أقدم لكم اليوم حياة واحد من زعمائنا الذين خلدهم التاريخ والذي بقى محفوراً أسمه في قلوب الملايين من شعبنا العراقي لحبه لهم وخصوصاً من قبل كل الفقراء والكادحين من شعبنا لأنه كان قريباً منهم ويحس بإحساسهم ويعاني معاناتهم وكان نزيهاً أبعد النزاهة لم تستهويه السلطة ولم يغريه كرسي الحكم بكل ما فيه من مغريات الشيطان بكل نزيهاً بكل معاني النزاهة ومحباً لشعبه لم يستخدم السلطة كسيف مسلط على شعوب العراقيين بل كانت السلطة قد سخرها لخدمة شعبه وتحقيق طموحاته وسوف نقوم بسرد حياة هذه الزعيم الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم وعلى أجزاء نتيجة لطول المقالة وليسمح كل القراء وفي مقدمتهم اخي العزيز البغدادي بنشرها وأقدمها لهم للدلالة على بساطة ونزاهة هذه الشخصية ونعرضها على أعضاء مجلس نوابنا الجديد وحكومتنا المقبلة لكي يتخذوا منها دروساً في التعلم من حياة هذا الزعيم الخالد راجياً من الله إن تجد لدى الجميع القبول الحسن والطيب عندهم.
ولد عبد الكريم قاسم في بغداد في 21 كانون الأول عام 1914 م من أُسرة عراقية تنتمي إلى عشائر زبيد وأُم تنتمي إلى عشائر تميم دخل مدرسة الصويرة الرسمية في قضاء الصويرة سنة 1921 , وأستمر في الدراسة فيها إلى الصف الرابع حيث أنتقل إلى المدرسة المأمونية في الرصافة في بغداد وحاز على شهادة الابتدائية في سنة 1927 , ثم دخل إلى المدرسة الثانوية المركزية وحصل على الشهادة الإعدادية عام 1931 , وتعين معلماً في مدرسة الشامية الابتدائية في 22 تشرين الثاني عام 1931 , وفي تموز عام 1932 , ثُبت بوظيفته كمعلم لكفاءته وجدارته , ثم قدم استقالته رغبة منه في إكمال دراسته , وفي 15 أيلول عام 1932 , تم قبوله في المدرسة العسكرية وتخرج منها في 15 نيسان عام 1934 برتبة ملازم ثان , وبدأ حياته العسكرية في كتيبة للمشاة , ثم تعين لاحقاً كمدرس في الكلية العسكرية . وفي عام 1941 تخرج من كلية الأركان العسكرية , وفي عام 1955 وصل إلى رتبة مقدم ركن وبعد أن أصبح عقيداً تم تعيينه آمراً للواء المشاة الـ 20لقد عاش عبد الكريم قاسم حياة بسيطة متقشفة , ولم يستغل موقعة على رأس الدولة لينتفع مادياً سواء بالنسبة له أو بالنسبة لأفراد عائلته وأقربائه , وإن اللغط الذي دار حوله آنذاك لم يكن منصفاً وأتضح فيما بعد أنه كان كذباً ونفاقاً والغرض منه هو الحط من مكانته بين الناس .
إن عبد الكريم قاسم كان يعتاش على راتبه الشهري الذي لا يزيد عن رواتب العسكريين من رتبته , وكان يُقاسم راتبه مع بعض أفراد عائلته , وكان طعامه البسيط يأتيه من بيت أُخته في ( صفرطاس ) . إن هذه النزاهة لم تكن متواجدة عند الذين سبقوه أو الذين جاءوا بعده على دفة الحكم . لم يبن القصور الفخمة المزركشة والفِلل الفارهة والمطلية بالذهب حتى حماماتها ومراحيضها , ولم يشتري اليخوت والبواخر والطائرات , ولم يكن له حساباً في أي بنك في العالم ليحول إليه ما يسرقه من قوت الشعب , ووجدوا في جيبه مبلغ دينار ونصف يوم استشهاده , كان يفترش الأرض وينام وسط مكتبه في وزارة الدفاع , وينهض مبكراً لمتابعة شؤون البلاد والعباد . أشياء كبيرة موجودة في شخصية عبد الكريم قاسم , فحبه لشعبه ووطنه وحُبه للشعوب العربية والإسلامية ووقوفه الى جانب قضاياها العادلة هي من سماته وخصائله كما وقف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه بالعودة الى أرضه وتأسيس دولته الوطنية المستقلة , وناصر الشعب الجزائري في ثورته المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي وخصص مبلغاً من المال يذهب لحساب جبهة التحرير الوطني الجزائرية . إن هذه الصفات وغيرها هي التي ألبت عليه المخابرات الأجنبية ولاسيما الإنكليزية والأمريكية , واستمرت تلاحقه وبنفس الوقت تساعد من يعمل على الإطاحة به , لأنه وجه ضربات موجعة إليها عندما أخرج العراق من حلف بغداد وأنحاز الى المعسكر الاشتراكي والإتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة بين الشرق والغرب , كما أنه ضرب المصالح النفطية الأجنبية بإصداره قانون رقم 80 الذي أسترجع فيه العراق 99,5 من الأراضي غير المستثمرة من الشركات الأجنبية , وسن قانون شركة النفط الوطنية . كما تم في عهده إصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي يعتبر نموذجاً في المنطقة رغم النواقص التي كانت فيه , كما تم أيضاً سن قانون الأحوال المدنية وأنصف المرأة وأعاد إليها مكانتها في المجتمعووقف إلى جانب الشعب الكردي وأعاد المهجرين منهم إبان الحكم الملكي وعلى رأسهم المرحوم الملا مصطفى البارزاني ورفاقه الآخرين.
هذا ماله والكثير الكثير والتي جعلته محبوباً بين الجماهير ولا سيما الطبقات الكادحة من العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين الثوريين , كما كان محبوباً من الجنود وضباط الصف والضباط من الرتب الصغيرة .
كان يحبه الشعب ويحب الشعب وكان مسكنه وزارة الدفاع التي كان يبيت فيها أغلب أيامه مفترشاً الأرض مع فراش بسيط .
في إحدى جولاته الصباحية المستمرة لمناطق بغداد، وبدون حماية سوى سائقه دخل على أحد المخابز الحكومية مخبز تموين في منطقة الكاظمية، رفع شنكة من العجين، جزء كروي من العجين ما يعادل رغيف خبز، ولها وزن محدد، وضع الشنكة على الميزان فكانت تنقص بعض الغرامات، فالتفت لواجهة المخبز الداخلية، ورأى صورة له كبيرة، فقال لصاحب المخبز:((وليدي صغّر الصورة وكبّر الشنكة قوت الشعب))
يا شهيدنا الخالد
لقد سرقونا، ونثرونا في هذه المعمورةسيأتي اليوم ونقول هذه الوسة التي رددها اهل الجنوب والفرات الأوسط...((وكل شهيد من الشعب ينعاد دفنه)).
وسوف نكمل سيرةوحياة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في جزءنا القادم إن كان لنا في العمر بقية أنشاءالله.
شكراً لك يا أخي حسين العلاق على مرورك وردكم الكريم ونحن نكتب هذا لبيان الفرق الشاسع بين الزعيم وقادة اليوم الذين هم في عيشتهم كعيشة الأباطرة ولنترحم على أيام هذا الزعيم الذي فعلاً هو خادم لشعبه.
اتمنى ان تقرؤا كتيب ((مذكرات العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم حول التحرك الاسلامي في العراق)) بخط شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم لتعرفوا حقيقة عبد الكريم قاسم الذي حارب الاسلاميين اشد محاربة .
عموما اشكر كاتب الموضوع الاخ عبود مزهر الكرخي للجهد الذي بذله في كتابة الموضوع .
الله يوفقك لاكمال هذا الموضوع وارجوا ان ينصب جهدكم الاكثر في بيان وطنيته الحقة خاصة القضية الفلسطينية التي يتشدق البعض الان بانه الناصر الفعلي لها وتبيان دور هذا الزعيم الخالد في تحريركامل فلسطين من اليهود وبقاء منطقة جنين فقط لانهاء الاحتلال اليهودي لولا المصالحة التي حدثت مع اليهود تجدذلك في مذكرات رفيق الزعيم الراحل اثناء حربهم مع اليهود في فلسطين الرائد عمر علي وماكفر قاسم الا دلالة على هزيمة اليهود انذاك بارك الله في جهدك
أخي العزيز علي هادي السعدي لقد نشرت القسم الثاني من حياة الزعيم عبد الكريم قاسم وهو يمثل اتجاهات الحكم في العراق في ذلك الوقت وتركيبة الحكومة وهو الجزء الثاني ومع الأسف لم يثبت ولا أدري مالسبب في عدم تثبيته لكي يتم أطلاعكم عليه وهو موجود في المواضيع وسوف انشر في الأجزاء التالية بطولات زعيمنا ولواءه البطل(19) في فلسطين وفي الأجزاء القادمة انشاءالله إن كان لنا في العمر بقية.
وشكراً لك يا أخي على مروركم ومتابعتكم للموضوع.