بسم الله الرحمن الرحيم
---
تعرف عزيزي المسلم ان الله سبحانه وتعالى ارسل الرسل منذ الخليقة ، فجعل لكل نبي وصي
بعده يهدي قومه ويعمل بما امر الله به ، وليس
للامة ان تختار ذلك النبي كما ليس لها ان تختار
ذلك الوصي ايضا حيث يكون جعل من الله سبحانه وهذه سنته في خلقه
وقد ختم الله تعالى هذه الرسل بنبي الرحمة
محمد صلى الله عليه وآله ومنذ بعثه امره يتخذ
الاءمام علي عليه السلام وصي له فقام النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله بعمل وليمة حسب
ما امره الله سبحانه بان انذر عشيرتك الاقربين
ودعا لها بني هاشم وكان عددهم قرابة الاربعين
رجل يرأسهم ابو طالب عم النبي ووالد علي عليه السلام
فقام النبي صلوات الله عليه وآله خطيبا بهم
قائلا: لم اعلم شابا اتى قومه بمثل ما اتيتكم
به فقد اتيتكم بخير الدنيا والاخرة
فقد بعثني الله نبيا لهذه الامة فمن يؤازرني
على هذا الامر فيكون وصيي وخليفتي من بعدي
فلم قم احد الا علي بن ابي طالب
والامر معروف كما ورد في حديث الدار
ومنذ ذلك الوقت اتخذ محمدا صلى الله عليه وآله
عليا وصيا له وخليفة لدينه ودعوته من بعده ومنذ ذلك الوقت لم يترك الرسول الكريم (ص)
مناسبة الا وذكر الناس بطاعة علي عليه السلام
اءماما وخليفة بعده
وكون ان اغلب المسلمين في ذلك الزمن دخل
الاسلام اما خوفا من سيف علي او طمعا في ما
يرجوا من الغنائم والمكاسب الدنيوية والقلة القليلة منهم من آمن بالله ورسوله عن ايمان صادق ويقين ثابت فقام المنافقين بكيدهم له في
كل مناسبة وابتداءا من هجرة النبي صلى الله عليه وآله كان عليا اول فدائي في الاسلام حيث
بات في فراش الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله وكان المشركين بقيادة خالد بن الوليد ذلك
الزنديق الزاني الفاسق يريدون القضاء على هذه الرسالة من بدايتها
لكن الله سبحانه وكما جاء بالآية رقم 17 من سورة الطارق
(انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا) رد الله كيدهم بنحورهم
فلم يلحق النبي اذا من مخططاتهم ومكائدهم
وتوالت الاحداث والمعارك وكان علي عليه السلام هو كاشف الكروب عن وجه النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله حتى كانت حجة الوداع
فأمر الله نبيه بتبليغ ولاية علي عليه السلام الى
الناس كافة وفي غدير خم في ذلك اليوم الهجير
اعتلى النبي الكريم اقتاب الابل رافعا يد عليا
معلنا ذلك الحدث المدعم بآيات القرآن الكريم
كما جاء في المائدة / اليوم اكملت لكم دينكم الى
آخر الآية
فقام عمر بن الخطاب وابو بكر وعثمان وجمع
كثير من الصحابة بمبايعة علي عليه السلام بعد
ان نصب له الرسول صلى الله عليه وآله صيوان
وكان لعمر مقولة مشهورة بخ بخ لك يا ابا الحسن لقد اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة
وكان صادقا فيما قال اصبح ابا الحسن مولى كل
مؤمن وليس عمر بمؤمن كما اتضح فيما بعد
ثم تتالت الاحداث وكانت رزية الخميس المعروفة
ثم يتوفى النبي صلى الله عليه وآله فيطبق عمر
نص الآية (وما محمد الا رسول غد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم)
وكون عامة الناس يتبعون المصالح والمناصب
كما يحصل في وقتنا الحاضر من المنتفعين والمتسلقين على رقاب الاخرين ذهبت الامة من
حول علي بن ابي طالب بين خائف من البطش وبين طامع بالمال وكان اغلب تلك الامة يبغض
علي عليه السلام كونه طوعهم بالسيف ولهذه الاسباب وغيرها كثيرة اتبعت الامة عمر وابا بكر
فحصل هنا السير على اهواء عمر وابا بكر
ومن خالفهم اما ان يقتل او يحرم العطاء لذلك
كان الكثير منهم مجبرا ومخفيا حبا لعلي عليه السلام وسمي من يخفي حبه لعلي بالروافض
فهناك الكثير من اصحاب رسول الله المنتجبين
امثال سلمان الفارسي وابو ذر الغفاري وجابر
ابن عبدالله الانصار والمغداد بن الاسود الكندي
وعمار بن ياسروغيرهم الكثير فلماذا لم يغضب
الناس لهم اليس هم افضل اصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وآله
لكن كان دور المنافقين امثال عمرو بن العاص
ومعاوية بن ابي سفيان هم وراء ذلك الالتفاف
فاستغلوا صلتهم بامثالهم الذين هم على سدة
الحكم واوهموا الناس بقدسية الشيخين فقالوا
من اراد الخلافة يجب ان يبايع المسلمين على
كتاب الله وسيرة الشيخين وهم سموهم الشيخين
ذلك الاسم الذي هو على غير مسمى فكيف يكون
الشيخ لا يفقه شئ في الدين حتى قال عن نفسه كل الناس افقه من عمر
وصار ذلك العرف على الدول والحكومات التي
تعاقبت على امور المسلمين يجب عليها ان تجعل
لهم القدسية والا طولبت من قبل الناس بارجاع
الامر الى اهله وقد حاول البعض من اعادة الامر
الى اصحابه مثل معاوية بن يزيد وعمر بن عبدالعزيز الا انهم انتهو بالسم من قبل الطامعين
بالحكم ولم تقوم دولة منذ الف واربعمائة سنة الا
على ظلم آل محمد صلى الله عليه وعليهم ورفع
قدر الشيخين الذين هم اساس كل ظلم وقع على آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين
الحكم ومصالح الدنيا هي من عطتهم تلك الصفة
المزيفة بحيث اصبح الآن عند الوهابيه شهادة
لا اله الا الله محمد رسول ليس كافية لعصمة دم ومال المسلم مالم يسب علي عليه السلام ويمدح
الشيخين الوهميين مات احدهم وتمنى ان امه لم
تلده والثاني تمنى ان يكون عذرة لما اغترفا من جرم اغض مضاجعهم حتى الموت
بينما يضرب علي بن ابي طالب بالسيف فيقول
فزت ورب الكعبة
وهنا يتضح لك اخي المسلم من هو احق ان يكون امير المؤمنين
وأسألكم الدعاء