛ فلا بدّ إذاً ، من التفصيل والتوضيح ، لكي يزول الإبهام ، ويبلغ البنيان تمامه.

وقد جاء البيان الأكمل ، قوله عزّ وجلّ :
" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
هذا الشطر من الآية يسمّى ، من وجهة نظر علم البلاغة ، استئنافاً بيانيّا، نوعه : كمال اتصال. ومن وجهة نظر علم النحو ، تابعا، نوعه : نعت، وعطف بيان، وتوكيد، ومُبْدَل منه وليس بدلاً ، وسنوافيكم بالبدل في الموضع المناسب.
ومن وجهة نظر علم الدّلالة ، تعيينا، ومن وجهة نظر علم المنطق وعلم الكلام، تشخُّصاً ، أفادَ تمييز الموصوف عن غيره وحدّد جنسه وذاته.

ثانياً : الدّلالة المعنوية للإطناب في الآية الشريفة
الإطناب في آية الولاية ، عبارة عن جملة حالية ، جيء بها من أجل تمييز مَن عناه النّصّ القرآني بـِ " الّذين ءامنوا ". والحال عبارة عن وصف ، أي نعت.
ووفقاً لعلم المعــاني، فإنّ الوصف يؤتَى بـه لأغراض عدّة ، منها، تمييز الموصوف عمّا عداه بشيءٍ معلوم تتمّ به معرفته وتمييزه عن غيره أكمل تمييز.

" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " جملة حالية.
أركان الجملة الحالية :
وهم راكعون : الواو للحال ، الإتيان بالواو في هذا الموضع واجب.
هم راكعون : جملة الحال ، وهي جملة إسمية ، في محل نصب حال.
يؤتون الزكاة : العامل في الحال.
الّذين ءامنوا : صاحب الحال.
يقيمون الصلاة : لا محلّ لها من الإعراب.

والحال وصفٌ لبيان هيئة الفعل، وهي نوعان : حال ثابتة، وحال متنقِّلة.
الحال المذكورة في آية الولاية بيّنَت الكيفيّة الّتي حصل بها إيتاء الزكاة، وهي حال متنقّلة.
وبنـــاءً على ذلك، يكون المقصود هو التالي :
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة حال ركوعهم ".
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة إذ هم راكعون ".
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة أثناء ركوعهم ".

التابع، في الآية الشريفة ، جملةٌ خبريّة ، وهي الّتي تحتمل الصدق والكذب؛ والقرآن الكريم صدقٌ كلّه، لا كذبَ فيه، قطعاً حصلَ إيتاءٌ للزكاة أثناء الركوع، فيكون المعنى المستفاد : أنّه وقع من صاحب الحال (الّذين ءامنوا) إيتاء الزكاة حال الركوع ؛ والركوع ركنٌ من أركان الصلاة.

قد يقول سائلٌ : إذا كان المعنى كما ذكرتَ فلماذا جاء الفعل في الآية بصيغة الزمن الحاضر، أي بصيغة المضارع، ولم يأتِ بصيغة الماضي هكذا : " الّذين ءامنوا الّذين أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وهم راكعون " ؟

الدّلالة المعنوية لاستخدام صيغة الزمن المضارع :

1 - الدّلالة على أنّ الحال المذكورة مرئية للعيان ، متحققة فعلاً ، وأنّ المخاطبين عند نزول الآية شاهدوا الواقعة ، ولا زالوا يعيشون الحدث ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ وصاحب الحال حاضرٌ أمامهم، موجودٌ بينهم؛
فنزول الآية في نفس الوقت والحال قبل مغادرة المشاهدين الكرام مفاده الخبر التالي : إنّ هذا المؤمن المؤتي الزكاة حال ركوعه ، والمُشاهَد فورا هو وليّكم، هو نفسه لا أحدَ غيره ، فآمِنوا بذلك وكونوا عليه من الشاهدين.
فالآية الشريفة بمثابة نبأ عاجل، والأنباء العاجلة لا تكون بصيغة الزمن الماضي، وهذا يدلّ على أنّ الحال المذكورة في الآية ، والّتي يسخر منها الكثيرون ، هي السبب في نزول آية الولاية.
ولو تمّ استخدام صيغة الزمن الماضي لفَقدَ البلاغ الفوري أهميته ، وتأثيره النّفسي والبياني، ومقصده الجليل.
لأنّه يؤدّي إلى احتمال وتوهم أنّ إيتاء الزكاة حال الركوع قد صدر عن أكثر من شخص فيقع الاشتراك واللّبس ، نظراً للعامل الزّمني الدّال على المُضي والانقضاء ، ونظرا لأنّ " الّذين ءامنوا " اسم جنس.
وعندها سيقول خُبراء الإجماع، وأساطين التفسير إنّ الآية نزلت للإخبار عن الأمم البائدة ، والعصور الغابرة ؛ ولعلّهم سيرجّحون أنّها نزلت في شأن نبيّ الله داوود ونبيّ الله سليمان عليهما السلام، لأنّهم كانوا أغنياء جدّاً ، أمّا أمّة محمّد فلا شأنَ لها بهذه الآية ، لأنّ الرسول وأصحابه كانوا فقراء ، يفترشون الحصير، ويلتحفون السماء فأنّى لهم أن يؤتوا الزكاة ؟.
ومن أجل سدّ أبواب السفسطة ، ونفي أي توهم أو لبس ، تمّ استعمال الزمن الحاضر الدّال على الحال ؛ لأنّه يستحيل، عقلاً ومنطقاً، أن يتّصف بهذا الفعل المتميِّز، والفريد من نوعه ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ يستحيل أن يتصف به، أو يقوم به أكثر من شخص في نفس الزمن ونفس الوقت ؛ لأنّ الحال في الآية حال متنقِّلة ؛ فصاحب الحال ليس إلّا واحداً معيَّنَا، مخصوصاً بذاته ونعته و إسمه ، وهو
مِن أمّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله.

2 - الدّلالة على الحال ، والتأكيد على أنّ التابع في آية الولاية جملة حالية ؛ لأنّ الفعل المضارع ، في الأصل ، يُستعمَل لِحكاية الحال.
والإتيــان بالمضارع مُراداً به الماضي كثيرُ الورود في اللّســـان العربي، وشواهده لا تُحصى ؛
قال تعالى : ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ﴾.
الإعطاء محققٌ ، قد وقع وحصل ، وجيء بالمضارع لحكاية الحال، فكأنّ الإعطاء واقع حالاً.
وقال تعالى : ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾.
تقتلون : فعل مضارع ، معطوف على كذّبتم : فعل ماضٍ ؛ المعنى : فريقاً كذّبتم وفريقاً قتلتم. وتمّ العدول عن الماضي إلى المضارع لحكاية الحال، ونظراً لأنّ في المضارع استحضار صورة الماضي في الذّهن ، فتكون ماثلة أمام النّفس وتأثيرها أبلغ وأقوى.
وقال الشــاعــر :
فلمّا خشيتُ أظافيرهم نجوتُ وأرهنُهم مالكا.
(دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني).
ينطبق على البيت الشعري نفس الكلام المذكور آنفاً، حيث إنّ الشاعر عطفَ الفعل المضارع " أرهنهم " على الفعل الماضي " نجوتُ " ؛ فالمعنى :
نجوتُ ورهنتهم مالكا ، وإنّما جيء بالمضارع لحكاية الحال ، واستحضار صورة الماضي.

وعليــه ، فإنّ صيغة المضارع في آية الولاية نقَلَت الحَدثَ من الماضي البعيد حكايةً للحال، وعرَضَتْه في مقام المشاهَدة لِيُستيقَن منه ولا يُناقَش فيه.

3 - مجيء التابع، في آية الولاية، بصيغة الزمن الحاضر فيه إشارة إلى العهدية؛ العهد الحضوري بالنّسبة للمخاطَبين عند نزول الآية، والعهد الذّهني المعنوي بالنّسبة للأجيال المتعاقبة عبر الأزمان وفي كلّ العصور، لأنّ الحال في الآية متنقِّلة، فهي معلومةٌ حسّاً ومعنى.

فليتنبّه المخاطَب إلى هذه الدّلالات المعنوية ، وليدرِك الخبر في الآية من كافّة الوجوه ؛ وسوف نُبيِّن كلَّ شيءٍ بالتفصيل إن شاء الله ، وما على القارئ الكريم إلّا أن يستحضر عقله وذهنه ، فالبحر عميقٌ ، والأمر دقيقُ المسلك.
وتستمر الحكاية .........

ثالثاً : معنى الــرّكوع : .......

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-06-2016 الساعة : 10:24 PM


ثالثاً : معنى الــرّكــوع

الركوع في الشرع واللّغة معاً : الإنكباب على الوجه ، وهو التطأطؤ والإنحناء المخصوص في الصلاة ، المعروف لدى كافّة أهل القبلة.
قال صاحب معجم العين : كلُّ قَومةٍ من الصلاةِ ركعةٌ، وركع ركوعاً ، وكلّ شيء ينكبّ لوجهه ، فتمسّ ركبتُه الأرضَ أو لا تمسّ بعد أن يطأطِئ رأسَه فهو راكعٌ؛
وأنشد لِلبيد :
أخبر أخبار القرون الّتي مضت
أدبّ كأنّي كلّما قمتُ راكع.
(معجم العين - الخليل الفراهيدي - مادة ركع).

فالركوع في أصل اللّغة والشرع : التطأطؤ والانحناء ، ومنه الركوع في الصّلاة.

هذا هو المعنى الحقيقي للركوع ، ومن نظرَ إلى معاجم اللّغة وجد هذا المعنى جليّاً؛
أمّا المعاني الأخرى للركوع فهي مجازية.

وبهذا النّعت الحصري ، المخصوص ـ إيتـاء الزكـاة حـال الركــوع ـ تمّ الاعتنــاء بصاحب الحال وتمييزه أكمل تمييز، وبإمكان القاصي والدّاني معرفته ؛ لأنّ الأوصاف المذكورة لا يجهلها المخاطَبون عند نزول الآية ، فهم يعرفونها ، شاهدوها بأمِّ أعينهم؛ كما أنّه لا يجهلها من لم يكن حاضراً وقتذاك، لأنّ جميع العقلاء يدركون أنّ الحال المذكورة مستحيلة الوقوع من أكثر من شخص في نفس الزمن ، كونها حال متنقّلة، فليس المقصود بها إلّا واحداً بعينِه.
والآية الكريمة تضع جميع المخاطَبين في قلب المشهد ، وتجعلهم يستحضرون الحدَث بأذهانهم كما لو أنّه واقعٌ مشاهدٌ أمامهم.

إذاً، الولاية منحصرة في ثلاثة أطراف :
{ الله ورسولـه والمؤتون الزكاة حال الركـوع } .
....................

قد يقول سائلٌ : إذا كان الركوع هو الهيئة الّتي وقع فيها إيتاء الزكاة ، فما الدّاعي والفائدة من قوله تعالى : " يقيمون الصلاة " ؛ أليس المعنى سليماً وصحيحاً بدون جملة " يقيمون الصلاة " على هذا النّحو :
الّذين ءامنوا الّذين يؤتون الزكاة وهم راكعون ؟.

نقول : الركوع، في الآية الشريفة، وصفٌ لِبيان الكيفية الّتي وقع بها إيتاء الزكاة؛
كما أنّ الركوع وصفٌ لِبيان الكيفية الّتي تُقام بها الصلاة ، لأنّ الركوع ركنٌ من أركان الصلاة.

يقول السائلُ : نحن نعلم أنّ الركوع ركن أساسي في الصلاة، فلا صلاةَ بدون ركوع ، نعلم ذلك سواءً أذُكِر ذلك في الآية أم لم يُذكر ؟
نقول للسائل الشاطر : أحسنت ، ونحن سعداء أنّك تعلم ذلك ؛
لأنّ قوله تعالى : " يقيمون الصلاة " عبارة عن إطناب أفاد توكيد المعنى المُراد من الركـــــوع وتقريره في ذهن المخاطب ؛ حيث إنّ المراد به : الركوع الجُسماني ، وهو الإنحناء المعروف ، المخصوص في الصلاة، هو بذاتـه ، دون غيره من المعاني ، فقد جيء بعبارة " يقيمون الصلاة " من أجل توكيد هذا المعنى ، لأنّه لا صلاة بدون ركوع ، وركوع الصلاة إنحناءٌ.

إنّ الآية الشريفة أثبتت المعنى الحقيقي للركوع ونفت ما عداه من المعاني، فمعنى الركوع ، في آية الولاية ، حقيقةٌ شرعية وحقيقة لغويّة ؛ المعنى مؤكَّد مرّتين.

والعلّة من هذا البيان والتوكيد هو لجمُ بعض الشّطار الّذين يقولون إنّ للركوع معاني أخرى غير الانحناء للصلاة ؛ كالخضوع والتذلل وغيرها من المعاني المجازية.

بهذا الإطناب القرآني المقدَّس ، تمّ إخراج كافّة المعاني المجازية للركوع ، وإثبات المعنى الحقيقي ، وهو الانحناء المعروف ، المخصوص في الصلاة.
فلا يصح حمل الركوع في آية الولاية على المعاني المجازية ، لأنّ المعنى الحقيقي مُقدَّمٌ على المعنى المجازي وفقاً لعلم الأصول.

{ كتاب أحكِمَتْ آياته ثمّ فصّلتْ من لدن حكيمٍ خبير }.
.....................................

وفي هذا المقام البهيج، لا ننسى أن نتقدم بالتعازي القلبية الحارة والساخنة إلى شيوخ المعتزلة بمناسبة انهيار المعاني التي ابتكروها للركوع، سقط برج بيزا !.
ومرة أخرى، ضربة معلم، وعالي شموخك يا يمن.
......................................

وتستمر الحكاية ...... ......

رابعاً : معنى الوليّ الوارد في الآية الكريمة : ........

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-06-2016 الساعة : 09:50 PM


رابعاً : معنى الوليّ الوارد في الآية الكريمة

إنّ العقلاء عندما يقرأون آية الولاية يطرحوون على أنفسهم سؤالاً : لماذا كلّ هذا التوكيد، والتخصيص، والتوضيح الموجود في آية الولاية ؟
والجواب ببساطة ، لأنّ مقام الخطاب يستلزم ذلك ، فمعلومٌ أنّه لكلّ مقامٍ مقال.
فاقتران الآية الشريفة بشواهد الاختصاص والتوكيد دليلٌ على أهمّية الخطاب، وخطورة شأنه ، هذا من ناحية ، ومن ناحيةٍ أخرى ، توضيح المعنى وتوكيده ، وتقريره في أذهان المخاطَبين بأفصح بيان ؛ فلم يعد هناك مجال للشك والظّن ، أو الجهل والتعامي عن المعنى المقصود ، فالآية الكريمة قد أسمعَت مَن به صمم.

فما معنى وليّكم في هذا النَّصّ القرآني الجليل ؟
يقول البعض معنى وليّكم : ناصِركم ومُحِبّكم !.
عجباً لأمر القوم !. ومالي لا أعجب وقد أبدلوا اللّسان العربي بلسانٍ من خشب.

هوِّنْ عليك فإنّ الأمور بكَفِّ الإله مقاديرُها.

إنّ حمل " الوليّ " في الآية على معنى الناصر والمحِب غلط من كافّة الوجوه، شرعاً وعقلاً ولغّةً وعُرفاً.

معنى " وليّكم " : الأَوْلَى بكم ، الّذي وجبت له الطّاعة عليكم.
هذا هو المعنى في الآية الشريفة . بدليل ما يلي : ـ
1 - أنّ آية الولاية خاصّة وليست عامّة، ومعلومٌ أنّ المحبة والنّصرة عامّة، مستغرقة لجميع المؤمنين والمؤمنات، وليست منحصرة فقط ومختصّة بالله تعالى، ورسوله، والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

قال تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾.

2 - ضمير الجمع في " وليّكم " يعود على جميع المخاطَبين، أي على جميع المؤمنين والمؤمنات؛ وهذا يمنع من أن يكون المراد بـِ " الوليّ " النّاصِر أو المُحِب ، وذلك لحصر الولاية في المؤمنين الموصوفين بالجملة الحالية.... إيتاء الزكاة حال الركوع.
فلو كان المقصود هو المحب والنّاصر لاستلزم ذلك أن يكون البعض الآخر غير ناصر ولا محب، لأنّ الحال المذكورة في الآية ليست حاصلة ومتحققة في جميع المؤمنين والمؤمنات ، إنّما هي نعتٌ مخصوص
لِذي هيئةٍ مخصوصة وفي زمن مخصوص ، وصاحب الحال مؤمنٌ واحدٌ، مقصودٌ بذاته ونعته.

إنّ أداة القصر، والجملة الحالية عبارة عن قيود ، أفادت تخصيص الحكم وتوكيده ؛ وليس لتقييد الحكم في آية الولاية أي معنى إلّا الدّلالة على ولاية الأمر والتدبير، وليس ولاية النّصرة ، لأنّها عامة لا اختصاص فيها ولا تقييد.

3 - الآية الشريفة تضمّنَت أيضاً ولاية الله ورسوله ، ومعلومٌ أنّ ولايتهما ولاية أمرٍ وتدبير، وطاعتهما واجبة على جميع المكلّفين.

قال تعالى : ﴿ اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَاللَّـهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾.

هذه الآيات ونظائرها تؤكّد أنّ ولاية الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية أمر تدبير ؛ فولاية الّذين ءامنوا ، المخصوصين في آية الولاية، نفس ولاية الله ورسوله وعلى نسقها ، أي ولاية أمرٍ وتدبير.
وليس لأحد أن يقول : إنّ ولاية الله ورسوله ولاية أمر وتدبير وليست كذلك ولاية الّذين ءامنوا.
فهذا القول أوهن من بيت العنكبوت ، ساقط تماماً ؛ لأنّ " الّذين ءامنوا " معطوفٌ على الله ورسوله ، وهذا العطف أفاد التشريك في الحكم ، أثبت لهم حكم الولاية الثابت لله ورسوله ؛ فالولاية واحدة، وهي ولاية تَصَرُّف.

وهذا يؤكد أنّ الآية دالّةٌ على ولاية الأمر، وأنّ معنى الوليّ هو الأَوْلى والأحقّ بالطاعة ؛ وهو الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

4 - " وليّ " على وزن " فَعِيل " وجاء اللّفظ في الآية بصيغة الإفراد ؛ قال : إنّما وليّكم ، ولم يقل : إنّما أولياؤكم ، على الرغم أنّ الآية أثبتت الولاية لأكثر من واحد ، لثلاثة أطراف : " لِله ولِرسوله ولِلّذين ءامنوا الذين .... ".
فاللّفظ استوى فيه المفرد والجمع ؛

والألفاظ الّتي تأتي على وزن فعيل ويستوي فيها المفرد والجمع لا تكون إلّا بمعنى المفعول لا بمعنى الفاعل.
فمعنى " وليّ " في الآية ، هو مولى ، والمولى هو الأَوْلى : السيّد المُطاع، المُتَّبَع في جميع أمره ونهيه ؛ وهو الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

قال تعالى : ﴿ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ﴾.
مولاكم : أَوْلَى بكم.

وقال تعالى : ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾. مولاهم : حاكمهم وسيّدهم.

وقال تعالى : ﴿ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾.
كَلٌّ على مولاه : عبءٌ على سيّده.

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وآله : {... والعبدُ إذا اتّقَى ربَّه وأطاعَ مواليَه فله أجران } (صحيح البخاري).
مواليه : أئمّته ؛ موالي : جمع مولى : السيّد المُطاع.

وفي صحيح البخاري : { باب إذا كان الوليّ هو الخاطب، أي الخاطب لامرأةٍ هو أَوْلى النّاس بها.
وقد علَّقَ الشّارحُ ـ مصطفى البغا ـ على الحديث قائلاً :
هو أَوْلَى .... : أي وليُّها }.

وقال الشــاعــر :
فما أنا في سهمٍ ولا نصرِ مالكٍ
ومولاهمُ عبد بن سعد بِطامعِ.
(النابغة الذبياني - ديوانه).
يقول : لستُ طامعاً في سهمٍ ، ولا بنصر مالكٍ ولا بمولاهم : أي سيّدهم.

وقال الشاعر يمدح يزيد بن معاوية :
وما وجَدَت فيها قريشٌ لِأمــرها
أعـفَّ وأَوْفى من أبيكَ وأمجــدا
فأصبحتَ مولاها من النّاس بَعدَه
وأحرَى قريشٍ أن يُهابَ ويُحمَدا.
(الأخطل التغلبي - ديوانه).

إنّ المعنى الحقيقي للوليّ والمولى هو الأَوْلَى ، والمعاني الأخرى مجازية، ولا يتمّ العدول عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي إلّا بشاهدٍ ودليل.

إذاً ، " وليّ " في آية الولاية، بمعنى مفعول، أي مَولى، وهو الأَوْلَى : السيّد المُطاع ، المُتّبَع ، مَن توالت طاعته حالاً بعد حال ، وزماناً بعد زمان ، دون أن يتخلّلها انقطاع أو عِصيان ؛ لأنّ وليّ صِفة مُشبَّهة.
وبما أنّ " وليّ " صفة مشبهة ، على وزن فعيل بمعنى " مفعول " امتنعَ أن يكون المعنى هو النّاصر أو المُحِبّ ، لأنّها أسماء فاعل بمعنى " فاعل " لا بمعنى مفعول، وهي دالّة على معنى الحدوث والتجدّد، وليس الثبوت والدّوام.

" الوليّ " : المُطاع ، أي مَن وجبت طاعته على المكلَّفين ، فهو مُطاع لأنّه مفعول ، والمكلَّفون طائعون لأنّهم فاعل ، ومَن وجبت طاعته وجبَ اتّباعه في جميع أمره ونهيه ، فالوليّ متبوعٌ لأنّه مفعول، والمكلَّفون تابعون لأنّهم فاعل، ومَن وجب اتّباعه وجبت نصرته ومحبّته ، الوليّ مولى ، لأنّه مفعول ، فهو منصورٌ و محبوب ، والمكلّفون ناصِرون ومُحِبّون لأنّهم فاعل ؛ والنُّصرة والمحبّة لازمٌ من لوازم اتّباع المولى وطاعته.

قال تعالى : ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾.

وقال ذوو الفطرة السليمة :
تعصي الإلهَ وأنت تُظهرُ حُبَّه
هذا لَعمركَ في المقال بديـعُ
لو كُنتَ تصدق حبَّه لَأطعتَــه
إنّ المُحِبَّ لِمَن يحبّ مُطيعُ .

.........................................

" إنّما الأَوْلى بكم الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
" إنّما مولاكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ................ ".
" إنّما مُطاعكم الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين ................ ".
" إنّما محبوبكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ................ ".
" إنّما منصوركم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ............. ".

" وليّ " في الآية بمعنى المفعول، وحمل المعنى على المحِب والنّاصر يؤدّي إلى أن يكون " وليّ " بمعنى الفاعل، وهذا بدوره يؤدّي إلى انعكاس معنى الآية رأساً على عقب ، فيصير المفعول فاعلا، والفاعل مفعولاً ، أي يصير المُطاع طائعاً، والطّائع مطاعاً وهو باطل.

إنّه يؤدّي إلى جعل ( الوليّ ) ـ الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ يؤدّي إلى جعل الوليّ طائعاً تابعاً للمكلَّفين، والمكلّفين مُطاعين متبوعين ؛ وهذا المعنى ساقط شرعاً ولغّةً ؛ لأنّ :
الله تعالى مولى : فهو مُطاع لا طائع.
رسوله مولى : فهو مطاع لا طائع.
الّذين ءامنوا الّذين ......" مولى : فهو مطاع لا طائع.

وبهذا يظهر لك أخي القارئ فساد ما ذهب إليه المخالفون، حيث إنهم جعلوا (الوليّ) في الآية بمعنى (فاعل) فعكسوا معنى الآية رأسا على عقب، وهذا غلط لأنه بمعنى " مفعول " ، فهو متبوع ، طاعته ومحبّته ونُصْرته واجبة على المخاطَبين ، وليس العكس.

هل عرفتم الدلالة المعنوية لمجيء لفظ (ولي) بصيغة الإفراد ؟؟.

" قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ".

وآية الولاية عبارة عن جملة خبريّة لفظاً ، إنشائية في المعنى، معنى الآية هكذا : " أطيعوا اللهَ ورسولَه والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين........" ؛ مفعولٌ به ، وليس فاعل.
ويتأكّد هذا المعنى الشريف بالآية التالية لِآية الولاية ، لأنّها معطوفةٌ عليها، أي قوله تعالى :
" ومَن يتولَّ اللهَ ورسولَه والّذين ءامنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون ".

" الله ورسوله والذين ءامنوا " مفعولٌ به ، تأكيداً على أنّ " وليّ " في آية الولاية ، بمعنى مفعول ، لا بمعنى فاعل.

ومرة أخرى، عالي شموخك يا يمن.

...........................................

وبنــاءً على كلّ ما سبق من الشواهد والأدلّة العلمية والشرعية، يتأكّد تماماً أنّ المعنى المراد في آية الولاية هو ولاية الأمر، ووجوب طاعة المذكورين فيها واتّباع أمرهم ونهيهم دائماً وأبداً ؛
" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
هم الجديرون بالولاية ، الخليقون بالطّاعة ، والأحقّاء بها دون منازع.
فمعنى الآية دال بجلاء على الإمامة ، والرّئاسة العامة ؛ وقوله تعالى :
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " المقصود به أعيان مخصوصون ، ولايتهم كولاية الله ورسوله ، وطاعتهم كطاعة الله ورسوله،
وهم الّذين أوجب لهم الشرعُ نفس الطّاعة الواجبة للرسول صلى الله عليه وآله في قوله تعالى :
" يا أيّها الّذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
هم الّذين جَعلَ الله طاعتَهم شرطاً واجباً من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر.
واقتران ولايتهم بولاية الله ورسوله يؤكّد أعلميتهم، وعصمتهم، وعظيم منزلتهم.

العصمة : ملَكة اجتناب المعاصي مع التّمكّن منها.
(معجم التعريفات - علي الجرجاني).

﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾.
.........................................

واعلم أخي القارئ الكريم، أنّ آية الولاية أكّدت وجوب ولاية الأمر خلافةً عن رسول الله، وأنّ الإمامة باقية متواصلة بعده صلى الله عليه وآله وسلم، والفائدة الجليلة الّتي جاءت بها الآية الشريفة هي النّصّ على الخليفة الشرعي بصفته ونعته.
ومعلومٌ لدينا أنّ ولاية الله ورسوله واجبة على الخَلْقِ، نحن نعلم ذلك من آياتٍ أُخَر غير آية الولاية ؛ فالرسول هو وليُّ المسلمين في حال حياته وزمانه، ولا ولايةَ لِأحدٍ عليه، لأنّ النّبيّ أَولى بالمؤمنين من أنفسهم ؛ فإن مات أو قُتلَ انتقلت الولاية منه صلى الله عليه وآله إلى خليفته الموصوف بالإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع، وفقاً لِما أخبرَتْ به آية الولاية.
وبناءً على ذلك، نعلم أنّ أداة القصر " إنّما " دالّة على إثبات الإمامة خِــلافةً عن رسول الله صلى الله عليه وآله لِمَن تحققَتْ فيه الصفات المذكورة في الآية منفيةٌ عمّن عداه.

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-06-2016 الساعة : 09:56 PM


فائدة :

* الحرف " إنّما " يتضمّنُ معنى النّفي والاستثناء، ومن ثمّ يفيد القصر، أي الاختصاص ، وينفرد هذا الحرف بمزيّة النفي والإثبات دفعة واحدة ؛
" إنّما وليّكم ... " هو بمنزلة : ما وليّكم إلّا ... ". و " ما " و " إلّا " من أدوات القصر.

* 《 الاختصاص والتخصيص معناهما الإنفراد والإفراد ، فإذا قلت : اختصّ زيد بالمال فمعناه أنّه انفرد به لم يشاركه أحد من النّاس فيه ، وخصصته به أي أفردته من دون سائر النّاس بالمال ، كما صرّحَ به أهلُ اللّغة ، وقال الراغب : التخصيص والاختصاص والتخصص تفرّدُ بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة 》.
(شرح تلخيص المفتاح - بهاء الدين السبكي - الجزء الأول ).

* الألفاظ الّتي تأتي على وزن " فَعِيل " بمعنى " مفعول " يستوي فيها المفرد والجمع والمذكَّر والمؤنّث ، وتلك الألفاظ إمّا أن تكون صفات مشبَّهة أو صِيَغ مبالغة ؛ ويقول علماء اللّغة إنّ صيغ المبالغة ترجع عند التحقيق إلى معنى الصفة المشبّهة ، لأنّ الإكثار من الفعل يجعله كالصفة الراسخة في النّفْس.

* " وليّ " : صفة مشبّهة على وزن فعيل ، و " أَوْلى " صفة مشبّهة على وزن " أَفْعَل ". فعيل وأفعل من أوزان الصفة المشبّهة.
قال تعالى : " والله أعلم بما تصفون " ؛ " أَعلم " على وزن أَفعَل بمعنى فعيل ، أي عليم، صفة مشبّهة ؛ فالله جلّ وعلا قد أحاطَ بكلّ شيءٍ عِلما ، وعلمه سرمديّ أبديّ ، لا يتخلّله تغيُّر أو انقطاع ، وعلمه تعالى لا يُقاس بعلم أحد.

* " مَولَى " : الميم في اللّفظ هي ميم المفعول، وهو مشتَقٌ من الفعل " وَلِيَ " والمقصود به معنى الثبوت والدّوام ؛ { إنّما مَولى المؤمنين اللهُ ورسولُه والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ؛ و " والي " اسم الفاعل ؛ و " وليّ " صفة مشبّهة وصيغة مبالغة ؛ و " أَوْلى " صفة مشبّهة وإسم تفضيل.

* 《 إذا كانت الصّفة المقترِنة بـِ " ال " صفةً مُشبّهةً، أو إسمَ تفضيل، أو صيغةَ مبالغة ، فإنّ " ال " الدّاخِلة عليها ليست موصولية، وإنّما هي حرف تعريف، لأنّ هذه الصفات تدلّ على الثبوت، فلا تشبه الفعل من حيث دلالته على التجدّد، فلا يصح أن تقع صلةً للموصول كما يقع الفعل 》.
(جامع الدروس العربية - الشيخ الغلاييني - الجزء الأول ).

* 《 ما جاء على زِنتَيْ اسمَي الفاعل ، والمفعول ، مما قُصِدَ به معنى الثبوت والدّوام ، فهو صفة مشَبّهة ، كطاهِر القلبِ ، وناعِم العيش ، ومُعتدِل الرّأي ، ومُستقيم الطّريقة ، ومَرضِيّ الخُلُق ، ومُهذَّب الطّبع ، وممدوح السّيرة ، ومُنقَّى السّريرة 》.
(جامع الدروس العربية - الشيخ الغلاييني - الجزء الأول). ..........................................

وتستمر الحكاية .......

خامساً : المقصود بـ " الّذين ءامنوا " الموصوف بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
حال الركوع، هل هو شخصٌ واحد أو مجموعة أشخاص ؟
........

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-06-2016 الساعة : 03:21 AM


على فقهاء أهل السنة أن

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟

اليمني الاول
مــوقوف
رقم العضوية : 82629
الإنتساب : Apr 2016
المشاركات : 105
بمعدل : 0.03 يوميا

اليمني الاول غير متصل

 عرض البوم صور اليمني الاول

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : اليمني الاول المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-06-2016 الساعة : 03:21 AM


على فقهاء أهل السنة أن يستعدوا للنقاش العلمي، لأن آية الولاية وآية الإطاعة قد أطاحت بمذهبهم المزيف، وإن كيد الشيطان كان ضعيفا.

مذهبهم، بجميع ما يحويه من فرق وملل ونحل، ساقط شرعا، وليس أمامهم سوى خيارين لا ثالث لهما :

إما الدفاع عن مذهبهم وإثبات مشروعيته بالدليل العلمي الشرعي الواضح - ولن يتمكنوا من ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، لأن مذهبهم باطل، لا مشروعية له، وليس لهم حتى دليل واحد صحيح يثبتون به مشروعية فرقهم المنحرفة.

وإما أن يلتحقوا بسفن النجاة، أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة عليهم الصلاة والسلام ؛ وهذا هو الحق المبين والصراط المستقيم.

من مواضيع : اليمني الاول 0 ما معنى قوله تعالى : { أكاد أخفيها }
0 فحوصات تهم المرأة الحامل
0 فصائل الدم
0 { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.
0 هل الإمامة أصل من أصول الدّين؟؟
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:31 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية